عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-14, 06:11 AM   #2
رحيق مختوم
كوفي جديد


الصورة الرمزية رحيق مختوم
رحيق مختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8113
 تاريخ التسجيل :  Apr 2013
 المشاركات : 46 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: اياكم والغلو فانه اهلك من كان قبلكم



نَعَمْ اَخِي؟ وَنَعُودُ الْآنَ لِاِلْقَاءِ مَزِيدٍ مِنَ الضَّوْءِ عَلَى مَاحَصَلَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ اَنْوَاعٍ مِنَ الِاضْطِّرَابَاتِ وَالْخِلَافَاتِ؟ وَخَاصَّةً فِي اَوَاخِرِ عَهْدِ عُثْمَانَ ثُمَّ فِي عَهْدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا حَتَّى بَدَاَتْ فِتْنَةُ الْخَوَارِج؟ وَكَانَ سَبَبُ بِدَايَتِهَا مَسْاَلَةُ التَّحْكِيمِ حَيْثُ دَعَا عَلِيٌّ وَمُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا اِلَى اَنْ يَخْتَارَا مَنْ يَحْكُمُ فِي الْقَضِيَّةِ الْمَعْرُوفَةِ مِنْ ذَوِي الْعِلْمِ وَالْفَهْمِ؟ وَلِذَلِكَ دَعَا كُلٌّ مِنْهُمَا اِلَى التَّحْكِيمِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا(بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ بِدَلِيل{فَاِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ اِلَى اللهِ وَاِلَى الرَّسُول(فَانْفَصَلَتْ فِرْقَةٌ مِنْ جَيْشِ عَلِيٍّ وَسُمُّوا بِالْخَوَارِجِ وَقَالُوا لِعَلِيٍّ؟ كَيْفَ تُحَكِّمُ الرِّجَالَ فِي دِينِ الله؟ لِمَ لَاتُحَكِّمُ الْقُرْآن؟ لِمَاذَا تَتَجَاهَلُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا اَنْزَلَ اللهُ فَاُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون(فَخَرَجُوا عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَفَّرُوهُ وَكَفَّرُوا الصَّحَابَةَ مَعَهُ لِاَجْلِ مَسْاَلَةِ التَّحْكِيم؟ فَذَهَبَ اِلَيْهِمُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَجَادَلَهُمْ بِالَّتِي هِيَ اَحْسَنُ حَتَّى رَجَعَ مَعَهُ ثُلُثُ جَيْشِ الْخَوَارِجِ فِي قِصَّةٍ مَعْرُوفَة؟ فَكَانَ اَوَّلُ غُلُوٍّ فِي مَسْاَلَةِ التَّكْفِيرِ فِي هَذِهِ الْاُمَّةِ هُوَ غُلُوُّ الْخَوَارِجِ؟ وَقَدْ وَصَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَوَارِجَ بِقَوْلِهِ[هُمْ قَوْمٌ يَحْقِرُ اَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ؟ وَقِيَامَهُ مَعَ قِيَامِهِمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ؟ اَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ؟ فَاِنَّ فِي قَتْلِهِمْ لِمَنْ لَقِيَهُمْ اَجْراً عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَه(وَطَبْعاً هَذَا الْحَدِيثُ مَحْمُولٌ عَلَى الْخَوَارِجِ الْمُحَارَبِينَ الَّذِينَ لَايَرْعَوُونَ عَنْ غَيِّهِمْ وَضَلَالِهِمْ وَسَفْكِهِمْ وَاِرَاقَتِهِمْ لِدِمَاءِ الْمُسْلِمِين فَهَؤُلَاءِ نَقْتُلُهُمْ مُضْطَّرِّينَ دِفَاعاً عَنْ اَنْفُسِنَا؟ وَاَمَّا مَنِ انْضَمَّ اِلَى جَيْشِ الْخَوَارِجِ مِنَ الشَّبَابِ الْمُغَرَّرِ بِهِمْ وَالْمُخَدَّرِينَ فِكْرِيّاً وَذِهْنِيّاً بِاَفْكَارٍ ضَالَّةٍ مَسْمُومَةٍ جَهَنَّمِيَّةٍ ظَلَامِيَّةٍ جَعَلَتْهُمْ مَسْلُوبِي الْاِرَادَةِ وَالتَّفْكِير فَهَؤُلَاءِ نَتَرَيَّثُ قَلِيلاً فِي قَتْلِهِمْ رَيْثَمَا نُوضِحُ لَهُمُ الْحَقِيقَةَ الْغَائِبَةَ عَنْ اَذْهَانِهِمْ؟وَ لَاحِظْ مَعِي اَخِي مُلَاحَظَةً مُهِمَّةً جِدّاً فِي هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيف؟ وَهِيَ اَنَّ رَسُولَ اللهِ لَمْ يَذْكُرْ شَيْئاً عَنْ زَكَاتِهِمْ وَلَا عَمَّا نَحْقِرُ بِهِ مِنْ زَكَاتِنَا وَصَدَقَاتِنَا مَعَ زَكَوَاتِهِمْ وَصَدَقَاتِهِمْ؟ مِمَّا يَعْنِي وَبِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى اَنَّ الْخَوَارِجَ طُلَّابُ دُنْيَا وَلَيْسُوا طُلَّابَ دِينٍ وَلَا آخِرَةٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ حَقِيقَةَ الْاِيمَانِ لَاتَظْهَرُ مِنَ الْمُسْلِمِ اِلَّا اِذَا اَخْرَجَ مِنْ زَكَاةِ اَمْوَالِهِ صَرْفاً وَعَدْلاً بِمَعْنَى فَرْضاً وَنَفْلاً وَتَطَوُّعاً؟ وَاِلَّا فَاِنَّ أيَّ اِنْسَانٍ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةَ بِالْمَجَّانِ وَدُونَ اَنْ يَدْفَعَ مِنْ جَيْبِهِ لَيْرَةً وَاحِدَةً ثُمَّ يَتْرُكُ الْمُسْلِمِينَ يَتَضَوَّرُونَ مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالْعُرِيِّ وَقِلَّةِ الدَّوَاءِ ثُمَّ نَشْهَدُ لَهُ بِالْاِيمَان؟ فَهَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَمْ لَابُدَّ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وَقَوْلِ رَسُولِهِ بَعْدَه{وَاَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ( مَعاً[مَاآمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ اِلَى جَنْبِهِ جَائِعٌ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ؟[وَاللهِ لَايُؤْمِنُ؟ وَاللهِ مَاآمَن؟ وَاللهِ لَمْ يُؤْمِنْ؟ قِيلَ مَنْ يَارَسُولَ الله؟قَالَ مَنْ لَايَاْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ وَشُرُورَه(وَهَلْ مَايَفْعَلُهُ الْخَوَارِجُ الدَّاعِشِيُّونَ مِنْ حِصَارِ الشُّرُورِ وَعَلَى رَاْسِهَا الْجُوعُ وَالْعُرِيُّ وَالدَّوَاءُ وَالْمَآسِي الَّتِي جَلَبُوهَا لِلْمُسْلِمِينَ بِحِصَارِهِمْ وَقَتْلِهِمْ وَتَنْكِيلِهِمْ بِهِمْ وَتَهْجِيرِهِمْ لَهُمْ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى اِيمَانِهِمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{اُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِاَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَاِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِير اَلَّذِينَ اُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّ(لَاحِظْ مَعِي اَخِي الْمَظْلُوم فِي هَذِهِ الْآيَة اَنَّ اللهَ وَرُسُلَهُ وَخُلَفَاءَهُ فِي الْاَرْضِ وَهُمُ الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاءِ هُمُ الْوَحِيدُونَ الْمُخَوَّلُونَ بَعْدَ اللهِ اَنْ يَاْذَنُوا لَكَ بِاَنَّكَ مَظْلُوم؟ بِمَعْنَى لَايَنْتَبِهُ اِلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَهُوَ اَنَّهُمْ وَحْدَهُمْ اَصْحَابُ الْحَقِّ اَنْ يُطْلِقُوا عَلَيْكَ صِفَةَ الْمَظْلُومِيَّةِ وَلَيْسَ لَكَ مِنْ هَذَا الْاَمْرِ شَيْءٌ اَخِي بَلْ لَيْسَ لِرَسُولِ اللهِ مِنْ هَذَا الْاَمْرِ شَيْءٌ اَيْضاً لَا فِي اِثْبَاتِ صِفَةِ الْمَظْلُومِيَّةِ وَلَا فِي اتّهَامِ النَّاسِ بِالظُّلْمِ اِلَّا بِالضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي قَرَّرَهَا اللهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى لِرَسُولِهِ وَمِنْ بَابِ اَوْلَى لِآلِ بَيْتِهِ وَمِنْ بَابِ اَوْلَى لِلْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ جَمِيعاً{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْاَمْرِ شَيْءٌ اَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ اَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَاِنَّهُمْ ظَالِمُون(بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَجُوزَ لَكَ شَرْعاً اَخِي اَنْ تَتَحَرَّكَ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَنْتَصِرَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِكَ اِلَّا بِاِذْنٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ بَعْدَ اَنْ تُشَاوِرَ الْاَكْثَرِيَّةَ السَّاحِقَةَ مِنْ عُلَمَائِهِ وَرَثَةِ اَنْبَيَائِهِ وَخُلَفَائِهِ فِي الْاَرْضِ وَالَّذِينَ لَايَجْتَمِعُونَ عَلَى ضَلَالَةٍ فِي فَتَاوِيهِمْ اَبَداً بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونُوا اَكْثَرِيَّةً سَاحِقَةً بِشُورَى عَالَمِيَّة وَلَيْسَ مَحَلِّيَّة فََقَطْ وَان يَكُونُوا اَكْثَرِيَّة غَالِبَةً اَيْضاً عَلَى هَذِهِ الْفَتَاوَى الْجِهَادِيَّةِ وَاَنْ تَحْصَلَ هَذِهِ الْفَتَاوَى وَاَنْ تَحْصَلَ اَنْتَ اَيْضاً اَخِي الْمَظْلُوم عَلَى اِذْنِهِمْ وَاِجْمَاعِهِمْ وَمُوَافَقَتِهِمْ لِمَاذَا؟ حَتَّى لَاتَحْصَلَ فَوْضَى عَارِمَة فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّةِ اِذَا خَرَجَ الْمَظْلُومُونَ يُطَالِبُونَ بِحُقُوقِهِمْ مِنْ دُونِ ضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ يُرْشِدُهُمْ اِلَيْهَا هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاءِ وَخُلَفَاءُ اللهِ فِي اَرْضِهِ لِمَاذَا؟ حَتَّى لَايَاْخُذَ الْمَظْلُومُونَ اَكْثَرَ مِنْ حُقَوقِهِمْ فَيَصِيرُوا بِذَلِكَ ظَالِمِينَ بَعْدَ اَنْ كَانُوا مَظْلُومِينَ وَلَايَتَحَقَّقُ بِذَلِكَ الْهَدَفُ الَّذِي جَاءَ مِنْ اَجْلِهِ الْاِسْلَامُ وَهُوَ مُنَاصَحَةُ الظَّالِمِينَ وَالْمُفْسِدِينَ اِنِ اسْتَجَابُوا؟ وَاِلَّا مُحَارَبَةُ الظُّلْمِ وَالْفَسَادِ اِنْ اَصَرُّوا؟ نَعَمْ اَخِي وَاِنَّ مِنْ اَعْظَمِ الْغُلُوِّ الِاسْتِبْدَادِيِّ الدِّيكْتَاتُورِيِّ الْمُجْرِمِ عِنْدَ الله؟ اَنْ يَتَقَوْقَعَ النَّاسُ عَلَى عُلَمَاءِ اَهْلِ بَلَدِهِمْ وَخَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِفَتَاوَى الدِّمَاءِ الَّتِي تَسِيلُ بِسَبَبِهَا حَرْبٌ اَهْلِيَّةٌ بَيْنَ اَبْنَاءِ الْبَلَدِ الْوَاحِدِ كَمَا يَحْدُثُ فِي لِيبْيَا؟ فَلَاتَدْرِي اَخِي فَرُبَّمَا يَكُونُ عُلَمَاءُ لِيبْيَا بِاَجْمَعِهِمْ مَعَ احْتِرَامِنَا لَهُمْ لَدَيْهِمُ قِصَرُ نَظَرٍ فِي هَذَهِ الْمَسَائِلِ؟ وَرُبَّمَا يَفْتَقِرُونَ اِلَى الْحِكْمَةِ الَّتِي رُبَّمَا لَاتُوجَدُ اِلَّا عِنْدَ عُلَمَاءِ بَلَدٍ مُجَاوِرٍ كَالْجَزَائِرِ مَثَلاً؟ نَعَمْ اَخِي اِيَّاكَ اَنْ تُصَدِّقَ اَنَّ اَهْلَ مَكَّةَ اَدْرَى بِشِعَابِهَا فِي كُلِّ بَلَدٍ اِسْلَامِيٍّ كَلِيبْيَا وَالْعِرَاق وَالْيَمَن وَسُورِيَا مَثَلاً؟ فَلَايُمْكِنُنَا بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ نَاْخُذَ قَاعِدَةً عَامَّةً مِنْ شِعَابِ مَكَّةَ بَلْ كُلُّ قَاعِدَةٍ لَهَا اسْتِثْنَاءَاتٌ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَوْ كَانَ اَهْلُ مَكَّةَ اَدْرَى بِشِعَابِهَا فِعْلاً لِمَاذَا اِذاً اَرْسَلَ اللهُ اِلَيْهِمْ رَسُولَ اللهِ بَشِيراً وَنَذِيراً لَهُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيد؟ نَعَمْ اَخِي وَاِنَّ مِنْ اَعْظَمِ غُلُوِّ الْعُلَمَاءِ عِنْدَ اللهِ اِجْرَاماً هُوَ الغُلُوُّ فِي اَدَاءِ الشَّهَادَةِ بِتَحْرِيفِهَا اَوْ تَزْوِيرِهَا اَوْ كِتْمَانِهَا بِغَيْرِ وَجْهِ حَقٍّ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ؟ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَاِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُه{وَاِذْ اَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَاتَكْتُمُونَهُ؟ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلَا(مِنْ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَعَرَضِهَا{فَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَاَنُّوا بِهَا(بِحُجَّةِ اَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ التَّدَخُّلَ فِي شُؤُونِ الدُّوَل ِالْاُخْرَى؟ وَهِيَ حُجَّةٌ اَقْبَحُ مِنْ ذَنْبٍ وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُو؟ اَنْ يَبْقَى عُلَمَاءُ السُّوءِ وَمَشَايِخُ الضَّلَالِ مُتَفَرِّجِينَ عَلَى اَهْلِ الْبَلَدِ الْوَاحِدِ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً دُونَ اَنْ يُحَرِّكُوا سَاكِناً؟ بَلْ يَخْرَسُوا بِدَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ دُونَ اَنْ يُدْلُوا بِدَلْوِهِمْ فِي اَدَاءِ الشَّهَادَةِ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِاَدَائِهَا عَلَى وَجْهِهَا الْحَقِّ وَعَدَمِ كِتْمَانِهَا؟ اَلَا وَهِيَ تَحْدِيدُ الْاَكْثَرِيَةِ السَّاحِقَةِ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسلِمِينَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم لِلْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ بَعْدَ فَشَلِ جَمِيعِ مُحَاوَلَاتِ الْاِصْلَاح؟ وَمَنْ هِيَ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةُ بِالضَّبْطِ وَبِالتَّحْدِيد؟وَمَنْ هِيَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ الَّتِي تَرْفُضُ الْاِصْلَاحَ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ فِي هَذَا الْبَلَدِ صَاحِبِ الْحَرْبِ الْاَهْلِيَّةِ وَلَاتُرِيدُ اِلَّا عُلُوّاً مَادِّيّاً ظَالِماً فِي الْاَرْضِ وَفَسَاداً؟ وَمَاهُوَ دَلِيلُكُمُ الْقَاطِع عَلَى اَنَّهَا هِيَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ بِعَيْنِهَا بِمَا لَايَقْبَلُ مَجَالاً لِلشَّكّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْفَتْوَى الْجِهَادِيَّة الْمُنْضَبِطَة عَلَى الْحُجَّةِ وَالْبَيَانِ اَوِ السَّيْفِ وَالسِّنَانِ؟ هِيَ اَعْظَمُ شَهَادَةٍ اَمَرَ اللهُ بِاَدَائِهَا وَتَوَعَّدَ عَلَى كِتْمَانِهَا بِقَوْلِهِ{وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَاِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُه(فَاِذَا فَسَدَ الْقَلْبُ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ بِدَلِيل[اَلَا وَاِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً اِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؟ وَاِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؟ اَلَا وَهِيَ الْقَلْب(فَاِذَا فَسَدَ عُلَمَاءُ الْاُمَّةِ بِقُلُوبِهِمْ وَاَجْسَادِهِمْ؟ فَسَدَتِ الْاُمَّةُ كُلُّهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّاسَ سَيَتَّخِذُونَ رُؤُوساً جُهَّالاً يَمْلَؤُونَ الْفَرَاغَ الْكَبِيرَ الَّذِي تَرَكَهُ الْعُلَمَاءُ؟ فَاِذَا بِهَؤُلَاءِ الرُّؤَوسِ الْجُهَّالِ قَدْ اَفْتَوْا وَضَلُّوا وَاَضَلُّوا النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ[وَمَنْ اَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْرِ( لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ بِفَتَاوِيهِمُ الْجَاهِلَةِ يَجْعَلُونَ النَّاسَ يَعِيشُونَ عَلَى شَرِيعَةِ الْغَابِ لَا عَلَى شَرْعِ الله؟ وَهَاهُمُ الشِّيعَةُ اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى مَانَقُول؟ فَاِنَّهُمْ بِسَبَبِ فَتَاوَى مُعَمَّمِيهِمُ الْجَاهِلَةِ؟ غَلَوْا وَبَالَغُوا فِي اِثْبَاتِ مَظْلُومِيَّةِ الْحُسَيْنِ وَاَهْلِ الْبَيْتِ؟ فَاِذَا بِهِمْ{ يَبْغُونَ فِي الْاَرْضِ وَيَظْلِمُونَ النَّاسَ بِغَيْرِ الْحَقِّ(وَاِذَا بِهِمْ قَدْ{سَعَوْا فِي الْاَرْضِ لِيُفْسِدُوا فِيهَا وَيُهْلِكُوا الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَايُحِبُّ الْفَسَاد؟ وَاِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا اللهَ اَخَذَتْهُمُ الْعِزَّةُ بِالْاِثْمِ(كَهَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ الْآثِمِينَ فِي قُلُوبِهِمْ وَالَّذِينَ يَكْتُمُونَ الْفَتَاوَى الْجِهَادِيَّةَ الْاِصْلَاحِيَّة{فَحَسْبُهُمْ جَهَنَّم(نَعَمْ اَخِي فَغُلُوُّ الشِّيعَةِ فِي اِثْبَاتِ مَظْلُومِيَّةِ اَهْلِ الْبَيْتِ قَادَهُمْ اِلَى عِبَادَتِهِمْ مِنْ دُونِ اللهِ بَلْ اِلَى الِاسْتِئْثَارِ بِهِمْ وَالطَّعْنِ عَلَى الَّذِي خَلَقَهُمْ وَعَلَى قُرْآنِهِ الْكَرِيمِ وَعَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى صَحَابَةِ رَسُولِهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ الطَّاهِرَاتِ اللَّوَاتِي هُنَّ مِنْ آلِ بَيْتِهِ؟ وَمَنْ طَعَنَ بِزَوْجَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنْهُنَّ فَكَاَنَّمَا طَعَنَ بِجَمِيعِ اَزْوَاجِهِ وَآلِ بَيْتِهِ وَاَوْلَادِهِ وَعَلَى رَاْسِهِمْ فَاطِمَةُ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام وَلَنْ يَنْفَعَهُ اَحَدٌ مِنْ اَهْلِ الْبَيْتِ مَهْمَا عَبَدَهُ مِنْ دُونِ الله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ مَوْقِفِ اَهْلِ الْبَيْتِ مِنَ الشِّيعَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَنْ مَوْقِفِ مَرْيَمَ وَعِيسَى مِنَ النَّصَارَى اَيْضاً وَمَنْ شَابَهَهُمْ مِنَ الْبُوذِيِّينَ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ نَبِيَّ اللهِ بُوذَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدَّا(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ آلَ الْبَيْتِ مَهْمَا كَانُوا مَظْلُومِينَ فِي نَظَرِ الشِّيعَةِ؟ وَمَهْمَا غَلَوْا فِي اِثْبَاتِ مَظْلُومِيَّتِهِمْ؟ فَاِنَّ مَظْلُومِيَّتَهُمْ لَاتُعْدِلُ ذَرَّةً مِنَ الْمَظْلُومِيَّةِ الَّتِي ظَلَمُوا بِهَا الله؟ نَعَمْ لَقَدْ ظَلَمَ الشِّيعَةُ وَغَيْرُ الْمُسْلِمِينَ اللهَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ ظُلْماً وَمَظْلُومِيَّةً بِعَدَدِ اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى سُبْحَانَهُ؟ حِينَمَا اَلْحَدُوا فِي اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَاَبْطَلُوا مَفْعُولَهَا عَلَى اللهِ وَجَعَلُوهَا سَارِيَةَ الْمَفْعُولِ عَلَى الْاَئِمَّةِ(بِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَايَقْبَلُ التَّرْقِيعَ وَلَااَنْصَافَ الْحُلُولِ فِي تَوْحِيدِهِ اَبَداً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى قُدُّوسٌ طَاهِرٌ لَايَقْبَلُ فِي وِعَاءِ تَوْحِيدِهِ نُقْطَةً مَهْمَا كَانَتْ صَغِيرَةً مِنْ شِرْكِهِمُ النَّجِسِ بِدَلِيلِ{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ(مِنَ الشِّرْكِ النَّجِسِ وَغَيْرِهِ{ شَرّاً يَرَهُ( وَلِذَلِكَ اَشْرَكُوا بِاَسْمَائِهِ مَالَمْ يُنْزِّلْ بِهِ سُبْحَانَهُ سُلْطَاناً كَمِثْلِ سُلْطَانِ اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى فِي اسْتِحْقَاقِهَا لِلْعُبُودِيَّةِ وَتَوْحِيدِ الْاُلُوهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ وَاَسْمَائِهَا وَصِفَاتِهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم{وَهَلْ اَتَاكَ نَبَاُ الْخَصْمِ اِذْ تَسَّوَرُوا الْمِحْرَابَ؟ اِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ؟ قَالُوا لَاتَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَاتُشْطِطْ وَاهْدِنَا اِلَى سَوَاءِ الصِّرَاط؟ اِنَّ هَذَا اَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَة؟ وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ؟ فَقَالَ اَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي(غَلَبَنِي بِالْعَبْطَة وَالْخَجْلَة{ فِي الْخِطَاب[وَمَااُخِذَ بِسَيْفِ الْحَيَاءِ فَهُوَ حَرَام{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ اِلَى نِعَاجِهِ(نَعَمْ لَقَدْ ظَلَمَ الشِّيعَةُ وَغَيْرُ الْمُسْلِمِينَ اللهَ بِسُؤَالِ غَيْرِهِ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ بِقَوْلِهِمْ مَثَلاً مَدَدْ يِاسِيدِي الْحُسِين؟ مَدَدْ يَاجِيلَانِي؟ مَدَدْ يَارِفَاعِي؟ مَدَدْ يَافَاطِمَة؟ مَدَدْ يَازَيْنَبْ؟ مَدَدْ يَارَسُولَ الله؟ وَرَسُولُ اللهِ وَاِخْوَانُهُ وَآلُ بَيْتِهِ جَمِيعاً بَرِيئُونَ مِنْ اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ السَّائِلِينَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ اَوْصَى وَاحِداً مِنْ آل ِبَيْتِهِ بِقَوْلِهِ[وَاِذَا سَاَلْتَ فَاسْاَلِ الله؟ وَاِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِالله؟ وَاعْلَمْ اَنَّ الْاُمَّة بِمَنْ فِيهِمْ مِنْ(زَيْنَاااابْ؟ فَاطِمَة؟عَدْرَا؟ يَسُوع؟ مُوسَى؟ شِيعْتَكْ فِي خَطَرْ يَاعَلِي؟اَلْغَوْثُ الْاَعْظَم وَالْمَدَدُ الْاَكْبَر سِيدِي عَبْدُ الْقَادِرِ الْجِيلَانِي[لَوِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً اِنْساً وَجِنّاً عَلَى اَنْ يَنْفَعُوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ اِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ؟ وَلَوِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً اَيْضاً عَلَى اَنْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَضُرُّوكَ اِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْك رُفِعَتِ الْاَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُف{وَاِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لِيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ اِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَقَلِيلٌ مَاهُمْ؟ وَظَنَّ(اَيْقَنَ{ دَاوُودُ اَنَّمَا فَتَنَّاهُ؟ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَاَنَاب؟ يَادَاوُودُ اِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْاَرْضِ؟ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ؟ وَلَاتَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله؟ اِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيمٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(لِمَاذَا لَمْ تَسْتَمِعْ اِلَى صَاحِبِ النَّعْجَاتِ التِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ يَادَاوُود؟ فَرُبَّمَا يَكُونُ مَظْلُوماً لِمَاذَا؟ لِاَنِّي اَنَا اللهُ صَاحِبُ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اسْماً حَسَناً مِنْ اَسْمَائِي الْحُسْنَى؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَنِي الشِّيعَةُ وَغَيْرُ الْمُسْلِمِين؟ وَاَلْحَدُوا فِي اَسْمَائِي وَصِفَاتِي؟ وَجَعَلُونِي مَعَهَا كُفْؤاً فِي عِبَادَتِهِمْ لِمَنْ هُوَ دُونِي مِنْ اَوْلِيَائِي مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ مِنْ آلِ الْبَيْتِ وَمِنَ الْاَئِمَّةِ الِاثْنَيْ عَشَرِيَّةَ وَغَيْرِهِمْ؟ وَاَنَا اللهُ الْاَحَدُ الصَّمَد؟ لَمْ اَلِدْ وَلَمْ اُولَدْ؟ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُؤاً اَحَدٌ مِنْ هَؤُلاَءِ الْمَعْبُودِينَ مِنْ دُونِي جَمِيعاً؟ لِمَاذَا يَادَاوُود؟ لِمَاذَا لَمْ تَسْتَمِعْ اِلَى شَكْوَى الْاَكْثَرِيَّةِ الْمَظْلُومَةِ الَّتِي تَقُومُ الْاَقَلّيَّاتُ الْمُجْرِمَةُ بِاِبَادَتِهَا عَنْ بَكْرَةِ اَبِيهَا؟ لِمَاذَا يَادَاوُودُ لَاتَسْتَمِعُ اِلَى قَاتِلِ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ نَفْساً وَقَدْ جَاءَكَ تَائِباً مُسْتَغْفِراً نَادِماً؟ هَلْ تُرِيدُ اَنْ تُغْلِقَ بَابَ التَّوْبَةِ فِي وَجْهِهِ؟؟ نَعَمْ اَخِي فَحَصَلَ غُلُوُّ الْخَوَارِجِ فِي التَّكْفِيرِ حِينَمَا كَفَّرُوا الصَّحَابَةَ؟ لِاَنَّهُمْ بِزَعْمِهِمْ لَمْ يُحَكِّمُوا الْقُرْآنَ بَلْ حَكَّمُوا الرِّجَالَ؟ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى{اِنِ الْحُكْمُ اِلَّا لِله(فَلَا حُكْمَ اِلَّا لِله(وَنَقُولُ لِلْخَوَارِج؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عَنْ رَسُولِ الله[كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآن( بِمَعْنَى اَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ قُرْآناً يَمْشِي عَلَى الْاَرْض؟ وَمَاهُوَ الْمَانِعُ الشَّرْعِيُّ عِنْدَكُمْ اَنْ يَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ الَّذِينَ تَرْفُضُونَ تَحْكِيمَهُمْ قُرْآناً يَمْشِي عَلَى الْاَرْضِ اَيْضاً اُسْوَةً بِرَسُولِ اللهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ اُسْوَةٌ حَسَنَة(نَعَمْ اَخِي لَاجَوَابَ عِنْدَهُمْ اَبَداً؟ لِاَنَّ هَذَا هُوَ مَبْدَاُ الْغُلُوِّ عِنْدَهُمْ؟ وَكَانَ مِنْ اَسْبَابِ ظُهُورِهِ اخْتِلَافُ الْوَضْعِ وَاخْتِلَاطُ الْحَابِلِ بِالنَّابِلِ حِينَمَا حَصَلَ الْقِتَالُ بَيْنَ مُعَاوِيَةَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ نَعَمْ اَخِي بَعْدَ ذَلِكَ حَصَلَ اَيضاً غُلُوٌّ آخَرُ؟ وَهَذَا الْغُلُوُّ جَاءَ فِي اِثْبَاتِ الصِّفَات؟ فَنَظَرَ قَوْمٌ فِي صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى وَقَالُوا؟ اِنَّ الْقُرْآنَ فِيهِ اِثْبَاتُ الصِّفَات؟ وَالسُّنَّةُ كَذَلِكَ فِيهَا اِثْبَاتُ الصِّفَات؟ فَجَاوَزُا الْحَدَّ فِي اِثْبَاتِهَا حَتَّى جَعَلُوا صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى دَالَّةً عَلَى التَّجْسِيم؟ فَقَالُوا اِنَّ اللهَ تَعَالَى جِسْمٌ؟ وَلَهُ وَجْهٌ كَوَجْهِ الْاِنْسَانِ؟ وَلَهُ عَيْنَانِ وَيَدَانِ كَعَيْنَيِ الْاِنْسَانِ وَيَدَيْهِ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ؟ فَغَلَوْا وَبَالَغُوا فِي اِثْبَاتِ الصِّفَات؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ اِثْبَاتَ هَذِهِ الصِّفَاتِ بِمَا اَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ مَشْرُوع؟ وَلَكِنَّ الْغُلُوَّ فِي اِثْبَاتِ هَذِهِ الصِّفَاتِ عَلَى هَذَا النَّحْوِ مِنَ التَّجْسِيمِ غَيْرِ اللَّائِقِ بِجَلَالِ الْخَالِقِ سُبْحَانَهُ؟ هُوَ الْمَحْظُورُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ زَادُوا فِيهِ وَقَالُوا عَلَى اللِه مَالَايَعْلَمُونَ؟ حَتَّى جَعَلُوا الْاِثْبَاتَ تَجْسِيماً فِي آيَاتٍ قُرْآنِيَّةٍ مُتَشَابِهَةٍ فِيهَا شُبْهَة غَيْرُ حَاسِمَةٍ فِيمَا يَتعَلَّقُ بِالصِّفَات؟ مُتَجَاهِلِينَ الْآيَةَ الْمُحْكَمَةَ الْحَاسِمَةَ الَّتِي حَسَمَتْ مَوْضُوعَ الصِّفَاتِ كُلِّهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(نَعمْ نَحْنُ لَانُنْكِرُ اَنَّ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ مَنْ هُوَ رَحِيمٌ كَمَا اَنَّ اللهَ رَحِيم؟ وَلَكِنْ هَلْ رَحْمَةُ هَؤُلَاءِ الْمَخْلُوقِينَ مِثْلُ رَحْمَةِ الْخَالِق؟ اَمْ{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء(لَيْس كَمِثْلِ رَحْمَتِهِ شَيْءٌ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟{هَاتُوا بَرْهَانَكُمْ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين(نَعَمْ اَخِي لَابُدَّ لِهَذِهِ الصِّفَاتِ الْاِلَهِيَّةِ مِنْ اِثْبَاتٍ بِلَا تَجْسِيم؟ وَتَنْزِيهٍ لَهُ تَعَالَى عَنِ النَّقْصِ بِلَاتَعْطِيل؟ لِاَنَّكَ اَخِي لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تُعَطِّلَ صِفَةً اَثْبَتَهَا اللهُ لِنَفْسِهِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّة؟ وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ لَاتَسْتَطِيعُ اَيْضاً اَنْ تُقِيمَ الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ بَيْنَ صِفَاتِ الْخَالِقِ وَصِفَاتِ الْمَخْلُوقِين؟ اِلَّا اَنْ تَكُونَ كَفَّةُ اللهِ هِيَ الطَّاغِيَةُ وَالرَّاجِحَةُ دَائِماً عَلَى كَفَّةِ الْمَخْلُوقِينَ فِي جَمِيعِ اَسْمَائِهِ وَصِفَاتِه؟ بَلْ اِنَّكَ سَتَجِدُ نَفْسَكَ مُضْطَّرّاً رَغْماً عَنْكَ اِلَى اَنْ تُخْسِرَ الْمِيزَانَ دَائِماً فِي صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ الَّتِي لَاتَعْدِلُ كُلُّهَا مُجْتَمِعَةً ذَرَّةً فِي صِفَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنْ صِفَاتِ الْخَالِقِ الْمُنْعِمِ سُبْحَانَه وَمِنْهَا نَعْمَاؤُهُ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى وَالَّتِي يَعْجَزُ الْمَخْلُوقُونَ جَمِيعاً عَنْ شُكْرِ نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْهَا فَقَطْ مَهْمَا فَعَلُوا مِنَ الطَّاعَات؟ وَمَعَ ذَلِكَ{مَنْ يَعْمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ( فَاِنَّ اللهَ يَقْبَلُ هَذِهِ الذَّرَّةَ مِنْ عَمَلِهِمُ الصَّالِحِ بِجُودِهِ وَكَرَمِهِ وَاِحْسَانِهِ الَّذِي تَطْغَى ذَرَّةٌ مِنْهُ فَقَطْ فِي الْمِيزَانِ اَيْضاً عَلَى كَفَّةِ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْخَلَائِقِ مُجْتَمِعِينَ بِكَرَمِهِمْ وَجُودِهِمْ وَاِحْسَانِهِمْ وَرَحْمَتِهِمْ؟ وَلَنْ يُكَافِئُوا اللَهَ تَعَالَى مَهْمَا فَعَلُوا عَلَى ذَرَّةٍ صَغِيرَةٍ جِدّاً لَاتُرَى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَةِ مِنْ جُودِهِ وَكَرَمِهِ وَاِحْسَانِهِ سُبْحَانَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ{وَاِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَاتُحْصُوهَا؟ اِنَّ الْاِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار}نَعَمْ اَخِي بَعْدَ ذَلِكَ حَصَلَ اَيْضاً غُلُوٌّ آخَرُ مُعَاكِسٌ لِغُلُوِّ الْمُجَسِّمِينَ الَّذِينَ غَلَوْا فِي اِثْبَاتِ التَّجْسِيمِ عَلَى غَيْرِ مُرَادِ الله؟ فَقَابَلَهُمْ فِي ذَلِكَ الْغُلُوِّ التَّجْسِيمِيِّ فِرْقَةٌ اُخْرَى غَلَتْ فِي اِثْبَاتِ التَّنْزِيهِ وَهُمُ الْجَهْمِيَّةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ؟ فَقَالُوا اِنَّ تَنْزِيهَ اللهِ تَعَالَى عَنِ التَّجْسِيمِ وَالتَّعَدُّدِ فَرْضٌ؟ وَلَايُصْلُحُ اَنْ نُنَزِّهَهُ اِلَّا بِاَنْ نَنْفِيَ عَنْهُ الصِّفَات؟ فَغَلَوْا فِي التَّنْزِيهِ نَكَايَةً بِبِدْعَةِ الْمُجَسِّمَةِ وَغُلُوِّهِمْ وَمُقَابَلَةً لَهُمْ عَلَى غُلُوِّهِمْ بِغُلُوٍّ آخَرَ لَايَحُلُّ مُشْكِلَةَ التَّجْسِيم؟ وَلَايُمْكِنُ لِهَذَا الْغُلُوِّ اَنْ يَتَجَاهَلَ مَا اَثْبَتَهُ اللهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْاَسْمَاءِ وَالصِّفَات؟ وَمَعَ ذَلِكَ غَلَوْا حَتَّى قَالُوا لَاصِفَةَ لِلرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَلَا اِلَّا صِفَةَ الْوُجُودِ اَوْ ثَلَاثَ صِفَاتٍ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ فَكَانَ سَبَبُ غُلُوِّهِمْ اَنَّهُمْ اَرَادُوا تَطْبِيقَ الْقُرْآنِ بِطَرِيقَةٍ تُنَزِّهُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَمَّا لَايَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ؟ فَغَلَوْا فِي اِثْبَاتِ الْآيَةِ الْمُحْكَمَةِ الَّتِي تَقُولُ{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ(فَبَدَلَ اَنْ يُكَحِّلُوهَا وَيُكَحِّلُوا اَعْيُنَهُمْ وَاَعْيُنَ النَّاسِ بِهَا؟ اِذَا بِهِمْ يُكَحِّلُونَهَا بِمَا{لَاتَعْمَى الْاَبْصَارُ؟ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور(فَجَعَلُوا ذَلِكَ دَلِيلاً عَلَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى لَيْسَ لَهُ صِفَة؟ بَلْ صِفَاتُهُ هِيَ عَيْنُ ذَاتِهِ؟ حَتَّى لَاتَتَعَدَّدَ الْآلِهَةُ؟ وَحَتَّى لَا يَتَعَدَّدَ اللهُ بِتَعَدُّدِ مَوْصُوفَاتِهِ سُبْحَانَهُ فَيُصْبِحُ الْعَلِيمُ اِلَهاً؟ وَيُصْبِحُ الْحَلِيمُ اِلَهاً آخَرَ اِلَى اَنْ يُصْبِحَ الْمَجْمُوعُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اِلَهاً بِزَعْمِهِمْ؟ وَهَكَذَا طَبَّقُوا هَذِهِ الْقَاعِدَةَ الشَّيْطَانِيَّةَ عَلَى بَقِيَّةِ اَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ؟ لِيَجِدُوا لِاَنْفِسِهِمْ مُبَرِّراً شَيْطَانِيّاً فِيمَا يَقُولُونَهُ مِنَ الْغُلُوِّ وَمُجَاوَزَةِ الْحَدِّ فِي تَنْزِيهِ اللهِ عَمَّا لَايَلِيقُ بِهِ مِنَ التَّجْسِيمِ وَالتَّعَدُّدِ بِزَعْمِهِمْ وَتَعَالَى اللهُ عَنْ قَوْلِهِمْ عُلُوّاً كَبِيراً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ بِالنَّتِيجَةِ اَنْكَرُوا صِفَاتِهِ سُبْحَانَهُ؟ فقَالُوا مَثَلاً اَللهُ عَلِيمٌ بِلَا عِلْمٍ؟ وَحَلِيمٌ بِلَا حِلْمٍ؟ وَكَرِيمٌ بِلَا كَرَمٍ؟ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ اِذَا كَانَ الْمَخْلُوقُ كَالْاِنْسَانِ مَثَلاً قَابِلاً وَغَيْرَ عَاجِزٍ عَنِ التَّعَدُّدِيَّةِ فِي الْمَوَاهِبِ وَالصِّفَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ الَّتِي اَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْهِ وَجَمَعَهَا فِي شَخْصٍ وَاحِدٍ؟ وَيُمْكِنُكَ اَخِي اَنْ تَرَى مَثَلاً اِنْسَاناً مُتَعَدِّدَ الْمَوَاهِبِ يَتَكَلَّمُ عِدَّةَ لُغَات؟ انكليزية؟ و فرنسية؟ وروسية؟ والمانية؟ الى آخر ماهنالك؟ فَهَلْ يَعْجَزُ اللهُ اَنْ يَجْمَعَ هَذِهِ الصِّفَاتِ مِنْ اَسْمَائِهِ الْحُسْنَى وَلَوْ كَانَتْ مُخْتَلِفَة فِي اِلَهٍ وَاحِدٍ وَهُوَ ذَاتُهُ الْعَلِيَّةُ سُبْحَانَهُ؟ اَمْ هُوَ اِلَهٌ مُصَابٌ بِعَمَى الْاَلْوَانِ الْمُخْتَلِفَة؟ بَلْ اَنْتُمْ اَيُّهَا الْاَفَّاكُونَ مُصَابُونَ بِهَذَا الْعَمَى الَّذِي يَجْعَلُكُمْ لَا تُمَيِّزُونَ بَيْنَ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ الْمَجْمُوعَةِ فِي رَبِّ وَاحِدٍ ثُمَّ تَدْمُجُونَهَا وَتُغَيِّبُونَهَا وَتُذِيبُونَهَا جَمِيعاً فِي ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ مِنْ اَجْلِ الْغُلُوِّ فِي تَنْزِيهِ اللهِ عَنِ التَّعَدُّدِيَّةِ بِزَعْمِكُمْ تَعَالَى اللهُ عَمَّا تَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيرَا؟ لِمَاذَا كُلُّ هَذَا اَيُّهَا الْخَرَّاصُون؟ اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّ مَنْ اَنْكَرَ رَسُولاً وَاحِداً فَقَطْ مِنَ الرُّسُلِ؟ فَقَدْ اَنْكَرَ جَمِيعَ الْمُرْسَلِينَ بِدَلِيل{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِين(وَهُمْ لَمْ يُكَذّبُوا اِلَّا رَسُولَهُمْ هُوداً؟وَكَذَلِكَ يَاهَؤُلَاء مِنْ بَابِ اَوْلَى اَنَّ مَنْ اَنْكَرَ صِفَةً وَاحِدَةً فَقَطْ؟ فَقَدْ اَنْكَرَ جَمِيعَ صِفَاتِهِ سُبْحَانَهُ وَهُوَ مُلْحِدٌ بِهَا جَمِيعاً؟ وَنَحْنُ مَاْمُورُونَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلِلهِ الْاَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا؟ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي اَسْمَائِهِ؟ سَيُجْزَوْنَ مَاكَانُوا يَعْمَلُون( نَعَمْ اَخِي؟ ثُمَّ ظَهَرَتْ طَائِفَةٌ اُخْرَى جَدِيدَة؟ فَدَرَسُوا مَسَائِلَ الْقَدَرِ؟ وَنَظَرُوا اِلَيْهَا بِعَيْنَيْ شَيْطَان؟ وَغَلَوْا فِيهَا؟ فَوَجَدُوا اَنَّ الْقُرْآنَ فِيهِ اِثْبَاتُ الْقَدَرِ؟ فَذَهَبُوا اِلَى عَقِيدَةِ الْجَبْرِ وَاَنَّ الْاِنْسَانَ لَيْسَ بِمُسَيَّرٍ اَصْلاً؟ بَلْ هُوَ كَالرِّيشَةِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ بِزَعْمِهِمْ؟ لِاَنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي يَخْلُقُ اَفْعَالَ الْعِبَادِ؟ وَهُوَ الَّذِي يُقَدِّرُ الْاَشْيَاءَ؟ وَالْقَدَرُ سَابِقٌ عَلَى اَفْعَالِ الْمَخْلُوقِين؟ وَمَعْنَى اَنَّهُ سَابِقٌ بِزَعْمِهِمْ؟هُوَ اَنَّ الْاِنْسَانَ مَجْبُورٌ عَلَيْه؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ نَعَمْ اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَّرَ الْاَشْيَاءَ؟ وَكَتَبَهَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ؟ وَسَبَقَ عِلْمُهُ الْاَزَلِيُّ الْقَدِيمُ بِهَا عَلَى ظُهُورِهَا اَنَّهَا سَتَقَعُ لَامَحَالَةَ كَمَا اَرَادَهَا اللهُ لِيَظْهَرَ مَاحَجَبَهُ سُبْحَانَهُ عَنْ خَلِيقَتِهِ مِنْ عِلْمِهِ بِهَا مَكْشُوفاً وَاضِحاً اَمَامَهُمْ وَاَنَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم؟فَمَثَلاً اَخِي قَوْلُهُ تَعَالَى{اَوَلَمْ يَرَ الْاِنْسَانُ اَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئَا(فَاِنَّ هَذِهِ الْآيَة يَحْتَمِلُ مَعْنَاهَا اَنَّهُ سُبحَانَهُ يُشِيرُ فِيهَا عَلَى اَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى خَلْقِ الْاِنْسَانِ وَجَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ مِنَ الْعَدَم؟ لَكِنَّهَا تَحْتَمِلُ مَعْنىً آخَرَ اَيْضاً وَهُوَ اَنَّهُ هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنَّ اللهَ يَخْلُقُ شَيْئاً مَعْدُوماً لَاوُجُودَ لَهُ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ نَعَمْ خَلَقَهُ بِتَقْدِيرِهِ وَعِلْمِهِ الْاَزَلِيِّ السَّابِقِ وَاِرَادَتِهِ قَبْلَ اَنْ يُوجَدَ وَحِينَمَا كَانَ مَعْدُوماً فِي عَالَمِ الْاَزَل ثُمَّ قَالَ لَهُ لَاحِقاً كُنْ فَكَانَ حَسَبَ اِرَادَتِهِ سُبْحَانَهُ اَباً لِلْبَشَرِيَّة؟ ثُمَّ خَلَقَ اللهُ ذُرِّيَّتَهُ فِي عَالَمِ الذَّرِّ{وَاَشْهَدَهُمْ عَلَى اَنْفُسِهِمْ اَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا( لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَامَاضِي وَلَاحَاضِرَ وَلَامُسْتَقْبَلَ عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ وَالْكُلُّ عِنْدَهُ سَوَاء؟ نَعَمْ اَخِي وَنَقُولُ لِلْجَبْرِيَّةِ رَدّاً عَلَى عَقِيدَتِهِمُ الْبَاطِلَة؟ لَكِنَّ مَاذَكَرْتُمُوهُ مِنْ بَاطِلِكُمْ لَايَمْنَعُ مِنْ اَنَّ اللهَ اَعْطَى الْاِنْسَانَ وَالْجَانَّ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ فِيمَا جَعَلَهُ مَنَاطَ التَّكْلِيفِ فِي الْقَضَاءِ لَا فِي الْقَدَر؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْقَضَاء{وَقَضَى رَبُّكَ اَلَّا تَعْبُدُوا اِلَّا اِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَانَا(فَهُنَا اَعْطَى اللهُ الْاِنْسَانَ وَالْجَانَّ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ فِي هَذَا الْقَضَاء؟ وَلَمْ يَجْعَلْهُ سُبْحَانَهُ مَجْبُوراً كَالرِّيشَةِ فِي مَهَبِّ الرِّيحِ كَمَا تَزْعُمُون؟ بِدَلِيلِ اَنَّهُ يُوجَدُ فِي الْاِنْسِ وَالْجِنِّ مَنْ يُخَالِفُ هَذَا الْقَضَاءَ فِي الْآيَةِ وَلَايُحْسِنُ اِلَى اللهِ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ وَلَا اِلَى الْوَالِدَيْن؟ فَلَوْ كَانَ هَذَا الْمُخَالِفُ مَجْبُوراً كَمَا تَزْعُمُون؟ فَهَلْ يَلِيقُ بِجَلَالِ اللهِ وَعَدْلِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ وَاِحْسَانِهِ اَنْ يُعَامِلَهُ بِقَانُونِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ بَعْدَ اَنْ يُلْقِيَهُ فِي الْيَمِّ اَوِ النَّهْرِ اَوْ الْبَحْرِ رَغْماً عَنْهُ مَكْتُوفاً مُقَيَّداً بِالسَّلاسِلِ وَالْاَغْلَالِ مَحْرُوماً مِنْ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ طَاعَتِهِ وَمَعْصِيَتِهِ ثُمَّ يَقُولَ لَهُ اِيَّاكَ اِيَّاكَ اَنْ تَبْتَلَّ بِمَاءِ الشِّرْكِ وَالْعُقُوقِ النَّجِسِ لِخَالِقِكَ وَوَالِدَيْك وَاِيَّاكَ اَنْ تَبْتَلَّ اَوْ تَنْغَمِسَ فِي اَوْحَالِ الزِّنَى وَالْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالسَّرِقَةِ وَالْغِشِّ وَالْخِدَاعِ وَالرِّبَا وَاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَتَرْكِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَتَرْكِ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ وَالْمُوبِقَات؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِنَّهَا الطَّائِفَةُ الْجَبْرِيَّةُ الْحَمْقَاءُ الْغَبِيَّةُ المَلْعُونَةُ الَّتِي جَعَلَتْ مِنْ قَدَرِ اللهِ قَدَراً اَحْمَقَ الْخُطَا وَالْعَيَاذُ بِاللهِ حِينَمَا غَلَوْا فِي اِثْبَاتِ الْقَدَرِ حَتَّى جَعَلُوا الْاِنْسَانَ مَجْبُوراً لَا اخْتِيَارَ لَهُ؟نَعَمْ اَخِي ثُمَّ ظَهَرَتْ طَائِفَةٌ اُخْرَى جَدِيدَةٌ مُعَاكِسَةٌ لِلْجَبْرِيَّةِ نَوْعاً مَا وَهِيَ الْقَدَرِيَّة؟ فَدَرَسَتِ الْقُرْآنَ وَنَظَرَتْ اِلَى مَافِيهِ مِنْ مَسَائِلِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ اَيْضاً بِعَيْنَيْ شَيْطَان فَغَلَتْ فِي اِثْبَاتِ قَضِيَّةِ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ الَّتِي اَعْطَاهَا سُبْحَانَهُ لِلْاِنْسِ وَالْجِنِّ فِي قَوْلِهِ{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ{اِنَّا عَرَضْنَا الْاَمَانَةَ(وَهِيَ حُرِيَّةُ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ{عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ وَالْجِبَالِ فَاَبَيْنَ اَنْ يَحْمِلْنَهَا وَاَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْاِنْسَانُ اِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولَا( فَقَالَتِ الْقَدَرِيَّة اِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقِ الْاَعْمَالَ الَّتِي يَعْمَلُهَا الْاِنْسَانُ وَالْجَانُّ مِنْ خَيْرٍ اَوْ شَرِّ؟ وَاِنَّمَا الْاِنْسَانُ وَالْجَانُّ هُوَ الَّذِي يَخْلُقُهَا بِمُوجِبِ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ الَّتِي اَعْطَاهَا اللهُ لَهُ؟ وَنَقُولُ لِلْقَدَرِيَّة؟ مَاذَا تَقُولُونَ اِذاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَاتَعْمَلُون(قَالُوا نَعَمْ وَلَكِنَّ اللهَ لَايَتَدَخَّلُ فِيمَا تَعْمَلُون؟ وَنَقُول لِلْقَدَرِيَّة؟ بَلْ يَتَدَخَّلُ فِيمَا نَعْمَلُ قَبْلَ اَنْ نَعْمَلَهُ وَهُوَ مَشِيئَتُنَا لِهَذَا الْعَمَلِ الَّتِي يَتَدَخَّلُ فِيهَا سُبْحَانَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَاتَشَاؤُونَ اِلَّا اَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِين(قَالُوا؟ لَاحُجَّةَ لَكِ يَااُخْت غُصُون فَاِذَا تَدَخَّلَ اللهُ فِي مَشِيئَتِنَا لِهَذَا الْعَمَلِ فَعَلَى أيِّ اَسَاسٍ يُحَاسِبُنَا فَلَامَعْنَى اِذاً لِحُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ الَّتِي اَعْطَانَا اِيَّاهَا بِسَبَبِ تَدَخُّلِهِ فِيهَا؟ وَنَقُولُ لِلْقَدَرِيَّة؟ بَلْ اَنْتُمْ لَاحُجَّةَ لَكُمْ لِاَنَّ اللهَ تَدَخَّلَ بِمَشِيئَتِهِ مِنْ اَجْلِ اِصْلَاحِ مَشِيئَتِنَا وَتَوْجِيهِهَا وَتَحْوِيلِهَا مِنَ الشَّرِّ اِلَى الْخَيْرِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{هُوَ الَّذِي يُصَلّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّور( وَلَكِنَّنَا اَبَيْنَا اِلَّا اَنْ تُخَالِفَ مَشِيئَتُنَا مَشِيئَتَهُ فَاسْتَجَابَ سُبْحَانَهُ بِقَدَرِهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ* (لَا بِقَضَائِهِ الْآمِرِ النَّاهِي) *لِمَا خَالَفْنَاهُ مِنْ مَشِيئَتِهِ بِمُوجِبِ حُرِّيَّةِ الِاخْتِيَارِ الَّتِي اَعْطَانَا اِيَّاهَا فَعَلَى هَذَا الْاَسَاسِ يُحَاسِبُنَا بِقَانُونِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ يَوْمَ الْقِيَامَة وَقَدْ يُعَاجِلُ بِانْتِقَامِهِ مِنَّا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآخِرَة؟ نَعَمْ اَخِي وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ اللهَ يَسْتَجِيبُ لِلشَّرِّ اِلَى دَرَجَةٍ تُمَكِّنُهُ مِنَ الْقَضَاءِ عَلَى الْاَخْضَرِ وَالْيَابِسِ فِي هَذَا الْكَوْنِ الْوَاسِعِ الْفَسِيح بِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لِلْاَشْرَارِ اَنْ يَتَحَكَّمُوا بِالْهَوَاءِ الَّذِي نَتَنَفَّسُهُ اِلَى دَرَجَةٍ تَجْعَلُهُمْ يَقْطَعُونَهُ عَنِ النَّاسِ نِهَائِيّاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْهَوَاءَ لَوْ قَطَعُوهُ* عَنِ النَّاسِ لِمُدَّةِ ثَلَاثِ دَقَائِقَ فَقَطْ؟ فَقَالُوا لَهُمْ مَنْ يَشْتَرِي مِنَّا هَوَاءً مِنْ اَجْلِ التَّنَفُّس؟ مَنْ يَشْتَرِي مِنَّا مَاءً صَالِحاً لِلشُّرْبِ؟ *لَمَاتَ النَّاسُ جَمِيعاً مُخْتَنِقِينَ عَطْشَانِين؟ وَقَدْ يَمُوتُونَ مِنَ الْجُوعِ اَيْضاً؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَيْضاً اَنَّ الشَّرَّ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَهْرُبَ اَوْ اَنْ يَنْجُوَ بِفَعْلَتِهِ مَهْمَا طَالَ الزَّمَان بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنَّ جَهَنَّمَ لِمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِين{يَقُولُ الْاِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ اَيْنَ الْمَفَرّ{يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْاِنْسِ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ فَانْفُذُوا لَاتَنْفُذُونَ اِلَّا بِسُلْطَان( نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى الْحُجَجُ الْوَاهِيَة وَالْمَنْطِقُ الْاَعْوَجُ الَّذِي يَسْتَنِدُ اِلَيْهِ الشَّرُّ الْبَاطِلُ فِي الدِّفَاعِ عَنْ اَصْحَابِهِ فَاِنَّهُ{مَااَنْزَلَ اللهُ بِهِ مِنْ سُلْطَانٍ(عَلَى الْقُلُوبِ وَالْعُقُولِ وَالنُّفُوسِ؟ وَاِنْ كَانَ سُلْطَانُهُ بِقُوَّةِ الْاَسْلِحَةِ الْمَادِّيَّةِ الْفَتَّاكَة؟ وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ فِي اِقْنَاعِ النَّاسِ بِبَاطِلِهِ مَهْمَا تَفَشَّى فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّة؟ نَعَمْ اَخِي بَعْدَ ذَلِكَ اَتَتْ طَائِفَةٌ اُخْرَى؟ وَاَتَوْا بِالْغُلُوِّ فِي التَّعَبُّدَاتِ؟ فَقَالُوا لَانَصِلُ اِلَى صَفَاءِ النَّفْسِ وَاِلَى تَزْكِيَةِ الْقَلْبِ حَتَّى نَنْقَطِعَ عَنِ النَّاسِ بِالْكُلّيَّة؟ فَخَرَجُوا عَنِ الْمُدُنِ؟ وَسَكَنُوا بَعْضَ الْاَدِيرَة وَبَعْضَ الْكُهُوفِ؟ وَاخْتَلَطُوا برُهْبَانِ النَّصَارَى؟ وَتَاَثَّرُوا بِهِمْ وَاعْتَزَلُوا مَعَهُمْ حَتَّى ظَهَرَ لَهُمْ بَعْدَ فَتْرَةٍ طَرِيقَةٌ جَدِيدَةٌ فِي التَّعَبُّدَاتِ اَظْهَرُوهَا لِلنَّاسِ فِيمَا بَعْد؟ وَهُمُ الَّذِينَ سُمُّوا فِيمَا بَعْدُ بِالصُّوفِيَّةِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ يُرِيدُونَ رِفْعَةَ الدَّرَجَاتِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى؟ وَاَنَّى لَهُمْ ذَلِكَ وَقَدْ غَلَوْا فِي طَلَبِ التَّعَبُّدِ؟ وَاَتَوْا بِغُلُوٍّ جَدِيدٍ فِي الْاَئِمَّةِ وَالصَّالِحِينَ وَاَصْحَابِ الطُّرُقِ وَاَتَوْا بِطَلَاسِمَ وَشَعْوَذَاتٍ وَسِحْرٍ شَيْطَانِيٍّ وَضَرْبِ شِيشٍ يَزْعُمُ اَوْلَادُ الْاَفَاعِي الْمُتَصَوِّفَةُ مِنْ خِلَالِهِ اَنَّهَا طَرِيقَةٌ صُوفِيَّةٌ حَرْبَجِيَّةٌ؟ وَلَكِنَّهَا فِي حَقِيقَتِهَا طَرِيقَة مُجْرِمَة حَقِيرَة مُنَافِقَة نَذْلَة خَسِيسَة لَئِيمَة دَيُّوثَة لَاتَغَارُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَلَا عَلَى دِمَائِهِمْ وَلَا عَلَى اَمْوَالِهِمْ وَلَا عَلَى اَعْرَاضِهِمْ وَلَاتُحَارِبُ اَعْدَاءَ اللِه الَّذِينَ يَهْتِكُونَهَا وَيَقْتُلُونَ الْمُسْلِمِينَ وَلَاتُدَافِعُ عَنْ اَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ وَاَبْرِيَائِهِمُ الَّذِينَ يُقْتَلُونَ بِدَمٍ بَارِد؟ وَاِنَّمَا هَمُّ الْمُتَصَوِّفَةِ الْوَحِيدُ هُوَ اَنْ يَكُونُوا مُرْتَزَقَةً يَاْخُذُونَ الْاَمْوَالَ الْحَرَامَ مِنْ اَعْدَاءِ اللهِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَضْمَنَ اَعْدَاءُ اللهِ سُكُوتَهُمُ الْمُخْزِي الْحَقِير عَلَى مَايَحْصَلُ مِنْ فَظَائِعَ وَتَجَاوُزَاتٍ خَطِيرَةٍ جِدّاً بِحَقِّ الْمُسْلِمِينَ الْاَبْرِيَاءِ الَّذِينَ يُقْتَلُونَ بِدَمٍ بَارِدٍ ثُمَّ يَجْلِسُ الْخَنَازِيرُ الْمُتَصَوِّفَةُ لِيَتَفَرَّجُوا عَلَيْهِمْ شَامِتِينَ وَلَايُحَرِّكُونَ سَاكِناً لِاِنْقَاذِهِمْ؟ نَعَمْ اَخِي ثُمَّ اَتَوْا بتَعَبُّدَاتٍ جَدِيدَةٍ وَبِاَلْبِسَةٍ جَدِيدَةٍ لَيْسَ عَلَيْهَا هَدْيُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَاهَدْيُ صَحَابَتِهِ؟ نَعَمْ اَخِي غَلَوْا أيْ تَجَاوَزُوا الْحَدَّ فِي الِانْقِطَاعِ عَنِ النَّاسِ وَالرَّغْبَةِ بِالْخَلْوَى فِي تَعَبُّدِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا وَتَسْخِيرِ الْقَلْبِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَجْتَمِعَ بِاَحَاسِيسِهِ وَمَشَاعِرِهِ جَمِيعاً عَلَى ذِكْرِ اللهِ وَالتَّفَكُّرِ بِمَلَكُوتِهِ؟ فَتَرَكُوا السُّنَّةَ الصَّحِيحَةَ فِي ذَلِكَ؟ وَخَرَجُوا عَمَّا اَذِنَ لَهُمُ الشَّرْعُ بِهِ؟ فَبَلَغَ بِهِمُ الْغُلُوُّ؟ اَنْ اَحْدَثُوا طَرِيقَةً جَدِيدَةً فِي الْعِبَادَاتِ وَالْاَذْكَارِ وَاَنْوَاعِ التَّعَبُّدَاتِ؟بَلْ اَضَافُوا اِلَيْهَا الطَّلَاسِمَ وَالشَّعْوَذَات؟ فَصَارُوا اَهْلَ فِرَقٍ وَاَهْلَ ضَلَالَاتٍ كَثِيرَةٍ تَوَسَّعَتْ مَعَ مُرُورِ الزَّمَنِ اِلَى رِفَاعِيَّةٍ وَشَاذِلِيَّةٍ وَنَقْشَبَنْدِيَّة اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنْ غُلَاةِ الْمُتَصَوِّفَة؟ نَعَمْ اَخِي وَكُلُّ هَذِهِ الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ وَالْفِرَقِ وَالطَّوَائِفِ الضَّالَّةِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ؟ كَانَ مَنْشَؤُهَا هُوَ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ؟ وَخَاصَّةً فِي مَجَالِ الْعَقَائِدِ وَالْعِبَادَات؟ وَلَوْ اَخَذُوا بِالسُّنَّةِ الصَّحِيحَةِ وَالدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ الصَّحِيحِ وَلَمْ يَزِيدُوا عَلَيْهَا وَلَا عَلَيْهِ مِنْ اَهْوَائِهِمْ؟ لَمَا حَصَلَ هَذَا الِافْتِرَاقُ الْعَظِيم؟ وَلَمَا حَصَلَ هَذَا التَّكْفِيرُ وَالتَّضْلِيلُ فِي الْاُمَّة؟ بَلْ بَقِيَتِ الْاُمَّةُ قَلْباً وَاحِداً؟ وَلَكِنْ هَكَذَا اقْتَضَتْ حِكْمَةُ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ وَاَعْدَلِ الْعَادِلِينَ؟ وَهَذَا هُوَ الَّذِي خَشِيَ مِنْهُ الْمُصْطَفىَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَمَا قَال[اِيَّاكُمْ وَالْغُلُوُّ؟ فَاِنَّمَا اَهْلَكَ مَنْ كَانُ قَبْلَكُمُ الْغُلُوّ( وَلَكِنْ مَعَ الْاَسَفِ؟ وَقَعَ هَذَا الْغُلُوُّ فِي هَذِهِ الْاُمَّةِ كَمَا وَقَعَ فِي الْاُمَمِ قَبْلَهَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَمَا هِيَ اَسْبَابُ هَذَا الْغُلُوّ؟ وَمَاهِيَ اَسْبَابُ ظُهُورِ هَؤُلَاءِ الْغُلَاةِ حَتَّى لَانَقَعَ فِيمَا وَقَعُوا فِيهِ مِنْ هَذَا الْغُلُوِّ وَالطُّغْيَانِ وَالْمُبَالَغَةِ وَمُجَاوَزَةِ الْحَدِّ الَّذِي شَرَعَهُ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ كُلٌّ مِنَّا يُرِيدُ الْخَيْرَ وَالتَّقَرُّبَ اِلَى اللهِ تَعَالَى؟ فَاِذَا عَرَفْنَا اَسْبَابَ هَذَا الْغُلُوِّ؟ فَاِنَّنَا نَجْتَنِبُ تِلْكَ الْاَسْبَابَ؟ وَنَاْخُذُ بِالْحَزْمِ فِي دِينِ اللهِ؟ حَتَّى لَانُسَاقَ اِلَى نَوْعٍ مِنَ الْغُلُوِّ مِنْ حَيْثُ نَشْعُرُ اَوْ مِنْ حَيْثُ لَانَشْعُر؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَقَدْ كَانَتْ اَسْبَابُ ظُهُورِ هَذَا الْغُلُوِّ مُتَعَدِّدَةً؟ وَلَانَسْتَطِيعُ اسْتِقْصَاءَهَا كُلَّهَا؟ لَكِنْ سَنَذْكُرُ بَعْضَهَا فِي مُشَارَكَةٍ قَادِمَةٍ اِنْ شَاءَ اللهُ حَتَّى لَانُطِيلَ عَلَيْكُمْ؟ اللهم علمنا ما ينفعنا؟ وانفعنا بما علمتنا؟ سبحانك ربنا لاعلم لنا الا ماعَلَّمْتَنَا؟ وصلى الله على محمد وازواجه وذريته وآله واصحابه؟ وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله غصون؟ وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين



 

رد مع اقتباس