border=0>
         
 

العودة   منتديات كوفي كوب Coffee cup > المقهى الأداري ~ > .. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~

.. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~ لـِكُل جُرم عُقوبة ,, " للمُكـررْ / واللامرغوب "

ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ الله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ اَللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَايَنْفَعُنَا وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا وَتَقَبَّلْ صَالِحَ الْاَعْمَالِ مِنَّا وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-09-14, 03:22 PM
رحيق مختوم
كوفي جديد
رحيق مختوم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8113
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 المشاركات : 46 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : رحيق مختوم has a little shameless behaviour in the past
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا



اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ الله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ اَللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَايَنْفَعُنَا وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا وَتَقَبَّلْ صَالِحَ الْاَعْمَالِ مِنَّا وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ اَعْمَالَنَا وَبَعْدُ؟ فَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَغْفُوَ اَوْ تَنَامَ اَوْ تَمَلَّ اَوْ تَسْاَمَ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة؟ وَاِلَّا فَاِنَّ فَهْمَهَا سَيَضِيعُ عَلَيْكَ وَيَهْرُبُ مِنْكَ؟ وَرُبَّمَا تَفْهَمُهَا فَهْماً خَاطِئاً ثُمَّ تَاْخُذُ اقْتِبَاساً مِنْ كَلَامِي تَتَّهِمُنِي فِيهِ تُهْمَةً فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا؟ لِاَنَّ الْعَيْبَ نَشَاَ مِنْ فَهْمِكَ الْمَغْلُوطِ الْخَاطِىءِ لِهَذِهِ الْمُشَارَكَة؟ لِاَنَّهَا مِثْلُ السِّلْسِلَة؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَتَعَلَّمَ وَتَتَفَقَّهَ فِي دِينِكَ؟ لِاَنَّ اَفْضَلَ شَيْءٍ فِي هَذَا الدِّينِ الْعَظِيمِ؟ هُوَ اَنْ تَتَعَلَّم؟ وَالْعِلْمُ يَتَطَلَّبُ اَنْ تَكُونَ حَوَاسُّكَ كُلُّهَا مُجْتَمِعَةً وَمُنْشَغِلَةً؟ مِنْ اَجْلِ تَلَقِّيهِ وَفَهْمِهِ فَهْماً جَيِّداً{فَمَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ(وَاِنَّمَا هُوَ قَلْبٌ وَاحِدٌ فَقَطْ؟ فَاِمَّا اَنْ يَكُونَ هَذَا الْقَلْبُ مُنْشَغِلاً مَعَ اللهِ بِعَظَائِمِ الْاُمُورِ مِنَ الْعِلْمِ وَالدِّين؟ وَاِمَّا اَنْ يَكُونَ مُنْشَغِلاً مَعَ الشَّيْطَانِ بِتَوَافِهِ الْاُمُورِ وَسَفَاسِفِهَا؟ فَاِيَّاكَ اَنْ تُعْطِيَ الْمَجَالَ لِنُقْطَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ جِسْمِكَ اَوْ عَقْلِكَ اَوْ قَلْبِكَ لِتَشْرُدَ عَنْ فَهْمِ دُرُوسِ الْعِلْمِ؟ فَاِذَا شَرَدَتْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ؟ فَقَدِ انْتَهَى الْاَمْرُ؟ وَرَجَعْتَ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ؟ وَكَاَنَّكَ يَازَيْدُ مَاغَزَيْتَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذَا الْعِلْمَ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ سِلْسِلَةٍ مُتّصِلَة؟ وَمَعَ الْاَسَف فَاِنَّكَ قَدْ قَطَعْتَهَا بِهَذِهِ النُّقْطَةِ الشَّارِدَةِ مِنْ حَوَاسِّكَ؟ فَانْقَطَعَ فَهْمُكَ وَاَصْبَحَ فَهْماً خَاطِئاً؟ فَاِذَا قَطَعْتَ هَذِهِ السِّلْسِلَةَ مِنْ اَوَّلِهَا اَوْ مِنْ وَسَطِهَا؟ فَاِنَّكَ بِالتَّاْكِيدِ سَتَفْهَمُ كُلَّ مَابَعْدَهَا فَهْماً خَاطِئاً اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذَا الْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ الْعَظِيمُ؟ هُوَ كَمُعَادَلَاتِ الْجَبْرِ الرَّيَاضِيَّةِ وَالْفِيزْيَائِيَّةِ وَالْكِيمْيَائِيَّةِ تَمَاماً؟ فَاِذَا اَتَيْتَ بِحَلٍّ خَاطِىءٍ لِهَذِهِ الْمُعَادَلَةِ مِنْ اَوَّلِهَا اَوْ مِنْ وَسَطِهَا؟ فَاِنَّكَ بِالتَّاْكِيدِ سَتَبْنِي عَلَى هَذَا الْحَلِّ الْخَاطِىءِ حُلُولاً خَاطِئَةً اُخْرَى كَثِيرَة مُتَلَاحِقَة؟ وَلَنْ تَصِلَ اِلَى حَلٍّ صَحِيحٍ لِهَذِهِ الْمُعَادَلَةِ؟ اِلَّا اِذَا رَجَعْتَ اِلَى السِّلْسِلَةِ مِنْ اَوَّلِهَا وَوَصَلْتَهَا بَعْدَ انْقِطَاعٍ بِحَلٍّ صَحِيح؟ فَكُنْ مُتَاَكِّداً هُنَا اَخِي اَنَّكَ سَتَبْنِي عَلَيْهِ حُلُولاً صَحِيحَةً اُخْرَى اِلَى نِهَايَةِ الْمُعَادَلَة وَاَفْهَاماً صَحِيحَةً اُخْرَى اِلَى نِهَايَةِ الْمُشَارَكَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ هُنَاكَ اَفْكَارٌ تَسُودُ بَيْنَ النَّاسِ وَخَاصَّةً فِي اَيَّامِنَا وَعَصْرِنَا الَّذِي صَارَ الْعَالَمُ فِيهِ كَاَنَّهُ قَرْيَةٌ صَغِيرَة وَصَارَ لَايَخْفَى عَلَى اَحَدٍ شَيْء؟ وَفِي مِثْلِ هَذِهِ الْمَجَالَات تَتَضَارَبُ الْاَفْكَارُ فِيمَا بَيْنَهَا وَتَخْتَلِفُ الْآرَاء؟ وَالْبَعْضُ يَسْتَغِلُّ مِثْلَ ذَلِكَ فَيَنْفُثُ بِسُمُومِهِ فِي عُقُولِ هَذَا النَّشْىءِ الطَّالِعِ وَالْجِيلِ الْجَدِيد؟ فَمَثَلاً وَصَلَ اِلَى مَسَامِعِي؟ اَنَّ اِنْسَاناً قَالَ لِشَابٍّ؟ لِمَاذَا اَنْتَ تَتَبِّعُ سُنَّةَ رَسُولِ الله؟ اَمَا يَكْفِيكَ الْقُرْآنُ الْكَرِيم؟ اَلَيْسَ الْقُرْآنُ فِيهِ كُلُّ شَيْء؟ اَلَيْسَ الْقُرْآنُ ثَبَتَ عَنِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِطَرِيقٍ لَاشُبْهَةَ فِيهِ وَهُوَ التَّوَاتُرُ الَّذِي لَايُمْكِنُ اَنْ يَجْتَمِعَ فِيهِ هَؤُلَاءِ النَّاقِلُونَ جَمِيعاً لِلْقُرْآنِ لِيَتَوَاطَؤُوا عَلَى الْكَذِب؟ اَلَيْسَ؟ اَلَيْسَ؟ اَلَيْسَ؟ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنْ كَلِمَةِ حَقٍّ قَالَهَا هَذَا الْاِنْسَانُ؟ وَلَكِنَّهَا تَضْرِبُ الْحَقَّ الْآخَرَ وَهُوَ السُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ وَتَتَجَاهَلُهُ وَلَاتُعْطِيهَا حَقَّهَا؟ بَلْ تَضْرِبُ بِالْقُرْآنِ قُرْآناً قَالَ اللهُ فِيه{مَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ؟ وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(وَرَحِمَ اللهُ شَيْخَ الْمُفَسِّرِينَ ابْنَ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيَّ حِينَمَا قَال؟ اِنَّ الْقُرْآنَ مَاجَاءَ لِتَضْرِبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ وَاِنَّمَا اَنْزَلَهُ اللهُ لِتُفَسِّرُوا بَعْضَهُ بِبَعْض؟ وَطَبْعاً فَاِنَّ الْاِنْسَانَ الْعَادِيّ يُؤْخَذُ بِهَذَا الْكَلَامِ مِنْ هَؤُلَاءِ وَزَخْرَفَتِهِ الشَّيْطَانِيَّةِ؟ حِينَمَا يَسْمَعُهُ مِنْ ذَاكَ الْاِنْسَانِ الْجَاهِلِ الْمُنْخَرِطِ مَعَ مَنْ يُسَمُّونَ اَنْفُسَهُمْ بِالْقُرْآنِيِّين؟ نعم اخي؟ ثُمَّ يَقُولُ هَذَا الْاِنْسَانُ الْجَاهِل الَّذِي لَايَعِي مَايَقُول؟ وَرُبَّمَا يَعِي وَلَكِنَّهُ خَبِيث؟ قَضَيْتُ عُمْراً طَوِيلاً اَدْرُسُ الثَّقَافَةَ الْاِسْلَامِيَّةَ؟ وَفِيهَا مَافِيهَا مِنْ حَدِيثٍ صَحِيحٍ؟ وَحَدِيثٍ ضَعِيفٍ؟ وَحَدِيثٍ آخَرَ مَوْضُوع؟ فَلِمَاذَا نُشْغِلُ اَنْفُسَنَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْاُمُور؟ لِمَاذَا لَانَتْرُكُ كُلَّ هَذَا الْبَحْثِ وَالْعَنَاءِ وَالتَّدْقِيقِ وَالتَّمْحِيصِ وَالْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ؟ لِنَلْجَاَ اِلَى كِتَابِ اللهِ الَّذِي هُوَ الْقُرْآنُ الْكَافِي؟ وَنَقُولُ لِهَذَا الْجَاهِل سَوَاءٌ كُنْتَ جَاهِلاً اَوْ حَاقِداً عَلَى السُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ وَالْاِسْلَام؟ فَقَدْ وَضَعْتَ السُّمَّ فِي الْعَسَلِ سَوَاءٌ شَعَرْتَ بِذَلِكَ اَوْ لَمْ تَشْعُرْ لِمَاذَا؟ حَتَّى يَسْتَسِيغَ النَّاسُ اَنْ يَشْرَبُوا مِنْ هَذَا الْعَسَلِ؟ لِيَقَعُوا فِي حَبَائِلِ الشَّيَاطِينِ مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ دُونَ اَنْ يَشْعُرُوا بِخَطَرِ السُّمِّ اِلَّا بَعْدَ حِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ هُنَاكَ فِئَةٌ ثَانِيَةٌ مِنْ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ تَاْتِي وَتَقُولُ لِاِنْسَانٍ عَادِيٍّ مِنْ عَوَامِّ النَّاسِ رُبَّمَا لَايَفْقَهُ مِنَ الدِّينِ اِلَّا قَلِيلاً؟ اَنْتَ مَالَكَ وَمَالْ فُلَانِ الْحَنَفِي؟ وَالشَّافِعِي؟ وَالْمَالِكِي؟ وَالْحَنْبَلِي؟ وَالْجَعْفَرِي؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْفُقَهَاءِ اَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الْمَشْهُورَة؟ مَالَكَ وَمَالَهُمْ؟ بِمَعْنَى مَابَالُكَ وَمَابَالُهُمْ؟ فَاَنْتَ مَاْمُورٌ اَنْ تَاْخُذَ بِالْقُرْآنِ وَبِالسُّنَّة؟ هَلْ سَمِعْتَ فِي الْقُرْآنِ اَوِ السُّنَّةِ اَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَتَّبِعَ الْعَالِمَ الْفُلَانِي اَوِ الْمَذْهَبَ الْفُلَانِي؟ وَطَبْعاً سَيَقُولُ لَهُ لَا؟ فَيَقُولُ لَهُ الْخَبِيثُ عِنْدَ ذَلِك؟ دَعْكَ مِنْ اَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ؟ وَالْجَاْ اِلَى الْقُرْآنِ وَاِلَى السُّنَّةِ؟ وَخُذِ الْاَحْكَامَ مِنْهُمَا بِنَفْسِك؟ وَلَاتَسْتَعِنْ بِاَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاءِ الْقُدَامَى وَلَا الْمُعَاصِرِين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ كَذَلِكَ هَذَا نَوْعٌ آخَرُ مِنَ السُّمِّ الزُّعَاف؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الشَّيَاطِين؟ صَحِيح؟ نَحْنُ لَسْنَا مُلْزَمِينَ اَنْ نَتَّبِعَ زَيْداً اَوْ عَمْراً مِنَ النَّاس؟ فَنَحْنُ مُلْزَمُونَ بِاتِّبَاعِ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام بِمَا اَمَرَنَا بِهِ وَنَهَانَا عَنْهُ وَهُوَ لَايَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى؟ لَكِنْ نُرِيدُ مَنْ يُفَهِّمُنَا ذَلِك؟ هَلْ كُلُّ النَّاسِ اِذَا فَتَحُوا الْقُرْآنَ وَكُتُبَ السُّنَّةِ يَسْتَطِيعُونَ اَنْ يَسْتَنْبِطُوا الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ مِنْهَا؟ هَلْ اَسْتَطِيعُ اَنْ اَثِقَ بِاِنْسَانٍ عَادِيٍّ لِيَفْتَحَ الْقُرْآنَ وَكُتَبَ السُّنَّةِ وَيَسْتَنْبِطَ لِي اَحْكَاماً شَرْعِيَّةً مِنْهَا؟ فَنَحْنُ نَعْلَمُ اَنَّ الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ هُمَا الْمَصْدَرَانِ الْاَسَاسِيَّان؟ لَكِنْ نُرِيدُ مَنْ يَدُلُّنَا مِنَ الْخُبَرَاءِ عَلَى مَافِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ؟ بَلْ نُرِيدُ خَبِيراً يَدُلُّنَا عَلَى مَافِي ذَاتِ اللهِ مِنْ جَلَالٍ وَعَظَمَةٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلرَّحْمَنُ؟ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرَا( وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً؟ فَلَوْ عَلِمْنَا اَنَّ فِي هَذِهِ الْمِنْطَقَة فِي طَرْطُوس اَوْ ضَوَاحِيهَا يُوجَدُ فِيهَا بِتْرُول؟ فَهَلْ نَحْنُ اَهْلٌ لِاسْتِخْرَاجِ الْبِتْرُول؟ طَبْعاً لَا؟ وَلِذَلِكَ نَسْتَعِينُ بِشَرِكَاتٍ عَرَبِيَّةٍ اَوْ اَجْنَبِيَّةٍ مِنْ اَجْلِ اسْتِخْرَاجِ الْبِتْرُول؟ فَهَلْ مِنَ الْمَنْطِقِ وَالْعَقْلَانِيَّة اَنْ اَقُولَ لِلنَّاسِ؟ اَنَا اَعْلَمُ اَنَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ يُوجَدُ بِتْرُول وَاَنَا بِنَفْسِي سَاَسْتَخْرِجُهُ؟ طَبْعاً لَااَقُولُ ذَلِك؟ وَاِنَّمَا آتِي بِالْخُبَرَاء؟ وَقِسْ عَلَى ذَلِكَ اَخِي بِالنِّسْبَةِ لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَنَحْنُ نَحْتَاجُ اِلَى هَؤُلَاءِ الْخُبَرَاءِ الْمُعَاصِرِينَ وَالْقُدَامَى مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَاَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ اَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الْمَشْهُورَةِ حَتَّى يُفْهِمُونَا مَافِيهَا وَيَسْتَخْرِجُوا لَنَا الْاَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ وَالْعَقِيدَةَ الصَّحِيحَةَ دُونَ اَنْ نَتَعَصَّبَ لِعَالِمٍ اَوْ فَقِيهٍ بِعَيْنِهِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهَكَذَا يَكُونُ اَدَبُ النَّاسِ وَعَامَّتِهِمْ وَخَاصَّتِهِمْ مَعَ الْعُلَمَاءِ وَالْفُقَهَاء؟ اَنَّهُمْ يَاْخُذُونَ مِنْ اَيِّ فَقِيهٍ شَاؤُوا لَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ بَابِ التَعَصُّبِ الَّذِي يَدْعُو اِلَى التَّنَازُعِ بَيْنَ الْمُسْلِمِين؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَقَدْ كَانَ هُنَاكَ عَالِمٌ فِيزْيَائِيٌّ فَرَنْسِيٌّ مَشْهُور قَامَتِ الثَّوْرَةُ الْفَرَنْسِيَّةُ بِاِعْدَامِهِ؟ فَجَاءَ اَحَدُ النَّصَارَى اِلَيْهِمْ وَقَالَ؟ لَقَدْ فَصَلْتُمْ رَاْسَهُ عَنْ جَسَدِهِ فِي ثَوَانِي مَعْدُودَة؟ وَلَكِنَّ اُورُوبَّا سَتَحْتَاجُ اِلَى قَرْنٍ مِنَ الزَّمَنِ لِتَجِدَ رَاْساً عَبْقَرِيّاً مُبْدِعاً مُفَكِّراً فِيزْيَائِيّاً كَاَمْثَالِهِ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى النَّصَارَى؟ وَكَيْفَ اَصَابَتْهُمُ الْحَسْرَةُ وَالنَّدَامَةُ عَلَى عُلَمَائِهِمْ مِنْ اَصْحَابِ النَّظَرِيَّاتِ الْعِلْمِيَّةِ الْفِيزْيَائِيَّةِ الَّتِي يُنَاقِضُ بَعْضُهَا بَعْضاً؟ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ يَطْلُعُونَ عَلَيْنَا بِنَظَرِيَّةٍ عِلْمِيَّةٍ جَدِيدَة تَنْقُضُ النَّظَرِيَّةَ الَّتِي قَبْلَهَا مِنْ اَسَاسِهَا وَتَعْتَبِرُهَا لَااَسَاسَ لَهَا مِنَ الصِّحَّة؟ وَمَعَ ذَلِكَ يُقَدِّرُونَ عُلَمَاءَهُمُ الْمُجْتَهِدِينَ وَلَوْ اَخْطَؤُوا؟ وَاَمَّا نَحْنُ فَنَتَكَبَّرُ بِمَا عِنْدَنَا مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي لَايُسَاوِي مِعْشَارَ مَاعِنْدَ اِمَامٍ كَالْاِمَامِ الْاَعْظَمِ اَبُو حَنِيفَة وَحْدَهُ فَقَطْ؟ ثُمَّ نُصَابُ بِالْغُرُورِ مُنْكِرِينَ لِفَضْلِ الْعُلَمَاءِ الْقُدَامَى بِوَقَاحَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا فِي قَوْلِنَا عَنْهُمْ هُمْ رِجَالٌ وَنَحْنُ رِجَال؟ وَكَاَنَّ الْعُلَمَاءَ الْقُدَامَى طَعَنُوا بِعِلْمِهِمْ فِي رُجُولَتِنَا وَفِي اُنُوثَتِنَا؟ مُتَجَاهِلِينَ اَنَّ الْاِنْسَانَ لَايَتَعَلَّمُ النَّجَاحَ اَبَداً وَلَايَصِلُ اِلَيْهِ اِلَّا اِذَا تَعَلَّمَ الْفَشَلَ اَوّلاً مُنْذُ نُعُومَةِ اَظْفَارِهِ وَهُوَ يُحَاوِلُ اَنْ يَحْبُوَ وَيَقِفَ عَلَى رِجْلَيْهِ وَيَمْشِيَ؟ فَيُصَابُ بِالْفَشَلِ مَرَّاتٍ وَمَرَّات؟ حَتَّى يَتَمَكَّنَ اَخِيراً مِنَ الْمَشْيِ؟ وَمُتَجَاهِلِينَ اَيْضاً اَنَّ بَعْضَ الْآرَاءَ الْفِقْهِيَّةَ رُبَّمَا تَكُونُ فَاشِلَةً فِي زَمَنٍ مَا؟ وَلَكِنَّهَا نَاجِحَةٌ وَصَالِحَةٌ فِي زَمَنٍ آخَر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله؟ وَلَابُدَّ اَنْ نَتَكَلَّمَ عَنِ السُّنَّةِ الشَّرِيفَةِ بِالتَّفْصِيل بَعْدَ كُلِّ هَذِهِ الشُّبُهَاتِ الَّتِي اَلْقَاهَا عَلَى مَسَامِعِنَا هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاس؟ وَلَابُدَّ اَنْ نُسَلِّطَ الضَّوْءَ اَوّلاً عَلَى جُزْءٍ مِنْ آيَةٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ؟ وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(وَلَابُدَّ اَنْ نَشْرَحَ الْآيَةَ وَلَوْ قَلِيلاً مِنْ اَوَّلِهَا؟ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{مَااَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ اَهْلِ الْقُرَى؟ فَلِلهِ؟ وَلِلرَّسُولِ؟ وَلِذِي الْقُرْبَى؟ وَالْيَتَامَى؟ وَالْمَسَاكِينِ؟ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ كَيْ لَايَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْاَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ؟ وَمَاآتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ؟ وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا؟ وَاتَّقُوا اللهَ؟ اِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب( اَيْ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقُرْآنِيِّينَ الَّذِينَ يَتَجَاهَلُونَ السُّنَّةَ وَيَنْبُذُونَهَا وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ اَمْرِهِ(اَيْ اَمْرِ اللهِ وَاَمْرِ رَسُولِهِ اَيْضاً{اَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ؟ اَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم(بَلْ اِنَّ غَضَبَ اللهِ تَعَالَى وَشِدَّةَ عِقَابِهِ يَطَالُ الْاَبْرِيَاءَ اَيْضاً وَالْمَظْلُومِينَ كَمَا يَطَالُ الظَّالِمِينَ مِنْ هَذِهِ الْاُمَّةِ؟ بِسَبَبِ تَجَاهُلِهِمْ لِلسُّنَّةِ الشَّرِيفَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَاتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة؟ وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب( نَعَمْ اَخِي{مَااَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ(وَالْفَيْءُ هُوَ بِمَعْنَى مَاحَصَلَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْعَدُوِّ بِدُونِ حَرْب؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا اتَّفَقَ اَوْ صَادَفَ اَنَّ الْعَدُوَّ خَافَ ثُمَّ تَرَكَ اَمْوَالَهُ مَهْمَا كَانَ نَوْعُهَا نَقْداً اَوْ اَسْلِحَةً اَوْ ذَهَباً اَوْ فِضَّةً اَوْ غَيْرَهَا مِنَ الْاَمْوَالِ؟ فَهَذَا يُسَمَّى الْفَيْءُ؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{مَااَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِه(نَعَمْ اَخِي؟ وَهَذَا الْفَيْءُ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى قِسْمَتَهُ مَوْكُولَةً اِلَى رَسُولِهِ؟ بِمَعْنَى اَنَّ رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ يُوَزِّعُهُ عَلَى نَفْسِهِ؟ وَعَلَى اَقْرِبَائِهِ؟ وَعَلَى الْيَتَامَى مِنْهُمْ اَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ؟ وَ كَذَلِكَ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَعَلَى ابْنِ السَّبِيلِ لِمَاذَا؟{كَيْ لَايَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْاَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ(حَتَّى لَايَكُونَ هَذَا الْمَالُ مُتَدَاوَلاً بَيْنَ الْاَغْنِيَاءِ فَقَطْ؟ وَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَفْهَمَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ اَنَّهُ يَحْرُمُ عَلَى الْاَغْنِيَاءِ اَنْ يَتَدَاوَلُوا اَمْوَالَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ لَا؟ وَلَكِنَّ التَّحْرِيمَ يَتَعَلَّقُ بِاحْتِكَارِ هَذَا التَّدَاوُلِ فِيمَا بَيْنَ الْاَغْنِيَاءِ فَقَطْ مَعَ مَايُرَافِقُهُ مِنْ حِرْمَانِ الْفُقَرَاءِ مِنْ هَذَا التَّدَاوُل؟ فَاَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ اَنْ يَكْسِرَ هَذَا الاِحْتَكَارَ لِصَالِحِ الْاَغْنِيَاءِ فَقَطْ؟ لِيَجْعَلَهُ فِي صَالِحِ الْاَغْنِيَاءِ وَالْفُقَرَاءِ مَعاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَانُوا فُقَرَاءَ تَرَكُوا دِيَارَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ فِي مَكَّةَّ بَعْدَ الْهِجْرَة؟ وَاَمَّا الْاَنْصَارُ فَقَدْ كَانُوا اَغْنِيَاء؟ وَلِذَلِكَ اَرَادَ اللهُ تَعَالَى اَنْ يَكُونَ هَذَا الْفَيْءُ الَّذِي حَصَلَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ مِنْ دُونِ تَعَبٍ وَعَلَى الْبَارِدِ الْمُسْتَرِيحِ كَمَا يُقَال؟ لِلْمُهَاجِرِينَ الْفُقَرَاء؟ وَلَمْ يُعْطِ رَسُولُ اللهِ مِنَ الْاَنْصَارِ سِوَى رَجُلَيْنِ؟ لِاَنَّهُمَا كَانَا فَقِيرَيْن؟ نَعَمْ اَخِي{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُول(فَهَذِهِ الْآيَة لَهَا عَلَاقَة بِالْفَيْء؟ بِمَعْنَى مَااَعْطَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه{وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا بِمَعْنَى اَنَّ مَالَمْ يُعْطِكُمُ الرَّسُولُ فَلَا تَطْلُبُوه{وَاتَّقُوا اللهَ اِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب( نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ بِالنِّسْبَةِ لِلْاَرْزَاقِ مِنَ الْفَيْءِ وَالْغَنَائِمِ الَّتِي تَرَكَهَا الْعَدُوُّ الْهَارِبُ وَسَاقَهَا اللهُ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ دُونِ تَعَبٍ بَعْدَ اَنْ قَذَفَ فِي قُلُوبِ الْاَعْدَاءِ الرُّعْبَ وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَانَ الْفَيْءُ مِنْ اَسْبَابِ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَة؟ وَلَكِنْ حِينَمَا اَمَرَنَا اللهُ اَنْ نَاْخُذَ السُّنَّةَ الشَّرِيفَةِ عَنِ الرَّسُولِ بِاَوَامِرِهَا وَنَوَاهِيهَا فِي قَوْلِهِ{مَاآتَاكُمْ{وَمَا نَهَاكُمْ{فَخُذُوهُ{فَانْتَهُوا( فَهَلْ يَقْتَصِرُ اللهُ عَلَى هَذِهِ الْجُزْئِيَّةِ مِنَ الْفَيْءِ فَقَطْ؟ بِمَعْنَى؟ هَلْ نَحْنُ مُلْزَمُونَ بِالْعَمَلِ بِسُنَّتِهِ الشَّرِيفَةِ فِي مَوْضُوعِ الْفَيْءِ فَقَطْ ثُمَّ نَتَجَاهَلُ جَمِيعَ اَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ فِي بَقِيَّةِ الْمَوَاضِيعِ وَالْاُمُور؟ بِمَعْنَى؟ هَلْ هَذِهِ الْآيَةُ تَقْتَصِرُ عَلَى الْغَنَائِمِ بِفَيْئِهَا فَقَطْ؟ اَمْ تَشْمَلُ كُلَّ مَااَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ وَنَهَا عَنْهُ؟ نَعَمْ اَخِي؟ بَلْ تَشْمَلُ كُلَّ مَااَمَرَنَا بِهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكُلَّ مَانَهَانَا عَنْهُ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى فِقْهِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ فَحِينَمَا نَقُول؟ سُنَّةُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَكُلُّ كَلِمَةٍ لَهَا مَعْنَى فِي اللُّغَة؟ وَلَهَا مَعْنَى فِي الِاصْطِلَاح؟ فَحِينَمَا نَقُولُ بِلُغَتِنَا الْعَرَبِيَّةِ؟ فُلَانٌ يَمْشِي عَلَى سُنَّةِ فُلَان؟ فَالْمَعْنَى اَنَّهُ يَمْشِي عَلَى طَرِيقَتِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَالسُّنَّةُ فِي اللُّغَةِ بِمَعْنَى الطَّرِيقَة؟ فَهَلْ هِيَ الطَّرِيقَةُ الْمَحْمُودَةُ اَوِ الْمَذْمُومَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ بَلْ كِلَيْهِمَا مَعاً فِي فِقْهِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ وَنَحْنُ هُنَا نَتَكَلّمُ عَنْ فِقْهِ اللُّغَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَحِينَمَا نَقُولُ؟ فُلَانٌ عَلَى سُنَّةِ فُلَان؟ فَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ يَكُونَ هَذَا الْفُلَانُ صَالِحاً وَيَمْشِي الْفُلَانُ الْآخَرُ عَلَى طَرِيقَتِهِ؟ فَهَذِهِ سُنَّةٌ مَحْمُودَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا حِينَمَا نَقُولُ لُغَوِيّاً؟ فُلَانٌ عَلَى سُنَّةِ الشَّيْطَان؟ فَهَذَا يَمْشِي عَلَى طَرِيقَةِ الشَّيْطَانِ الْمَمْدُوحَةِ اَمِ الْمَذْمُومَةِ اَخِي؟ بَلْ هِيَ مَذْمُومَة؟ بَاعَدَ اللهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا يَا اَخِي؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ هَذَانِ الْمَعْنَيَانِ اللُّغَوِيَّانِ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةُ؟ فَلَهُ اَجْرُهَا وَاَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة؟ وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً؟ فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة(نَعَمْ اَخِي؟ مَاهُوَ الْمَقْصُودُ بِالسُّنَّةِ الْاُولَى الَّتِي ذَكَرَهَا رَسُولُ اللهِ هُنَا؟ طَبْعاً هِيَ الطَّرِيقَةُ الْحَسَنَة؟ فَاِذَا اخْتَرَعَ اِنْسَانٌ مَا طَرِيقَةَ خَيْرٍ فَقَلَّدَهُ النَّاسُ فِي هَذَا الْخَيْرِ؟ فَمَا دَامُوا يُقَلِّدُونَهُ وَلَوْ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ فَاِنَّهُ يَاْخُذُ مِثْلَ اُجُورِهِمْ دُونَ اَنْ يَنْقُصَ مِنْ اُجُورِهِمْ شَيْءٌ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَاْخُذُ مِنْهُمْ اُجُورَهُمْ؟ وَاِنَّمَا يَاْخُذُ مِثْلَهَا فِي نُسْخَةٍ طِبْقَ الْاَصْلِ عَنْهَا وَعَلَى طَرِيقَةِ نَسْخ وَلَصْق وَلَايَقُصُّ اللهُ لَهُمْ اُجُورَهُمْ لِيُلْصِقَهَا بِهِ؟ بِمَعْنَى اَنَّ اُجُورَهُمْ تَبْقَى مَحْفُوظَة؟ وَلَكِنَّهُ يَاْخُذُ اَجْرَ عَمَلِهِ وَزِيَادَةً عَلَيْهِ اَيْضاً مِثْلَ ثَوَابِ اُجُورِهِمْ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْفَيْضِ الرَّحْمَانِيِّ عَلَى مَنْ يَسْلُكُ فِي الدُّنْيَا طَرِيقَ خَيْرٍ فَيُقَلِّدُهُ النَّاسُ؟ فَيَبْقَى هَذَا الْخَيْرُ غَيْرَ مَمْنُونٍ بِمَعْنَى غَيْرَ مَقْطُوع بِدَلِيل{اِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ اَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُون(بَلْ يُؤْجَرُونَ رَغْماً عَنْهُمْ رَضُوا بِذَلِكَ اَوْ لَمْ يَرْضُوا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ يَعْتَبِرُ هَذَا الْاَجْرَ صَدَقَةً جَارِيَةً اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ بِمَا سَنَّ مِنْ سُنَّةِ حَسَنَة؟ وَاَمَّا[مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَة(يَالَطِيف طَرِيقَة سَيِّئَة[فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذَا الشَّقِيَّ كَانَ سَبَباً فِي اِضْلَالِ النَّاسِ؟ فَهُوَ يَاْخُذُ وِزْرَ نَفْسِهِ وَاِثْمَهَا؟ وَيَاْخُذُ اَيْضاً مِثْلَ آثَامِ غَيْرِهِ وَاَوْزَارَهُمْ بِمَا يُعَادِلُهَا وَيُسَاوِيهَا دُونَ اَنْ يَنْقُصَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْءٌ فِي مِيزَانِ الله؟ بِمَعْنَى اَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَاْخُذُ اِثْمَ نَفْسِهِ الْخَالِص؟ وَاَمَّا هَذَا الشَّقِيُّ الَّذِي سَنَّ لَهُمْ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ السَّيِّئَةَ؟ فَيَاْخُذُ مِثْلَ اَوْزَارِهِمْ زِيَادَةً عَلَى وِزْرِهِ اَيْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَيَحْمِلُنَّ اَثْقَالَهُمْ وَاَثْقَالاً مَعَ اَثْقَالِهِمْ(وَلِذَلِكَ اَخِي اِذَا كُنْتَ قُدْوَةً صَالِحَةً بَيْنَ النَّاسِ؟ بِمَعْنَى اَنَّ النَّاسَ يَثِقُونَ بِكَ فِي دَعْوَتِكَ لَهُمْ اِلَى الله؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَحْتَرِسَ مِنْ مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَاْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ؟ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ؟ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرَا(نَعَمْ يَانِسَاءَ النَّبِيّ؟ اَنْتُنَّ قُدْوَةٌ حَسَنَةٌ وَصَالِحَةٌ لِلنَّاسِ جَمِيعاً؟ فَعَلَيْكُنَّ اَنْ تَحْتَرِسْنَ مِنَ الْفَاحِشَةِ الْمُبَيِّنَة وَهِيَ الذَّنْبُ الظَّاهِرُ الْوَاضِح؟ فَحِينَمَا تَفْعَلْنَ الذَّنْبَ بَيْنَكُنَّ وَبَيْنَ اَنْفُسِكُنَّ سِرّاً؟ فَلَكُنَّ ذَنْبٌ وَاحِد؟ وَاَمَّا اِذَا صَنَعْتُنَّ الذَّنْبَ عَلَناً فَيَالَطِيف؟ فَاِنَّ الْعَذَابَ سَيُضَاعَفُ عَلَيْكُنَّ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اِلَى ضِعْفَيْنِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكُنَّ قُدْوَة{وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرَا(نَعَمْ اَخِي هَذَا بِالنِّسْبَةِ لِتَحَمُّلِ الْاِثْمِ لِمَنْ يَكُنَّ مِنَ النِّسَاءِ اَوْ يَكُونُونَ مِنَ الرِّجَالِ قُدْوَة؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِتَحَمُّلِ الثَّوَابِ الْهَائِلِ وَالْاَجْرِ الْعَظِيمِ؟ فَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلهِ وَرَسُولِهِ*(وَكَلِمَة يَقْنُتْ هُنَا بِمَعْنَى مَنْ يُطِعْ مِنْكُنَّ لِلهِ وَرَسُولِهِ مِنَ الْقَنُوت وَهُوَ الطَّاعَة؟ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ(اَيْ مُطِيعَاتٌ لِاَزْوَاجِهِنّ؟ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ(اَيْ اَطِيعِي لِرَبِّكِ{وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين(وَمِنْهُ دُعَاءُ الْقَنُوت(اَيْ دُعَاءُ الطَّاعَة؟ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى{طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوف؟ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ( ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى فِي آيَةِ الْاَحْزَاب{*وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا اَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَاَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّاسَ اقْتَدَوْا بِهَا وَقَلَّدُوهَا؟ فَتَاْخُذُ الْاَجْرَ مَرَّتَيْن؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ اَهْلُ الْقُدْوَةِ يَجِبُ اَنْ يَحْتَاطُوا وَلَوْ كَانُوا غَيْرَ مَعْصُومِين لِمَاذَا؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ نَحْنُ جَمِيعاً لَسْنَا مَعْصُومِين؟ وَلَكِنَّنَا قُدْوَة؟ فَاِذَا اَخْطَاْنَا؟ فَلْيَكُنْ خَطَؤُنَا سِرّاً لَا عَلَناً لِمَاذَا؟ حَتَّى لَايَقْتَدِيَ النَّاسُ بِنَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَيْسَتِ الْفَاحِشَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ اَجْلِ انْتِقَاصِ قَدْرِهِنَّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ كَمَا يَقُولُ الشِّيعَةُ قَبَّحَهُمُ الله؟ وَنَقُولُ لِلشِّيعَة؟ اَوّلاً يَقُولُ اللهُ لِمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ وَالْاَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّة وَلَكُمْ وَلَنَا وَلَجِمِيعِ مَخْلُوقَاتِهِ مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنّ{ وَلَاتَنْكِحُوا مَانَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ اِلَّا مَاقَدْ سَلَف؟ اِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلَا؟ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ اُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَاَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْاَخِ وَبَنَاتُ الْاُخْتِ وَاُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي اَرْضَعْنَكُمْ وَاَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَاُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَاِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ اَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ اَصْلَابِكُمْ وَاَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْاُخْتَيْن(لِمَاذَا يَقُولُ اللهُ تَعَالَى كُلَّ هَذَا الْكَلَامَ اَيُّهَا الشِّيعَة؟ هَلْ قَامَ عَلِيٌّ بِنِكَاحِ زَوْجَةِ اَبِيهِ اَوْ اُمِّهِ اَوْ غَيْرِهَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ لَاسَمَحَ الله؟ هَلْ يَنْتَقِصُ اللهُ مِنْ قَدْرِهِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ اَوْ قَدْرِ اُمِّهِ اَوْ اُخْتِهِ اَوْ خَالَتِه اَوْ عَمَّتِهِ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنَ الْمُحَرَّمَات؟هَلْ مَكَّنَتْ فَاطِمَةُ اَبَاهَا اَوِ ابْنَهَا اَوْ اَخَاهَا اَوْعَمَّها اَوْ خَالَهَا مِنْ نِكَاحِهَا حَاشَاهُمْ جَمِيعاً؟ هَلْ يَنْتَقِصُ اللهُ مِنْ قَدْرِهَا اَوْ مِنْ قَدْرِ اَبِيهَا اَوْ اَوْلَادِهَا اَوْ عَمِّهَا اَوْ خَالِهَا؟ هَلْ خَطَرَ لِعَلِيٍّ اَوْ فَاطِمَةَ اَوْ الْاَئِمَّةَ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ مُجَرَّدَ خَاطِرٍ اَوْ تَفْكِيرٍ فِي نِكَاحِ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ عَلَيْهِمْ؟ لِمَاذَا اِذاً يَقُولُ اللهُ لِعَلِيٍّ وَالْحُسَيْن؟ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ اَنْ {تَنْكِحُوا مَانَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ{اِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلَا(هَلْ يَتَّهِمُ اللهُ عَلِيّاً بِفَاحِشَةٍ وَاضِحَةٍ مُبَيِّنَةٍ فِي هَذِهِ الْآيَة؟ طَبْعاً لَا؟ هَلْ تَسْتَطِيعُونَ اَنْ تُنْكِرُوا اَنَّ اللهَ يُهَدِّدُهُ بِمَقْتِهِ وَغَضَبِهِ عَلَيْهِ وَسُوءِ سَبِيلِهَا وَعَاقِبَتِهَا عَلَيْهِ اِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرِ اِذَا ارْتَكَبَ هَذِهِ الْفَاحِشَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ يُهَدِّدُهُ بِاَنَّ هَذِهِ الْفَاحِشَةَ سَتَسْلُكُ بِهِ سَبِيلاً سَيِّئاً مِنْ مَقْتِ اللهِ وَغَضَبِهِ عَلَيْهِ اِلَى جَحِيمِ جَهَنَّمَ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ لِرَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَآلِ بَيْتِهِ وَصَحَابَتِهِ اَيْضاً{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ اُمَّهَاتُكُمْ(اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنَ الْمُحَرَّمَات؟ لِمَاذَا لَاتَقِيسُونَ عَلَى ذَلِكَ اَيْضاً قَوْلَهُ تَعَالَى{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَاْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَاب(وَمَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ سَاَلَنِي قَوْمِي النُّصَيْرِيُّون؟ هَلْ تُصَدِّقِينَ اَنَّ الْكِرَّ يَنْزُو عَلَى اُمِّهِ؟ فَقُلْتُ لَهُمْ لِمَاذاً اِذاً اَيُّهَا الْاَوْغَادُ السَّفَلَةُ يَقُولُ اللهُ فِي الْقُرْآن{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ اُمَّهَاتُكُمْ( فَقَالُوا لِمَاذَا؟فَقُلْتُ لَهُمْ؟ لِاَنَّ اللهَ لَايُرِيدُ اَنْ يَكْتَفِيَ بِتَحْرِيمِ الْاُمَّهَاتِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ النَّسَبِيَّةِ وَالرَّضَاعِيَّةِ وَالصِّهْرِيَّة؟ بَلْ بِتَحْرِيمِ الْخَوَاطِرِ الشَّيْطَانِيَّةِ اَيْضاً؟ بَلْ مُجَرَّدَ التَّفْكِيرِ بِمُيُولٍ جِنْسِيَّةٍ تِجَاهَهُنّ وَلَوْ مِنْ شَخْصٍ مَرِيضٍ مُخْتَلٍّ يُعَانِي مِنِ اضْطِّرَابَاتٍ نَفْسِيَّةٍ تُرَافِقُهَا مُيُولٌ جِنْسِيَّةٌ خَاطِئَة؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يَجِدَ طَرِيقَةً مَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يُعَالِجَ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ الْمُيُولِ الْخَطِيرَةِ اَوْ يُضْعِفُهَا؟ وَعَلَى اُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ عَدَمُ اسْتِفْزَازِهِ وَتَحْرِيضِهِ اِلَى هَذِهِ الْمُيُول؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى لِاُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ اَيْضاً{فَلَاتَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)الى آخر الآيات{وَمَاكَانَ لَكُمْ اَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ(فِي حَيَاتِهِ وَلَابَعْدَ مَوْتِهِ{وَلَا اَنْ تَنْكِحُوا اَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ اَبَداً؟ اِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمَا(وَهَذَا اَوَّلاً؟ وَاَمَّا ثَانِياً؟ فَاِنَّنَا نَقُولُ لِلشِّيعَة اَنَّ الْفَاحِشَةَ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً عَلَى الزِّنَى اَوْ عَلَى الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ؟ بَلْ اِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحَذِّرُهُنَّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ مِنْ اُمِّ الْفَوَاحِشِ وَهِيَ الْكَذِبُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْكَذِبَ مِنْ اَكْبَرِ الْفَوَاحِشِ لِمَاذَا؟ تَمْهِيداً لِمَا سَيَاْتِي بَعْدَهَا مِنَ الْآيَاتِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاذْكُرْنَ مَايُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَة( لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُنَّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ اَبْعَدُ مَايَكُونُ عَنِ الْفَاحِشَةِ وَالْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّة؟ بِدَلِيِلِ الْغَيْرَةِ الشَّدِيدَةِ جِدّاً وَالَّتِي يَغَارُ اللهُ بِهَا عَلَيْهِنَّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ مِنْ بِدَايَةِ الْمَوْعِظَةِ لَهُنَّ فِي سُورَةِ الْاَحْزَابِ اِلَى نِهَايَتِهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{ يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَاَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ؟ اِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ؟ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفَا؟ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ؟ وَلَاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى؟ وَاَقِمْنَ الصَّلَاة( نَعَمْ اَخِي؟ فَلَوْ قَالَ اللهُ لِرِجَالِ الشِّيعَةِ وَ نِسَائِهِمْ{اَقِيمُوا الصَّلَاةَ{اِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ(فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ اللهَ يَتَّهِمُ نِسَاءَ الشِّيعَةِ وَرِجَالَهُمْ بِالْفَاحِشَةِ وَعَلَيْهِمْ اَنْ يُقِيمُوا الصَّلَاةَ حَتَّى يَنْتَهُوا عَنْهَا؟ اَمْ اَنَّهَا بِمَعْنَى اَنَّهُمْ اَطْهَار؟ لَكِنْ عَلَيْهِمْ اَنْ يُقِيمُوا الصَّلَاةَ حَتَّى لَايَقَعُوا فِي خَوَاطِرِ الْفَاحِشَةِ وَالْمُنْكَرِ الشَّيْطَانِيَّةِ وَيُطَهِّرُوا اَنْفُسَهُمْ مِنْهَا كَمَا طَهَّرُوا اَعْضَاءَهُمُ التَّنَاسُلِيَّةَ وَفُرُوجَهُمْ مِنْ دَنَسِهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ مِنْ اَهْلِ بَيْتِهِ هُمْ اَطْهَارٌ جَمِيعاً لَكِنْ عَلَيْهِمْ اَنْ يَسْتَمِرُّوا عَلَى هَذِهِ الطَّهَارَةِ وَيَزْدَادُوا طَهَارَةً عَلَى طَهَارَةٍ بِطَهَارَةٍ اَقْوَى وَهِيَ الطَّهَارَةُ مِنْ هَذِهِ الْخَوَاطِرِ الشَّيْطَانِيَّة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا(فَهُمْ فِي الْاَصْلِ مُؤْمِنُونَ وَمَعَ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُمْ{آمِنُوا لِيَسْتَمِرُّوا عَلَى اِيمَانِهِمْ وَيَزْدَادُوا اِيمَاناً عَلَى اِيمَانٍ وَ طَهَارَةً عَلَى طَهَارَةٍ وَنُوراً عَلَى نُورٍ لِيَكُونُوا رَبِّانِيِّينَ؟ ثُمَّ لَاحِظْ مَعِي اَخِي هَذِهِ الْغَيْرَةَ الْاِلَهِيَّةَ الشَّدِيدَةَ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ مِنْ بِدَايَةِ الْمَوْعِظَةِ اِلَى نِهَايَتِهَا؟ هَلْ حَصَلَتْ فِي الْقُرْآنِ لِفَاطِمَةَ مِثْلُ هَذِهِ الْغَيْرَةِ الْاِلَهِيَّةِ الشَّدِيدَة؟ هَلْ حَصَلَتْ لِمَرْيَمَ الْعَذْرَاءَ مِثْلُ هَذِهِ الْغَيْرَةِ الْاِلَهِيَّةِ الشَّدِيدَة؟ مَاذَا قَالَ اللهُ لِمَرْيَم{يَامَرْيَمُ اِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِين(لَكِنْ هَلْ اَعْفَاهَا سُبْحَانَهُ مِنَ الصَّلَاةِ الَّتِي تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ حَتَّى لَاتَقَعَ فِي خَوَاطِرِ الْفَاحِشَة؟بَلْ لِتَسْتَغْرِقَ الْخَوَاطِرُ الْاِيمَانِيَّةُ جَمِيعَ اَوْقَاتِهَا فِي صَلَاتِهَا لِتَسْتَشْعِرَ مَقَامَ اللهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَا يَرْدَعُهَا عَنِ الْفَاحِشَةِ فَقَطْ بَلْ يَرْدَعُهَا عَنْ خَوَاطِرِهَا الشَّيْطَانِيَّةِ اَيْضاً وَتَزْيِينِ نَفْسِهَا الْاَمَّارَةِ بِالسُّوءِ لِهَذِهِ الْفَاحِشَةِ حَتَّى لَا تَقْتَرِبَ مِنَ الْوُقُوعِ بِهَا؟ وَلِذَلِكَ اَرَادَ اللهُ اَنْ يَضَعَ مَسَافَاتٍ شَاسِعَةً وَهَائِلَةً بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفَاحِشَةِ وَخَوَاطِرِهَا تُسَاوِي مَابَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ حِينَمَا حَرَّمَ الْفَاحِشَةَ لَمْ يُحَرِّمْهَا فَقَطْ بِذَاتِهَا بَلْ حَرَّمَ مُجَرَّدَ الِاقْتِرَابِ مِنْهَا وَلَوْ بِخَوَاطِرَ شَيْطَانِيَّةٍ اَوْ نَفْسٍ اَمَّارَةٍ بِالسُّوءِ بِدَلِيل{وَلَاتَقْرَبُوا الزِّنَى(وَلَمْ يَقُلْ سَبْحَانَهُ هُنَا لَاتَزْنُوا؟بَلْ شَدَّدَ فِي تَحْرِيم ِ الزِّنَا بِتَحْرِيمِ الِاقْتِرَابِ مِنْهُ اَيْضاً وَمِنْ اَسْبَابِهِ وَمِنْ اِغْوَاءَاتِهِ وَمِنْ وَسَاوِسِهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ وَضَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ قَدِيماً فِي امْتِحَانٍ اَيْسَرَ مِنِ امْتِحَانِ الزِّنَى وَقَالَ لَهُمَا{وَلَاتَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ لَاتَاْكُلَا مِنْهَا فَقَطْ بَلْ شَدَّدَ فِي تَحْرِيمِ اَكْلِهَا بِتَحْرِيمِ الِاقْتِرَابِ مِنْهَا اَيْضاً فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة{وَلَقَدْ عَهِدْنَا اِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمَا(وَلِذَلِكَ اَرَادَ اللهُ اَنْ يَشْحَنَ الْعَزَائِمَ وَالْهِمَمَ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ مَعَ نِسَاءِ النَّبِيِّ الْاَطْهَار بِتَرْهِيبِهِنَّ بِمُضَاعَفَةِ الْعَذَابِ عَلَيْهِنَّ وَتَرْغِيبِهِنَّ بِالصَّلَاةِ الَّتِي تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ؟ وَلِذَلِكَ قَالَ لَهُن َّ وَلِمَرْيَمَ الْبَتُولِ الطَّاهِرَة{يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين((فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ اللهَ يَتَّهِمُ مَرْيَمَ بِالْفَاحِشَةِ اَوْ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهَا حِينَمَا يَاْمُرُهَا بِالصَّلَاةِ الَّتِي تَنْهَى عَنِ الْفَاحِشَةِ اَيُّهَا الشِّيعَةُ الْجُهَلَاء؟ ثُمَّ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{وَلَاتَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِين(فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ اللهَ يَتَّهِمُ النَّبِيَّ بِاَنَّهُ جَاهِلٌ اَيُّهَا الْحَمْقَى؟ ثُمَّ جَاءَ قَوْلُهُ لِنِسَاءِ النَّبِيِّ{وَلَاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى(فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ اللهَ يَتَّهِمُ نِسَاءَ النَّبِيِّ بِاَنَّهُنَّ جَاهِلَات اَيُّهَا الْاَغْبِيَاء؟ وَهَلْ يَلِيقُ بِالْجَاهِلَاتِ اَنْ يَقُولَ اللهُ لَهُنَّ{وَاذْكُرْنَ مَايُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَة(لِمَاذَا لَاتَتَّهِمُونَ نِسَاءَ اَهْلِ السُّنَّةِ بِالْجَهْلِ حِينَمَا يَضَعْنَ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِنَّ مَايَحْلُو لِلدَّاعِيَةِ عَمْرُو خَالِد مِنْ لِبَاس؟ وَاَمَّا مِنْ تَحْتِهِنَّ فَلَايَحْلُو لَهُنَّ اَنْ يَلْبَسْنَ اِلَّا مَايَحْلُو لِلْمُطْرِبِ عَمْرُو دْيَاب مِنْ لِبَاسِ الْعُهْرِ وَالدَّعَارَةِ الَّذِي يُجَسِّدُ وَيُجَسِّمُ اَجْسَامَهُنَّ وَعَوْرَاتِهِنَّ حَتَّى اَصْبَحْنَ اُضْحُوكَةً عَلَى كُلِّ لِسَانٍ بَلْ اَصْبَحْنَ مَثَاراً لِلسُّخْرِيَةِ وَالِاسْتِهْزَاءِ مِنَ الْمُطْرِبِينَ الْعَاهِرِينَ فِي غِنَائِهِمْ عَنْ حِجَابِهِنَّ الشَّيْطَانِيّ(مِنْ فَوْق عَمْرُو خَالِد؟ وَمِنْ تَحْت عَمْرُو دْيَاب(فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِنَّ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ اَجْمَعِين؟ وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَالْاَمَرّ هُمْ هَؤُلَاءِ اَوْلَادُ الْعَاهِرَة اَلَّذِينَ رَضُوا بِعُهْرِ الْعَاهِرَاتِ فِي لِبَاسِهِنَّ وَعِطْرِهِنَّ وَتَكَسُّرِهِنَّ فِي مِشْيَتِهِنَّ ثُمَّ يَزْعُمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ اَنَّهُمْ يُكَافِحُونَ التَّحَرُّشَ الْجِنْسِيّ مُتَجَاهِلِينَ وَضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ هَذِهِ الْعَاهِرَةَ الَّتِي كَانَ شَرُّهَا مُسْتَطِيراً وَلَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى التَّحَرُّشِ الذَّكَرِيِّ بِالْعَاهِرَاتِ اَمْثَالِهَا بَلْ تَعَدَّاهُ اَيْضاً اِلَى التَّحَرُّشِ بِالْمُحَجَّبَاتِ حِجَاباً شَرْعِيّاً وَالْمُنَقَّبَاتِ اَيْضاً؟ فَمَنِ الَّذِي جَعَلَ الْمُتَحَجِّبَاتِ وَالْمُنَقَّبَاتِ يَقَعْنَ ضَحِيَّةً لِهَذَا التَّحَرُّشِ سِوَى هَذِهِ الْعَاهِرَةِ الَّتِي تَخْرُجُ بِكَامِلِ زِينَتِهَا وَاَنَاقَتِهَا وَتَبَرُّجِهَا لِيَقَعَ الرِّجَالُ الْمُتَحَرِّشُونَ ضَحَايَا لِتَبَرُّجِهَا اَيْضاً؟ نَعَمْ اَيُّهَا السَّفَلَةُ الْاَوْغَاد مِمَّنْ تَزْعُمُونَ اَنَّكُمْ تُكَافِحُونَ التَّحَرُّش؟ اِيتُونِي بِرَجُلٍ وَاحِدٍ فَقَطْ لَيْسَ مِنَ الْمَلَائِكَة وَيَسْتَطِيعُ اَنْ يَصْبِرَ عَلَى هَذَا الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ الشَّيْطَانِيِّ وَالْاِغْرَاءِ وَالْاِغْوَاءِ وَالرَّائِحَةِ الْخَبِيثَةِ وَاِنْ كَانَتْ طَيِّبَة لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ دُونَ اَنْ يَقُومَ بِالتَّحَرُّش؟ وَرُبَّمَا يَكُونُ لِهَذِهِ الْعَاهِرَة مَنْ يُرَافِقُهَا وَيَحْمِيهَا عَلَى عَكْسِ هَذِهِ الْمِسْكِينَةِ الْمُتَحَجِّبَةِ وَالْمُتَنَقِّبَةِ الَّتِي لَاتَجِدُ مَنْ يَحْمِيهَا مِنَ هَذَا التَّحَرُّش فَتَاْتِي هَذِهِ الْعَاهِرَةُ لِتُصِيبَهَا بِسَهْمِهَا الْغَادِرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي اَنْ يُوَجَّهَ اِلَيْهَا هِيَ وَلَاتَجِدُ اَحَداً مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ يُكَافِحُونَ التَّحَرُّشَ لِيَرْدَعَهَا وَيُوقِفَهَا عِنْدَ حَدِّهَا؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّ هَؤُلَاءِ الْاَفَّاكِين الَّذِينَ كُلَّمَا جَاؤُوا لِيُكَافِحُوا نَبْتَةً خَبِيثَةً مِنَ التَّحَرُّشِ فِي مَكَان؟ فَاِنَّهَا تَنْبُتُ مِنْ جَدِيدٍ فِي مَكَانٍ آخَرَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ نُسْخَة طِبْقُ الْاَصْلِ عَنْ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَة اَلَّذِينَ يَرْحَمُونَ الْمُجْرِمَ دَائِماً وَلَايَرْحَمُونَ الضَّحَايَا بِالْعَشَرَاتِ وَالْمِئَاتِ وَالْاُلُوفِ وَالْمَلَايِين مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ الَّذِينَ وَقَعُوا فِي شِرْكِ هَذِهِ الْعَاهِرَةِ الشَّيْطَانَةِ الْخَبِيثَةِ وَشَرَكِهَا؟ بَلْ اِنَّ هَذِهِ الَّتِي تَخْلَعُ عَلَيْهَا عَمْرَ خَالِد مِنْ فَوْقِهَا وَعَمْرَ دْيَاب مِنْ تَحْتِهَا اُقْسِمُ باِللهِ الْعَظِيم وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد اَنَّهَا سَيِّدَةُ عَاهِرَاتِ زَمَانِهَا بَلْ اِنَّ اللهَ فَضَّلَهَا عَلَى جَمِيعِ نِسَاءِ زَمَانِهَا فِي الْعُهْرِ وَالدَّعَارَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ لَهَا جَاذِبِيَّةً شَيْطَانِيَّةً هَائِلَةً اَكْبَرُ بِكَثِيرٍ مِنْ جَاذِبِيَّةِ هَذِهِ الَّتِي تَخْرُجُ بِكَامِلِ زِينَتِهَا وَاَنَاقَتِهَا وَتَبَرُّجِهَا مِنْ دُونِ حِجَابٍ شَرْعِيّ وَاسْاَلُوا الرِّجَالَ الْعَاهِرِينَ اِنْ كُنْتُمْ لَاتُصَدِّقُونَنِي؟؟ ؟نَعَمْ اَخِي وَكَذَلِكَ امْرَاَةُ نُوحٍ وَامْرَاَةُ لُوطٍ هُمَا اَيْضاً اَبْعَدُ مَايَكُونُ عَنِ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّة؟ وَلَكِنَّهُمَا خَانَتَا زَوْجَيْهِمَا فِي عَقِيدَةِ التَّوْحِيد؟ فَجَاءَ تَحْذِيرُ اللهِ لِنِسَاءِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ اَلَّا يَسْلُكْنَ طَرِيقَهُمَا فِي الْخِيَانَةِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِتَبْلِيغِ رِسَالَةِ زَوْجِهِنَّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ فِيمَا يُتْلَى فِي بُيُوتِهِنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَة؟ وَاِلَّا فَاِنَّ الْعَذَابَ سَيُضَاعَفُ لَهُنَّ وَلِزَوْجِهِنَّ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ ضِعْفَيْنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالى{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْاَقَاوِيل؟ لَاَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ؟ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ؟ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ اَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِين{وَاَمَّا مَايَقُولُهُ الشِّيعَةُ قَبَّحَهُمُ اللهُ حَوْلَ آيَةِ الْفَاحِشَةِ هَذِهِ؟ فَلَا عَلَاقَةَ لِلْخَيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ لَامِنْ قَرِيبٍ وَلَا مِنْ بَعِيدٍ بِهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اَزْوَاجَ النَّبِيِّ اَرْفَعُ مَقَاماً مِنْ اَنْ يُوَجَّهَ اِلَيْهِنَّ مِثْلُ هَذَا الْكَلَامِ مِنَ التّهْدِيدِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْفَاحِشَةَ لَمْ تَكُنْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِهِنَّ اَصْلاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَات( وَلَكِنْ كَانَ لَابُدَّ مِنْ تَحْذِيرِهِنَّ بِشَدِيدِ اللَّهْجَةِ كَمَا سَيَاْتِي(وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً اَخِي؟ فَحِينَمَا حَذَّرَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ ابْنَهُ تَحْذِيراً شَدِيدَ اللَّهْجَةِ فِي قَوْلِهِ{وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ؟ اِنَّ اَنْكَرَ الْاَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير(فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ لُقْمَانَ يَسْتَهْزِىءُ بِابْنِهِ بِقَوْلِهِ لَهُ اَنْتَ حِمَارٌ مِنْ اُمَّةِ الْحَمِير؟ اَمْ يَقُولُ لَهُ اُغْضُضْ مِنْ صَوْتِك؟ بِمَعْنَى اَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ لَيْسَ حَرَاماً؟ فَلَوْ كَانَ حَرَاماً؟ فَلَايَجُوزُ لِخَطِيبِ الْجُمُعَةِ اَنْ يَرْفَعَ صَوْتَه؟ فَمَا هُوَ الْحَرَامُ اِذَاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَلْحَرَامُ هُوَ اَنْ تَرْفَعَ صَوْتَكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ وَبِدُونِ فَائِدَةٍ تَعُودُ عَلَى النَّاسِ بِالْخَيْر؟ وَاِنَّمَا مِنْ اَجْلِ اِزْعَاجِهِمْ فِي اَوْقَاتِ نَوْمِهِمْ وَرَاحَتِهِمْ بِصَوْتِكَ اَوْ بِاَصْوَاتِ السَّيَّارَاتِ اَوِ الْآلَاتِ الْمُوسِيقِيَّةِ الْمُزْعِجَةِ اَوْ غَيْرِهَا؟ لِاَنَّكَ اِذَا جَهَرْتَ بِهِ رَافِعاً لَهُ زَائِداً عَنِ الِاعْتِدَالِ فِي الْحَدِّ الْمَطْلُوبِ لِرَفْعِهِ؟ فَرُبَّمَا تَاْتِي بِاَنْكَرِ الْاَصْوَاتِ الْمُلَوِّثَةِ الْمُزْعِجَةِ كَاَصْوَاتِ الْحَمِير؟ فَلَوْ كَانَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ يُرِيدُ السُّخْرِيَةَ مِنْ وَلَدِهِ لِمَاذَا اِذَاً كَانَ مُتَاَدِّباً مَعَهُ مِنْ بِدَايَةِ الْمَوْعِظَةِ اِلَى نِهَايَتِهَا بِقَوْلِهِ يَابُنَيَّ؟ وَلَمْ يَقُلْ لَهُ يَاحِمَار كَمَا يَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ الْآبَاءِ لِاَوْلَادِهِمْ فِي اَيَّامِنَا؟ هَلْ مِنَ الْمَعْقُول اَنَّ بِدَايَةَ هَذِهِ الْمَوْعِظَةِ كَانَتْ رَائِحَتُهَا طَيِّبَة وَلَمْ يَكُنْ خِتَامُهَا مِسْكاً مَعَ لُقْمَانَ الْحَكِيم؟ فَاِنْ قُلْتُمْ نَعَمْ؟ فَاِنَّ الطَّامَّةَ الْكُبْرَى سَتَاْتِي عَلَيْكُمْ بِسُؤَالٍ اَدْهَى وَاَمَرّ؟ وَهُوَ اَنَّهُ هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنَّ اللهَ الْحَكِيمَ اَسَاءَ الْاَدَبَ فِي بِدَايَةِ الْمَوْعِظَةِ مَعَ اُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ كَانَ خِتَامُهَا مِسْكاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ(وَلَمْ يَقُلْ آلَ الْبَيْتِ{وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرَا(فَاِنْ قُلْتُمْ اَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْنَ اَهْلاً لِهَذِهِ الطَّهَارَة؟ فَاِنَّنَا نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِمَا لَايَقُولُ بِهِ عَاقِلٌ يَقْرَاُ كَلَامَ اللهِ؟ فِي اَنَّهُنَّ لَسْنَ اَهْلاً لِمَا جَاءَ بَعْدَ هَذِهِ الطَّهَارَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاذْكُرْنَ مَايُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَة(نَعَمْ اَخِي؟ وَلَكِنَّ الشِّيعَةَ حَمِيرٌ كَالْيَهُودِ لَايَفْهَمُونَ كَلَامَ الله؟ وَلِذَلِكَ عَمِلَ الِاسْتِعْمَارُ اليهودي والصليبي والصفوي فِي الْمَاضِي عَلَى طَمْسِ مَعَالِمِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ حَتَّى لَايَفْهَمَ الْمُسْلِمُونَ قُرْآنَهُمْ جَيِّداً؟ فَكَانَ الشِّيعَةُ اَوَّلَ مَنْ وَقَعَ ضَحِيَّةً لِهَذَا الْغَبَاءِ فِي فَهْمِ الْقُرْآنِ؟ بِسَبَبِ ضَعْفِ اسْتِيعَابِهِمْ فِي فَهْمِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لُغَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ فَوَقَعُوا فِي عِرْضِ اللهِ الَّذِي يَعْتَزُّ بِهِ سُبْحَانَهُ وَهُوَ الْقُرْآن؟ فَاتَّهَمُوهُ بِالتَّحْرِيف؟ ثُمَّ وَقَعُوا فِي عِرْضِ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَصَحَابَتِهِ وَآلِ بَيْتِه؟ حَتَّى اتَّهَمُوا الْاِمَامَ عَلِيّاً بِاَنَّهُ حَشَرَة تَافِهَة كَالْبَعُوضَة؟ فَمَاذَا اَبْقَوْا مِنْ هَذَا الدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ الْعَظِيمِ الَّذِي تَهَجَّمُوا عَلَى جَمِيعِ مُقَدَّسَاتِهِ وَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْهَا شَيْئاً اِلَّا وَقَدَحُوا فِيه؟ وَمَاذَا يُرِيدُ الْيَهُودُ اَكْثَرَ مِنْ ذَلِك؟ نَعَمْ هَؤُلَاءِ الْيَهُودُ الْجُبَنَاءُ الَّذِينَ لَمْ يَسْلَمْ اَنْبِيَاؤُهُمْ مِنْ طَعْنِهِمْ بِعِرْضِهِمْ{وَكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيمَا؟ وَقَوْلِهِمْ اِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ الله(وَنَقُولُ لِلصُّلْبَانِ الْخَنَازِيرِ الْخَوَنَة{وَمَاقَتَلُوهُ وَمَاصَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ(وَمَعَ الْاَسَفِ فَاِنَّ الشِّيعَةَ وَالْيَهُودَ وَجْهَانِ مُتَّفِقَانِ فِي عُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي هَذَا الطَّعْنِ عَلَى الْاَدْيَانِ السَّمَاوِيَّةِ بِمَا فِيهَا مِنْ مُقَدَّسَات؟ وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِلشِّيعَة؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانَتْ آية الفاحشة لَهَا عَلَاقَةٌ بِتَحْذِيرِهِنَّ مِنْ فَاحِشَةِ الْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ مِنْ قَرِيبٍ اَوْ مِنْ بَعِيد؟ فَلَا حُجَّةَ لِلشِّيعَةِ عَلَيْهِنَّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ جَعَلَهُنَّ قُدْوَةً فِي مَدْرَسَةٍ يَنْبَغِي اَنْ يَتَعَلَّمَ النَّاسُ فِيهَا جَمِيعاً وَيَقْتَدُوا بِهِنَّ وَبِصَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَآلِ بَيْتِه؟ فَكَانَ لَابُدَّ اَنْ يَذْكُرَ اللهُ لَهُنَّ الشَّارِدَةَ وَالْوَارِدَةَ مِنْ هَذِهِ الْمَحَاذِيرِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّة حَتَّى لَايَقَعْنَ فِيهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هُنَاكَ تَشْرِيعاً جَدِيداً مِنَ اللِّعَانِ اَوِ الْمُلَاعَنَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ لَمْ يَكُنْ فِي الشَّرَائِعِ السَّابِقَة؟ وَلَكِنَّهُ خَطِيرٌ جِدّاً عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَيْهِنَّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ يَسْتَوْجِبُ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ اِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِين وَهَذَا مُسْتَحِيلٌ طَبْعاً وَشَرْعاً وَعَقْلاً؟ وَيَسْتَوْجِبُ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهِنَّ اَيْضاً اِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ مِنَ الصَّادِقِين؟ فَكَانَ لَابُدَّ مِنْ تَنْبِيهِهِنَّ وَتَحْذِيرِهِنَّ حَتَّى يَحْتَرِسْنَ جَيِّداً فِي اَنَّهُنَّ وَلَوْ اَفْلَتْنَ مِنْ عُقُوبَةِ الْقَاضِي فِي لِعَانِهِنَّ بِشَهَادَاتِهِنَّ الْخَمْسِ؟ فَلَنْ يُفْلِتْنَ مِنِ انْتِقَامِ اللهِ بِمُضَاعَفَةِ الْعَذَابِ عَلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَة؟ وَلِمَزِيدٍ مِنَ التَّوْضِيح عَلَيْكَ اَنْ تَقْرَاَ مَعِي اَخِي الشِّيعِي وَتَفْهَمَ جَيِّداً قَوْلَهُ تَعَالَى{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ اَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ اِلَّا اَنْفُسُهُم؟ فَشَهَادَةُ اَحَدِهِمْ اَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللهِ اِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِين؟ وَالْخَامِسَةُ اَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ اِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِين(وَتَصَوَّرْ مَعِي اَخِي الشِّيعِي اَنَّ زَوْجَة مِنْ زَوْجَاتِ النَّبِيِّ تُوقِفُهُ اَمَامَ الْقَضَاءِ مُلَاعِنَةً لَهُ بَلْ لَاعِنَةً لَهُ اَيْضاً؟ لِاَنَّهَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الْمُلَاعَنَةِ؟ سَتَضَعُهُ فِي قَفَصِ الِاتِّهَامِ مَعَ الْكَاذِبِينَ سَوَاءٌ رَضِيتَ بِكَلَامِي اَخِي اَوْ لَمْ تَرْضَ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهَا تُكَذّبُهُ؟ وَبِالنَّتِيجَةِ فَاِنَّهَا تُكَذّبُ رِسَالَتَهُ اَيْضاً؟ وَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهَا كَفَرَتْ بِهِ وَبِرِسَالَتِهِ؟وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَالْاَمَرّ اَنَّهَا يَحِقُّ لَهَا اَنْ تُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهَا بِاَرْبَع شَهَادَاتٍ مُقَابِلَةٍ لِشَهَادَاتِهِ؟ وَلَكِنَّ هَذِهِ الشَّهَادَاتِ تَحْمِلُ الطَّامَّةَ الْكُبْرَى عَلَيْهِ وَعَلَى رِسَالَتِهِ وَعَلَيْهِنّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقَاضِي لَايَمْلِكُ فِي هَذِهِ الْحَالَة اِلَّا اَنْ يُطْلِقَ سَرَاحَهَا بِهَذِهِ الشَّهَادَاتِ الْخَمْسِ مِنْهَا عَلَى كَذِبِ زَوْجِهَا فِيمَا يَنْسِبُهُ اِلَيْهَا مِنَ الْخِيَانَة؟ وَبِالتَّالِي لَايُمْكِنُ لِلنَّاسِ اَنْ يَعْرِفُوا الصَّادِقَ مِنَ الْكَاذِبِ مِنْهُمَا؟ فَتَبْقَى رِسَالَتُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْمِحَكِّ بَيْنَ الصِّدْقِ وَالْكَذِب؟ فَكَانَ لَابُدَّ فِي كُلِّ الْحَالَاتِ اَنْ يُنَبِّهَ اللهُ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ اِلَى عَوَاقِبِهَا الْوَخِيمَةِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا وَالْخَطِيرَةِ جِدّاً عَلَيْهِنَّ وعلى رسول الله وعلى رسالته بِدَلِيل{وَيَدْرَاُ عَنْهَا الْعَذَابَ اَنْ تَشْهَدَ اَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ اِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِين؟ وَالْخَامِسَةَ اَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا اِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِين(نَعَمْ اَخِي الشِّيعِي؟ مَنْ يَجْرُؤُ مِنَّا اَوْ مِنْ غَيْرِنَا عَلَى اَنْ يُكَذِّبَ رَسُولَ اللهِ بِهَذِهِ الشَّهَادَاتِ الْخَمْسِ وَاللَّامِ الْمُزَحْلَقَةِ الْمُؤَكِّدَةِ لِلْقَسَم وَالَّتِي يَعْرِفُهَا اَسَاتِذَةُ اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ جَيِّداً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى(وَاللهِ تَاللهِ بِاللهِ{اِنَّهُ لَ*مِنَ الْكَاذِبِين(نَعَمْ اَخِي؟ وَلَاحُجَّةَ لِلشِّيعَةِ فِي اَنَّ رَسُولَ اللهِ قَدْ عَصَمَهُ رَبُّهُ مِنَ الْمُلَاعَنَة؟ بِدَلِيلِ الْمُبَاهَلَةِ وَمَافِيهَا مِنْ مُلَاعَنَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّصَارَى؟ وَهَلْ كَانَ نَصَارَى نَجْرَانَ لِيَجْرُؤُوا عَلَى الْمُبَاهَلَةِ الَّتِي دَعَاهُمْ اِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{تَعَالَوْا نَدْعُ اَبْنَاءَنَا وَاَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَاَنْفُسَنَا وَاَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِين(فَكَيْفَ سَتَتَجَرَّاُ وَاحِدَةٌ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ الطَّاهِرَاتِ عَلَى هَذِهِ الْخيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ وَمَافِيهَا مِنْ تَدَاعِيَاتٍ خَطِيرَةٍ جِدّاً جِدّاً عَلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِسَبَبِ هَذَا اللِّعَانِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَمَافِيهِ مِنْ تَكْذِيبٍ لِرَسُولِ الله؟ بَلْ اِنَّ هَذِهِ التَّدَاعِيَاتِ هِيَ حَشْكُ وَلَبِكْ(كَمَا يَقُولُ الشَّامِيُّونَ فِي لَهْجَتِهِمْ(عَلَيْهِنَّ وَعَلَى رَسُولِ الله(نَعَمْ اَخِي الشِّيعِي{وَيَدْرَاُ عَنْهَا الْعَذَابَ(والْمَعْنَى هُنَا اَنَّهَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تَنْجُوَ مِنَ الْعَذَابِ وَهُوَ الرَّجْمُ حَتَّى الْمَوْتِ بِهَذِهِ الشَّهَادَاتِ الْخَمْسِ وَلَوْ كَانَتْ خَائِنَة؟ لَكِنَّ الْآيَةَ فِي سُورَةِ الْاَحْزَابِ جَاءَتْ لِتُؤَكِّدَ لَهُنَّ اَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَ اَحَدٌ مِنْهُنَّ مِنْ الْعَذَابِ بِضِعْفَيْنِ لَا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ لَا بِشَهَادَاتٍ خَمْسٍ وَلَا بِدُونِ شَهَادَات وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{مَنْ يَاْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْن( وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ فِي كُلِّ الْاَحْوَالِ لَنْ يَرْضَى اَنْ يَفْضَحَ عِرْضَ رَسُولِهِ لَاوَحْياً وَلَا مِنْ وَرَاءِ حِجَاب؟ وَلَنْ يَرْضَى مِنْ سُفَهَاءِ النَّاسِ وَاَقْذَارِهِمْ اَيْضاً فِي شَرْعِهِ اَنْ يَفْضَحُوا عِرْضَ رَسُولِهِ بِكَذِبِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ بَلْ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا صَادِقِين؟ وَاِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ سَمَحَ بِذَلِكَ الْفَضْحِ الْمُفْتَرِي عَليْهِنَّ فِي شَرِّ قَدَرِهِ لِتَزِيدَ رِفْعَةُ الدَّرَجَاتِ فِي خَيْرِ قَدَرِهِ عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ لِرَسُولِهِ وَاَزْوَاجِهِ وَصَحَابَتِهِ وَآلِ بَيْتِهِ؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْكَ اَخِي المسلم اَلَّا تَحْزَنَ حُزْناً قَاتِلاً عَلَى عِرْضِ رَسُولِ الله؟ لِاَنَّكَ مُؤْمِنٌ بِقَدَرِ اللهِ خَيْرِهِ وَشَرِّه؟ نَعَمْ اَخِي الشيعي مَاهُوَ الْعَيْبُ فِي آيَةِ الْفَاحِشَةِ؟ وَمَاذَا يَنْقُصُ مِنْ قَدْرِهِنَّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ وَقَدْ نَبَّهَ اللهُ آدَمَ الْمَعْصُومَ وَدَاوُودَ الْمَعْصُومَ فِي قَوْلِهِ لِآدَمَ{وَلَاتَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين{اِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى{يَادَاوُودُ اِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْاَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَاتَتَّبِعِ الْهَوَى(طَيِّبْ اَلَيْسَتِ الْفَاحِشَةُ الَّتِي حَذَّرَ اللهُ مِنْهَا نِسَاءَ النَّبِي؟ اَلَيْسَتْ هَذِهِ الْفَاحِشَةُ مِنَ الْهَوَى؟ وَلِذَلِكَ{فَلَاتَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله؟ اِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ مُعَمَّمِي الشِّيعَة بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا عَنْ هَذِهِ الْآيَة{مَنْ يَاْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَة(اَنَّهَا الْفَاضِحَةُ لِبَعْضِ نِسَاءِ النَّبِيِّ وَمِنْهُنَّ عَائِشَةُ وَحَفْصَة؟ بِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ فَضَحَ امْرَاَةَ نُوحٍ وَامْرَاَةَ لُوطٍ فِي خِيَانَتِهِمَا الزَّوْجِيَّةِ بِمَا اَتَيَا مِنْ فَاحِشَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ اللهَ فِعْلاً فَضَحَ امراة نوح وامراة لوط بِمَا اَتَيَا مِنَ الْفَاحِشَةِ الْكُبْرَى الْاَقْذَرِ مِنَ الزِّنَى وَهِيَ مَاعَلَيْهِ الشِّيعَةُ اَيْضاً مِنَ الِاْشْرَاكِ النَّجِسِ بِاللهِ الطَّاهِر*(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ يَكُونُ اِشْرَاكُ الشِّيعَةِ نَجِساً وَهُمْ يَعْبُدُونَ اِنْسَاناً طَاهِراً كَعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِنَّ النَّصَارَى اَيْضاً يَعْبُدُونَ اِنْسَاناً طَاهِراً كَعِيسَى وَاُمِّهِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَام؟ وَلَكِنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِ طَهَارَتِهِ؟ فَاِنَّهُ طَاهِرٌ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ لَكِنَّ النَّجَاسَةَ تَخْرُجُ مِنْهُ وَمِنْ اُمِّه؟ وَقَدْ اَشَارَ اللهُ اِلَى ذَلِكَ بِاَدَبٍ وَاسْتِحْيَاءٍ فِي قَوْلِهِ عَنْ عيسى وَاُمِّهِ{كَانَا يَاْكُلَانِ الطَّعَام( وَالَّذِي يَاْكُلُ الطَّعَامَ سَتَخْرُجُ مِنْهُ النَّجَاسَةُ بِالتَّاْكِيد وَهِيَ الْخُرَاءُ وَالْبَوْلُ الْمَعْرُوف؟ وَاَمَّا اللهُ تَعَالَى فَاِنَّهُ لَاتَخْرُجُ مِنْهُ النَّجَاسَةُ؟ وَلَايَاْكُلُ؟ وَلَايَشْرَبُ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ جَمَعَ الْكَمَالَ فِي طَهَارَةِ ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ؟ وَلَمْ تَجْتَمِعْ بِكَمَالِهَا فِي عِيسَى وَلَا مَرْيَمَ وَلَامُحَمَّدٍ وَلَاعَلِيٍّ وَلَا الْحُسَيْنِ وَلَافَاطِمَة(*وَلَكِنَّهُمَا لَمْ تَخُونَا نُوحاً وَلَا لُوطاً بالزنى؟ لَكِنْ لِنَفْرِضْ جَدَلاً اَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ خَانَتَا مُحَمَّداً بِفَاحِشَةِ الزِّنَى وَحَاشَاهُمْ جَمِيعاً؟ فَاَيْنَ دَلِيلُكَ عَلَى اَنَّ اللهَ فَضَحَهُمَا؟ هَلْ تَصْلُحُ آيَةُ الْاَحْزَابِ كَدَلِيلٍ عَلَى اَنَّ اللهَ فَضَحَهُمَا بِالزِّنَى؟ فَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ صَالِحَةً كَدَلِيلٍ كَمَا تَزْعُم؟ لِمَاذَا اِذاً شَرَعَ اللهُ الْمُلَاعَنَةَ بَيْنَ الزَّوْجَيْن في سورة النور؟ وَالَّذِي تَسْتَطِيعُ فِيهِ الْمَرْاَةُ الْعَاهِرَةُ الْخَائِنَةُ لِزَوْجِهَا بِشَهَادَاتِهَا الْخَمْسِ الْمُقَابِلَةِ لِشَهَادَاتٍ خَمْسٍ اَيْضاً مِنْ زَوْجِهَا الَّذِي يُلَاعِنُهَا اَمَامَ الْقَاضِي؟ اَنْ تَدْرَاَ عَنْ نَفْسِهَا وَعَنْ عَشِيقِهَا وَعَنْ قَوْمِهَا الْفَضِيحَة؟ ثُمَّ تَعَالَ مَعِي وَفَكِّرْ جَيِّداً بِالسُّؤَالِ التَّالِي؟ كَيْفَ يَصِحُّ شَرْعاً وَعَقْلاً اَنْ يَشْرَعَ اللهُ مَايَدْرَاُ الْفَضِيحَةَ عَنْ عِرْضِ عَامَّةِ النَّاسِ فِي نِسَائِهِمُ الْخَائِنَاتِ وَعَشِيقِيهِمُ الْخَوَنَة؟ ثُمَّ لَا يَشْرَعُ مَايَدْرَاُ الْفَضِيحَةَ عَنْ عِرْضِ رَسُولِهِ فِي نِسَائِه؟ بِمَعْنَى هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ يَتْرُكَ اللهُ عِرْضَ رَسُولِهِ فِي نِسَائِهِ مُبَاحاً لِجَمِيعِ النَّاسِ فِي الْقِيلِ وَالْقَالِ وَالثَّرْثَرَةِ وَالطَّعْنِ وَالْقَذْفِ دُونَ اَنْ يَشْرَعَ مَايَحْمِيهِ مِنَ الْفَضِيحَةِ وَلَوْ حَصَلَتْ خِيَانَةٌ زَوْجِيَّةٌ مِنْ نِسَائِهِ ثُمَّ يَاْتِي لِيَشْرَعَ مَايَحْمِي اَعْرَاضَ غَيْرِهِ مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ مِنَ الْفَضِيحَةِ وَمَابَلَغُوا جَمِيعاً مِعْشَارَ مَابَلَغَهُ رَسُولُ اللهِ وَاَزْوَاجُهُ مِنَ الشَّرَفِ وَالطَّهَارَةِ وَالْاَخْلَاقِ الْحَمِيدَةِ وَعَلَى رَاْسِهِمْ حَفْصَةُ وَعَائِشَة؟ بِمَعْنَى؟ هَلْ اَصْبَحَ عِرْضُ رَسُولِ اللهِ رَخِيصاً عِنْدَ اللهِ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ مِنَ الْفَضِيحَةِ الْكُبْرَى عَلَى رُؤُوسِ الْاَشْهَادِ وَالنَّاسِ جَمِيعاً فِي الْوَقْتِ الَّذِي حَمَا فِيهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ اَعْرَاضَ بَقِيَّةِ النَّاسِ مِنَ الْفَضِيحَةِ اَمَامَ مَلَايِينِ الْاَشْهَادِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِخَمْسِ شَهَادَاتٍ فَقَطْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَيَدْرَاُ عَنْهَا الْعَذَابَ اَنْ تَشْهَدَ اَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ اِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِين؟ وَالْخَامِسَةَ اَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا اِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِين(يَبْدُو اَنَّ اللهَ سَتَرَ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِ كُلِّهِ اِنْسِهَا وَجِنِّهَا فِي سُورَةِ النُّور؟ وَلَمْ يَفْضَحْ سِوَى نِسَاءِ النَّبِيِّ فَقَطْ فِي سُورَةِ الْاَحْزَاب؟ فَهَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ يَااَوْلَادَ الْمُتْعَةِ الْحَرَام؟مَاذَا عَنِ الْمَهْدِيِّ الْمَزْعُومِ الَّذِي سَيُحْيِي عَائِشَةَ وَيُقِيمُ عَلَيْهَا الْحَدّ؟ وَكَيْفَ يَحِقُّ لَهُ اَنْ يُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ اِذَا كَانَتْ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَسْحَقَهُ وَتَسْحَقَ شَهَادَاتِهِ الْخَمْسِ مِنْ لِعَانِهِ؟ بِتَكْذِيبِهِ بِاَرْبَعِ شَهَادَاتٍ وَاسْتِدْعَاءِ غَضَبِ اللهِ عَلَيْهَا فِي الشَّهَادَةِ الْخَامِسَة اِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ؟ اَلَيْسَ هَذَا الْمَهِدِيُّ الْمَزْعُومُ يَقُومُ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ فِي لِعَانِهِ لَهَا غِيرَةً مِنْهُ عَلَى عِرْضِ رَسُولِ اللهِ كَمَا تَزْعُمُون؟ لَكِنْ كَيْفَ يَحِقُّ لَهُ اَنْ يُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ دُونَ اَنْ يُلَاعِنَها؟ لَكِنْ اِذَا لَاعَنَهَا وَسَكَتَتْ وَلَمْ تُدَافِعْ عَنْ نَفْسِهَا؟ فَاِنَّنَا هُنَا نَتَّفِقُ مَعَكُمْ؟ لَكِنَّ الطَّامَّةَ الْكُبْرَى عَلَيْكُمْ فِيمَا لَوْ كَانَتْ صَادِقَةً فِي لِعَانِهَا؟ لَكِنْ كَيْفَ يَحِقُّ لِلْمَهْدِي الْمَزْعُومِ اَنْ يُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدّ وَلَوْ كَانَتْ كَاذِبَة فِي لِعَانِهَا وَاسْتِدْعَاءِ غَضَبِ اللهِ عَلَيْهَا؟ فَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ جَيِّداً اَنَّهُ يَجُوزُ لِلْقَاضِي شَرْعاً اِطْلَاقُ سَرَاحِهَا بِدَلِيل{وَيَدْرَاُ عَنْهَا الْعَذَابَ(اَيْ يَحْمِيهَا مِنْ الْعَذَابِ{اَنْ تَشْهَدَ اَرْبَعَ شَهَادَاتٍ(فَكَيْفَ يَحِقُّ لِلْمَهْدِي اَنْ يُعَذِّبَهَا بِاِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَيْهَا فِي حَالَةِ صِدْقِهَا اَوْ فِي حَالَةِ كَذِبِهَا بَلْ فِي كُلِّ الْاَحْوَال؟ بَلْ كَيْفَ يَحِقُّ لِهَذَا الْمَهْدِي الْيَهُودِي الْمَزْعُوم اَنْ يُضَاعِفَ عَلَيْهَا الْعَذَابَ ضِعْفَيْن؟ يَبْدُو اَنَّ الْحَوْزَاتِ الْعِلْمِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ اَصْبَحَتْ خَرْسَاءَ وَلَاجَوَابَ عِنْدَهَا عَلَى اَسْئِلَتِي اَبَداً؟ فَهَلْ اَدْرَكْتُمُ الْآنَ اَيُّهَا الْاِخْوَة لِمَاذَا يَخْشَى الْحَاخَامَاتُ فِي اِيرَان وَالْخَنَازِيرُ الصُّلْبَانُ الْخَوَنَة اَنْ يُعَلِّمُوا اَوْلَادَهُمْ سُورَةَ النُّور؟ لِاَنَّهَا تَهْدِمُ اَدْيَانَهُمْ مِنْ اَسَاسِهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ لَايَعْشَقُونَ شَيْئاً فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَا يَعْشَقُونَ الطَّعْنَ فِي مُحَمَّدٍ وَفِي دِينِ مُحَمَّد بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءَ(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْخَنَازِيرَ الصُّلْبَانَ الْخَوَنَةَ يَسْتَعِينُونَ دَائِماً بِاَقْوَى سِلَاحٍ خَائِنٍ غَادِرٍ مَسْمُومٍ لِيَطْعَنُوا الْاِسْلَامَ فِي خَاصِرَتِهِ وَفِي صَمِيمِ قَلْبِهِ اَلَا وَهُوَ الشِّيعَة وَتَحْتَ شِعَار(لَاتْعَايِرْنِي وَلَاعَايْرَكْ اِلْهَمِّ طَايِلْنِي وْطَايْلَكْ(وَلَكِنَّهُمْ تَجَاهَلُوا قَوْلَهُ تَعَالَى{اِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد(؟؟؟ نَعَمْ اَخِي هَذِهِ هِيَ حَالُ السُّنَّةِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة سَوَاءٌ كَانَتْ سُنَّة شَرِيفَة اَوْ غَيْرَ شَرِيفَة؟ وَاَمَّا السُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ فِي الْفِقْهِ الْاِسْلَامِي فَهِيَ مَاقَابَلَ الْوَاجِبَ اَوِ الْفَرْضَ؟ فَمَثَلاً نَقُول؟ اَلصُّبْحُ رَكْعَتَا فَرْضٍ؟ وَرَكْعَتَا سُنَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَالسُّنَّةُ غَيْرُ الْفَرْضِ؟ مَطْلُوبٌ مِنْكَ اَنْ تَعْمَلَهَا وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ وَلَكِنْ لَيْسَ طَلَباً جَازِماً كَالْفَرْضِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْفَرْضَ اِذَا لَمْ تَعْمَلْهُ؟ فَاِنَّكَ تُؤَاخَذُ عَلَيْهِ؟ وَاَمَّا السُّنَّةُ اِذَا لَمْ تَفْعَلْهَا دُونَ رَدٍّ لَهَا اَوْ اِنْكَار؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ تَعْتَقِدُ اَنَّهَا سُنَّة وَلَمْ تَفْعَلْهَا؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا تُثَابُ وَلَاتُعَاقَبُ؟ اِلَّا اِذَا اَنْكَرْتَهَا؟ فَمَثَلاً حِينَمَا نَقُولُ فِي الْفِقْهِ الْاِسْلَامِي؟ صَوْمُ رَمَضَانَ فَرْضٌ؟ وَصَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَة؟ فَجَاءَتِ السُّنَّةُ هُنَا فِي مُقَابَلَةِ الْفَرْضِ؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي مُلْزَمٌ بِصَوْمِ رَمَضَانَ اِذَا تَحَقَّقَتْ شُرُوطُ الصَّوْمِ فِي وُجُوبِهِ عَلَيْك؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِصَوْمِ عَرَفَاتٍ؟ فَلَيْسَ وَاجِباً عَلَيْك؟ لَكِنْ اِذَا فَعَلْتَهُ؟ فَلَكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ وَمَحْوُ الْخَطَايَا الصَّغِيرَةِ عِنْدَ اللهِ بِمِقْدَارِ سَنَةٍ مَضَتْ وَسَنَةٍ قَادِمَةٍ اَيْضاً؟ وَاَمَّا صِيَامُ عَاشُورَاءَ وَيَوْمٍ قَبْلَهُ وَيَوْمٍ بَعْدَهُ؟ فَبِمِقْدَارِ سَنَةٍ مَاضِيَةٍ فَقَطْ مِنْ صَغَائِرِ الذُّنُوب؟ وَاَمَّا الذُّنُوبُ الْكَبِيرَةُ فَلَايَمْحُوهَا عِنْدَ اللهِ اِلَّا الْتَوْبَةُ النَّصُوحُ وَرَدُّ الْحُقُوقِ اِلَى اَصْحَابِهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَهَذَا هُوَ مَعْنَى السُّنَّةِ فِي الْفِقْهِ الْاِسْلَامِي عِنْدَ الْفُقَهَاء؟ نَعَمْ اَخِي؟عَرَفْتَ الْآنَ مَعْنَى السُّنَّةِ عِنْدَ اَهْلِ اللَّغَةِ؟ وَعِنْدَ اَهْلِ الْفِقْهِ؟ فَمَا هُوَ مَعْنَاهَا عِنْدَ عُلَمَاءِ اُصُولِ الْفِقْهِ؟ نَعَمْ اَخِي؟عَلَيْكَ اَنْ تُمَيِّزَ جَيِّداً فِي دِرَاسَاتِكَ لِلسُّنَّةِ؟ بَيْنَ عُلَمَاءِ الْفِقْهِ؟ وَبَيْنَ عُلَمَاءِ اُصُولِ الْفِقْهِ؟ فَمَا هُوَ تَعْرِيفُهَا عِنْدَ هَؤُلَاءِ فِي اُصُولِ فِقْهِهِمْ؟ قَالُوا؟ اَلسُّنَّةُ هِيَ كُلَّ مَاصَدَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ الْقُرْآنِ؟ مِنْ قَوْلٍ؟ اَوْ فِعْلٍ؟ اَوْ تَقْرِير؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَكُلَّ مَاصَدَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ مِنْ غَيْرِ الْقُرْآنِ؟ هُوَ سُنَّة؟ وَنَحْنُ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَقُولَ عَنِ الْقُرْآنِ اَنَّهُ سُنَّةٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِي مَارَضِيَ سُبْحَانَهُ اَنْ يَنْسِبَهُ اِلَّا اِلَى ذَاتِهِ الْعَلِيَّة؟ وَاَمَّا السُّنَّةُ فَاِنَّهَا كَلَامُ اللهِ اَيْضاً؟ وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى رَضِيَ اَنْ يَنْسُبَهَا اِلَى رَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام بِدَلِيل{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ(فِي سُنَّتِهِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّةِ وَالتَّقْرِيرِيَّةِ{فَقَدْ اَطَاعَ اللهَ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ فِي سُنَّتِهِ الشَّرِيفَةِ الصَّحِيحَةِ{مَايَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى؟ اِنْ هُوَ اِلَّا وَحْيٌ يُوحَى( نَعَمْ اَخِي؟ فَالسُّنَّةُ هِيَ كُلَّ مَاصَدَرَعَنِ الرَّسُولِ مِنْ غَيْرِ الْقُرْآن؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا عَنِ السُّنَّةِ الَّتِي صَدَرَتْ عَنِ الرَّسُولِ مِنْ غَيْرِ الْقُرْآنِ مِمَّا يُسَمَّى اَحَادِيثَ قُدْسِيَّة؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ كَذَلِكَ هَذِهِ الْاَحَادِيثُ الْقُدْسِيَّة؟ هِيَ صَادِرَةٌ عَنْ رَسُولِ الله؟ لَكِنَّ مَعْنَاهَا صَادِرٌ عَنِ اللهِ سُبْحَانَه؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقْذِفُ مَعْنىً مِنَ الْمَعَانِي فِي نَفْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَيُعَبِّرُ عَنْهُ النَّبِيُّ الْكَرِيمُ بِاُسْلُوبِهِ لَابِاُسْلُوبِ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَابُدَّ لَكَ مِنَ الْمُقَارَنَةِ حَتَّى تَفْهَمَ كَلامِي جَيِّداً؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّ الْحَدِيثَ النَّبَوِيَّ؟ يَخْتَلِفُ عَنِ الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْحَدِيثَ النَّبَوِيَّ؟ لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ الله؟ وَلَكِنَّ اللهَ صَادَقَ عَلَيْهِ؟ وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ؟ وَسَكَتَ عَنْهُ؟ فَاَصْبَحَ هَذَا الْحَدِيثُ النَّبَوِيُّ؟ بِمَثَابَةِ وَحْيٍ يُوحَى؟ بِدَلِيلِ الْآيَةِ وَهِيَ مَوْضُوعُ الْمُشَارَكَة؟ وَاَمَّا الْحَدِيثُ الْقُدْسِيُّ؟ فَالْمَعْنَى مِنَ الله؟ وَالرَّسُولُ يُعَبِّرُ عَنْهُ بِلَفْظِهِ؟ فَمَثَلاً قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِي؟ اَنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ اَجَلَهَا وَرِزْقَهَا؟ فَاتَّقُوا اللهَ وَاَجْمِلُوا فيِ الطَّلَب(نَعَمْ اَخِي[اِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ(جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام[نَفَثَ فِي رُوعِي(نَعَمْ اَخِي؟ هُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ كَلِمَةِ رُوعِي؟ وَبَيْنَ كَلِمَةِ رَوْعِي وَهِيَ مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ اِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ(وَالرَّوْعُ هُنَا بِمَعْنَى الْخَوْفِ؟ وَاَمَّا مَانَفَثَ جِبْرِيلُ فِي رُوعِي فَهِيَ بِمَعْنَى نَفْسِي[اَنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ كَذَا وَكَذَا(فَهَذَا الْمَعْنَى اَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِطَرِيقِ النَّفْثِ الَّذِي نَفَثَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام؟ وَهَذِهِ اُمُورٌ غَيْبِيَّةٌ لَانَسْتَطِيعُ اِدْرَاكَهَا؟وَاَمَّا الرَّسُولُ فَفَهِمَ هَذَا الْمَعْنَى؟ ثُمَّ عَبَّرَ عَنْهُ بِلَفْظِه؟ وَاَضْرِبُ لَكَ اَخِي مِثَالاً عَلَى ذَلِك؟ فَمَثَلاً؟ لَوْ اَنَّ حَادِثَةً مَا حَدَثَتْ فِي اَيَّامِنَا؟ فَجَاءَ عِدَّةُ كُتَّابٍ اَوْ صَحَفِيِّينَ اَوْ اِعْلَامِيِّينَ؟ ثُمَّ نَقَلُوا هَذِهِ الْحَادِثَةَ بِصِدْقٍ كَمَا حَصَلَتْ؟ فَهَلْ مِنَ الْمُمْكِنِ اَنْ تَتَّفِقَ اَلْفَاظُهُمْ وَلَوِ اتَّفَقَتْ مَعَانِيهِمْ؟ طَبْعاً لَا يَااَخِي؟ لِاَنَّ الْاَلْفَاظَ بِالتَّاْكِيدِ سَتَكُونُ مُخْتَلِفَة؟ وَلَكِنَّ الْمَعْنَى مَعَ ذَلِكَ يَكُونُ وَاحِداً؟ وَهَكَذَا الْحَدِيثُ الْقُدْسِيّ؟ فَاِنَّ مَعْنَاهُ يُقْذَفُ فِي نَفْسِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَالنَّبِيُّ يُعَبِّرُ عَنْهُ بِاُسْلُوبِهِ؟ وَهَذَا يَجُرُّنَا اِلَى اَنْ نَطْرَحَ عَلَى اَنْفُسِنَا التَّسَاؤُلَ التَّالِي؟ هَلِ الْحَدِيثُ الْقُدْسِيُّ مُعْجِز؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَيْسَ مُعْجِزاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ كَلَامُ الرَّسُولِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْكَلَامَ الْوَحِيدَ الْمُعْجِزَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَالَّذِي اخْتَصَّهُ اللهُ لِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ دُونَ اَنْ يُشَارِكَهُ فِيهِ اَحَدٌ وَلَاحَتَّى رَسُولُ الله؟ هُوَ قَرْآنُ رَبِّ الْعَالَمِين؟ وَلَنْ يَسْتَطِيعَ اَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلَا الْجَانِّ اَنْ يَاْتِيَ بِمِثْلِهِ؟ فَلَايُوجَدُ فِي الْكَوْنِ كُلِّهِ كَلَامٌ مُعْجِزٌ اِلَّا الْقُرْآنُ الْكَرِيم؟ وَاَمَّا حَدِيثُ الرَّسُولِ النَّبَوِيِّ وَالْقُدْسِيِّ؟ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ وَلَوْ كَانَ الْمَعْنَى مِنْ عِنْدِ اللهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ مُعْجِزَةَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ الْكُبْرَى مُقْتَصِرَةً عَلَى كِتَابِهِ الْقُرْآنِ كَلَامِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَقَطْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ لَوْ شَارَكَ رَبَّهُ فِي هَذَا الْاِعْجَازِ اللُّغَوِيِّ؟ لَشَارَكَهُ فِي الْاُلُوهِيَّةِ اَيْضاً؟ وَهَذَا لَايَتَّفِقُ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ اِنَّمَا اَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ؟ يُوحَى اِلَيَّ اَنَّمَا اِلَهُكُمْ اِلَهٌ وَاحِدٌ(بِاِعْجَازِهِ سُبْحَانَهُ فِي هَذَا الْكَوْنِ وَلَايُشَارِكُهُ اَحَد{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُؤاً اَحَدٌ( فِي هَذَا الْاِعْجَازِ اللُّغَوِيِّ وَلَوْ كَانَتْ اَلْسِنَتُنَا وَاَلْوَانُنَا مُخْتَلَفِةً اِلَى عَشَرَاتِ اللُّغَات؟ فَلَا تُوجَدُ لُغَةٌ اَوْ لَهْجَةٌ اِنْسِيَّةٌ وَلَا جِنِّيَّةٌ تَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَحَدَّى اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ الْقُرْآنِيَّة؟ وَلَوْ تَحَدَّتْهَا بِلُغَتِهَا اَوْ لَهْجَتِهَا الْمَحَلِّيَّةِ الْخَاصَّة؟ فَاِنَّهَا لَنْ تُفْلِحَ بِدَلِيل{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اَنْ يَاْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ؟ لَايَاْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرَا(اَيْ مُعَاوِناً وَمُعَاضِداً وَمُسَاعِداً؟ بَلْ اِنَّ اللهَ تَحَدَّاهُمْ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ اَنْ يَاْتُوا بِسُورَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مُشَابِهَةٍ لِسُورَةٍ صَغِيرَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ بَعْدَ اَنْ تَحَدَّاهُمْ اَنْ يَاْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مُفْتَرَيَاتٍ مِنْ مِثْلِه؟ فَاِذَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ مُفْتَرىً كَمَا يَزْعُمُون؟ فَلْيَاْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مُفْتَرَيَاتٍ مُشَابِهَةٍ لِمَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ كَذِبٍ وَافْتِرَاءٍ بِزَعْمِهِمْ؟ بَلْ اِنَّ اللهَ تَحَدَّاهُمْ اَنْ يَرْسُمُوا كَمَا رَسَمَ اللهُ تَمَاماً وَلَوْ صَفْحَةً بَلْ وَلَوْ سَطْراً وَاحِداً مِنْ صَفَحَاتِ هَذَا الْقُرْآنِ الْكَوْنِيِّ الْوَاسِعِ بِمَا فِيهِ مِنْ آيَاتٍ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى وَنَذْكُرُ مِنْهَا{وَآيَةٌ لَهُمُ الْاَرْضُ الْمَيْتَةُ اَحْيَيْنَاهَا{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَر{وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِاَمْرِه( نَعَمْ اَخِي؟ وَلَكِنَّنَا مَعَ ذَلِكَ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نُنْكِرَ اَنَّ كَلَامَ رَسُولِ اللهِ النَّبَوِيَّ وَالْقُدْسِيَّ كَلَامٌ بَليغٌ وَاِنْ لَمْ يَكُنْ مُعْجِزاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ هَذَا هُوَ تَعْرِيفُ عُلَمَاءِ اُصُولِ الْفِقْهِ لِلسُّنَّة؟ اَنَّهَا مَا صَدَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ مِنْ غَيْرِ الْقُرْآنِ مِنْ قَوْلٍ اَوْ فِعْلٍ اَوْ تَقْرِير؟ وَالْقَوْلُ هُوَ كُلُّ مَاقَالَهُ الرَّسُول؟ وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا؟ لَانَسْمَعُ اِلَّا اَنَّ كِتَابَ الْبُخَارِيّ فِيهِ كَذَا اَلْفُ حَدِيث؟ وَكِتَاب مُسْلِم فِيهِ كَذَا اَلْف حَدِيث؟ فَهَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنَّ رَسُولَ اللهِ تَحَدَّثَ بِكُلِّ هَذِهِ الْاَحَادِيثِ وَذَكَرَهَا بِكَمِّهَا الْهَائِل؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَحْيَاناً لَايَنْفَرِدُ بِهَذَا الْحَدِيثِ كِتَابٌ وَاحِد؟ بِمَعْنَى اَنَّ عِدَّةَ كُتُبٍ تَشْتَرِكُ فِي حَدِيث؟بَلْ اِنَّ شَيْخَ الْمُفَسِّرِينَ الشَّافِعِيَّ ابْنَ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيّ يُكَرِّرُ فِي تَفْسِيرِهِ الْحَدِيثَ نَفْسَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ لِيُبَيِّنَ لِلنَّاسِ طُرُقَهُ وَاَلْفَاظَهُ الْمُخْتَلِفَةَ فِي عِدَّةِ رِوَايَات وَاِنْ كَانَ مَعْنَاهُ وَاحِداً؟ فَاِنْ كَانَ الْحَدِيثُ صَحِيحاً فَاِنَّهُ يَعُودُ لِتَكْرَارِهِ لِيُنَبِّهَ النَّاسَ اَنَّهُ حَدِيثٌ صَحِيح لَكِنَّ وَاحِداً مِمَّنْ حَدَّثَ بِهِ مَشْهُورٌ بِالتَّدْلِيسِ مَثَلاً فَلَايَنْخَدِعِ النَّاسُ بِهِ وَيَعْتَبِرُوهُ ثِقَةً لِمُجَرَّدِ اَنَّهُ رَوَى عِدَّةَ اَحَادِيثَ صَحِيحَة يُرِيدُ اَنْ يُوهِمَ النَّاسَ بِرِوَايَتِهِ لَهَا اَنَّهُ لَايَقُولُ اِلَّا صِدْقاً؟ وَقَدْ يَكُونُ رَاوِي الْحَدِيثِ شِيعِيّاً اَوْ نَاصِبِيّاً وَلَكِنَّهُ صَادَقٌ فِي رِوَايَتِه لِهَذَا الْحَدِيث{فَلَايَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى اَلَّا تَعْدِلُوا؟ اِعْدِلُوا هُوَ اَقْرَبُ لِلتَّقْوَى(بِمَعْنَى اَنَّ الْعَدْلَ مَطْلُوبٌ شَرْعاً فِي عِلْمِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيل؟ وَهُوَ اَنْ يُقَالَ عَنِ الصَّادِقِ اَنَّهُ عُدُولٌ اَوْ عَدْلٌ وَثِقَةٌ فِي رِوَايَتِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ وَلَوْ كَانَ مِنْ غَيْرِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة؟ وَهَذَا مَا كَانَ يَفْعَلُهُ الْقُدَامَى مِنْ عُلَمَاءِ اَهْلِ السُّنَّةِ رَحِمَهُمُ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْكَمِّ الْهَائِلِ كَمَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْاَحَادِيثِ الَّتِي تَقْرَؤُهَا فِي الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم؟ فَلِمَاذَا تَسْتَكْثِرُ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ كُلَّ مَايَتَكَلَّمُ بِهِ رَسُولُ اللهِ يُعْتَبَرُ تَشْرِيعاً؟ وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً؟ اَنَا وَاَنْتَ قَدْ نَتَكَلَّمُ عَلَى سَمَّاعَةِ الْهَاتِفِ لِمُدَّةِ رُبُعِ سَاعَة؟ فَلَوْ عَدَدْنَا الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَكَلَّمْنَاهَا؟ بَلِ الْاَحَادِيثَ وَالْمَوَاضِيعَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي فَتَحْنَاهَا وَلَوْ بِرُؤُوسِ اَقْلَام؟ فَهَلْ نَسْتَطِيعُ اِحْصَاءَهَا؟ فَاِذَا قُلْنَا رُوِيَ عَنِ الرَّسُولِ كَذَا اَلْفُ حَدِيث وَكَذَا اَلْفُ حَدِيث؟ هَلْ تَسْتَكْثِرُ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَهُوَ لَايَفْتَاُ يَدْعُو اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ بَلْ كَادَ اَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ اَلَماً وَحَسْرَةً وَحُزْناً فِي سَبِيلِ هِدَايَةِ النَّاسِ بِدَلِيل{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ اَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِين(فَهَلْ بِكَلِمَاتٍ مَعْدُودَةٍ يَسْتَطِيعُ هِدَايَةَ النَّاسِ وَلَوْ كَانَ خَيْرُ الْكَلَامِ مَاقَلَّ وَدَلّ؟ وَهَلْ نَسِيتَ اَخِي اَنَّ لِكُلِّ مَقَامٍ مَقَال؟ وَمَااَكْثَرَ الْمَقَامَاتِ وَالْحَوَادِثِ وَالْاَحْوَالِ الَّتِي كَانَتْ تَحْدُثُ فِي عَهْدِهِ وَتَحْتَاجُ اِلَى شَرْحٍ وَتَوْضِيحٍ وَتِبْيَانٍ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مَقَامِ كُلِّ حَادِثَةٍ وَمَاتَسْتَحِقُّهُ مِنْ تَشْرِيعٍ فِي اَمْرٍ اَوْ نَهْيٍ اَوْ حَلَالٍ اَوْ حَرَامٍ اَوْ ثَوَابٍ اَوْ عِقَاب؟ وَهَلْ بِكَلِمَاتٍ مَعْدُودَةٍ يَسْتَطِيعُ رَسُولُ اللهِ اَنْ يُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَانُزِّلَ اِلَيْهِمْ مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ الَّذِي تَخْشَعُ وَتَتَصَدَّعُ مِنْهُ الْجِبَالُ وَتَجُفُّ مَحَابِرُ الْاَقْلَامِ وَلَوْ سَاعَدَتْهَا عَلَى الْكِتَابَةِ الْبِحَارُ وَالْاَنْهَارُ لَوْ قُدِّرَ لَهَا اَنْ تَكُونَ حِبْراً تَكْتُبُ بِهِ هَذِهِ الْاَقْلَامُ دُونَ اَنْ تَنْتَهِيَ مِنْ بَيَانِ هَذَا الْقُرْآنِ وَشَرْحِهِ وَمَافِيهِ مِنْ اِعْجَازٍ اِلَهِيٍّ بَلَاغِيٍّ لُغَوِيٍّ وَكَوْنِيٍّ لَايُحِيطُ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ اِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ بِمَا شَاءَ اَنْ تُحِيطَ بِهِ هَذِهِ الْاَقْلَامُ دُونَ اَنْ تَتَجَاوَزَ الْحَدَّ الَّذِي اَرَادَهُ سُبْحَانَهُ بِدَلِيل{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي؟ لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ اَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدَا(بَلْ{لَوْ كَانَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ اَبْحُرٍ مَانَفِدَتْ كَلِمَاتُ الله{وَلَايُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ اِلَّا بِمَا شَاء(بَلْ اِنَّ مَحَابِرَ الْاَقْلَامِ الَّتِي تَسْتَمِدُّ مِنْ هَذِهِ الْبِحَارِ مَاتَكْتُبُهُ مِنْ عِلْمِ اللهِ؟ هِيَ الَّتِي تَنْفَدُ دُونَ اَنْ تَنْتَهِيَ مِنْ كِتَابَةِ كَلِمَاتِ الله؟ بَلْ اِنَّهَا لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَكْتُبَ اِلَّا نُقْطَةً مِنْ كَلِمَاتِ اللهِ الْمَوْجُودَةِ فِي بِحَارٍ كَبِيرَةٍ لَانِهَايَةَ لَهَا فِي هَذَا الْكَوْنِ الْفَسِيح؟ بَلْ اِنَّهَا رُبَّمَا كُلَّمَا كَتَبَتْ نُقْطَةً؟ فَاِنَّهَا تَعُودُ اِلَى اَوَّلِ السَّطْرِ مِنْ جَدِيدٍ بِسَبَبِ حَيْرَتِهَا مِنْ اِعْجَازِ اللهِ سُبْحَانَه؟ فَاِذَا كُنَّا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَصِلَ اِلَى مُنْتَهَى كَلَامِ اللهِ وَلَا اِلَى بِدَايَتِهِ مُنْذُ الْاَزَلِ وَالْمَاضِي السَّحِيق؟ فَكَيْفَ سَنُدْرِكُ حِكْمَةَ اللهِ عَلَى حَقِيقَتِهَا فِيمَا يَحْصَلُ لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ مِنْ اَحْدَاثٍ اَلِيمَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ كُلَّ مَاقَالَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَتَحَدَّثَ بِهِ؟ يُسَمَّى حَدِيثاً قَوْلِيّاً كَقَوْلِهِ مَثَلاً[اِنَّمَا الْاَعْمَالُ بِالنِّيَّات(فَكُلَّمَا سَمِعْتَ قَالَ رَسُولُ الله؟ فَاعْلَمْ اَخِي اَنَّهُ حَدِيثٌ قَوْلِيٌّ اَوْ سُنَّةٌ قَوْلِيَّة؟؟ نَعَمْ اَخِي لَوْ قُدِّرَ لَكَ اَنْ تَعِيشَ فِي عَصْرِ الرَّسُولِ وَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِين فَرُبَّمَا تَسْمَعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ حَدِيثاً اَوْ لَا تَسْمَعُ مِنْهُ مُبَاشَرَةً وَلَكِنْ تَسْمَعُ مِنْ غَيْرِهِ حَدِيثاً سَمِعَهُ مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَلَوْ اَنَّكَ مَثَلاً سَمِعْتَهُ مِنْ ثِقَةٍ وَهُوَ الصَّحَابِيُّ الَّذِي رَوَى لَكَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيٍّ مَثَلاً؟ فَحِينَمَا يَقُولُ هَذَا الصَّحَابِيُّ الرَّاوِي لِهَذَا الْحَدِيثِ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا وَكَذَا؟ فَهَذَا يَعْنِي اَنَّ الصَّحَابِيَّ هُوَ الَّذِي سَمِعَه؟ فَاِذَا قَالَ هَذَا الصَّحَابِيُّ سَمِعْتُ وَلَمْ يَسْمَعْ؟ فَاِنَّهُ يَكُونُ كَاذِباً؟ وَحَاشَ لِهَؤُلَاءِ الْمُخْلِصِينَ اَنْ يَكْذِبُوا؟ فَحِينَمَا يَقُولُ سَمِعْتُ؟ فَهُوَ بِمَعْنَى اَنَا الَّذِي سَمِعْتُ؟ لَكِنْ مَامَعْنَى قَوْلِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ الله؟ طَيِّبْ رَسُولُ اللهِ ذَات؟ هَلِ الذَّاتُ تُسْمَع؟ فَمَا هُوَ تَقْدِيرُ الْكَلَامِ هُنَا اَخِي؟ لَابُدَّ اَنْ تَعْلَمَ اَخِي اَنَّهُ بِمَعْنَى سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ الله؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الدِّقَّةِ فِي اللُّغَةِ وَتَعَلَّمْهَا جَيِّداً؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ شَخْصٌ؟ هَلِ الشَّخْصُ يُسْمَعُ؟ اَمْ صَوْتُهُ فَقَطْ؟ هَلْ تَسْمَعُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ مِنْ خِلَالِ دَقَّاتِ قَلْبِهِ؟ اَوْ مِنْ خِلَالِ تَنَفُّسِهِ؟ اَوْ حَشْرَجَةِ صَدْرِه مَثَلاً؟ اَمْ مِنْ خِلَالِ صَوْتِهِ فَقَطْ؟ وَلِذَلِكَ عَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَخِي؟ اَنَّ الشَّخْصَ يُرَى ولايُسْمَعُ اِلَّا بِصَوْتِهِ؟وَلَايُمْكِنُ اَنْ تَسْمَعَهُ مِنْ خِلَالِ نَظْرَتِهِ؟ فَحِينَمَا تَقُولُ سَمِعْتُ فُلَاناً؟ فَهُوَ بِمَعْنَى سَمِعْتُ كَلَامَ فُلَانٍ مِنْ خِلَالِ صَوْتِهِ فَقَطْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحِينَمَا تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَكَلِمَةُ قَالَ هُنَا؟ تَحْتَمِلُ اَنَّكَ اَنْتَ الَّذِي سَمِعْتَهُ؟ وَلَكِنَّهَا تَحْتَمِلُ اَيْضاً اَنَّ الصَّحَابِيَّ هُوَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ مُبَاشَرَةً وَلَيْسَ اَنْتَ؟وَاِنَّمَا اَنْتَ تَنْقُلُ اِلَيْنَا مَاسَمِعَهُ الصَّحَابِيّ؟ وَلَكِنَّهَا اَيْضاً تَحْتَمِلُ اَنَّ الصَّحَابِيَّ سَمِعَهُ مِنْ صَحَابِيٍّ آخَرَ وَنَقَلَهُ اِلَيْهِ؟ ثُمَّ نَقَلَهُ اِلَى التَّابِعِيّ؟ ثُمَّ نَقَلَهُ التَّابِعُونَ اِلَى اَتْبَاعِ التَّابعِينَ؟ بِمَعْنَى اَنَّ عُلَمَاءَ السَّلَفِ نَقَلُوهُ اِلَى عُلَمَاءِ الْخَلَفِ حَتَّى وَصَلَ اِلَيْنَا فِي الْكُتُبِ الْمَسْطُورَةِ كَمَا وَصَلَ اِلَيْنَا الْقُرْآنُ فِي كِتَابٍ مَسْطُور؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ الدِّقَّةِ الْمُتَنَاهِيَةِ فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ؟ وَاعلَمْ اَخِي اَنَّكَ لَنْ تَتَعَلَّمَهُ بِهَذِهِ السُّهُولَةِ وَالْبَسَاطَةِ وَالْيُسْرِ وَاَنْتَ نَائِمٌ تَحْلُمُ اَحْلَامَ النَّوْمِ اَوْ صَاحِي مُسْتَيْقِظ شَارِدُ الذِّهْنِ تَحْلُمُ اَحْلَامَ الْيَقَظَة؟ لَا يَااَخِي فَمَسَائِلُ الْعِلْمِ وَخَاصَّةً فِي عِلْمِ الْحَدِيثِ؟ هِيَ بِحَاجَةٍ اِلَى تَعَبٍ وَانْتِبَاهٍ وَتَرْكِيز؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مِدَادُ الْعُلَمَاءِ كَدِمَاءِ الشُّهَدَاء(وَفِي رِوَايَة[مِدَادُ الْعُلَمَاءِ اَفْضَلُ مِنْ دِمَاءِ الشُّهَدَاء(فَاِذَا كَانُوا عُلَمَاءَ مُخْلِصِينَ فِعْلاً؟ فَاِنَّ الْمَادَّةَ الَّتِي يَكْتُبُونَ بِهَا وَهِيَ الْحِبْرُ مَثَلاً؟ اَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ دِمَاءِ الشُّهَدَاء؟ بَلْ اِنَّ كُلَّ شَهِيدٍ؟ هَلِ اسْتُشْهِدَ اِلَّا بَعْدَ اَنْ اَخَذَ فَضْلَ الْعِلْمِ عَنْ رَسُولِ اللهِ فِي اَنَّ الْمُجَاهِدَ لَهُ مِنَ الْاَجْرِ كَذَا وَكَذَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ هَذِهِ هِيَ السُّنّةُ الْقَوْلِيَّة؟؟ وَنَاْتِي الْآنَ عَلَى بَرَكَةِ اللهِ اِلَى السُّنَّةِ الْفِعْلِيَّة؟ وَهِيَ كُلُّ مَافَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَنَضْرِبُ لَهَا مِثَالاً؟ فَمَثَلاً كَانَ رَسُولُ اللهِ يَحُجُّ حَجَّةَ الْوَدَاعِ وَيُعَلِّمُ النَّاسَ بِقَوْلِهِ وَفِعْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام قَائِلاً[خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ(بِمَعْنَى اَنَّ السُّنَّةَ الْفِعْلِيَّةَ هُنَا اجْتَمَعَتْ مَعَ السُّنَّةِ الْقَوْلِيَّة؟ فَحِينَمَا قَامَ بِالْمَنَاسِكِ دُونَ اَنْ يَاْمُرَهُمْ بِهَا بِاللِّسَانِ؟ فَهَذِهِ تُسَمَّى سُنَّةً فِعْلِيَّةً مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَاَمَّا حِينَمَا قَالَ[خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ لَعَلِّي لَا اَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا فِي مَكَانِي هَذَا( فَهَذِهِ تُسَمَّى سُنَّةً قَوْلِيَّة؟ وَلَكِنَّهَا اجْتَمَعَتْ اَيْضاً مَعَ السُّنَّةِ الْفِعْلِيَّة؟ وَفِعْلاً تُوِفِّيَ بَعْدَهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَلَكِنْ؟ مَاالْفَائِدَةُ الَّتِي نَسْتَفِيدُهَا مِنِ اجْتِمَاعِ السُّنَّةِ الْقَوْلِيَّةِ مَعَ الْفِعْلِيَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ يَكُونُ ثُبُوتُهَا فِي اَنْفُسِنَا اَقْوَى لِمَاذَا؟ لِاَنَّ السُّنَّةَ الْفِعْلِيَّةَ هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ وَسَائِلَ مِنَ الْاِيضَاحِ لِلسُّنَّةِ الْقَوْلِيَّة؟ وَهَذَا مَايُسَمُّونَهُ فِي الْمَدَارِسِ بِالتَّرْبِيَةِ الْحَدِيثَةِ حِينَمَا يُلْقُونَ اَقْوَالَهُمْ فِي عُقُولِ التَّلَامِيذِ ثُمَّ يَشْرَحُونَ الدُّرُوسَ لِلطَّالِبِ بِهَذِهِ الْاَقْوَالِ وَلَايَكْتَفُونَ بِهَذِهِ الْاَقْوَالِ بَلْ يَاْتُونَ لِلطَّالِبِ اَيْضاً بِوَسَائِلِ اِيضَاحٍ لِمَا يَقُولُونَ وَيَشْرَحُونَ كَالصُّوَرِ الْمُلَوَّنَةِ الْجَذَّابَةِ وَالْخَرَائِطِ الْجَغْرَافِيَّةِ وَالرُّسُومِ الْهَنْدَسِيَّةِ اَوْ يَاْتُونَ بِحَيَوَانَاتٍ يَقُومُونَ بِتَشْرِيحِهَا كَالْاَرَانِبِ مَثَلاً اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ وَقَدْ سَبَقَهُمْ رَسُولُ اللهِ مُنْذُ مِئَاتِ السَّنَوَاتِ بِهَذَا الْاُسْلُوبِ مِنَ الْاِيضَاحِ وَالتَّرْبِيَةِ الَّتِي يَزْعُمُونَ بِاَنَّهَا حَدِيثَة؟ وَلَمْ يَكُنْ بِحَاجَةٍ اِلَى كُلِّ هَذِهِ الْاَلْوَانِ الْجَذَّابَة؟ بَلْ كَانَ يَرْسُمُ وَيَخُطُّ لِصَحَابَتِهِ خُطُوطاً عَلَى تُرَابِ الْاَرْض؟ فَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ وَيَفْعَلُ؟ لِيَكُونَ ذَلِكَ الْقَوْلُ بِهَذَا الْفِعْلِ اَثْبَتَ فِي نُفُوسِ النَّاسِ؟ فَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُصَلِّي ثُمَّ يَقُولُ[صَلُّوا كَمَا رَاَيْتُمُونِي اُصَلِّي(فَهَذِهِ اَيْضاً هِيَ سُنَّةٌ فِعْلِيَّةٌ اجْتَمَعَتْ مَعَ السُّنَّةِ الْقَوْلِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحَتَّى وَلَوْ لَمْ يَقُلْ[صَلُّوا كَمَا رَاَيْتُمُونِي اُصَلِّي(فَلَا حُجَّةَ لِلْمُسْلِمِينَ هُنَا؟ بَلْ يَجِبُ اَنْ يَقْتَدِيَ بِهِ اَصْحَابُهُ؟ ثُمَّ يَاْتُوا وَيُعَلِّمُوا النَّاسَ خَلَفاً عَنْ سَلَفٍ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ يُصَلِّي؟ وَهَذَا الْحُكْمُ الشَّرْعِيُّ يَسْرِي مَفْعُولُهُ حَتْماً فِيمَا لَوْ سَكَتَ رَسُولُ اللهِ وَلَمْ يُعَلِّمِ النَّاسَ شَيْئاً مِنْ اُمُورِ صَلَاتِهِمْ وَمَنَاسِكِهِمْ وَدِينِهِمْ؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي تَارِكَ الصَّلَاةِ وَمَابَالُكَ اَخِي الْمُصَلِّي عَلَى غَيْرِ طَرِيقَتِهِ اِذَا اقْتَرَنَ فِعْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِقَوْلِهِ وَكَلَامِهِ بَلْ بِاَمْرِهِ لَهُمْ اَيْضاً اَمْراً اِلْزَامِيّاً وَفَرْضاً وَوَاجِباً وَحَتْمِيّاً؟ بِمَعْنَى مَابَالُك اَخِي اِذَا تَكَلَّمَ رَسُولُ اللهِ وَعَلَّمَهُمْ بَلْ اَمَرَهُمْ اَيْضاً اَنْ يَاْخُذُوا عَنْهُ مَنَاسِكَهُمْ وَصَلَاتَهُمْ وَدِينَهُمْ؟ بَلْ مَابَالُكَ اَيْضاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ اِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله(نَعَمْ اَخِي فَهَذِهِ هِيَ قِصَّةُ السُّنَّةِ الْفِعْلِيَّةِ فِي فِعْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُجْتَمِعاً مَعَ قَوْلِه؟؟ فَمَاهِيَ قِصَّةُ السُّنَّةِ التَّقْرِيرِيَّة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ هِيَ بِمَعْنَى السُّكُوت؟ وَلَايُوجَدُ فِيهَا اَمْرٌ وَلَانَهْيٌ؟ فَاِذَا فُعِلَ فِي حَضْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ اَوْ قِيلَ شَيْءٌ ثُمَّ سَكَتَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ اَوْ قِيلَ يَارَسُولَ اللهِ فُلَانٌ فَعَلَ كَذَا اَوْ قَالَ كَذَا فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ وَلَمْ يَقُلْ نَعَمْ وَلَمْ يَقُلْ بَلَى وَلَمْ يَقُلْ لَا؟ فَسُكُوتُهُ هُنَا اَخِي يُعْتَبَرُ اِقْرَاراً لِهَذَا الْعَمَل؟ بِمَعْنَى اَنَّ رَسُولَ اللهِ يُقِرُّهُ عَلَى هَذَا الْعَمَلِ اَوْ هَذَا الْقَوْلِ سَوَاءٌ كَانَ سُكُوتُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَامَةَ الرِّضَا اَوْ لَمْ يَكُنْ عَلَامَةَ رِضَا بَلْ سَكَتَ عَلَى مَضَضٍ وَكَرَاهَةٍ لِمَا سَمِعَهُ مِنْ اَقْوَالٍ اَوْ اَفْعَالٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْكَرَاهَةَ اِذَا بَدَتْ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ؟ فَرُبَّمَا تَكُونُ كَرَاهَةً تَنْزِيهِيَّةً لِمَا سَمِعَهُ اَوْ فُعِلَ فِي حَضْرَتِه اَوْ غِيَابِهِ وَلَيْسَتْ كَرَاهَةً تَحْرِيمِيَّةً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَوْ كَانَ مَاسَمِعَهُ مِنْ اَقْوَالٍ اَوْ اَفْعَالٍ اَمْراً حَرَاماً؟ فَلَا يَنْبَغِي وَلَايَجُوزُ لِلرَّسُولِ اَنْ يَسْكُتَ عَنْهُ سَوَاءٌ كَانَ مَنْ فَعَلَ هَذَا الْحَرَامَ فِي حَضْرَتِهِ اَوْ كَانَ غَائِباً عَنْهُ؟ وَاَمَّا فِي حَالَةِ الرِّضَا فَيَاحَبَّذَا وَاَنْعِمْ وَاَكْرِمْ بِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَلَاسِيَّمَا اِذَا اقْتَرَنَ سُكُوتُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى رِضَاهُ كَتَبَسُّمِهِ مَثَلاً لِلْقَافِي كَمَا سَيَاْتِي؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ الْقِيَافَةَ لَيْسَتْ حَرَاماً؟ وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً؟ كَانَ اُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَسْوَدَ شَدِيدَ السَّوَاد؟ وَاَمَّا اَبُوهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ فَقَدْ كَانَ اَبْيَضَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ؟ فَمَاذَا حَدَث؟ اِتَّخَذَ ضِعَافُ الْاِيمَانِ مِنِ اخْتِلَافِ لَوْنَيْهِمَا مَادَّةً لِلسُّخْرِيَةِ وَالِافْتِرَاءَاتِ وَالْهَمْزِ وَاللَّمْزِ وَ الْقَذْفِ وَالرَّمْيِ مِنْ اَجْلِ الطَّعْنِ فِي عِرْضَيْهِمَا وَالتَّشْوِيشِ بِذَلِكَ عَلَيْهِمَا بَيْنَ النَّاسِ؟ فَقَالُوا لَانَدْرِي هَلْ اُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ هُوَ ابْنٌ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَة؟ وَكَيْفَ يَكُونُ اُسَامَةُ الْاَسْوَدُ شَدِيدَ السَّوَادِ وَاَبُوهُ اَبْيَضُ اَحْمَرُ اَشْقَرُ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ وَمِنْ اَيْنَ جَاءَ زَيْدٌ بِهَذِهِ الْبِذْرَةِ الشَّدِيدَةِ السَّوَادِ وَهِي اُسَامَة؟ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ يَتَاَذَّى مِنْ ذَلِك؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَكِنَّ رَبَّكَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُدَبِّرُ الْاُمُورَ وَهُوَ وَلِيُّ الْاَمْرِ وَالتَّدْبِير؟ نَعمْ اَخِي؟ وَمَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ؟ جَاءَ اُسَامَةُ وَاَبُوهُ زَيْدٌ اِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ؟ فَصَلَّيَا؟ ثُمَّ غَلَبَهُمَا النُّعَاس؟ فَاسْتَلْقَيَا عَلَى ظَهْرَيْهِمَا جَنْباً اِلَى جَنْبٍ وَتَغَطَّيَا بِقَطِيفَةٍ وَنَامَا(وَالْقَطِيفَةُ هِيَ اللِّحَافُ الْمَعْرُوفَةُ الَّتِي نَتَغَطَّى بِهَا فِي اَيَّامِنَا( وَاَبْدَيَا اَرْجُلَهُمَا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُمْا جَعَلَا اَقْدَامَهُمَا مَكْشُوفَة؟ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْاَعْرَابِ وَهُوَ قَافٍ؟ بِمَعْنَى اَنَّ لَدَيْهِ مَعْرِفَةً بِالْقِيَافَة؟ وَالْقِيَافَةُ هِيَ عِلْمُ مَعْرِفَةِ الْاَنْسَابِ بِمُجَرَّدِ النَّظَرِ وَالتَّفَرُّسِ وَالْمُقَارَنَةِ بَيْنَ الْوَلَدِ وَاَبِيهِ فَاِنَّهُ يَسْتَطِيعُ اِثْبَاتَ نَسَبِ الْاِبْنِ اِلَى هَذَا الْاَبِ وَمِنْ دُونِ الْحَاجَةِ اِلَى الْمُقَارَنَةِ بَيْنَ زُمْرَةِ دِمَائِهِمَا اَوْ تَحْلِيلِ الدِّي اِنْ آيْ كَمَا فِي اَيَّامِنَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ لِلهِ فِي خَلْقِهِ شُؤُون؟ وَلِذَلِكَ خَلَقَ سُبْحَانَهُ بَعْضاً مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَعْرَابِ وَاَعْطَاهُ نَظْرَةً ثَاقِبَةً فِي مِثْلِ هَذِهِ الْاُمُور؟ فَمَاذَا قَالَ هَذَا الْاَعْرَابِيّ؟ قَالَ مُشِيراً اِلَى رِجْلَيْ اُسَامَةَ السَّوْدَاوَيْن؟ اَشْهَدُ بِاللهِ؟ اَنَّ هَاتَيْنِ الرِّجْلَيْنِ السَّوْدَاوَيْنِ وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ شِدَّةِ سَوَادِهِمَا اِلَّا اَنَّهُمَا مِنْ تِلْكُمَا الرِّجْلَيْنِ الْبَيْضَاوَيْنِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ شِدَّةِ بَيَاضِهِمَا وَاَشَارَ اَيْضاً اِلَى رِجْلَيْ اَبِيهِ زَيْد؟ يَقُولُ رَاوِي الْحَدِيث؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَحاً وَلَمْ يَتَكَلَّمْ؟ وَلَكِنَّهُ فَقَطْ تَبَسَّم؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَتَبَسُّمُهُ هُنَا؟ دَلِيلٌ عَلَى اَنَّهُ وَافَقَ الْقَافِي عَلَى قِيَافَتِهِ؟ وَفِيهِ اَيْضاً اِقْرَارٌ مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ عَلَى اَنَّ الْقِيَافَةَ يُؤْخَذُ بِهَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْاُمُورِ الَّتِي تُثْبِتُ الْاَنْسَابَ الصَّحِيحَةَ لِلنَّاسِ مِنْ اَبْنَائِهِمْ اِلَى آبَائِهِمْ حَتَّى يَتَحَقَّقَ اَمْرُ اللهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اُدْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ اَقْرَبُ عِنْدَ الله( نَعَمْ اَخِي؟ وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً آخَرَ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاسِلِ؟ وَكَانَ الْبَرْدُ شَدِيداً؟ وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَائِداً عَلَى الْجَيْشِ؟ فَمَاذَا حَدَث؟ اَمَرَهُمْ اَنْ يُهَيِّئُوا اَنْفُسَهُمْ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ؟ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ؟ لَقَدِ اسْتَيْقَظْتُ مِنْ نَوْمِي؟ وَسَاُصَلِّي بِكُمْ وَاَنَا جُنُب؟ وَالْوَيْلُ لِمَنْ لَايُصَلِّي وَرَائِي( وَكَلِمَة جُنُب بِمَعْنَى اَنَّهُ مُعاَشِرٌ لِزَوْجَتِهِ اَوْ مُحْتَلِم؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ رَاَى مَنَاماً اَوْ حُلُماً جِنْسِيّاً فِي نَوْمِهِ؟ اَدَّى بِهِ اِلَى قَذْفِ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ مِنْ عُضْوِهِ الذَّكِرِيّ؟ وَفِي هَذِهِ الْحَالَةِ عَلَيْهِ شَرْعاً اَنْ يَغْتَسِلَ وَيَسْتَحِمَّ؟ اِلَّا اِذَا كَانَ اسْتِعْمَالُ الْمَاءِ يَضُرُّهُ بِسَبَبِ الْبَرْدِ الشَّدِيد؟ فَعَلَيْهِ هُنَا اَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى التَّيَمُّم( فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ صَلَّى النَّاسُ وَرَاءَهُ وَاسْتَجَابُوا لِاَمْرِهِ؟ وَلَكِنَّهُ بَعْدَ اَنِ انْتَهَى مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ لَهُمْ فَجْاَةً؟ سَاُشْعِلُ نَاراً؟ فَاِذَا لَمْ تَدْخُلُوا بِهَا؟ قَتَلْتُكُمْ؟ فَمَاذَا صَنَعُوا فِي هَذَيْنِ الْاَمْرَيْنِ الْعَجِيبَيْنِ؟ اَطَاعُوهُ فِي الصَّلَاةِ وَرَاءَهُ؟ وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُطِيعُوهُ بِاِقْحَامِ اَنْفُسِهِمْ فِي النَّار؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَمْ يَكُنْ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ جَادّاً فِي ذَلِكَ التَّهْدِيدِ لَهُمْ؟ بَلْ كَانَ مُجَرَّدَ كَلَامٍ لِحَاجَةٍ فِي نَفْسِهِ مَاقَضَاهَا اِلَّا لِاَنَّهُ اَرَادَ اَنْ يَقْضِيَ بِهَا رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ حُكْمَهَا الشَّرْعِيَّ وَيُعَلِّمَهُ لِلنَّاسِ جَمِيعاً؟ وَلِذَلِكَ قَامَ بِهَذِهِ التَّمْثِيلِيَّةِ الْعَجِيبَةِ بِحَقِّ جُنُودِه؟ فَلَمَّا جَاؤُوا اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَحَدَّثُوهُ بِذَلِك؟ قَالَ مَاحَمَلَكَ يَاعَمْرُو عَلَى اَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ وَاَنْتَ جُنُب؟ قَالَ يَارَسُولَ الله كَانَتْ لَيْلَةً شَدِيدَةَ الْبُرُودَة؟ فَتَيَمَّمْتُ لِاَنِّي تَذَكَّرْتُ قَوْلَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَلَاتَقْتُلُوا اَنْفُسَكُمْ اِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمَا(فَخَشِيتُ اَنْ اَمُوتَ اِذَا اغْتَسَلْتُ بِالْمَاءِ فِي مِثْلِ هَذَا الْجَوِّ الْقَارِس؟ فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَضَحِكُهُ هُنَا يَدُلُّ عَلَى الْاِقْرَار؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَجُوزُ لِلْجُنُبِ اَنْ يَرْفَعَ جَنَابَتَهُ بِالتَّيَمُّمِ اِذَا اَضَرَّ بِهِ اسْتِعْمَالُ الْمَاء بِمَعْنَى اِذَا لَمْ يَسْتَطِعِ اسْتِعْمَالَ الْمَاءِ بِسَبَبِ الْبَرْدِ الشَّدِيدِ مَثَلاً؟ نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى الْمَاءُ السَّاخِنُ اَوِ الْفَاتِرُ اَوِ الدَّافِىءُ اَوِ الْبَارِدُ؟ فَاِنَّهُ رُبَّمَا يُؤْذِي بَعْضَ النَّاسِ فِي حَالَةِ الْبَرْدِ الشَّدِيد؟ وَلَمْ يَخْلُقْ سُبْحَانَهُ جَمِيعَ النَّاسِ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ قُوَّةِ التَّحَمُّلِ لِلْبَرْدِ الشَّدِيدِ الْقَارِس؟ وَحَتَّى الْعَسَاكِرُ فَاِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ يَمُوتُ وَهُوَ يَخْضَعُ لِدَوْرَاتٍ تَدْرِيبِيَّةٍ لِلْاَغْرَارِ تُدَرِّبُهُمْ عَلَى الْمُعَانَاةِ وَ التَّحَمُّلِ فِي اَسْوَاِ ظُرُوفِ الْقِتَالِ لِلْبَرْدِ وَالْحَرِّ الشَّدِيدِ وَارْتِدَاءِ الْكَمَّامَاتِ وَ الرَّكْضِ لِمَسَافَاتٍ طَوِيلَةٍ بِاللِّبَاسِ الْمَيْدَانِيِّ الْكَامِلِ مِنْ اَجْلِ التَّدَرُّبِ عَلَى الْوِقَايَةِ مِنَ الْغَازَاتِ الْكِيمَاوِيَّةِ وَالرَّصَاصِ وَقَصْفِ الطَّيَرَانِ وَغَيْرِهِ؟ وَلَايُوجَدُ فِي الْاِسْلَامِ مَايَسْمَحُ بِمَوْتِ اَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ بِوَحْشِيَّةِ التَّدْرِيبِ بِحُجَّةِ اَنَّهُ تَجُوزُ الْمُخَاطَرَةُ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ الله؟ فَلَا تَجُوزُ الْمُخَاطَرَةُ فِي تَدْرِيبِهِمْ اَبَداً وَلَا الِاسْتِهْتَار بَلْ يَجِبُ تَحْذِيرُهُمْ بِجَمِيعِ الِاحْتِيَاطَاتِ الْاَمْنِيَّةِ الَّتِي تُبْقِي عَلَى حَيَاتِهِمْ سَالِمِين؟ اِلَّا اِذَا مَاتُوا اَثْنَاءَ التَّدْرِيبِ فِي حَادِثٍ اَلِيمٍ قَضَاءً وَقَدَراً؟ وَاِلَّا فَلَاتَجُوزُ الْمُخَاطَرَةُ بِحَيَاتِهِمْ فِي حَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَبَداً اِلَّا اِذَا حَمِيَ وَطِيسُ الْمَعْرَكَةِ وَلَايُوجَدُ مَنْ يُدَافِعُ عَنِ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ غَيْرُهُمْ؟ وَاَمَّا مَانَسْمَعُهُ مِنْ بَعْضِ الضُّبَّاطِ الْمُجْرِمِينَ مِنْ تَعْلِيمَاتٍ يُسْمَحُ بِمُوجَبِهَا فِي دَوْرَةِ الْاَغْرَارِ الْفُلَانِيَّةِ اَنْ يَمُوتَ كَذَا مِنْ عَدَدِ هَؤُلَاءِ تَحْتَ وَحْشِيَّةِ التَّدْرِيبِ فَلَيْسَ مِنَ الْاِسْلَامِ فِي شَيْءٍ اَبَداً؟ لِاَنَّهُ فِي حَقِيقَتِهِ تَعْذِيبٌ حَتَّى الْمَوْتِ وَلَيْسَ تَدْريباً لَهُمْ لِيَكُونُوا اَبْطالاً شُجْعَاناً كَمَا يَزْعُمُون؟ نَعَمْ اَخِي وَقَدْ كَانَ الصَّحَابَةُ يَظُنُّونَ اَنَّ التَّيَمُّمَ شَرَعَهُ اللهُ مِنْ اَجْلِ رَفْعِ الْحَدَثِ الْاَصْغَرِ فَقَطْ وَهُوَ الْبَوْلُ وَالْغَائِطُ وَالضُّرَاطُ وَالْفُسَاءُ مَثَلاً؟ فَجَاءَتْ قِصَّةُ عَمْرٍ بْنِ الْعَاصِ مَعَ مَاحَصَلَ لَهُ مِنْ جَنَابَةٍ فِي هَذِهِ اللَّيْلَة؟ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ اَنَّ التَّيَمُّمَ شُرِعَ مِنْ اَجْلِ رَفْعِ الْحَدَثِ الْاَكْبَرِ اَيْضاً كَالْجِمَاعِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ وَالِاحْتِلَامِ وَغَيْرِه؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الْقِصَّةُ الثَّانِيَةُ لِعَمْرٍ بْنِ الْعَاصِ مَعَ النَّار؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[فَوَ اللهِ؟ لَوْ دَخَلْتُمُوهَا؟ مَاخَرَجْتُمْ مِنْهَا لَا اَنْتُمْ وَلَا هُوَ(بِمَعْنَى اَنَّكُمْ لَوْ اَحْرَقْتُمْ اَنْفُسَكُمْ طَاعَةً لَهُ؟ مَاكُنْتُمْ اَنْتُمْ وَلَاهُوَ بِخَارِجِينَ مِنْهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّكُمْ سَتَدْخُلُونَ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِقَاباً لَكُمْ عَلَى مَافَعَلْتُمْ؟ وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا مَعَ الشِّيعَةِ الَّذِينَ مَازَالُوا اِلَى يَوْمِنَا هَذَا يُهَلِّلُونَ وَيَرْقُصُونَ فَرَحاً بِهَذَا الْحَدِيث؟ وَنَقُولُ لِلشِّيعَة؟ يَاعَلِي؟ يَاعَلِي؟ شِيعْتَكْ فِي خَطَرْ يَاعَلِي؟ زَيْنَاب؟ يَازَيْنَاب؟ وَنَرْجُو مِنَ الْاِخْوَةِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ مُشَارَكَتِي؟ اَنْ يُخْرِجُوا مِنْ جُيُوبِهِمْ مَحَارِمَ وَرَقِيَّةً وَيُعْطُوهَا لِلشِّيعَةِ الْمَسَاكِينِ؟ لِيُكَفْكِفُوا دُمُوعَ التَّمَاسِيحِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَوْ قُدِّرَ لِعَمْرٍ بْنِ الْعَاصِ اَنْ يَكُونَ اَحْقَرَ مِمَّا يَصِفُهُ الشِّيعَةُ مِنْ اَوْصَافٍ بَذِيئَة كَالْاَعْوَرِ الدَّجَّالِ مَثَلاً؟ فَلَاحُجَّةَ لِلشِّيعَةِ فِي هَذَا الْحَدِيث؟ لِاَنَّهُمْ اِذَا دَخَلُوا نَارَهُ عَنْ يَمِينِهِ؟ فَاِنَّهَا سَتَنْقَلِبُ عَلَيْهِمْ بَرْداً وَسَلَاماً اِلَى جَنَّةٍ فِيهَا رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيم؟؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا؟ نَحْنُ دَائِماً نَسْمَعُ كَلِمَةَ سُنَّة؟ وَنَسْمَعُ كَلِمَةَ حَدِيث؟ فَاَيُّهُمَا اَعَمُّ؟ هَلْ هِيَ السُّنَّة؟ اَمْ هُوَ الْحَدِيث؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ بَلْ هِيَ السُّنَّةُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْحَدِيثَ جُزْءٌ مِنَ السُّنَّةِ الَّتِي عَرَّفَهَا عُلَمَاءُ اُصُولِ الْفِقْهِ اَنَّهَا مَاصَدَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ مِنْ غَيْرِ الْقُرْآنِ مِنْ قَوْلٍ وَفِعْلٍ وَتَقْرِير؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَبَعْضُهُمْ قَالَ زِيَادَة عَلَى هَذَا التَّعْرِيف؟ اَنَّ السُّنَّةَ قَوْلِيَّةٌ وَفِعْلِيَّةٌ وَتَقْرِيرِيَّة؟ وَاَنَّهَا اَيْضاً تَشْمَلُ مَاوَرَدَ مِنْ اَوْصَافِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَالْوَصْفُ قَدْ يَكُونُ وَصْفاً لِاَخْلَاقِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اَوْ وَصْفاً لِجِسْمِهِ؟ فَمَثَلاً قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم(يُعَبِّرُ عَنْ سُنَّةٍ ضَخْمَةٍ كَبِيرَةٍ جِدّاً لَاحَصْرَ لَهَا وَلَاعَدَّ فِي اَخْلَاقِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَلَوِ اخْتَصَرَتْهَا عَائِشَةُ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ بِقَوْلِهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا[كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآن( وَهَلْ كَلِمَةُ الْقُرْآن هِيَ كَلِمَة هَيِّنَة يَا اَخِي؟ اَلْقُرْآنُ لَاحَصْرَ لَهُ وَلَاعَدَّ فِي مَكَارِمِ الْاَخْلَاقِ وَمَحَاسِنِهَا الَّتِي اجْتَمَعَتْ فِي رَسُولِ اللهِ حَتَّى عَلَا عَلَيْهَا جَمِيعاً وَاَصْبَحَ قَائِداً لَهَا فِي جَمِيعِ الْمَجَالَاتِ بِدَلِيل{وَاِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم( وَهَذِهِ هِيَ السُّنَّةِ الْخُلُقِيَّة؟ فَمَثَلاً نَقُولُ فِي السُّنَّةِ الْخُلُقِيَّةِ؟ كَانَ رَسُولُ اللهِ حَلِيماً؟ فَهَذَا وَصْفٌ لِجُزْءٍ مِنْ اَخْلَاقِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَاَمَّا حِينَمَا نَقُولُ مَثَلاً كَانَ رَسُولُ اللهِ وَاسِعَ الصَّدْرِ؟ فَهُنَا جَمَعْنَا بَيْنَ السُّنَّةِ الْخُلُقِيَّةِ وَبَيْنَ السُّنَّةِ الْاُخْرَى الْخَلْقِيَّةِ كَمَا جَمَعْنَا هُنَاكَ بَيْنَ السُّنَّةِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْفِعْلِيَّة لِمَاذَا؟ لِاَنَّ صَدْرَ رَسُولِ اللهِ الْوَاسِعَ يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْن؟ مَعْنىً يَصْرِفُ اَذْهَانَنَا اِلَى السُّنَّةِ الْخُلُقِيَّةِ وَهُوَ اَنَّ صَدْرَهُ وَاسِعٌ بِمَعْنَى اَنَّهُ صَبُور؟ وَمَعْنىً آخَرَ يَصْرِفُ اَذْهَانَنَا اِلَى السُّنَّةِ الْخَلْقِيَّةِ وَهُوَ اَنَّهُ عَرِيضُ الصَّدْرِ وَالْمَنْكَبَيْن؟ لَكِنَّ الْمَعْنَى الْاَوَّلَ هُوَ الْاَرْجَحُ وَهُوَ الْمُتَبَادَرُ اِلَى الْاَذْهَان؟ لِاَنَّ النَّاسَ تَعَوَّدُوا حِينَمَا يَسْمَعُونَ عَنِ الصَّدْرِ الْوَاسِعِ اَنْ تَنْصَرِفَ اَذْهَانُهُمْ فَوْراً اِلَى اَنَّهُ يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى سِعَةِ الصَّدْرِ عِنْدَ اِنْسَانٍ مَا بِمَعْنَى اَنَّهُ صَبُور بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَهُوَ يُصَوِّرُ حَالَ نَبِيٍّ مِنْ اَنْبِيَائِهِ حِينَمَا قَدِمَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ{وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً(اَيْ صَدْراً؟ فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ صَدْرَ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ وَاسِعاً ثُمَّ انْكَمَش؟ اَمْ بِمَعْنَى اَنَّهُ انْزَعَجَ وَتَضَايَقَ نِسْبِيّاً مِنْهُمْ اَيْ بِنِسْبَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَمُحَدَّدَةٍ بِسَبَبِ قَوْمِهِ الْمُشْتَاقِينَ اِلَى مُمَارَسَةِ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ مَعَهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي فَالصَّدْرُ الْوَاسِعُ هُنَا فِي لَفْظِهِ يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْن؟ وَلَكِنْ تَرَجَّحَ عِنْدَنَا اَنَّ النَّاسَ تَعَوَّدُوا حِينَمَا يَقُولُونَ فُلَانٌ وَاسِعُ الصَّدْرِ بِمَعْنَى اَنَّ عِنْدَهُ صَبْرٌ غَيْرُ مُعْتَاد؟؟ نعم اخي وَاَمَّا السُّنَّةُ الْخَلْقِيَّةُ الْجِسْمِيَّةُ فَمَسْطُورَةٌ فِي كُتُبِ السِّيرَةِ فِي قَوْلِهِمْ مَثَلاً كَانَ رَسُولُ اللهِ مُتَوَسِّطَ الْقَامَةِ لَابِالطَّوِيلِ وَلَابِالْقَصِير؟ فَهَذَا وَصْفٌ لِجِسْمِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ هَذَا هُوَ تَعْرِيفُ السُّنَّةِ فِي مَعْناهَا اللُّغَوِيِّ؟ وَمَعْنَاهَا الْفِقْهِيِّ؟ وَمَعْنَاهَا الِاصْطِلَاحِيِّ فِي اُصُولِ الْفِقْهِ؟ وَمَعْنَاهَا الْخُلُقِيِّ وَالْخَلْقِيّ فِي كُتُبِ السِّيرَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَمَا اَنَّ الْقُرْآنَ اَوَامِرُهُ بَعْضُهَا يُفِيدُ الْوُجُوبَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى{اَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاة( وَبَعْضُهَا يُفِيدُ النَّدْبَ وَالِاسْتِحْبَابَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى{اِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ اِلَى اَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوه(وَبَعْضُهَا يُفِيدُ الْاِبَاحَةَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا( فَالصَّيْدُ الْبَرِّيُّ هُنَا بَعْدَ التَّحَلُّلِ مِنَ الْاِحْرَامِ لَيْسَ لِلْوُجُوبِ وَاِنَّمَا لِلْاِبَاحَةِ وَالسَّمَاحِ بِهِ عِنْدَ الْحَاجَةِ لَهُ بَعْدَ حَظْرِهِ فِي الْاِحْرَام كَقَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{كُلُوا وَاشْرَبُوا(وَالْاَمْرُ هُنَا اَيْضاً لَيْسَ لِلْوُجُوبِ وَاِنَّمَا لِاِبَاحَتِهِ عِنْدَ الْجُوعِ وَالْحَاجَةِ اِلَيْهِ بِلَا اِسْرَافٍ مُحَرَّم؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَكَمَا اَنَّ الْقُرْآنَ اَوَامِرُهُ بَعْضُهَا يُفِيدُ كَذَا وَكَذَا مِمَّا ذَكَرْتُ لَكَ؟ فَكَذَلِكَ السُّنَّة؟ فَقَدْ يَكُونُ الْاَمْرُ فِيهَا لِلْوُجُوبِ؟ وَقَدْ يَكُونُ الْاَمْرُ فِيهَا لِلنَّدْبِ؟ وَقَدْ يَكُونُ مِنْ اَجْلِ الْاِبَاحَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ الْقُرْآن؟ قَدْ يَكُونُ النَّهْيُ فِيهِ لِلتَّحْرِيمِ؟ وَقَدْ يَكُونُ النَّهْيُ فِيهِ لِلْكَرَاهَةِ التَّحْرِيمِيَّةِ؟ اَوِ الْكَرَاهَةِ التَّنْزِيهِيَّة؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلسُّنَّة؟ قَدْ يَكُونُ النَّهْيُ فِيهَا اَيْضاً مِنْ اَجْلِ كَذَا وَكَذَا مِمَّا ذَكَرْتُهُ لَكَ مِنْ حَالِ الْقُرْآن؟؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ السُّنَّةَ تَحْتَاجُ اِلَى بَحْثٍ طَوِيلٍ جِدّاً فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ كَبِيرٍ لَيْسَ لَهُ قَرَار؟ لِانَّهَا الْحِكْمَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ فِي قَوْلِهِ{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ اُوتِيَ خَيْراً كَثِيرَا( وَلِذَلِكَ فَاِنَّ رَسُولَ اللهِ حَذَّرَ اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ الْقُرْآنِيِّينَ الَّذِينَ يَقْتَصِرُونَ عَلَى الْقُرْآنِ وَيُنْكِرُونَ السُّنَّةَ بِقَوْلِهِ[اُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ(وَكَلِمَة مِثْلَهُ مَعَهُ بِمَعْنَى السُّنَّة؟ وَعَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ مَعْدِ *كَرِبٍ(لَااَدْرِي كَرِب اَوْ يَكْرِب اَرْجُو مِنَ الْاِخْوَة التَّحَقّق وَسَاَدْعُو لَكُمْ وَاَكُونُ مُمْتَنَّة( قَال؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم[اُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ؟ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانٌ مُتَّكِىءٌ عَلَى اَرِيكَتِهِ يَقُول؟ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ الله؟ فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اَحْلَلْنَاهُ؟ وَمَاوَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاه؟ اَلَا وَاِنَّ مَاحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ كَمَا حَرَّمَهُ الله؟ اَلَا وَاِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْحُمُرَ الْاَهْلِيَّةً وَكُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاع(وَالْحُمُرُ الْاَهْلِيَّةُ وَالسِّبَاعُ لَمْ يُحَرِّمْهَا الْقُرْآنُ؟ وَاِنَّمَا حَرَّمَتْهَا السُّنَّة؟ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ؟ اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ؟ اَسْتَغْفِرُكَ وَاَتُوبُ اِلَيْكَ؟ وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِكَ؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ؟ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى الْمُرْسَلِين؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ غُصُون؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين






كلمات البحث

جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ، واجبات ، ملخصات ، ملازم ، أسئلة ، جامعة ، كوفي كوب





lh Njh;l hgvs,g to`,i ,lh kih;l uki thkji,h





رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:41 AM.

أقسام المنتدى

الترحيب بأعضاء منتديات كوفي كوب الجدد @ المقهى الأداري ~ @ ,,مُـلْتٍـَقَـى ـآلْمُـٍشْرٍفِـيِـنْ ~ @ المقهى العام ~ @ .. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~ @ صحيفة كوفي كوب الألكترونية Newspaper Coffee cup @ المـقهى الأسلامي ~ @ أناشيد - ترانيم @ المقهى الأدبي ~ @ خفقات ورق @ قافية شاعر @ المقهى التقني ~ @ H A R D disĸ @ .. мsи ~ @ .. طموح المتعلم ~ @ جنة الرحمن @ لكـٍ وله Cάfe ~ @ .. يُحْكَـى أَنـْ ~! @ المقهى الترفيهي ~ @ .. زاويه للتمرد ~ @ Cάfe gaℓℓeяy ~ .. @ .. شَغَبْ / لاَ " مُحْتَسـبْ ~" @ .. إِيتَكِيتْ /أُنثــــى ~ @ .. المُقْتَرحَاتْ والشَكَــاوي ~ @ Cάfe sport ~ @ المقهى الرياضي Sports cafe @ الرياضة العالمية World Sports @ .. عزيزنا العميلْ ~ @ المقهى الرمضاني @ الحوار والنقاش الجاد @ مساحه بلا قيود @ .. بَرِسْتِيْج رَجُل ~ @ مقهى مالذ و طاب @ ..أخبارنا ~ @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ ~ Cάr,s Cάfe @ .. بُقْعـة ضَـــوءْ ~ @ مقهى اليوم الوطني @ Cόғғee cυp ~ @ Coffee cup للسفر والسياحه ~ @ الرياضة الخليجية والعربية Gulf and Arab sports @ مقهى الصحة العامة Public Health Café @ دورة كأس الخليج @ ..Mms..°؛ @ ..Sms..°؛ @ الجنادرية @ المقهى التعليمي ~ @ أخبار التعليم @ تحاضير المعلمين والمعلمات @ دورة الفوتوشوب الأولى adobe photoshop @ فعاليات ومسابقات الكوفيين @ مقهى رِيشـَة مُبْدِعْ ~ @ حقيبة المصممـ @ معرض تصاميمك @ مدرسة الفوتوشوب والأمج ردي ...! |~ @ كأس القارات @ طلب الإعلان في منتديات كوفي كوب @ صادوه @ كشكول كوفي @ دوري أبطال الخليج (خليجي 27 للأندية) @ دوري أبطال اوروبا SHAMPIONS LEAGUE @ بطولة كأس العالم للشباب @ تطويــر الــــذات ~ @ اللغة الانجليزية English Lnaguage @ قهوة الأعضاء @ يوميات أعضاء الكوفي كوب @ Windows Live Messenger @ بلاك بيري BlackBerry @ آي فون- آيباد - آيبود Ipod - Iphone - Ipad @ العضوية الماسية @ كأس الأمم الأفريقية @ المواضيع المميزة @ الدورة الماسنجرية الأولى @ الأحاديث الضعيفة والروايات المكذوبة @ كأس العالم world cup @ أدوات المطبخ Kitchenware @ الأطباق الرئيسية Main Dishes @ الحلويات sweets @ المعجنات pastry house @ المقبلات والسلطات والشوربات Soups& Appetizers & Salad @ المشروبات الساخنه والبارده Hot & Cold Beverages @ طبخ بيد أعضاء كوفي كوب Cooking Made by Coffee Cup Member @ Coffee Girls @ فاشن وأزياء Fashion @ مكياج وعطورات Makup - Perfumes @ إكسسوارات Accessories @ العناية بالبشرة والشعر والجسم Skin - Body - Hair Care @ الأمومة والطفولة Childhood and Motherhood @ فلسفة بنات Philosophy OF Woman @ مقهى مالذ و طاب @ كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية @ بطولة النخبة الدولية - أبها @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ فعاليات ومسابقات الكوفي الرمضانية @ ختم القرآن @ تهاني الألفيات @ الديكورات Decoration @ الأثاث المنزلي Furniture @ الأكسسوارات المنزلية Home Accessorys @ الإضاءة Lighting @ الحدائق المنزلية Home Landscaping @ دورات المياه والمسابح Swimmig Pools - W.S -Baths @ تنظيم المنزل Outdoor Decorstion @ كأس العالم للأندية Club World Cup @ اعْتِرَافَاتِ كُوْفٍـــيُـ / ـــهِ @ كأس آسيا - Asian Cup @ أرشيف قسم ملتقى المشرفين @ دورة وسائط كوفي كوب Cycle modes Coffee cup @ دوري أبطال آسيا 2011 @ الروايات بخط الأعضاء @ الروايات الطويلة @ هذيان ورق @ كأس الخليج للناشئين @ نبض الحروف @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ دورة الألعاب الرياضية الخليجية الأولى - بحرين 11 - BAHRAIN 11 @ يوتيوب كوفي كوب You Tube coffee cup @ جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً - التعليم عن بعد @ ذوي الاحتياجات الخاصه Special Education @ بطولة أمم أوروبا 2012 EURO @ التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم @ كأس العرب لكرة القدم - السعودية 2012 ARAB CUP @ المقهى الرمضاني @ أجوبة مسابقة الكوفي كوب الرمضانية @ كأس الاتحاد العربي للأندية 2012/2013 @ ASK ME @ أرشيف مواضيع اليوم الوطني @ التعليم عن بعد والتعليم الألكتروني - جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً @ تخصص إدارة أعمال @ المستوى الأول @ تخصص علم إجتماع و دراسات إسلامية @ المستوى الأول - المستوى الثاني @ المستوى الثالث @ المستوى الخامس @ المستوى الثالث - المستوى الرابع @ المستوى الخامس - المستوى االسادس @ تجمعنا @ المستوى السابع @ المستوى السابع - المستوى الثامن @ تجمعنا @ 1 @ الإستفسارات و الإستشارات لتسجيل الطلاب الجدد في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل - جامعة الدمام سابقاً @ الإعلانات الدينية @ المستوى الثاني @ المستوى الرابع @ المستوى السادس @ المستوى الثامن @ أخبار التقديم والتسجيل والقبول في الجامعات والكليات والمعاهد @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ منتدى الوظائف والدورات التدريبية @ منتدى الوظائف الشاغرة @ منتدى الدورات التدريبية @ برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم جامعة الملك فيصل @ جامعة الملك فيصل - برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم @ تخصص الإدارة العامة @ تخصص التسويق والمبيعات @ تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الأول - تخصص الادارة العامة @ المستوى الأول - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الأول - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثاني - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثاني - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثاني- تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثالث - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثالث - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثالث - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الرابع - تخصص الادارة العامة @ المستوى الرابع - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الرابع - تخصص المصرفية والتأمين @ مواقع التواصل الإجتماعي @ تويتر Twitter @ سناب شات Snabchat @ انستغرام Instagram @ فيسبوك facebook @ يوتيوب You Tube @ واتس أب Whats App @ تيك توك Tik Tok @ ثريدز THREADS @



جميع المواضيع والآراء تمثّل وجهة نظر كاتبها فقط ولا تمثّل منتديات كوفي كوب بأي شكل من الأشكال ما لم يوضّح غير ذلك
 
   

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0