02-24-09, 07:23 PM
|
|
الملائكة : أسمائهم . صفاتهم . أعمالهم . أثر الإيمان بهم في حياة الإنسان .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإيمان بالملائكة وأثره في حياة الإنسان قال العلامة فضيلة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - : ... هذه هي مراتب الدين الثلاث : الإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان ، وكل مرتبة منها لها أركان ... فالإيمان لا يقوم إلا على أركانه ، كما لا يقوم البنيان إلا على أركانه وهذه الأركان الستة مذكورة في القرآن الكريم ... والموضوع الذي نحن بصدده هو : الإيمان بالملائكة الذي هو ركن من أركان الإيمان ومعناه : التصديق بوجودهم والتصديق بأعمالهم التي يقومون بها في هذا الكون ... والملائكة خُلِقُوا من نور ... الملائكة هم خلق من خلق الله ، من عالم الغيب ولا يعلم عددهم وكيفيتهم وخلقتهم إلا الله سبحانه ومن صفاتهم : أولاً : هم أعظم جنود الله قال تعالى : ( وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ... ولما ذكر خزنة النار ، ذكر : (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) وقال سبحانه وتعالى : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) وأصحاب النار : خزنة النار أي على جهنم من الملائكة تسعة عشر ملكًا يخزنونها ويقومون بحفظها وإيقادها ويتوكلون بشؤونها قال بعض الكفار لما سمع بعدد خزنة النار - وكأنه استهان بهذا العدد – وقال : أنا أكفيكم منهم كذا وكذا يعني أنه إذا دخل النار ، سيقاوم ويتغلب عليهم ويخرج من النار وذلك من باب السخرية والاستهزاء فرد الله تعالى بقوله : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ) أي ليسوا من البشر فإن كان هذا يزعم بنفسه أنه قوي ، وأنه يطيق عددًا من البشر فإنه لا يطيق أحدًا من الملائكة قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ) أي لم يجعلهم بشرًا أو جنًّا (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) أي : الكافرون (مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ) فهم يفترون وبهذا يتقالُّون هذا العدد كيف أن هذه النار العظيمة التي بها كل هذه الخلائق لا يقوم عليها إلا تسعة عشرة قال تعالى : (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) فما يعلم عظمة الملائكة وما يعلم ما عند الله من جنود السماوات والأرض إلا الله ، لا يعلمهم هؤلاء الكفار ولا غيرهم ثانيًا : والملائكة خِلْقَتُهم عظيمة فقد ذكر الله تعالى ذلك في قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ) يعني : منهم من له جناحان ، ومن له ثلاثة أو أربعة أجنحة ومنهم من له أكثر من ذلك فقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل وله ستمائة جناح كل جناح منها سدَّ الأفق هذا ملك واحد من الملائكة ، وصفه الله بأنه شديد القوى فقال تعالى : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) يعني جبريل عليه السلام وقوله تعالى : (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ) يعني ذو قوة وهيئة حسنة ثالثًا : والملائكة لهم قوة عظيمة بإذن الله ومن دلائل عظمتهم : أن الواحد منهم إذا أمره الله ، فإنه يصيح في العالم ، فيهلك الخلق كما حدث مع قوم ثمود ، حيث أخذتهم الصيحة ، صاح بهم جبريل صيحة واحدة (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ) فقطعت قلوبهم في أجوافهم فماتوا وصاروا كهشيم المحتظِر من عادة العرب إذا نزلوا في منزل يجمعون الحطب ويجعلون حظائر لأغنامهم ومواشيهم ، فهذه الحظائر تيبس وتصبح هشيمًا فثمود على قوتهم وجبروتهم أصبحوا كهشيم المحتظر على أثر صيحة واحدة من ملك من الملائكة وهذا جبريل أمره الله أن يرفع قُرى قوم لوط - وهي سبع مداين فيها من الآدميين والمباني والأمتعة والحيوانات – حملهم على طرف جناحه ، ورفعها حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم ، وصياح ديوكهم ثم قلبها عليهم ، وخسف الله بهم الأرض هذا نموذج من قوة الملائكة عليهم السلام إسرافيل عليه السلام الموكل في النفخ في الصور والصور معناه : القرن الذي تجمع فيه أرواح بني آدم من أولهم لآخرهم ثم ينفخ إسرافيل نفخة واحدة في الصور فتطير الأرواح من هذا القرن ، وتطير إلى أجسامها هذه نفخة البعث وقبلها ينفخ نفخة الصعق ، فيموت كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله قال عزّ وجل : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) والصعق هو : الموت ثم نفخ فيه نفخة أخرى هي نفخة البعث (فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) هذا ملك واحد من ملائكة الرحمن ، وهذا عمل من أعماله التي يأمرُه الله بها إذن فالملائكة خلق عظيم من خلق الله خلقهم لعبادته وتنفيذ أوامره قال تعالى : (بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) هذا وصفٌ للملائكة ...يتبع
hglghz;m : Hslhzil > wthjil Hulhgil Hev hgYdlhk fil td pdhm hgYkshk >> |