تريدين أن تعرفي كم اشتقت إليكِ ؟! سأحاول أن أصف يومي بدونك
أصحو و أفتح الستائر فتبدو الأشجار في الحديقة متعبة شاحبة تسألني : أينهآ ؟!
أحلق في الحمام وأحدّق في المرآة وتتضاعف الشعرات البيض فجأة وتضحك المرأى بخبث وهي تسألني : أينها ؟!
وأقرأ جريدة الصباح وأعثر على خبر طريف وأبدأ في الحديث معك قبل أن يصفعني الواقع الوقح بسؤال مباغت : أينها ؟!
تمر ساعات اليوم بطيئة , بطيئة كجِمالٍ تحمل جندلاً وحديداً وتسألني كل ثانية منها : أينها؟!
أعود إلى المنزل وأتخيل وأنا في الطريق أن كل العيون في كل الوجوه تحملق فيّ باستغراب وتسألني : أينها ؟!
ويضمني المنزل الخاوي
أفتح كتاباً في التاريخ فلا أفهم شيئاً لأن كل حرف يغادر مكانه ويصرخ فيّ : أينها ؟!
أنصرف إلى المذياع وتنهال الموسيقى طبلاً غجرياً ملحّاً يردد : أينها ؟!
أهرب إلى الرائي فتقفز أمامي الصور والألوان والأصوات في سيمفونية مجنونة مشوّشة تعيد وتعيد : أينهآ ؟!
أفر إلى السرير , أضع المخدة فوق رأسي أطمع أن أراكِ فيما يرى لنائم , ويجيء النوم بعد جهاد مرير
لا أكاد أنام حتى فاجأني حلم غريب غاضب يسألني كأنني متهم أمام القضاء :أينها ؟!
وأفيق , انتظر الصباح المرهق
أيتها الغالية ! هل بدأتٍ تعرفين كم أشتاق إليك ؟!