أرسل لي صديق خبراً نشر على موقع «بي بي سي»، عن اقتراب علماء أميركيين خطوة من تطوير مواد تتيح للبشر التواري، وفي الخبر «طور علماء من جامعة بركلي بكاليفورنيا مادة يمكنها أن تحول الضوء عن الأشياء ثلاثية الأبعاد مما «يخفيها عن الأنظار»، وفقا لما يسمى بالانعكاس المقلوب أو السالب».. ويقول العلماء إن المبادئ التي يستند عليها الاكتشاف قد تمكن في المستقبل من صنع عباءة «إخفاء». انتهى الخبر.
أظن، وبعض الظن إثم، أننا سبقنا هؤلاء العلماء في ابتكار عباءة الإخفاء. لاحظ أني لم اقل طاقية بل عباءة وكلاهما شرقي النسج.
العباءة اكبر وأكثر ستراً، وعباءة الإخفاء «حقتنا»، لا تخفي شخصاً فقط بل مجموعة أشخاص، ومعهم شركتهم وجميع موظفيها، أيضاً مبانيها ومخازنها، والعلماء الأميركيون اكتشفوا مادة لهذا الغرض في حين أن اكتشافنا السابق لنجاحهم ذاك جاء لعدم وجود «مادة» من أساسه، أو عدم فاعليتها بسبب تقادم عهد التخزين، إضافة الى وجود مواد أخرى لدينا ذات فاعلية عجيبة وبحسب طريقة الاستخدام، استطاعت، هذه المواد، بخصائصها «الفيزيائية»، مثل مادة «التشهير» السامة والعياذ بالله، ومادة «الستر» ستر الله علينا وعليكم.. المساعدة في ابتكارنا قبلهم لعباءة الإخفاء، الفرق بيننا وبينهم هو في فهم «خصائص المادة» وكيفية الانتفاع بها للصالح العام.
عباءتنا ضافية، البطل الحقيقي مختف تحتها، أمثلة عليها أكثر من أن تعد، آخرها كشف وزارة الصحة عن محاولة رشوة موظف في مكتب الوزير، عباءة الإخفاء شطبت من الصورة شخصية الراشي واسم شركته، ومن أمثلتها، مستودعات تخزين الحديد التي لا تظهر سوى صور أطنان الحديد..الجماد، والأبطال المكتشفين، أما المخزن المخطط المخالف، فهو يتظلل تحت العباءة، ومن الأمثلة فضائح تصنيع وتسويق أطنان اللحوم الفاسدة، يظهر اللحم وأبطال الكشف من دون ظهور صاحب اللحمة عليه من الله تعالى ما يستحق.
ما الذي نستخلص من هذا كله؟ الخلاصة أن الفساد والرشوة أصبحت تقدم فرصاً «إعلامية» لبعض الجهات للظهور بمظهر إصلاحي جميل من دون علاج حقيقي للأسباب.
عباءة للتخفي 
العرض العادي
