عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-14, 05:32 AM   #2
رحيق مختوم
كوفي جديد


الصورة الرمزية رحيق مختوم
رحيق مختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8113
 تاريخ التسجيل :  Apr 2013
 المشاركات : 46 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ياايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام



نَعَمْ اَخِي؟ وَمِنْ اَفْضَلِ الْاَدْعِيَةِ مِنْ حَيْثُ الْكَلَام؟ اَنْ تَدْعُوَ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِاَسْمَائِهِ الْحُسْنَى بِدَلِيل{وَلِلِه الْاَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا؟ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي اَسْمَائِه(نَعَمْ اَخِي قُلْ مَثَلاً يَاغَفُورُ اغْفِرْ لِي؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ غَفُور مِنْ اَسْمَاءِ اللهِ الْحُسْنَى؟ وَكَذَلِكَ يَارَحِيمُ ارْحَمْنِي؟ يَارَازِقُ وَيَارَزَّاقُ ارْزُقْنِي؟ يَاجَبَّارُ اجْبُرْ كَسْرِي وَخَاطِرِي اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى الْحُسْنَى؟ نعم اخي؟ ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي(نَعَمْ اَخِي؟ اِذَا اَرَدْتُّمْ اَنْ يَكُونَ دُعَاؤُكُمْ مُسْتَجَاباً{فَلْتَسْتَجِيبُوا لَهُ(سُبْحَانَهُ بِمَعْنَى اِنَّ اللهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ تَمْتَثِلُوا اَمْرَهُ وَتَجْتَنِبُوا نَهْيَهُ{لَعَلَّكُمْ تَرْشُدُون{اُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ اِلَى نِسَائِكُمْ(كَانَ فِي بَدْءِ الصَّوْمِ اَنَّهُ مَنْ نَامَ مُضْطّرّاً عِنْدَ اَذَانِ الْمَغْرِبِ دُونَ اَنْ يَاْكُلَ اَوْ يَشْرَبَ؟ فَاِذَا اسْتَيْقَظَ بَعْدَ سَاعَةٍ مَثَلاً؟ حَرُمَ عَلَيْهِ اَنْ يَاْكُلَ اَوْ يَشْرَبَ اَوْ يُعَاشِرَ زَوْجَتَهُ؟ بَلْ عَلَيْهِ اَنْ يَسْتَمِرَّ بِصَوْمِهِ مُوَاصِلاً دُونَ طَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ وَلَاجِمَاعٍ اِلَى اَذَانِ الْمَغْرِبِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي؟ اِلَّا اِذَا اَدْرَكَ نَفْسَهُ بِطَعَامٍ اَوْ شَرَابٍ اَوْ جِمَاعٍ عِنْدَ اَذَانِ الْمَغْرِبِ فِي الْيَوْمِ السَّابِقِ قَبْلَ اَنْ يَنَام؟ فَاِذَا اَدْرَكَ نَفْسَهُ بِمَاشَاءَ مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ ثُمَّ نَام؟ حَرُمَ عَلَيْهِ ذَلِكَ كُلُّهُ بِمُجَرَّدِ اَنْ يَنَامَ حَتَّى وَلَوْ ظَلَّ مُسْتَيْقِظاً فِي اللَّيْلِ بِلَاطَعَامٍ وَلا شَرَاب وَلَاجِمَاعٍ حَتَّى اَذَانِ الْمَغْرِبِ فِي الْيَوْمِ التَّالِي؟ بِمَعْنَى اَنَّ النَّوْمَ كَانَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِ الْاِفْطَارَ وَالْجِمَاعَ فِي النَّهَارِ وَاللَّيْل؟ فَجَاءَتِ الصَّلَاةُ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ؟ لِتُحَرِّمَ عَلَيْهِ الْاِفْطَارَ وَالْجِمَاعَ فِي النَّهَارِ فَقَطْ بَدْءاً مِنْ اَذَانِ الْفَجْرِ؟ وَحَصَلَ هَذَا الْفَرَجُ الْعَظِيمُ وَالنِّعْمَةُ الْكُبْرَى مِنَ اللهِ جَلَّ وَعَلَا بَعْدَ اَنْ جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ مُتْعَباً مِنَ الْعَمَلِ وَقَدْ غَلَبَهُ النَّوْمُ؟ وَكَانَ فَلَّاحاً يَعْمَلُ فِي حَقْلِهِ عِنْدَ اَعَالِي الْمَدِينَة؟ فَجَاءَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَكَانَ صَائِماً فِي رَمَضَانَ؟ وَكَانَتْ زَوْجَتُهُ تُحَضِّرُ لَهُ طَعَامَ الْاِفْطَارِ وَلَمْ تَنْتَهِ بَعْدُ مِنْ تَحْضِيرِهِ؟ فَاَخَذَتْهُ سِنَةٌ مِنَ النَّوْمِ فَنَامَ؟ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ؟ اَهْلَكْتَ نَفْسَكَ وَحَرُمَ عَلَيْكَ اَنْ تَاْكُلَ بَعْدَ هَذَا اِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي الْيَوْمِ التَّالِي؟ فَظَلَّ صَائِماً اِلَى الْيَوْمِ التَّالِي حَتَّى اُغْمِيَ عَلَيْهِ؟ فَاَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَنْ يُخَفّفَ الْحُكْمَ؟ وَهَذَا مَايُسَمَّى فِي عِلْمِ اُصُولِ الْفِقْهِ؟ بِالنَّسْخِ مِنَ الْاَشَقِّ اِلَى الْاَخَفِّ؟ لِاَنَّ الْاَشَقَّ هُوَ بِمُجَرَّدِ اَنْ يَنَامَ يَحْرُمُ عَلَيْهِ الْاِفْطَارُ وَالشَّرَابُ وَالْجِمَاع؟ وَاَمَّا الْاَخَفُّ فَهُوَ اَنْ يُنْسَخَ هَذَا الْحُكْمُ وَيُلْغَى وَيَاْتِيَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِحُكْمٍ اَخَفَّ مِنْهُ؟ فَنَزَلَ قَوْلُ اللهِ الْاَخَفُّ مِنْهُ{اُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ(بِاَكْمَلِهَا{اَلرَّفَثُ اِلَى نِسَائِكُمْ(نَعَمْ اَخِي فِي أيِّ يَوْمٍ مِنْ اَيَّامِ الصِّيَامِ فِي لَيْلِهِ فَقَط يَجُوزُ لَكُمْ مُعَاشَرَةُ النِّسَاءِ بِالرَّفَثِ وَهُوَ الْاِيلَاجُ وَالْجِمَاعُ الْمَعْرُوفُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَزَوْجَتِهِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَسْاَلُ؟ هَلْ يَجُوزُ الزَّوَاجُ وَعَقْدُ الْقِرَانِ وَالنِّكَاحُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَاِقَامَةُ حَفَلَاتِ الْعُرْسِ الْمَشْرُوعَةِ بِالضَّرْبِ عَلَى الدُّفُوف؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ نَعَمْ يَجُوزُ الزَّوَاجُ فِي رَمَضَانَ لَيْلاً لَا نَهَاراً؟ اِلَّا اِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَايَاْمَنُ عَلَى نَفْسِهِ وَلَايَسْتَطِيعُ اِمْسَاكَهَا فِي النَّهَارِ عَنِ التَّحْرِيضِ الْجِنْسِيِّ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَنْبَغِي عَلَى الرَّجُلِ اَنْ يَرْدَعَ نَفْسَهُ وَيَكْبَحَ جِمَاحَهَا عَنِ الْحَلَالِ بِقَوْلِهِ لَااَتَزَوَّجُ حَتَّى لَااَقَعَ فِي الْحَرَام؟ كَمَا اَنَّهُ يَكْبَحُ جِمَاحَ نَفْسِهِ عَنِ الْحَلَالِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَنْ عَاشَرَ زَوْجَتَهُ اِيلَاجاً فِي رَحِمِهَا وَلَوْ لَمْ يَنْزِلْ مِنْهُ شَهْوَة بَلْ بِانْتِصَابِ عُضْوِهِ الذَّكَرِيِّ فَقَطْ؟ وَجَبَ عَلَيْهِ اَنْ يَصُومَ سِتِّينَ يَوْماً عُقُوبَةً وَنَكَالاً مِنَ اللهِ لَهُ عَلَى مَافَعَلَهُ وَاَنْ يَقْضِيَ الْيَوْمَ الَّذِي اَفْطَرَهُ؟ وَهَذِهِ الْعُقُوبَةُ وَالنَّكَالُ يُسَمِّيهَا الْعُلَمَاءُ كَفَّارَة؟ وَهَذِهِ الْكَفَّارَةُ مِنَ الصِّيَامِ السِّتِّينِيِّ تَكُونُ لَهُ وَلِزَوْجَتِهِ كَذَلِكَ؟ بِمَعْنَى اَنَّ عَلَى زَوْجَتِهِ اَيْضاً اَنْ تَصُومَ سِتِّينَ يَوْماً مُتَتَابِعَةً؟ اِلَّا اِذَا كَانَتْ مُكْرَهَةً وَاَجْبَرَهَا زَوْجُهَا عَلَى جِمَاعِهَا فَلَا شَيْءَ عَلَيْهَا اِلَّا اَنْ تَقْضِيَ الْيَوْمَ الَّذِي اَفْطَرَتْهُ مُكْرَهَةً؟ وَاَمَّا مَنْ اَفْطَرَ عَمْداً مِنْ دُونِ جِمَاعٍ؟ فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَةُ مَعَ قَضَاءِ الْيَوْمِ الَّذِي اَفْطَرَهُ عَمْداً عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ؟ وَلَاشَيْءَ عَلَيْهِ اِلَّا الْقَضَاءُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَعِنْدَ الْاِمَامِ اَحْمَدِ بْنِ حَنْبَلَ الَّذِي يَتَّهِمُهُ النَّاسُ بِالتَّشَدُّد؟ نَعَمْ اَخِي{اُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ اِلَى نِسَائِكُمْ(نَعَمْ اَخِي؟ عَبَّرَ سُبْحَانَهُ عَنِ الْجِمَاعِ بِالرَّفَثِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَيُحْمَلُ هَذَا الْمَعْنَى اَيْضاً عَلَى آيَاتِ سُورَةِ الْحَجِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَارَفَثَ وَلَافُسُوقَ وَلَاجِدَالَ فِي الْحَجّ(بِمَعْنَى اَنَّ الرَّفَثَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَزَوْجَتِهِ مَمْنُوعٌ عَلَى الْمُحْرِمِ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ مَعاً وَهُوَ الْقَارِن؟ وَمَمْنُوعٌ عَلَى الْمُفْرِدِ بِلَاعُمْرَةٍ اَيْضاً اِلَى اَنْ يَتَحَلَّلَ التَّحَلُّلَ الْاَكْبَرَ بِطَوَافِ الْاِفَاضَةِ وَهُوَ مَايُسَمِّيهِ الشِّيعَةُ بِطَوَافِ النِّسَاءِ؟ اِلَّا الْمُتَمَتِّعُ بِالْعُمْرَةِ اِلَى الْحَجِّ؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ مِنَ التَّحَلُّلِ اَنْ يَرْفَثَ مَعَ امْرَاَتِهِ وَيُجَامِعَهَا اِلَى اَنْ يُحْرِمَ بِالْحَجِّ فِي يَوْمِ التَّرْوِيَةِ وَهُوَ الثَّامِنُ مِنْ ذِي الْحِجَّة{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَاَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ(نَعَمْ اَخِي؟ نَعَمْ اُخْتِي؟ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا بِحَاجَةٍ اِلَى الْآخَرِ كَمَا اَنَّكُمَا مَعاً بِحَاجَةٍ اِلَى الثَّوْبِ الَّذِي تَلْبَسَانِهِ؟ فَالرَّجُلُ بِحَاجَةٍ اِلَى الثَّوْبِ؟ وَالْمَرْاَةُ بِحَاجَةٍ اِلَى الثَّوْبِ اَيْضاً؟ وَالْحَاجَةُ اِلَى الثّيَابِ تَكُونُ فِي كُلِّ فُصُولِ السَّنَة فِي الشِّتَاءِ وَالْخَرِيفِ وَالرَّبِيعِ وَالصَّيْفِ؟ فَفِي كُلِّ الْاَزْمِنَةِ وَالْاَمْكِنَةِ؟ يَحْتَاجُ الْاِنْسَانُ اِلَى ثِيَابٍ تُدْفِئُهُ اَوْ تَمْنَعُ عَنْهُ الْحَرَّ اَوْ تَسْتُرُ عَوْرَتَهُ؟ فَكَذَلِكَ الزَّوْجَانِ؟ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِلْآخَرِ كَالثَّوْبِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ التَّحْرِيضَ الْجِنْسِيَّ فِي قَضِيبِ الرَّجُلِ الذَّكَرِيِّ اِذَا لَمْ يَجِدْ مُسْتَوْدَعاً حَلَالاً فِي رَحِمِ الْمَرْاَةِ يَلْبَسُهُ وَيَسْتُرُهُ وَيَقِيهِ مِنَ الْاَمْرَاضِ الْجِنْسِيَّةِ الْمُعْدِيَةِ؟ فَرُبَّمَا يَعْجَزُ اَكْبَرُ الْاَطِبَّاءِ عَنْ حِمَايَتِهِ بَلْ عَنْ حِمَايَةِ جَسَدِهِ اَيْضاً مِنَ الرَّعْشَةِ الْجِنْسِيَّةِ اِلَى الْحَرَامِ وَمَا يُصَاحِبُهَا مِنَ الْبَرْدِ الشَّدِيدِ الَّذِي مَهْمَا حَاوَلَ صَاحِبُهُ اَنْ يَبْحَثَ عَنِ الدِّفْىءِ وَالْمَوَدَّةِ وَالْهُدُوءِ وَالسَّكَنِ وَالْاَمْنِ وَالرَّاحَةِ النَّفْسِيَّةِ لِيُهَدِّىءَ مِنْ رَوْعِهِ وَرَعْشَتِهِ الْقَاتِلَةِ؟ فَاِنَّهُ يَبْحَثُ عَبَثاً؟ وَلَنْ يَجِدَهُ اِلَّا فِي اَحْضَانِ زَوْجَتِهِ الْحَلَالِ؟ وَنَفْسُ الْكَلَامِ يَنْطَبِقُ عَلَى الْمَرْاَةِ؟ فَاِنَّهَا اَيْضاً لَن تَجِدَ السَّلَامَ وَالرَّاحَةَ اِلَّا فِي اَحْضَانِ زَوْجِهَا الْحَلَال نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا مَايَقُولُهُ بَعْضُ الْجُهَّالِ لِزَوْجَتِهِ اِذَا غَضِبَ عَلَيْهَا فَيَهُزُّ رِجْلَهُ وَيَقُولُ لَهَا اَنْتِ مِثْلُ صِرْمَايْتِي اَوْ مِشَّايْتِي وَاَسْتَطِيعُ اَنْ اَخْلَعَكِ مِنْ رِجْلِي كَمَا اَخْلَعُ حِذَائِي فِي أيِّ وَقْتٍ يَحْلُو لِي وَكَاَنَّهُ لَايَحْتَاجُ اِلَى الْمَرْاَةِ اَبَداً اَنْ تَكُونَ لَهُ اُمّاً اَوْ اُخْتاً اَوِ ابْنَةً اَوْ زَوْجَة؟ فَهَذَا الصِّرْمَايِي الْعَتِيقَة؟ يُعَانِدُ قَوْلَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ؟ وَاَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ(وَقَدْ يُهَدِّدُهَا وَيَقُولُ مَهْرُكِ اَوْ صَدَاقُكِ قَدِّيشْ؟ مِلْيُون؟ مِلْيُونَان؟ عِشْرُونَ مِلْيُون؟ حَتَّى وَلَوْ بَلَغَ مِلْيَار؟ سَاَضَعُهُ عَلَى فَرْدَةِ حِذَائِي اَوْ فِي صِبَّاطِي ثُمَّ اُعْطِيكِ اِيَّاهُ؟ وَقَدْ يُهَدِّدُهَا اَيْضاً بِغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْاَقْوَالِ الْمُعَارِضَةِ لِشَرْعِ اللهِ سبحانه وتعالى وَالْمُعَارِضَةِ لِكِتَابِ اللهِ سبحانه اَيْضاً{عَلِمَ اللهُ اَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ اَنْفُسَكُمْ(أيْ تُخَادِعُونَ اَنْفُسَكُمْ؟ لِاَنَّ كَثِيراً مِنْكُمْ اِذَا اسْتَيْقَظَ فِي اللَّيْلِ بَعْدَ اَنْ يَنَامَ؟ يَعْلَمُ اللهُ اَنَّهُ كَانَ يَتَغَافَلُ وَيَاْكُلُ وَيبَاشِرُ زَوْجَتَهُ وَكَانَ مُحَرَّماً عَلَيْهِ ذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَة؟ وَاَمَّا بَعْدَ نُزُولِهَا{فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ(وَكَلِمَةُ تَابَ هُنَا بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَّمَكُمْ كَيْفَ تَتُوبُونَ مِنْ اَجْلِ مَصْلَحَتِكُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ اِذَا تَحَقَّقَتِ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ بِتَعْلِيمِهِ لَكُمْ كَيْفِيَّتَهَا؟ تَرَتَّبَ عَلَيْهَا مَغْفِرَةُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَعَفَا عَنْكُمْ(وَكَلِمَة عَفَا بِمَعْنَى مَحَا؟ يُقَالُ عَفَا الْاَثَرَ أيِ اخْتَفَى اِذَا مَحَاهُ اِنْسَانٌ اَوْ حَيَوَانٌ اَوْ غَيْرُهُ{فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَاكَتَبَ اللهُ لَكُمْ(وَالْمُبَاشَرَةُ فِي اللُّغَةِ هِيَ اَنْ تَلْتَقِيَ الْبَشَرَةُ بِالْبَشَرَةِ؟ وَلَكِنْ مِنْ بَابِ الْاَدَبِ الرَّبَّانِيِّ الَّذِي اَدَّبَنَا فَاَحْسَنَ تَاْدِيبَنَا؟عَبَّرَ اللهُ تَعَالَى عَنِ الْجِمَاعِ بِالْمُبَاشَرَةِ{وَابْتَغُوا مَاكَتَبَ اللهُ لَكُمْ(بِمَعْنَى اطْلُبُوا مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حِينَمَا تُعَاشِرُونَ اَزْوَاجَكُمْ اَنْ يَهَبَكُمُ اللهُ تَعَالَى الذُّرَّيَّةَ الصَّالِحَةَ وَلَايَكُنْ مَقْصُودُكُمْ ذُرِّيَّةً فَحَسْبُ بِدُونِ صَلَاحِهَا؟ فَقَدْ تَكُونُ الذُّرِّيَّةُ غَيْرُ الصَّالِحَةِ شَقَاءً لِلْاِنْسَانِ؟ وَلِذَلِكَ اِبْرَاهِيمُ وَزَكِرِيَّا عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام مَاذَا قَالا{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِين{رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذَرِّيَّةً طَيِّبَة(غَيْرَ خَبِيثَة{اِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء{فَبَشّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيم{عَلِيم(وَالْحَلِيمُ هُوَ اِسْمَاعِيل؟ وَقَدْ بَشَّرَهُ اللهُ اَيْضاً بِغُلَامٍ عَلِيمٍ وَهُوَ اِسْحَاق؟ وَاَمَّا زَكَرِيَّا عَلَيْهِمُ السَّلَامُ جَمِيعاً{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّي فِي الْمِحْرَابِ اَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِين(نَعَمْ اَخِي؟ فَلَايَكُنْ مَقْصُودَكَ الذَّرِّيَّةَ وَالْمَالُ فَحَسْبُ؟ وَاِنَّمَا اَنْ تَكُونَ ذُرِّيَّةً صَالِحَةً اَيْضا؟ وَاَنْ يَكُونَ مَالاً صَالِحاً اَيْضاً تَكْسَبُهُ مِنْ حَلَالٍ وَتُنْفِقُهُ فِي حَلَال وَلَيْسَ كَمَالِ قَارُونَ الَّذِي اَخَذَهُ اللهُ بِذَنْبِهِ فَخَسَفَ بِهِ وَبِدَارِهِ الْاَرْضَ؟ نَعَمْ اَخِي{وَابْتَغُوا مَاكَتَبَ اللهُ لَكُمْ(أيْ مَااَبَاحَ اللهُ لَكُمْ مِنْ مُعَاشَرَةِ زَوْجَاتِكُمْ مَعَ النِّيَّةِ الصَّالِحَةِ مَعَ الْمَرْاَةِ الصَّالِحَةِ بِالْوَلَدِ الصَّالِحِ وَالْمَالِ الصَّالِح وَهَذَا هُوَ خَيْرُ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا عَلَى حَقِيقَتِهِ وَمِنْهُ اَنْ يَرْزُقَكُمُ اللهُ الذَّرِّيَّةَ الصَّالِحَةَ؟ فَاِذَا بَلَغَتِ الْمَرْاَةُ سِنَّ الْاِيَاسِ؟ فَلَامَجَالَ لِلْوُصُولِ اِلَى الذُّرِّيَّةِ الصَّالِحَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَيُمْكِنُكَ اَخِي بِهَذَا الْجِمَاعِ وَالْاِيلَاجِ وَالْمُبَاشَرَةِ الْجِنْسِيَّةِ؟ اَنْ تَنْوِيَ بِهِ نِيَّةً صَالِحَةً اَخْرَى؟ وَهِيَ اَنْ تَعِفَّ نَفْسَكَ وَتَعِفَّ زَوْجَتَكَ عَنِ الْحَرَامِ وَالْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَالْاِسْلَامُ لَايَقْتُلُ الْغَرَائِزَ حَتَّى وَلَوْ بَلَغَتِ الْمَرْاَةُ سِنَّ الْيَاْسِ وَاِنَّمَا يُهَذّبُهَا؟ نَعَمْ اَخِي فَرْقٌ بَيْنَ قَتْلِ الْغَرِيزَةِ وَبَيْنَ مُحَاوَلَةِ تَهْذِيبِهَا بِمَا يُرْضِي الله؟ فَاللهُ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ لَكَ اَخِي عُضْوَكَ الذَّكَرِيَّ حَتَّى تَقُصَّهُ بِالشَّفْرَة؟ وَلِذَلِكَ كَانَتِ الرَّهْبَانِيَّةُ فِي دِينِنَا مُحَرَّمَة؟ أيْ اَنْ تَتَرَهَّبَ اَخِي وَتَمْتَنِعَ عَنِ الزَّوَاجِ بِحُجَّةِ اَنَّكَ تُرِيدُ التَّفَرُّغَ لِعِبَادَةِ رَبِّكَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَلَاَمْثَالِكَ؟ يَجُوزُ لَكَ اَيْضاً اَنْ تَجْعَلَ مِنَ الْعِشْرَةِ الزَّوْجِيَّةِ عِبَادَةً تَتَقَرَّبُ بِهَا اِلَى اللهِ؟ فَكَمَا اَنَّكَ اَخِي تَذْكُرُ اللهَ بِلِسَانِكَ وَقَلْبِكَ وَجَوَارِحِكَ رُكُوعاً وَسُجُوداً وَتسْبِيحاً؟ فَكَذَلِكَ اَنْتَ اَيْضاً تَذْكُرُ اللَهَ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ بِعُضْوِكَ الذَّكَرِيِّ اِذَا وَضَعْتَهُ فِي فَرْجٍ حَلَال؟ بَلْ اِنَّ النَّبِيَّ عَليه الصلاة والسلام؟ جَعَلَ وَضْعَ لُقْمَةٍ مِنَ الْحَلَالِ بِيَدِكَ فِي فَمِ امْرَاَتِكَ؟ نَوْعاً مِنَ الْعِبَادَةِ وَهِيَ الصَّدَقَة؟ بَلْ حَتَّى عِنْدَمَا تَسْتَحِمَّانِ ثُمَّ تَتَزَيَّنُ لِزَوْجَتِكَ وَتَتَزَيَّنِينَ لَهُ بِكَاِمِلِ زِينَتِكُمَا وَاَنَاقَتِكُمَا وَاَحْسَنِهَا مِنَ اللّبَاسِ وَتَسْرِيحِ الشَّعْرِ وَالرَّائِحَةِ الطَّيِّبَةِ غَيْرِ الْمُبَالَغِ فِيهَا وَالتَّحَلّي بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مِنْ زَوْجَتِكَ لِاَجْلِكَ وَالْمُغَازَلَةِ وَالْمُلَاطَفَةِ وَالْمُدَاعَبَةِ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا ثُمَّ الْمُعَاشَرَةِ لِزَوْجَتِكَ اَوْ لِزَوْجِكِ؟ فَحِينَمَا تَنْوِيَانِ بِذَلِكَ كُلّهِ وَجْهَ الله؟ فَاِنَّ ذَلِكَ يُعْتَبَرُ نَوْعاً مِنَ الْعِبَادَةِ وَلَكَ بِذَلِكَ وَلَهَا الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ عِنْدَ اللِه عَزَّ وَجَلّ{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْاَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْاَسْوَد(هَكَذَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ اَوَّلاً مِنْ دُونِ كَلِمَةِ{مِنَ الْفَجْر(نَعَمْ اَخِي{كُلُوا وَاشْرَبُوا(بِمَعْنَى اسْتَمِرُّوا فِي الْاَكْلِ وَالشُّرْبِ بِاعْتِدَالٍ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَاْكُلَ وَتَشْرَبَ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ اِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ الْكَاذِبِ؟ وَعَبَّرَ سبحانه عَنِ الْفَجْرِ بِالْخَيْطِ؟ لِاَنَّ الْفَجْرَ يَمْتَدُّ فِي الْاُفُقِ عَلَى شَكْلِ اَوْ هَيْئَةِ الْخَيْطِ فِي بِدَايَةِ طُلُوعِهِ؟ لَكِنْ هُنَاكَ فَجْرٌ كَاذِبٌ؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً فَجْرٌ صَادِق؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْفَجْرُ الْكَاذِبُ يَاْتِي قَبْلَ الْفَجْرِ الصَّادِق وَيَكُونُ لَوْنُهُ اَبْيَضَ؟ وَاَمَّا الْفَجْرُ الصَّادِقُ فَاِنَّ لَوْنَهُ يَكُونُ اَحْمَرَ وَلَيْسَ اَسْوَد؟ نَعَمْ اَخِي{حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْاَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْاَسْوَد(اَوّلاً كَانَ الْخَيْطُ الْاَسْوَدُ يَمْتَدُّ عَلَى الْاُفُقِ فِي اللَّيْلِ ثُمَّ يَنْبَثِقُ بَعْدَ ذَلِكَ الْفَجْرُ؟ نَعَمْ اَخِي وَالْمَقْصُودُ بِالْخَيْطِ الْاَسْوَدِ هُوَ اللَّيْلُ؟ وَاَمَّا الْمَقْصُودُ بِالْخَيْطِ الْاَبْيَضِ فِي الْآَيَةِ الْكَرِيمَةِ فَهُوَ الْفَجْرُ الْكَاذِبُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ اَخِي اِذَا بَقِيتَ تَاْكُلُ وَتَشْرَبُ وَتُجَامِعُ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ الصَّادِقِ بِخَيْطٍ اَحْمَرَ كَلَوْنِ الشَّمْسِ الَّتِي تُهَيِّءُ نَفْسَهَا لِلطُّلُوعِ مِنْ مَشْرِقِهَا؟ فَاِنَّ صِيَامَكَ بَاطِلٌ غَيْرُ صَحِيح؟ وَاَمَّا حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ الْكَاذِبِ بِخَيْطٍ اَبْيَضَ وَمَازِلْتَ تَاْكُلُ وَتَشْرَبُ وَتُجَامِعُ زَوْجَتَكَ؟ فَاِنَّ صِيَامَكَ صَحِيح؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَمَاذَا فَعَلَ بَعْضُ الصّحَابَة؟ اَخَذَ خَيْطَيْنِ؟ اَحَدُهُمَا اَبْيَضُ؟ وَالْآخَرُ اَسْوَد؟ وَوَضَعَهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِهِ؟ وَاَغْلَقَ نَوَافِذَ بَيْتِهِ؟ وَوَضَعَ عَلَيْهَا السَّتَائِرَ؟ وَمَازَالَ يَاْكُلُ وَيَشْرَبُ وَهُوَ يَنْظُرُ اِلَى الْخَيْطَيْنِ؟ وَلَمْ يَسْتَطِعْ اَنْ يُمَيِّزَ بَيْنَهُمَا وَلَا اَنْ يَتَبَيَّنَهُمَا بِوُضُوحٍ كَمَا اَمَرَ اللهُ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَجَاءَ وَقْتُ الضُّحَى وَهُوَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ الْمُضْحِكَة؟ فَلَمَّا عَلِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ؟ نَزَلَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى{مِنَ الْفَجْرِ(فَفَسَّرَ سُبْحَانَهُ الْخَيْطَ الْاَبْيَضَ بِالْفَجْرِ الْكَاذِبِ وَلَيْسَ بِالْخَيْطِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَسْتَعْمِلُهُ فِي الْخِيَاطَة؟ وَفَسَّرَ الْخَيْطَ الْاَسْوَدَ بِاللَّيْلِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللَّيْلَ حِينَمَا يَذْهَبُ مِنْ نِصْفِ الْكُرَةِ الْاَرْضِيَّةِ اِلَى النِّصْفِ الْآخَرِ؟ فَاِنَّهُ يَنْسَلُّ شَيْئاً فَشَيْئاً حَتَّى يُصْبِحَ كَالْخَيْطِ الرَّفِيعِ ثُمَّ يَتَلَاشَى لِيَحُلَّ مَكَانَهُ خَيْطٌ رَفِيعٌ آخَرُ مِنَ الْفَجْرِ فِي دَوْرَةٍ سَرِيعَةٍ يَوْمِيَّةٍ لِلْكُرَةِ الْاَرْضِيَّةِ حَوْلَ نَفْسِهَا وَبَطِيئَةٍ حَوْلَ الشَّمْسِ لِيُغَطّيَ بِضِيَائِهِ ثُمَّ شَمْسِهِ هَذَا النِّصْفَ مِنَ الْكُرَةِ الْاَرْضِيَّةِ شَيْئاً فَشَيْئاً؟ وَمِنْ رَحْمَةِ اللهِ اَنَّهُ لَمْ يَجْعَلْهُ يَاْتِي عَلَيْنَا دَفْعَةً وَاحِدَةً كَالْبَرْقِ الَّذِي يَكَادُ اَنْ يَخْطَفَ الْاَبْصَارَ وَيُرْهِقَهَا لِنَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِتَلَقِّيهِ مِنْ دُونِ اَنْ يُفَاجِئَنَا بِنُورِ الشَّمْسِ الشَّدِيدِ وَقُوَّةِ لَمَعَانِهَا؟ بَلْ يُسَلّطُ اللهُ عَلَى اَبْصَارِنَا اَوّلاً خَيْطاً لَطِيفاً مِنَ الْفَجْرِ؟ ثُمَّ خَيْطاً آخَرَ مِنَ الْهَبَاءِ الشَّمْسِيِّ الْمَنْثُورِ؟ ثُمَّ اَحْيَاناً خُيُوطاً اُخْرَى مِنَ الْاَلْوَانِ الْقَوْسِيَّةِ الْقُزَحِيَّةِ الْجَمِيلَةِ؟ لِنَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِتَلَقّي مَاهُوَ اَقْوَى مِنَ الْاَنْوَارِ الشَّمْسِيَّةِ الْمُحْرِقَةِ الَّتِي نَحْتَمِي مِنْهَا فِي ظِلَالٍ وَارِفَةٍ وَثِيَابٍ نَاعِمَةٍ اَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلَيْنَا؟ وَكَذَلِكَ اَنْتَ اَخِي فِي دَعْوَتِكَ اِلَى اللهِ لِغَيْرِ الْمُسْلِمِ؟ لَاتُفَاجِئْهُ بِالْحَقِيقَةِ الْمُرَّةِ مِنَ الضَّلَالِ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ وَلَاتَجْعَلْ نُورَ الْاِسْلَامِ يَدْخُلُ اِلَى قَلْبِهِ فَوْراً كَنُورِ الشَّمْسِ الْمُحْرِقَةِ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ؟ بَلْ عَلَيْكَ اَنْ تَبْدَاَ مَعَهُ مِنْ فَجْرِ الْاِسْلَامِ اِلَى ضُحَاهُ اَوّلاً؟ وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ عَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ كَدُودَةِ الْقَزِّ فِي دَعْوَتِكَ لَهُ؟ لِتُغَلّفَ هَذِهِ الْحَقِيقَةَ المُرَّةَ بِشَرْنَقَةٍ وَخُيُوطٍ مِنَ الْحَرِيرِ الطَّبِيعِيِّ كَمَا يُغَلّفُ الصَّيْدَلِيُّ الدَّوَاءَ الْمُرَّ بِبَرْشَامَةٍ لِيَتَقَبَّلَهَا مَرِيضُ الْجَسَدِ فِي جَسَدِهِ؟ وَكَذَلِكَ اَنْتَ اَخِي ليَتَقَبَّلَهَا مَرِيضُ الْعَقِيدَةِ وَالْكُفْرِ وَالنِّفَاقِ فِي قَلْبِهِ وَعَقْلِهِ؟ اِلَّا اِذَا لَمْ يَعُدْ اَمَامَهُ مُتَّسَعٌ مِنَ الْوَقْتِ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُبَيِّنَ لَهُ الْحَقِيقَةَ الْمُرَّةَ فَوْراً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ حِينَمَا يَدُورُ حَوْلَ الشَّمْسِ؟ فَاِنَّهُ فِي بِدَايَتِهِ يَسْتَمِدُّ نُورَهُ مِنْهَا بِخَيْطٍ رَفِيعٍ يَكْبُرُ شَيْئاً فَشَيْئاً حَتَّى يُغَطّيَ مَسَاحَةَ الْقَمَرِ؟ ثُمَّ يَصْغُرُ شَيْئاً فَشَيْئاً لِيَعُودَ خَيْطاً رَفِيعاً؟ ثُمَّ يَتَلاَشَى لِيَعُودَ مِنْ جَدِيدٍ عَلَى نَفْسِ الْمِنْوَالِ اِلَى دَوْرَتِهِ حَوْلَ نَفْسِهِ وَحَوْلَ الْاَرْضِ وَحَوْلَ الشَّمْس؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَمَاذَا قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِلصَّحَابِيِّ ذِي الْخَيْطَيْنِ الْاَسْوَدِ وَالْاَبْيَض؟ قَالَ لَهُ[اِنَّكُ عَرِيضُ الْقَفَا(بِمَعْنَى اَنَّ تَفْكِيرَكَ ضَئِيل؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ لَاتُعْمِلُ عَقْلَكَ وَلَاتَتَدَبَّرُ الْقُرْآنَ وَلَاتَفْهَمُهُ جَيِّداً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا لَيْسَ الْخَيْطَيْنِ الْحَقِيقِيَّيْنِ؟ وَاِنَّمَا هُمَا رَمْزٌ مَجَازِيٌّ لِلْفَجْرِ وَاللَّيْل؟ نَعَمْ اَخِي وَهَذَا مِنْ اَكْبَرِ الْاَدِلَّةِ عَلَى اَنَّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ تَحْتَوِي عَلَى الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَجُوزُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اسْتِعْمَالُ لَفْظَةِ الْخَيْطِ مَجَازاً لِاِطْلَاقِهَا عَلَى اللَّيْلِ بِلَوْنِهِ الْاَسْوَدِ وَعَلَى الْفَجْرِ الْكَاذِبِ بِلَوْنِهِ الْاَبْيَضِ وَعَلَى الْفَجْرِ الصَّادِقِ بِلَوْنِهِ الْاَحْمَر؟ كَمَا اَنَّهُ يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهَا حَقِيقَةً لِاِطْلَاقِهَا عَلَى الْخَيْطِ الْمَعْرُوفِ الَّذِي نَخِيطُ بِهِ ثِيَابَنَا؟ وَاَمَّا فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ؟ فَلَيْسَ الْمَقْصُودُ بِهَا حَقِيقَةَ الْخَيْطِ الْمَعْرُوفِ بِاَلْوَانِهِ مَهْمَا اخْتَلَفَتْ؟ وَاِنَّمَا الْمَقْصُودُ بِهَا الْمَجَازُ وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ وَخَاصَّةً مَايُسَمَّى بِالْمَجَازِ بِالْحَذْف؟ فَمَثَلاً حِينَمَا يَقُولُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ عَلَى لِسَانِ اِخْوَةِ يُوسُف{وَاسْاَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا؟ وَالْعِيرَ الَّتِي اَقْبَلْنَا فِيهَا؟ وَاِنَّا لَصَادِقُون(بِمَعْنَى اَنَّ اِخْوَةَ يُوسُفَ يَقُولُونَ لِيَعْقُوبَ عَلَيْهِمَا السَّلَام{وَاسْاَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا(وَهِيَ مِصْرُ؟ وَالْقَرْيَةُ عِبَارَةٌ عَن بُيُوت؟ لَكِنْ هَلْ يَسْاَلُ الْبُيُوتَ؟ اَمْ يَسْاَلُ اَصْحَابَهَا وَهُمْ اَهْلَ الْقَرْيَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ بَلْ يَسْاَلُ اَصْحَابَ الْقَرْيَة{وَالْعِيرَ(وَالْعِيرُ فِي حَقِيقَتِهَا هِيَ الْبَعِير وَهِيَ الْجِمَالُ المُحَمَّلَةُ بِالْمَؤُونَةِ كَاَنْ تَحْمِلَ اَخِي عَلَى جَمَلٍ مَا قَمْحاً اَوْ شَعِيراً اَوْ مَؤُونَةً فَهَذَا الْجَمَلُ يُسَمَّى عِيراً اَوْ بَعِيراً؟ نَعَمْ اَخِي{وَاسْاَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِير(وَالْقَرْيَةُ بِحَدِّ ذَاتِهَا لَاتُسْاَلُ؟ وَالْعِيرُ كَذَلِكَ لَاتُسْاَل؟ وَاِنَّمَا مَنِ الَّذِي يُسْاَل؟ اِنَّهُمْ اَصْحَابُهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْقُرْآنَ اِذَا اَرَادَ اَنْ يَتَكَلَّمَ مِنْ دُونِ مَجَازٍ وَلَا اِيجَازٍ بِالْحَذْفِ؟ فَاِنَّهُ يَقُول{وَاسْاَلْ اَصْحَابَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كُنَّا فِيهَا؟ وَاسْاَلْ اَيْضاً اَصْحَابَ الْعِيرِ الَّتِي اَقْبَلْنَا فِيهَا؟ وَاِنَّا لَصَادِقُون{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْاَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْاَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر(نَعَمْ اَخِي؟ بَدَاَ صَوْمُكَ بِطُلُوعِ الْفَجْرِ الصَّادِقِ؟ وَيَمْتَدُّ اِلَى مَتَى؟ اِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ{ثُمَّ اَتِمُّوا الصِّيَامَ اِلَى اللَّيْل(وَاللَّيْلُ اَخِي لَوْ لَمْ تُبَيِّنْهُ السُّنَّة؟ لَكَانَ وَجَبَ عَلَيْنَا اَنْ نَبْقَى صَائِمِينَ حَتَّى وَقْتِ الْعِشَاءِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللَّيْلَ فِي عُرْفِ النَّاسِ اَنَّهُمُ اعْتَادُوا اَنَّهُ لَايَدْخُلُ وَلَايَبْدَاُ اِلَّا فِي وَقْتِ الْعِشَاء؟ لَكِنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَيَّنَهُ بِسُنَّتِهِ الْفِعْلِيَّةِ بِفِعْلِهِ وَالْقَوْلِيَّةِ بِقَوْلِهِ؟ فَكَانَ يُفْطِرُ اِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ عِنْدَ اَذَانِ الْمَغْرِبِ؟ وَكَانَ يَقُول[اِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ؟ اَفْطَرَ الصَّائِمُ اَكَلَ اَوْ لَمْ يَاْكُلْ(اِيَّاكَ اَنْ تَظُنَّ اَخِي اَنَّكَ اِذَا تَاَخَّرْتَ عَمْداً فِي اِفْطَارِكَ اِلَى اَذَانِ الْعِشَاءِ اَنَّكَ بِذَلِكَ تَنَالُ الْاَجْرَ عِنْدَ الله؟ بَلْ بِمُجَرَّدِ اَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عِنْدَ اَذَانِ الْمَغْرِبِ؟ فَاِنَّكَ تُعْتَبَرُ قَدْ اَفْطَرْتَ اَكَلْتَ اَمْ لَمْ تَاْكُلْ؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ الله[وَلَاتَزَالُ اُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا اَخَّرُوا السُّحُورَ وَعَجَّلُوا الْفُطُور(لِاَنَّ الْاِسْلَامَ يُرِيدُ بِنَا الْيُسْرَ؟ فَلَانُكَلّفُ اَنْفُسَنَا فَوْقَ مَاطُلِبَ مِنَّا{وَلَاتُبَاشِرُوهُنَّ وَاَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد(نَعَمْ اَخِي وَمَازِلْنَا نَشْرَحُ آيَاتِ الصَّوْم؟ وَقَدْ مَرَّ مَعَنَا اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَمَحَ لِلصَّائِمِ اَنْ يُجَامِعَ زَوْجَتَهُ فِي لَيَالِي رَمَضَانَ اِلَّا اِذَا كَانَ مُعْتَكِفاً كَمَا تَقُولُ هَذِهِ الْآيَة؟ فَيَحْرُمُ عَلَيْهِ اَنْ يُبَاشِرَهَا اَو يُجَامِعَهَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ لَيْلاً وَنَهَاراً حَتَّى يَنْتَهِيَ مِنِ اعْتِكَافِه؟وَلَمْ يَسْمَحْ سُبْحَانَهُ بِهَذَا النَّوْعِ مِنَ الرَّهْبَانِيَّةِ الْمُؤَقَّتَةِ اِلَّا فِي حَالَةِ الِاعْتِكَافِ فِي رَمَضَانَ وَفِي غَيْرِ رَمَضَان؟ فَلَوْ نَذَرَ اِنْسَانٌ اَنْ يَعْتَكِفَ؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يُوَفّيَ بِنَذْرِهِ؟ وَيُصْبِحُ الِاعْتِكَافُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ النَّذْرِ وَاجِباً عَلَيْهِ؟ وَاَمَّا فِيمَا عَدَا ذَلِكَ؟ فَهُوَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ فِي جَمِيعِ اَيَّامِ السَّنَةِ الَّتِي يُمْكِنُ اَنْ يَعْتَكِفَ فِيهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ الِاعْتِكَافُ بِحَقّكَ وَاجِباً اَوْ سُنَّةً مُؤَكَّدَةً؟ فَاِنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْكَ الْمُبَاشَرَةَ فِي اللَّيْلِ اَوِ النَّهَارِ بِدَلِيل{وَلَاتُبَاشِرُوهُنَّ وَاَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد(نَعَمَ اَخِي وَالِاعْتِكَافُ فِي الْاَصْلِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ تَكُونُ فِي الْعُمُرِ مَرَّة؟ ثُمَّ مَاعَدَا ذَلِكَ فَاِنَّهُ يَكُونُ مُسْتَحَبّاً؟ وَهَذِهِ السُّنَّةُ مِنَ الِاعْتِكَافِ مَعَ الْاَسَف؟ فَاِنَّنَا اَهْمَلْنَاهَا؟ وَلَا يَقُومُ بِهَا فِي اَيَّامِنَا اِلَّا الْقَلِيل؟ وَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ كَانَ فِي اَوَّلِ عَهْدِهِ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْاَوَاسِطَ مِنْ 11 اِلَى 21 مِنْ اَيَّامِ رَمَضَان وَلَيَالِيه؟ فَلَمَّا اَخْبَرَهُ جِبْرِيلُ اَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَان؟ اِعْتَكَفَ الْعَشْرَ الْاَوَاخِرَ عَلَيْهِ وَعَلَى اَخِيهِ جِبْرِيلُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِمَاذَا؟ حَتَّى يُصَادِفَ اعْتِكَافُهُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ الَّتِي اُنْزِلَ فِيهَا الْقُرْآنُ{هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان{اِنَّا اَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر{اِنَّا اَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة(نَعَمْ اَخِي؟ اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ غَيَّرَ زَمَانَ الِاعْتِكَافِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَحْصَلَ عَلَى الْفَضِيلَتَيْنِ مَعاً؟ وَهُمَا فَضِيلَةُ الِاعْتِكَافِ؟ وَفَضِيلَةُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ وَحِينَمَا اُلْهِمَ اَنَّهُ سَيَنْتَقِلُ اِلَى جِوَارِ رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حِينَمَا دَارَسَهُ جِبْرِيلُ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْن؟ وَقَدْ جَرَتِ الْعَادَةُ اَنَّهُ يُدَارِسُهُ اِيَّاهُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي كُلِّ سَنَة؟ فَلَمَّا دَارَسَهُ الْقُرْآَنَ مَرَّتَيْنِ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَوْجِهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا[اَشْعُرُ اَنَّ اَجَلِي قَدِ اقْتَرَبَ بِالدَّلِيلِ وَالْقَرِينَةِ وَهِيَ مَادَارَسَنِي جِبْرِيلُ مَرَّتَيْنِ عَلَى غَيْرِ عَادَتِه؟ وَلِذَلِكَ اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ الْعَشْرَ الْاَوَاسِطَ مَعَ الْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ فِي السَّنَةِ الْاَخِيرَةِ مِنْ عُمْرِهِ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالِاعْتِكَافُ كَمَا ذَكَرْتُ لَكَ قَدْ يَكُونُ سُنَّة؟ كَاعْتِكَافِكَ لِلْعَشْرِ الْاَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ مَثَلاً؟ وَقَدْ يَكُونُ الِاعْتِكَافُ وَاجِباً اِذَا نَذَرْتَهُ؟ فَاِذَا نَذَرْتَ اَنْ تَعْتَكِفَ؟ صَارَ الِاعْتِكَافُ بِالنِّسْبَةِ اِلَيْكَ وَاجِباً مِنَ الْوَاجِبَاتِ كَاَيِّ نَذْرٍ مِنَ النُّذُورِ اِذَا كَانَ فِيهِ طَاعَةٌ لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَاِنَّهُ يَكُونُ وَاجِباً اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي{لَاتُبَاشِرُوهُنَّ وَاَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد(أيْ لَاتُبَاشِرُوهُنَّ فِي حَالِ اعْتِكَافِكُمْ فِي الْمَسْجدِ؟ نَعَمْ اُخْتِي وَكَذَلِكَ الْمَرْاَةُ؟ لَايَجُوزُ لَهَا اَنْ تَتَجَاوَبَ بِاَيِّ تَحْرِيضٍ جِنْسِيٍّ مَعَ زَوْجِهَا فِي حَالِ اعْتِكَافِهَا؟ وَاَمَّا الْمَكَانُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهَا شَرْعاً اَنْ تَعْتَكِفَ فِيهِ؟ فَهُوَ مَسْجِدُ بَيْتِهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا تُخَصِّصُ لَهَا غُرْفَةً وَتَعْتَكِفُ فِيهَا؟ وَاَمَّا الرَّجُلُ؟ فَاِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ شَرْعاً فِي حَالِ نَوَى الِاعْتِكَافَ؟ اَنْ يَعْتَكِفَ فِي الْمَسْجِدِ؟ وَالْاَفْضَلُ لَهُ اَنْ يَعْتَكِفَ فِي الْجَامِعِ الَّذِي تُقَامُ فِيهِ صَلَاةُ الْجُمُعَةِ لِمَاذَا؟ حَتَّى لَايُضْطّرَّ اِلَى الْخُرُوجِ عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ الَّذِي لَاتُقَامُ فِيهِ هَذِهِ الصَّلَاة؟ لَكِنْ لَوِ اعْتَكَفَ فِي مَسْجِدٍ اَوْ فِي زَاوِيَةٍ لَاتُقَامُ فِيهَا صَلَاةُ الْجُمُعَةِ؟ فَاِنَّهُ يَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ شَرْعاً؟ لَكِنْ اِذَا جَاءَ وَقْتُ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ؟ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَخْرُجَ وَتُصَلّيَ الْجُمُعَةَ فِي اَقْرَبِ جَامِعٍ اِلَى مَكَانِ اعْتِكَافِكَ؟ وَاَنْ تَعُودَ فَوْراً مُسْرِعاً اِلَى مَكَانِ اعْتِكَافِكَ بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنْ فَرِيضَةِ خُطْبَتَيْ وَصَلَاةِ الْجُمُعَة{تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا(نَعَمْ اَخِي؟ هُنَا لَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ{فَلَا تَعْتَدُوهَا(وَاِنَّمَا قَال{فَلَا تَقْرَبُوهَا(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشَّيْءَ الْمُحَرَّمَ يَحْرُمُ بِذَاتِهِ؟ بَلْ يَحْرُمُ اَيْضاً مُجَرَّدُ الِاقْتِرَابِ مِنْهُ؟ فَحِينَمَا حَرَّمَ اللهُ تَعَالَى عَلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ اَنْ يَاْكُلَا مِنَ الشَّجَرَةِ؟ لَمْ يَقُلْ لَهُمَا لَاتَاْكُلَا مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَة؟ وَاِنَّمَا قَال{وَلَاتَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقُرْبَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ؟ يُشَجِّعُكَ اَخِي عَلَى اقْتِرَافِهَا؟ وَكَذَلِكَ الشَّيْطَانُ؟ يُزَيِّنُ لَكَ فِي حَالِ قُرْبِكَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ اَنْ تَقْتَرِفَهَا؟ وَلِذَلِكَ لَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَقْتَرِبَ مِنَ السُّكَارَى وَالْمُقَامِرِينَ الَّذِينَ يَشْرَبوُنَ الْخَمْرَ عَلَى الطَّاوِلَةِ لِتُجَالِسَهُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشَّرْعَ الْاِسْلَامِيَّ يَاْمُرُ بِالْوِقَايَةِ مِنَ الْمَعْصِيَةِ؟ لِاَنَّهَا كَالْجُرْثُومَةِ الضَّارَّةِ الَّتِي يُمْكِنُ اَنْ تَنْتَقِلَ عَدْوَاهَا اِلَيْكَ وَلَوْ عَنْ بُعْدٍ؟ وَلَوْ عَنْ طَرِيقِ التَّلَوُّثِ الْهَوَائِيِّ اَوِ الْمَائِيِّ اَوِ الْحَيَوَانِيِّ اَوِ النَّبَاتِيِّ اَوِ الْكِيمَاوِيّ؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ هُنَاكَ مِنَ الْجَرَاثِيمِ النَّافِعَةِ لِلْاِنْسَان؟ وَاَمَّا الْجَرَاثِيمُ الضَّارَّةُ؟ فَهِيَ الَّتِي تَفْتِكُ بِصِحَّتِهِ وَعَافِيَتِه؟ فَحِينَمَا تَقْتَرِبُ مِنَ الْمَعْصِيَةِ يَااَخِي؟ فَكَاَنَّكَ تَقْتَرِبُ مِنْ جُرْثُومَةِ الْمَرَضِ الْمُعْدِي؟ فَتُعَرِّضُ نَفْسَكَ بِذَلِكَ لِلتَّهْلُكَة؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي اِذَا اقْتَرَبْتَ مِنْهُمْ وَخَاصَّةً اِذَا كَانُوا يَخُوضُونَ فِي آيَاتِ اللهِ تَعَالَى بِغَيْرِ حُجَّةٍ اَوْ عِلْمٍ اَوْ سُلْطَانٍ اَتَاهُمْ بَلْ يَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالَايَعْلَمُون؟ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْفُرُ بِهَا وَيَسْتَهْزِىءُ بِهَا وَالْعَيَاذُ بِالله{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ اَنْ اِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَاُ بِهَا؟ فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ؟ اِنَّكُمْ اِذاً مِثْلُهُمْ؟ اِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعَا(فَاِذَا خَاضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ فَاَمَرُوا بَعْضَهُمْ بَعْضاً بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا بَعْضَهُمْ بَعْضاً عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا؟ فَهَؤُلَاءِ السُّكَارَى وَالْمُقَامِرُونَ يُحِبُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ بِخَيْطٍ رَفِيعٍ مِنَ الْاِيمَانِ؟ وَلَكِنَّهُ قَوِيٌّ كَقُوَّةِ الْخَيْطِ الَّذِي يَصْطَادُونَ بِهِ السَّمَك؟ فَهَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ اِلَى مَنْ يَقْعُدُ مَعَهُمْ وَيُضِيءُ لَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاء{بِمَعْنَى اَنْ يَخْلُطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَهُوَ اِدْخَالُ السَّرَّاءِ وَجَبْرِ الْخَوَاطِرِ عَلَى الضَّرَّاءِ الَّتِي لَحِقَتْ بِالشَّعْبِ السُّورِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْمَنْكُوبِين {وَآخَرَ سَيِّئاً(وَهُوَ مَاتَفْعلَونَهُ اَيُّهَا السُّكَارَى وَالْمُقَامِرُونَ مِنْ اِدْخَالِ السَّرَّاءِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْخَادِعَةِ عَلَى الضَّرَّاءِ الَّتِي لَحِقَتْ بِاَجْسَادِكُمْ وَعُقُولِكُمْ وَاَرْوَاحِكُمْ مِنْ تَعَاطِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِين{وَعَسَى اَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ؟ وَاللهُ يَعْلَمُ وَاَنْتُمْ لَاتَعْلَمُون{فَهَذَا الْخَلِيطُ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ وَالسَّيِّءِ مَعاً؟ هُوَ تُرْيَاقٌ شَافِي بِاِذْنِ اللهِ لِهَؤُلَاءِ الْمُدْمِنِينَ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْمُخَدِّرَاتِ وَالتَّدْخِينِ بِشَرْط؟ اَنْ يُدَرِّبُوا اَنْفُسَهُمْ اَيْضاً بِالتَّعَاوُنِ مَعَ مَنْ يُجَالِسُهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ؟ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ؟ وَاللُهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين؟ وَالَّذِينَ اِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً اَوْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ؟ ذَكَرُوا اللهَ؟ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ؟ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ اِلَّا اللهُ؟ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَافَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُون(فَهَؤُلَاءِ لَمْ يَعْمَلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةِ؟ وَاِنَّمَا فَعَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ؟ وَمَعَ ذَلِكَ وَضَعَ عَلَيْهِمْ سُبْحَانَهُ هَذَا الشَّرْطَ لِيَغْفِرَ لَهُمْ؟ وَهُوَ عَدَمُ اِصْرَارِهِمْ عَلَى مَافَعَلُوهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْآثَامِ وَالْفَوَاحِشِ؟ وَاَمَّا الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ؟ فَهُوَ عَدَمُ اِصْرَارِهِمْ اَيْضاً عَلَى جَهْلِهِمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالتَّفَقُّهِ فِي دِينِ اللهِ؟ فَهَؤُلَاءِ ذَنْبُهُمْ اَكْبَرُ مِنْ اُولَئِكَ؟ وَلَاذَنْبَ اَعْظَمُ مِنْ ذَنْبِ الْجَهْلِ اَبَداً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ وَضَعَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْجَاهِلِينَ الَّذِينَ يَكْرَهُونَ التَّفَقُّهَ فِي الدِّينِ شَرْطاً آخَرَ؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيب(اُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنِّي رَاَيْتُ اُنَاساً عِنْدَنَا فِي حَدِيقَةِ الْبَاسِلِ فِي طَرْطُوسَ؟ لَايَكَلُّونَ وَلَايَمَلُّونَ مِنْ قِرَاءَةِ جَرِيدَةٍ بِاَكْمَلِهَا فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ كَجَرِيدَةِ الثَّوْرَةِ اَوِ الْبَعْثِ اَوْ تِشْرِينَ وَاَخْبَارِ الْمَشَاهِيرِ وَالْفَنَّانِينَ وَالرِّيَاضِيِّينَ؟ وَاَمَّا اِذَا اَطَالَ خَطِيبُ الْجُمُعَةِ فِي خُطْبَتِهِ وَتَجَاوَزَ نِصْفَ السَّاعَةِ الْمَعْهُودَةِ؟ اَوْ اَطَلْتُ فِي مُشَارَكَتِي؟ فَيَاغَارَةَ الله؟ فَهَلْ نَحْنُ حَقّاً مِنْ اُمَّةِ اِقْرَاْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَمْ اَنَّنَا مِنْ اَوْقَحِ الْاُمَمِ جُرْاَةً عَلَى اللهِ وَعَلَى عُلَمَائِهِ وَرَثَةِ اَنْبِيَائِهِ؟ وَاَمَّا اُولَئِكَ؟ فَلَوْ حَضَرَ الْمَوْتُ اِلَيْهِمْ وَهُمْ يَفْعَلُونَ الْفَاحِشَةَ؟ ثُمَّ اَدْرَكُوا اَنْفُسَهُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ وَعَدَمِ الْاِصْرَارِ{فَاُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ؟ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَارُ؟ وَنِعْمَ اَجْرُ الْعَامِلِين(فَمَاذَا تُرِيدُونَ اَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ اَيُّهَا السُّكَارَى وَالْمُقَامِرُون{بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَار(بَلْ اِنَّ اللهَ يَرْضَى اَنْ تَخْلِطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً بِشَرْط؟ اَنْ تَعْتَرِفُوا بِذُنُوبِكُمْ اَمَامَ اللهِ وَحْدَهُ؟ وَلَاتُكَابِرُوا؟ وَلَاتُعَانِدُوا؟ وَلَاتُصِرُّوا عَلَيْهَا؟ وَاَنْ تَسْتَغْفِرُوا مِنْهَا كُلَّمَا اقْتَرَفْتُمُوهَا؟ فَاِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ وَعُدْتُّمْ اِلَى الِاسْتِغْفَارِ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ كُلَّمَا اقْتَرَفْتُمُوهَا؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكُمْ غَيْرُ مُصِرِّينَ عَلَيْهَا؟ وَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكُمْ مُصِرُّونَ عَلَى التَّوْبَةِ النَّصُوحِ مَهْمَا بَاءَتْ مُحَاوَلَاتُكُمْ بِالْفَشَلِ فِي هَذِهِ التَّوْبَةِ؟ وَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّكُمْ تَتَّقُونَ غَضَبَ اللهِ وَلَوْ لَمْ تُقْلِعُوا عَنْهَا؟ فَاَبْشِرُوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً(اِلَى الْاِقْلَاعِ عَنْهَا نِهَائِيّاً وَلَوْ قَلَعَ سُبْحَانَهُ اَرْوَاحَكُمْ مِنْ اَجْسَادِكُمْ؟ فَسَيَقْلَعُهَا وَهُوَ رَاضٍ عَنْكُمْ؟ بِسَبَبِ عَدَمِ انْقِطَاعِكُمْ عَنِ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَالْحُزْنِ وَالنَّدَمِ وَالْبُكَاءِ وَمُدَاوَمَتِكُمْ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً مَهْمَا فَعَلْتُمْ مِنَ الذُّنُوب؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا(أيْ لَاتَقْرَبُوا خُطُوطَهَا الْحَمْرَاء{كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون(وَهَكَذَا بَدَاَ اللهُ آيَاتِ الصَّوْمِ؟ وَهَكَذَا قَارَبَ عَلَى خَتْمِهَا بِقَوْلِهِ{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون{لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون(لَعَلَّهُمْ يَرْتَدِعُونَ عَمَّا حَرَّمَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَيُنَفّذُونَ اَوَامِرَ هَذِهِ الْآيَاتِ؟ وَلَايَقْرَبُوا وَلَايَتَخَطَّوْا حُدُودَهَا وَخُطُوطَهَا الْحَمْرَاء؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَبَعْدَ هَذِهِ الْآيَاتِ فَوْراً؟ يَاْتِي قَوْلُهُ تَعَالَى{وَلَاتَاْكُلُوا اَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ[مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ(لِيُسَاعِدَ الظَّالِمِينَ عَلَى اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ[فَلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ فِي اَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَه(لِمَاذَا ؟لِاَنَّ الصَّوْمَ فِيهِ امْتِنَاعٌ عَنِ الْمُفْطِرَاتِ؟ فَاِذَا امْتَنَعْتَ عَنِ الْمُفْطِرَاتِ الَّتِي هِيَ فِي الْاَصْلِ حَلَالٌ وَهِي الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَالْجِمَاع اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ؟ فَهَذِهِ فِي الْاَصْلِ حَلَال؟ وَاِنَّمَا حُرِّمَتْ فِي حَالَةِ الصَّوْمِ النَّهَارِيّ؟ وَاَمَّا اَكْلُ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ فَهُوَ حَرَامٌ فِي النَّهَارِ؟ وَفِي اللَّيْلِ اَيْضاً؟ بَلْ فِي رَمَضَانَ؟ وَفِي غَيْرِ رَمَضَان؟ بَلْ فِي كُلِّ وَقْتٍ مِنَ الْاَوْقَاتِ؟ فِي حَالَةِ الصِّيَامِ؟ وَفِي حَالَةِ الْاِفْطَار؟ اِلَّا اَنَّهُ فِي حَالَةِ الصِّيَامِ يَكُونُ اَشَدَّ وَاَعْظَمَ ذَنْباً وَاِثْماً؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنْ آيَاتِ الصَّوْمِ مُبَاشَرَةً؟ لِيَصُومَ النَّاسُ اَيْضاً وَيَمْتَنِعُوا عَنْ اَكْلِ اَمْوَالِهِمْ بِالْبَاطِل{وَلَاتَاْكُلُوا اَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل(وَكَلِمَة بِالْبَاطِلِ مَعْنَاهَا كُلُّ طَرِيقٍ غَيْرُ مَشْرُوعٍ فَهُوَ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ لِاَنَّهُ يُسَمَّى بَاطِلاً؟ فَالرِّبْحُ الَّذِي يَاْتِي عَنْ طَرِيقِ الْغِشِّ وَالِاحْتِكَارِ طَمَعاً بِالرِّبْحِ وَالسَّرِقَةِ وَالرِّشْوَةِ وَالرِّبَا وَالتِّجَارَةِ بِالْخَمْرِ وَالْمُحَرَّمَاتِ وَاللَّعِبِ بِالْقِمَار وَكُلِّ مَاحَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى؟ هُوَ اَكْلٌ لِاَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَاعْتِدَاءٌ عَلَيْهَا بِالْبَاطِل{اِلَّا اَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ(نَعَمْ اَخِي؟ وَمِنْ اَشَدِّ اَنْوَاعِ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ عِنْدَ اللهِ؟ اَنْ تَتَقَرَّبَ اِلَى الْحُكَّامِ الَّذِينَ لَايَحْكُمُونَ بِالْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ وَهُمْ قُضَاةُ السُّوءِ لِتَدْفَعَ لَهُمْ وَلِشُهُودِ زُورِهِمُ الرِّشْوَةَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَرْبَحَ الدَّعْوَى الَّتِي رَفَعْتَهَا ضِدَّ خَصْمِكَ؟ فَهَذَا مِنْ اَقْوَى الْاَكْلِ لِاَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَاَشَدِّهِ اِجْرَاماً وَاِثْماً وَذَنْباً عِنْدَ الله بِدَلِيلِ هَذِهِ الْآيَة{وَلَاتَاْكُلُوا اَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا اِلَى الْحُكَّامِ(مِمَّنْ هُمْ{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ اَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ(وَهُوَ الْمَالُ الْحَرَامُ مِنَ الرِّشْوَةِ{الَّتِي تَتَقَرَّبُونَ بِهَا مِنْ اَجْلِ اِرْضَاءِ الْحُكَّامِ وَهُمْ قُضَاةُ السُّوءِ{لِتَاْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْاِثْمِ وَاَنْتُمْ تَعْلَمُون(يَالَهَا مِنْ جَرِيمَةٍ كُبْرَى لَامَثِيلَ لَهَا حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ تَتَعَلَّقُ بِفَرِيقٍ مِنْ اَمْوَالِ النَّاسِ أيْ بِبَعْضِ اَمْوَالِ النَّاسِ بَلْ بِذَرَّةٍ مِنْ اَمْوَالِ النَّاس{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ(فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمَنْ يَاْكُلُ الْمَلَايِينَ وَالْمَلَايِينَ مِنْ كُلِّ فَرِيقٍ مِنْ اَمْوَالِ النَّاس؟ مِنْ فَرِيقِ الْيَتَامَى؟ وَمِنْ فَرِيقِ الْاَرَامِلِ؟ وَمِنْ فَرِيقِ الْمَسَاكِينِ؟ وَمِنْ فَرِيقِ الْاَغْنِيَاءِ؟ وَمِنْ فَرِيقِ الْفُقَرَاءِ؟ وَمِنْ فَرِيقِ الْبَرَازِيلِ وَاَلْمَانْيَا وَالْاُرْجَنْتِينِ وَهُولَنْدَا وَبَرْشَلُونَة وَرِيَالْ مَدْرِيدْ وَمَانْشِسْتَرْ يُونَايْتِدْ وَالْمُرَاهَنَاتِ الَّتِي تَجْرِي مِنْ اَجْلِ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً وَبِمَبَالِغَ كَبِيرَة يَحْرِمُونَ مِنهَا الْفُقَرَاءَ وَالْيَتَامَى وَيَتْرُكُونَ النَّاسَ يَنْزِفُونَ حَتَّى الْمَوْتِ دُونَ اَنْ يُسْعِفُوهُمْ بِلَيْرَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الْاَمْوَال؟ اَلَمْ اَقُلْ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ جَهَنَّمَ تَحْتَاجُ حَاجَةً مَاسَّةً اِلَى اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ لِيَكُونُوا وَقُوداً لَهَا؟ بَلْ لَوْ اَمْكَنَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ اَنْ يَاْكُلَ جَمِيعَ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ مَاقَصَّرَ وَمَاتَاَخَّرَ لَحْظَةً وَاحِدَة؟ وَيَالَهَا مِنْ لَعْنَةٍ كُبْرَى لَامَثِيلَ لَهَا حِينَمَا تَاْكُلُ اَخِي اَمْوَالَ اَخِيكَ بِالْبَاطِلِ؟ وَحِينَمَا تَعْتَدِي عَلَى مَالِ اَخِيكَ بِالْبَاطِلِ وَلَوْ كَانَ شَيْئاً يَسِيراً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ؟ فَقَدْ اَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ؟ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّة(وَكَلِمَةُ بِيَمِينِهِ تَحْتَمِلُ بِمَعْنَاهَا اَنَّكَ اَخِي رُبَّمَا اَضَفْتَ اِلَى اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ يَمِينَكَ الْغَمُوسَ الدَّاعِمَةَ لِهَذَا الْبَاطِل اَوْ[بِيَمِينِهِ(بِمَعْنَى بِقُوَّتِكَ اَخِي اَكَلْتَ مَالَ اَخِيكَ بِالْبَاطِلِ رَغْماً عَنْهُ؟ لِاَنَّ الْيَمِينَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ تُطْلَقُ عَلَى الْقُوَّةِ بِدَلِيل{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْاَقَاوِيل لَاَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِين(أيْ بِقُوَّتِنَا؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي رُبَّمَا تَاْكُلُ مَالَ اَخِيكَ بِقُوَّةِ سُلْطَانِكَ وَجَاهِكَ وَطُغْيَانِكَ؟ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ[فَقَدْ اَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ(ابْتِدَاءً؟ اِلَّا اِذَا كَانَ مِنْ اَصْحَابِ النَّارِ الْاَبَدِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَاتَفْهَمْ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ اَنَّهُ يَجُوزُ لَكَ اَنْ تَعْتَدِيَ عَلَى اَمْوَالِ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ؟ لِاَنَّكَ لَابُدَّ اَنْ تَاْخُذَ الْاَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ مِنْ مَجْمُوعَةِ نُصُوصٍ قُرْآنِيَّةٍ وَاَحَادِيثَ نَبَوِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنْ حَدِيثٍ وَاحِدٍ فَحَسْبُ؟ وَهُنَاكَ اَحَادِيثُ اُخْرَى تَتَحَدَّثُ عَنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ بِقَوْلِهَا[لَهُمْ مَالَنَا وَعَلَيْهِمْ مَاعَلَيْنَا[مَنِ اعْتَدَى عَلَى حَقِّ مُعَاهَدٍ(مُوَاطِنٍ غَيْرِ مُسْلِمٍ [فَاَخَذَ مِنْهُ شَيْئاً ظُلْماً مِنْ غَيْرِ طِيبِ نَفْسِهِ وَمِنْ دُونِ رِضَاهُ اَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ؟ فَاَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة(بِمَعْنَى اَنَّ رَسُولَ اللهِ سَيُنَصِّبُ نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَامِياً مُدَافِعاً عَنْ هَذَا الْاِنْسَانِ غَيْرِ الْمُسْلِمِ ضِدَّ الْمُسْلِمِ الَّذِي اَكَلَ حَقَّهُ وَظَلَمَهُ وَاعْتَدَى عَلَيْهِ بِغَيْرِ حَقٍّ؟ فَقَالَ رَجُلٌ يَارَسُولَ الله؟ وَلَوْ كَانَ شَيْئاً يَسِيراً؟ فَقَالَ وَلَوْ كَانَ عُودَ اَرَاك؟ وَالْاَرَاكُ هُوَ الْمِسْوَاكُ الْمَعْرُوف؟ بِمَعْنَى لَوْ كَانَ هَذَا الْحَقُّ يُسَاوِي مِسْوَاكَ مُسْلِمٍ اَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ؟ فَاِنَّ الَّذِي اعْتَدَى عَلَيْهِ لَايَدْخُلُ الْجَنَّةَ حَتَّى يُعَذَّبَ وَيُحْرَقَ وَيُعَاقَبَ عَلَى الصَّغِيرَةِ وَالْكَبِيرَةِ مِنْ هَذِهِ الْحُقُوقِ وَالْاَمْوَالِ الَّتِي اعْتَدَى عَلَيْهَا وَاَكَلَهَا بِالْبَاطِل[مَنِ اقْتَطَعَ شِبْراً مِنْ اَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُ؟ طُوِّقَ بِهِ مِنْ سَبْعِ اَرَضِين(بِمَعْنَى اَنَّ الْاَرْضَ الَّتِي نَعِيشُ عَلَيْهَا تَتَكَوَّنُ مِنْ سَبْعِ طَبَقَات؟ فَحِينَمَا تَمْلِكُ مَسَاحَةً مَا اَخِي مِنْ وَجْهِ الْاَرْضِ؟ فَاِنَّكَ تَمْلِكُ شَرْعاً اَيْضاً مَاتَحْتَهَا مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَاتِ السَّبْعِ بِدَلِيلِ هَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيح؟ فَاِذَا جَاءَ اِنْسَانٌ وَغَيَّرَ مَنَارَ الْاَرْضِ وَعَلَامَتَهَا وَاعْتَدَى وَلَوْ عَلَى شِبْرٍ وَاحِدٍ مِنْ اَرْضِكَ وَضَمَّهُ اِلَى اَرْضِهِ الْمُجَاوِرَةِ اَوِ الْمُلَاصِقَةِ لِاَرْضِكَ؟ فَهُوَ فِي مِيزَانِ اللهِ قَدِ اعْتَدَى اَيْضاً عَلَى مَاتَحْتَ هَذَا الشِّبْرِ مِنَ الطَّبَقَاتِ السَّبْعِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَلِذَلِكَ سَيُطَوِّقُهُ اللهُ فِي رَقَبَتِهِ بِهَذِهِ الطَّبَقَاتِ السَّبْعِ بِحَجْمِ الْمَسَاحَةِ الَّتِي اعْتَدَى عَلَيْهَا سَرِقَةً اَوْ غَصْباً مِنْ اَرْضِكَ؟ وَلِذَلِكَ نَقُولُ لِاَحْفَادِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ الْيَهُودِ الَّذِينَ يَغْتَصِبُونَ الْاَرَاضِي رَغْماً عَنْ اَصْحَابِهَا الشَّرْعِيِّينَ لِيُقِيمُوا فِيهَا الْمُسْتَوْطَنَاتِ ثُمَّ يَتَبَجَّحُونَ بِكُلِّ وَقَاحَةٍ فِي قَوْلِهِمْ{لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ اِلَّا اَيَّاماً مَعْدُودَات(بَلْ اِنَّهَا سَتَمَسُّكُمْ اَيّاماً لَاحَصْرَ لَهَا وَلَاعَدَّ اِلَى اَبَدِ الْآبِدِين؟ لِاَنَّ الْفَاتُورَةَ الَّتِي عَلَيْكُمْ اَنْ تَدْفَعُوهَا فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ بَاهِظَةٌ جِدّاً؟ لِاَنَّ الْاَرْضَ اَرْضُ اللهِ قَبْلَ اَنْ تَكُونَ لَكُمْ اَوْ لِلْفَلَسْطِينِيِّينَ؟ وَقَدِ اعْتَدَيْتُمْ عَلَيْهَا بِقَوْلِ الْمَلَائِكَةِ لِرَبِّ الْعَالَمِين{اَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ؟ قَالَ اِنِّي اَعْلَمُ مَالَاتَعْلَمُون(نَعَمْ اَيُّهَا الْمَلَائِكَة؟ اَنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ اَنِّي كَمَا جَعَلْتُ فِي الْاَرْضِ مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ مِمَّنْ لَايَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلَايَهْتَدُون؟ فَكَذَلِكَ جَعَلْتُ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا مِنْكُمْ اَيُّهَا الْمَلَائِكَةُ الْغِلَاظُ الشِّدَاد؟ نَعَمْ يَامَلَائِكَةَ عَذَابِي؟ بَلْ اَنْتُمْ اَشَدُّ اِفْسَاداً فِي جَهَنَّمَ مِمَّنْ يُدَمِّرُونَ الْبُيُوتَ عَلَى رُؤُوسِ اَصْحَابِهَا وَيَرْمُونَهُمْ بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ؟ فَاِذَا كَانَ الخَنَازِيرُ الصُّلْبَانُ الْخَوَنَةُ يَتَفَرَّجُونَ شَامِتِينَ عَلَى غَزَّةَ وَعَلَى سُورِيَّا الَّتِي تَتَحَطَّمُ بِاَسْلِحَتِهِمْ؟ فَاَنْتُمْ يَامَلَائِكَةَ عَذَابِي اَشَدُّ تَحْطِيماً لِلْجَبَابِرَةِ وَالطُّغَاةِ وَالظَّالِمِينَ فِي الْحُطَمَةِ الَّتِي يَتَحَطَّمُ فِيهَا كُلُّ شَيْء{وَمَااَدْرَاكَ مَاالْحُطَمَة؟ نَارُ اللهِ الْمُوقَدَة؟ اَلَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْاَفْئِدَةِ(وَتُحْرِقُ قُلُوبَهُمْ كَمَا اَحْرَقُوا قُلُوبَ الْمَنْكُوبِينَ الْمَظْلُومِين(وَاِذَا كَانَ النَّاسُ يَسْتَطِيعُونَ الْهَرَبَ اِلَى تَحْصِينَاتٍ اَوْ مَلَاجِىءَ فِي هَذِهِ الْاَرْضِ؟ فَلَنْ يَسْتَطِيعُوا اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً فِي جَهَنَّمَ{اِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَة(مُطْبَقَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ وَاَجْسَادِهِمْ كَطَنَاجِرِ الضَّغْطِ الَّتِي تَطْبُخُونَ فِيهَا اَجْسَادَهُمْ وَلَايَمْتَدُّ لَهِيبُهَا اِلَّا لِيُحْرِقَهُمْ{فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَة(بِمَعْنَى اَنَّ الْغِطَاءَ الْمُطْبَقَ عَلَيْهِمْ؟ يَرْتَكِزُ عَلَى اَعْمِدَةٍ مِنَ النَّارِ؟ قَابِلَةً لِاَنْ تَتَمَدَّدَ اِلَى اَبْعَدِ الْمَسَافَاتِ مِنْ فَوْقِهِمْ؟ وَلَكِنَّهَا مَحْصُورَةٌ بِقُوَّةِ الضَّغْطِ الَّذِي لَنْ يُوَلّدَ الِانْفِجَارَ كَمَا يَنْفَجِرُ الْبُرْكَانُ؟ وَلَكِنَّهُ ضَغْطٌ شَدِيدٌ يَبْقَى مَعَهُمْ وَلَايَزُولُ؟ لِيُرَافِقَهُ عَذَابٌ شَدِيدٌ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكُمْ يَامَلَائِكَتِي؟ كَمَا اَنِّي جَعَلْتُ فِي الْاَرْضِ مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ؟ فَكَذَلِكَ جَعَلْتُكُمْ فِي جَهَنَّمَ تُفْسِدُونَ فِيهَا وَتَسْفِكُونَ الدِّمَاءَ؟ بَلْ تَجْعَلُونَ اَحْفَادَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرَ الصُّلْبَانَ الْخَوَنَةَ وَغَيْرَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ مَاتُوا عَلَى غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَامِ؟ يَسْبَحُونَ فِي بِحَارٍ مِنَ الدِّمَاءِ وَالْقَيْحِ وَالصَّدِيدِ وَالْغَسَّاقِ وَالْحَمِيمِ بِدَلِيل{وَلَقَدْ ذَرَاْنَا(خَلَقْنَا{لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ؟ لَهُمْ قُلُوبٌ لَايَفْقَهُونَ بِهَا؟ وَلَهُمْ اَعْيُنٌ لَايُبْصِرُونَ بِهَا؟ وَلَهُمْ آذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا؟ اُولَئِكَ كَالْاَنْعَامِ بَلْ هُمْ اَضَلّ{اِنَّ لَدَيْنَا اَنْكَالاً وَجَحِيمَا؟ وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً اَلِيمَا}نَعَمْ اَخِي وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ؟ قَالَ رَسُولُ اللِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم[اَلْجَنَّةُ حَرَامٌ عَلَى مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْاَرْضِ(نَعَمْ اَخِي اَنْتَ عِنْدَكَ اَرْض؟ وَجَارُكَ عِنْدَهُ اَرْضٌ اَيْضاً؟ وَهُنَاكَ عَلَامَةٌ تَفْصِلُ بَيْنَ اَرْضِكَ وَاَرْضِهِ[فَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْاَرْضِ(فَيَاْتِي اَحَدُكُمَا لِيُخَرِّبَ حَجَراً اَوْ عَلَامَةَ بَيْنَ اَرْضِكَ وَاَرْضِهِ وَيَنْزِعَ الْحَجَرَ اَوِ الْعَلَامَةَ مِنْ مَكَانِهَا الشَّرْعِيِّ؟ لِيَضَعَهَا فِي مَكَانٍ آخَرَ غَيْرِ شَرْعِيٍّ بِمِقْدَارِ شِبْرٍ اَوْ شِبْرَيْنِ؟ لِيُزِيحَهَا مِنْ مَكَانِهَا؟ لِيَسْتَوْلِيَ عَلَى شَيْءٍ وَلَوْ يَسِيرٍ مِنْ اَرْضِ صَاحِبِهِ اَوْ جَارِهِ؟ فَهَذَا يَسْتَحِقُّ لَعْنَةَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَمَاذَا تَنْفَعُ الدُّنْيَا؟ وَمَاذَا يَنْفَعُ الْمَالُ حِينَمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَوَدُّ هَؤُلَاءِ الظَّالِمُونَ لَوْ اَنَّ لَهُمْ مَافِي الْاَرْضِ جَمِيعاً لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ جَحِيمِ جَهَنَّمَ وَمَلَائِكَةِ عَذَابِهَا الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِيهَا وَلَاهَمَّ لَهُمْ اِلَّا اَنْ يَشْفُوا غَلِيلَهُمْ وَغَيْظَهُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ؟ وَلَنْ يَشْفِيَهُ اللهُ لَهُمْ اَبَداً؟ بَلْ اِنَّ حَاجَتَهُمْ اِلَى الِاسْتِمْتَاعِ بِتَعْذِيبِ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ؟ اَكْبَرُ مِنْ حَاجَتِهِمْ اِلَى الْهَوَاءِ الَّذِي يَتَنَفَّسُونَهُ؟ وَلَكِنَّ اللهَ لَايَتَقَبَّلُ مِنْ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ شَيْئاً مِنْ هَذَا الْفِدَاءِ وَلَوْ تَوَفَّرَ لَدَيْهِمْ؟ بَلْ سَيُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ فِي جَهَنَّمَ كَمَا اَذَاقُوا النَّاسَ مِنْ ظُلْمِهِمْ وَغَطْرَسَتِهِمْ وَعُنْجِهِيَّتِهِمْ وَعَجْرَفَتِهِمْ وَتَكَبُّرِهِمْ وَتَجَبُّرِهِمْ وَبَغْيِهِمْ وَطُغْيَانِهِمْ وَاِفْسَادِهِمْ؟ اَللَّهُمَّ ارْزُقْنَا رِزْقاً حَلَالاً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَعَلَى جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين؟ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون؟ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ غصون؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين



 

رد مع اقتباس