أعمال الملائكة المكلفين بها
... من أعمالهم :
أولاً : من يقوم على جهنم ، وهم من يسمون بخزنة جهنم
أي الموكلون بالنار وتعذيب أهلها
ثانيًا : ومنهم الملائكة الموكّلون بحمل العرش ، عرش الرحمن سبحانه وتعالى ...
عدد حملة العرش :
حملة العرش أربعة ، ثم يزداد عددهم يوم القيامة فيصيرون ثمانية
والعرش أعظم المخلوقات يحمله يوم القيامة ثمانية
مما يدل على قوة الملك
حيث إن هؤلاء يحملون هذا العرش العظيم الذي هو أكبر وأعظم المخلوقات
وهذا يدل على قوتهم وعلى عظم خلقتهم
ثالثًا : ومنهم الموكّلون بالوحي ...
فالقرآن نزل به جبريل على قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - والرسول بلّغه لأمته ...
رابعًا : هناك ملائكة موكّلون بأعمال أخرى :
ميكائيل
موكّلٌ بالقطر الذي ينزل من السماء
يسوقه وينزل حيث أمره سبحانه وتعالى
وإسرافيل
موكّل بالنفخ في الصور ، عندما يريد الله تعالى بعث الخلائق من القبور
وتنبت الأجساد من القبور ، تتكامل ولم يبق إلا الروح
عند ذلك ينفخ إسرافيل بأمر الله في هذا القرن فتطاير الأرواح إلى الأجساد
التي نبتت من هذه القبور وقامت ، ثم يمشون حيث أمرهم الله ...
هؤلاء الملائكة الثلاثة موكّلون بالحياة :
فجبريل موكّل بالوحي الذي به حياة القلوب
وميكائيل موكّل بالقطر الذي به حياة الأرض بعد موتها
وإسرافيل موكّل بالنفخ في الصور الذي به حياة الأجساد...
خامسًا : وهناك ملائكة موكّلون بالأجنة في بطون الإناث
كما في حديث عبد الله بن مسعود قال :
حدّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق :
(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه ... ثم يرسل إليه الملك ويؤمر بأربع كلمات
بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أو سعيد )
هذا الملك يرسله الله إليه في هذه المهمة العظيمة
سادسًا : وهناك ملائكة موكلون بقبض الأرواح حين ينتهي الأجل
فهناك ملك الموت قال تعالى : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ )
وملك الموت معه أعوان له . قال تعالى :
( حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ )
والتوفي أضيف إلى الملائكة وإلى ملك الموت وإلى الله
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) أضيف إلى الله لأنه هو الذي أمر به ، سبحانه وتعالى
وأضيف إلى الملائكة؛ لأنهم هم الذين يباشرون ذلك
يجمعون الروح ويسوقونها من جسد الإنسان حتى تبلغ الحلقوم
وأضيف إلى ملك الموت : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ )
لأنه هو الذي يتولى قبضها عندما تجتمع في آخر مرحلة
سابعًا : وهناك ملائكة موكّلون بحفظ أعمال بني آدم ...
كل إنسان منا معه ملكان موكّلان به
ملك عن يمينه يكتب الحسنات وآخر عن شماله يكتب السيئات
قال تعالى :
( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
هؤلاء الحفظة يلازمون الإنسان في ... جميع أحواله ...
ولا يتخلون عنه إلا في الأحوال الخاصة :
كحال قضاء الحاجة ، فهم يكتبون أقواله وأعماله
الملائكة يكتبون النيات والمقاصد
وقد ورد أنهم يكتبون نيات الإنسان ومقاصده القلبيّة ، وما ينوي أن يفعله
لذلك يثاب الإنسان على النية الحسنة ، لأنها عمل قلبيّ
ويعاقب على النية السيئة لأن النية عمل قلبيّ
فهؤلاء موكّلون بالإنسان
من حين بلوغه سن التكليف إلى أن يتوفاه الله ...
منزلة صلاتي الفجر والعصر بين الصلوات قال - صلى الله عليه وسلم - :
(يتعاقبون عليكم ملائكة بالليل ، وملائكة بالنهار
يجتمعون في صلاة العصر وفي صلاة الفجر )
ولهذا كانت هاتان الصلاتان أفضل الصلوات
قال تعالى : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ )يعني صلاة الفجر (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا )
تحضره ملائكة الليل وملائكة النهار ، يجتمعون في صلاة الفجر مع المسلمين
ويستمعون إلى القرآن الذي يتلى في الصلاة
ويجتمعون في صلاة العصر فيسألهم الله وهو أعلم ، كيف تركتم عبادي ؟
قالوا : جئناهم وهم يصلون ، وتركناهم وهم يصلون
يعني : نزلوا ونحن نصلي العصر ، وحضروا معنا الصلاة
وصعدوا ونحن نصلي الفجر
وبذلك كانت صلاة العصر هي الوسطى التي حثّ الله عليها
قال تعالى : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى )
يعني : صلاة العصر ، لأنها تحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار ( الحفظة )
دعوة للمقصرين
فأين الذين يتخلّفون عن صلاة الفجر وينامون على فرشهم
ولا يشاهدون هذا المشهد العظيم في كل ليلة مع ملائكة الرحمن ؟!
ويخبر ملائكة الرحمن عنهم في الملأ الأعلى :
جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون ...
ثامنًا : وهناك ملائكة موكّلون بحفظ الإنسان من المهالك
فالإنسان يمشي في أخطار
ولكن الله وكَّل ملائكته تحفظه من الأخطار في هذه الحياة التي قدرها الله له
وهذه الأرض التي يعيش عليها الإنسان فيها مخاطر
فيها سباع ، فيها حيّات ، فيها عقارب ، فيها طغاة من البشر ، ومعتدون ، وَظَلَمَة
ولكن هذه الملائكة جعلها الله معقبات
قال تعالى :
(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) يحفظونه بأمر الله
فما دام الله كاتبًا له السلامة ، فهذه الملائكة تدافع عنه ، ولا يصل إليه أحد بِشرّ
فإذا أراد الله نهاية أجله
تخلّوا عنه ، واحد من أمامه وواحد من خلفه
( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ )
وإذا جاء القدر وأراد الله هلاك هذا الإنسان
فإن الملائكة المعقبات تتخلى عنه ، لأنها لا ترد عنه أمر الله . هذه الملائكة المعقبات
تاسعًا : وهناك ملائكة موكّلون في هذا الكون بأعمال لا يعلمها إلا الله
هناك ملائكة موكّلون بالبحار
وملائكة موكّلون بالأنهار
وملائكة موكّلون بالرّياح
وآخرون موكّلون بأعمال كثيرة ...
هناك ملائكة يعمرون السماوات بالعبادة بالركوع والسجود
ما من موضع شبر في السماوات إلا وعليه ملك راكعٌ أو ساجد
فهناك ملائكة لا يعلمهم إلا الله ...
فنحن نؤمن بهم إجمالاً بما لم يُسم لنا ، وتفصيلاً بما سُمِّيَ لنا
ونحبهم وهم أنصح الخلق لبني آدم ، لأنها تأمرهم بالخير وتستغفر لهم
قال تعالى :
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنوا)