تصنف القصةالقصيرة بأنها فن من الفنون النثرية الأدبية، ومن خلالها تقوم بتصوير جانب من جوانب الحياة شخص ، أو اظهار تصوير موقف ما بشكل مكثف، وهي دائما تكون أقصر من الرواية، و بدايات ظهور القصةالقصيرة في منتصف القرن التاسع عشر، ثم ازدهرت في بدايات القرن العشرين بشدة.
المبادئ الأساسية التي تحتاجها القصةالقصيرة في بنائها تتمثل فيما يلي:
اولا : مبدأ الوحدة، ويعد هذا المبدأ أساساً جوهرياً في بناء القصة القصيرة، ويجب أن يكون هناك فكرة للقصة وهدف واحد، ومبدأ الوحدة حتى تكون القصة مميزه عن باقى القصةالقصيرة الاخرى.
ثانيا : مبدأ التكثيف، ويعنى بيه مبدأ التركيز، حيث أن القصةالقصيرة بدورها تعالج موضوعاً واحداً، أو موقفاً معيناً، فإن عنصر التكثيف يعتبر من المقومات الاهامة والإيجابية الخاصة بالقصة، لذلك يجب أن تكون القصة مكثفة ومركزة بدرجة عالية.
ثالثا : تفصيل البناء والإنشاء، يجب ان تقوم القصة على تقديم كافة التفاصيل المتعلقة ببنائها وإنشائها، وذلك لضمان الإحكام الفني فيها.
تملك القصةالقصيرة عدد من العناصر الأساسية، وهي :
اولا : الشخوص، وهي العمود الفقري للقصة، فلا يوجد حدث بدون شخصيات، والشخوص ليس حكراً على الإنسان فقط، بل يمكن أن تكون من النبات، أو الحيوان، أو الجماد، سواء كانت حقيقية أو رمزية، وتنقسم الشخوص في القصة إلى نوعين، هما: الشخوص الرئيسة، والشخوص الثانوية.
ثانيا : المكان، حيث إن المكان عنصر مهم في القصة، ويجب أن يتناسب المكان مع الحوار، ومع الأبعاد النفسية، والاجتماعية، والثقافية للشخوص.
ثالثا : الزمان، إن الزمان في القصةالقصيرة محدود بفترة معينة. الأحداث، وتكون الأحداث في القصةالقصيرة منتقاة، حيث يكون اختيار الأحداث دقيقاً جداً.
رابعا : الحبكة القصصية، والصراع، ويعد هذا العنصر هيكل القصة القصيرة، بحيث يعرض الأحداث بشكل تدريجي من البداية إلى النهاية.
خامسا : النهاية، أي الحل، بعد الصراع وتأزّم الأحداث تبدأ القصةالقصيرة تأخذ منحنى التدرج في الحل، وتختلف النهاية من قصة إلى أخرى، وذلك حسب ميول الكاتب، فهناك النهاية المفاجئة، والنهاية المفتوحة، والنهاية المنطقية.
سادسا : اللغة، تأخذ اللغة أكثر من شكل، منها: الحوار القليل، أو السرد الوصفي.
ظهرت القصةالقصيرة في الوطن العربي في مطلع القرن العشرين، متأثرة بالقصة القصيرة في الأدب الغربيّ، وكانت بداياتها تغلب عليها الرومانسية، ومن رواد القصةالقصيرة الأوائل محمد تيمور، وشحاتة عبيد، وتوفيق الحكيم، وحسين فوزي، وخلال النصف الأول من القرن العشرين، صدر الكثير من القصص القصيرة، لكنها كانت ذا أسلوب سردي تقليدي.
وبعد خمسينيات القرن العشرين، تطورت القصةالقصيرة من حيث؛ السرد، والحوار، والبداية، والحبكة، كما استطاعت أن تنفذ وتعبر عن الواقع، وقد استخدم كتاب القصةالقصيرة في عقد الستين من القرن العشرين أسلوباً فنياً متقدماً في كتابة وسرد القصة القصيرة، التي تميزت بتيار رجعية الأحداث.
ظهرت القصةالقصيرة في الغرب في منتصف القرن التاسع عشر، وكانت القصةالقصيرة "ألف ليلة وليلة" الإيطالية، التي ألفها الكاتب الإيطالي جيوفاني بوكاتشيو أكثر قصة ذي شهرة في العالم أجمع.