تكملة
ويُروى هنا أن عيسى بن مريم عليه السلام مرَّ مع الحواريين على جثة خنزير ميت،
وقد انتفخ جسمه، وانتشرت منه رائحة نتنة، فقال أحدهم: مأ أنتن ريحه؟!
وقال الآخر: ما أقبح منظره؟!
وقال الثالث: ما أبشع لونه؟!
فقال عيسى عليه السلام: ((ألا ترون بياض أسنانه؟!))
لقد صدق الحواريون في كل ما قالوه،
ولكن السيد المسيح عليه السلام رأى بالإضافة إلى ذلك بياض أسنانه.
إن المتفائل يجمع نقاط الضوء مهما كانت صغيرة،
أما المتشائم فهو على العكس يجمع نقاط الظلمة مهما كان النور الذي حوله.
ألا ترى كيف أن أكثر الذين يُقدِمون على الانتحار في العالم إنما هم من المتشائمين
الذين يرون العقبات الصغيرة وكأنها جبال؟ كما أن أكثر الذين يٌقدِمون على الطلاق
هم ممن يرون التوافه في الحياة وكأنها أساسياتها؟!
بينما المتفائلون يتمتعون ليس بروح إيجابية فحسب، بل برؤية بعيدة المدى،
لأن العدل سيحكم الكون كله في النهاية، والله تعالى قرر الخير لعباده على كلِّ حال.
+ لكن أُكمِل إلَّا حين أرى ( ردود تفتح النفس ) -.-