" عمشاء " فتاة عشرينية ، منفتحه " الله يدفع البلا " ، ترى الحياة بمنظور متطور !
وتؤمن بأن الحياة ممكنة على سطح القمر !
عاشت في حي راقي ، بسبب ثروة والدها الطائلة ، رغم أنه بعقلية متحجره ، ومن أصولٍ ( بدوية )!
إلتحقت " عمشاء " بقسم التشريح في كلية الطب ، بعد حصولها على معدلٍ ممتاز في الثانوية العامة !
لتدرس مع مجموعة من الفتيات والشباب في نفس القسم .
كان من بينهم " حُسـام " شاب من عائلة إستقراطية ، وسيم وطويل القامة ( ماشاء الله حوله ) !
كان معجباً بذكاء عمشاء ونجابتها ، وكانت نظراته دائما تصيب قلب " عمشاء " الرقيق في مقتل !
حتى شغفها حُباً ( وراحت وطي ) !
أحبت " عمشاء " الجامعة بمبانيها ، وشوارعها ، وناسها حتى الحارس " كانت تشعر بحبه " !
لم تتغيب يوماً عن الدراسة ، مُنذ أن رأت " حسام " ، وكانت تأتي للدراسة حتى وهي مريضة
ولسان حالها يقول :
أمر على الديار ديار (حسـام)
أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديار
أوشكت سنوات الدراسة على الأنتهاء ، ولم يبقى منها إلا أيامٌ معدودات !
الجميع كان فرِحاً بقرب الخلاص من الدراسة ، وبدء الحياة الوظيفية إلا حسام وعمشاء !
فقد كانت نهاية الرحلة العلمية ، كابوساً يوؤرق نومهما .
لكن حسام أنقذ الموقف حينما كان شجاعاً ، وطلب من عمشاء أن ترشده إلى مقر إقامتها
ليتقدم لخطبتها !
وصفت له عشماء المكان على إستحياء ، وعادت من جامعتها لمنزلها ، لتعيش يوماً وردياً
فتارة تحلم أنها مع حسـام تحت برج " إيفل " وتارة أخرى تحلم أن حسام ( يطاردها ) في الثمامة !
ومرةً تفكر في تغيير إسمها إلى " ريهام " أو " لميس " ، ليناسب مكانتها الإجتماعية الجديدة
وحتى لا تحرج حُسام مع عائلته بإسمها القديم !
في اليوم التالي قدِم حسـام مع والده ، لمنزل " عمشاء " وطلبوا يدها من والدها الذي طلب
منهم إعطائه مهلة لمدة إسبوع ، للتفكير ومشاورة العروس !
وبعد يومين ، إنتشر الخبر كإنتشار النار في الهشيم عبر النسـاء ، ليقع في إذن أبن عمها " محماس "!
الذي ترك الأبل ، وجاء من الديرة خصيصاً للرياض ليعلن ( الحجر ) على أبنة عمه !
صعق الخبر " عمشاء " وحق لها ، فبعد حُسـام تكون من نصيب محماس الذي ترك الدراسة
بعد المرحلة الإبتدائية ، ليتفرغ لرعي الأبل ، حتى أحرقة الشمس وجهه فاصبح وكأنه " بنقالي "
بأزياء سعودية !
قتلت العادات والتقاليد حلم عمشاء الوردي ، وأعطت لـ/ محماس ما لا يستحقه !
هذا تقليدٌ واحد ظلم الكثير من النساء ، وقتل الكثير من الأحلام الجميلة ، وجعل
المهرة من نصيب الجحش !!
فكيف هو حال باقي التقاليد !!
والسؤال هو / هل علينا محاربة العادات والتقاليد السلبية ، وكيف يكون ذلك
أم نكتف أيدينا ونقول :
وهل أنا إلا من غزية أن غوت
غويت وأن ترشد غزية أرشدُ