عَرف
الحبيب ُمكانه فتدللا
** وقنعت ُمنه بموعد فتعللا
وأتى الرسول ولم أجد في وجهِهِ
** بشرآ كما قد كُنت أعهد أولا
فقطعت يومي كُله متفكرآ
** وسهرت ليلي كُله مُتململا
وأخذتُ أحسبُ كل شيءٍ لم يكن
** مُتجليآ في فكرتي مُتخيلا
فلعل طيفآ منه زار فردهُ
** سهري فعاد بغِيظِهِ فتقولا
وعسى نسيم ُبُتّ أكتم سرنا
** عنه فراح يقول عٌني قد سلا
ولقد خشيتُ بأن يكون َأمالهُ
** غيري وطبع الغُصنِ أن يتميلا
أبدآ يرى بُعدي وأطلبُ قربهُ
** ولو أنني جارٌ لهُ لتحولا
وعلقتهُ كالغصنِ أسمرَ أهَيفَآ
** وعشقته ُكالظبيِ أحورُ أكحَلا
فَضَح الغزالةَ والغزالَ فتلك في
** وسطِ السماءِ وذاكَ في وَسَطِ الفَلا
عجبآ لقلبٍ ماخلا من لوعةٍ
** أبدآ يَحنُ إلى زمانٍ قد خَلا
ورسومِ جسمٍ كاد يحُرقهُ الجوى
** لو لم تَداركهُ الدموعُ لأشعلا
وهوىً حفظت ُحديثهُ وكتمتُهُ
** فوجدتُ دمعي قد رواهُ مسَلسَلا