تكملة
ولكي تعرف من هو المتفائل؟ ومن هو المتشائم؟ خذ كأسًا واملأ نصفه،
واترك نصفه الباقي فارغًا، ثم ارفعه أمام الناس واسأل: كل واحد منكم ماذا يرى؟
فالمتفائل سيُباردك بالقول: أرى أنَّ نصف الكأس مليان،
بينما المتشائم يقول: أرى نصفه فارغًا.
صحيح أن نصف الكأس مليان بالفعل، والنصف الآخر فارغ بالفعل أيضًا.
لكن المتشائم ينطلق من نزعة إنحرافية ويبحث عن نقاط الفراغ،
ومشاكل الحياة، يكون عاجزًا عن رؤية نقاط الامتلاء.
لأنه لا يتفاعل مع ما يرتبط بالأفراح. إنه يبكي في ليلة زواجه على ساعة طلاقه،
ويخاف في لحظة نجاحه من يوم الفشل، ويخشى في أيام أمنه من أيام خوفه.
أما المتفائلون فيرون الحقائق كما هي، فهم يعرفون تعاقب الخير والشر في الحياة،
ويؤمنون بأن الحلال أكثر من الحرام، والطيبات أكثر من الخبائث،
والصلاح أكثر من الفساد، وإن طريق النجاح مفتوح للجميع،
ولكنه ليس خاليًا من المشاكل ..