دققت اليوم في شيءٍ لم ألحظه قبلًا،
أمي .. هل تفكر بنفسها؟!
أشكُّ في ذلك حقيقةً، فكلُّ ما تفكر به هو نحن .. ابنائها ..
وترفض أن نفكر بها .. وكثيرًا ما تقول لي حين لا يتبقى من الطعام إلَّا القليل:
(تغدا وما عليك مني!) .. (أكلها .. أصلًا دي ما أحبها! )
تشعرُ بالنقص حين لا أوقظها صباحًا لتطبخ لنا فطورنا،
وتزجرني لأنني لم أوقظها .. على الرغمِ من أنها تعلم بأنني لا أودُّ إيقاظها لأننا (كبرنا أماه خلاص ما يحتاج تسوي لينا فطور، نعرف نسوي ترى!)
وحين تكون متعبة ولا تستطيع طبخ فطورنا صباحًا تقول لنا بصوتٍ راجٍ:
(افطروا هااا .. مو تروحوا المدرسة بدون فطور،
وأكلوا ملعقة عسل ورشوا على وجهكم ماي ورد، ريحته تفتح المخ!)
متى ستعلم أمي بأننا قد حفظنا هذا الموَّال وأننا ما عُدنا صغارًا؟!
و حين أيقظتها لصلاة الظهر، ما لبثت ثانيتين إلَّا وبدأت باسئلتها:
( حليت زين في اختبارك؟! ) .. ( أخوك رجع يبدل أو لا؟! ) .. ( حلقك صار زين؟! )
( فطرت أو لا؟! )
ما الذي كنتِ تفكرين به قبل النومِ يا أمَّاه؟!