عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-12, 08:39 AM   #4
مُغترب
موقوف
مُرهَق / مُراهِق !


الصورة الرمزية مُغترب
مُغترب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5842
 تاريخ التسجيل :  Dec 2011
 المشاركات : 377 [ + ]
 التقييم :  5696
لوني المفضل : Green
افتراضي رد: كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى ؟!



تكملة

إنّ المؤمن يعيش بين الخوف والرجاء، فلا خوفه يغلب رجاءه،
ولا رجاءه يغلب خوفه، فلا التفاؤل يجوز أن يكون بلا حدود،
ولا التشاؤم يجوز أن يكون بلا نهاية.

ومن لا يرى في الحياة إلَّا الأفراح،
سينقلب على نفسه في يومٍ من الأيام ولا يرى فيها إلَّا الأحزان،
وسوف ينتقل من تفاؤلٍ كاذب إلى تشاؤمٍ حقيقي.

يقول الحديث الشريف : ((إيَّاك والرجاء الكاذب، فإنه يُوقعك في الخوف الصادق))،
فالذين لا يريدون في الحياة إلَّا المُتع، هم إمَّا غافلون أو مُغفلون، أما الذين لا يرون
إلَّا الأحزان، فهم خاطئون أو مُحبطون.

ومثل هؤلاء سيتحطمون نفسيًا، قبل أن تحطهم مشاكل الحياة،
وستنتهي أرواحهم قبل أن تنتهي أجسامهم.

يقول الإمام علي (ع) : ((قتل القُنُوطُ صاحبه))، والقنوط يعني اليأس،
فهو يأكل روح صاحبه كما تأكل الناس الحطب.

ويقول الإمام (ع) أيضًا : ((لا تيأس من الزمان إذا منع، ولا تثِق به إذا أعطى)).

إنَّ الحياة مثل شارعٍ فيه حُفر ومنحنيات،
فمن يمشي فيه دون أن يلتفت إلى حفره ومنحنياته،
مُتمنيًا أن لا تواجهه أية مشاكل في الطريق،إنما يُخادع نفسه،
وسيكتشف بعد فوات الأوان أنه كان مخطئًا ومثله في ذلك المثل
من يقود سيارة بسرعة جنونية من دون أن يملك فرامل قوية؛
ليوقفها عندما يواجه حفرةً او حاجزًا.

إنَّ المتفائل بلا حدود يظن أنه المولود البكر في هذا الكون،
وأن لا أحد غيره في الحياة. أما المتشائم، غهو يظن أنه مخلوقٌ لتلقي الضربات،
ومواجهة المشاكل، وهو يرى كل منحنى في الطريق وكأنه حفرة لا يمكن تجاوزها ..
وإنَّ كل جسر هو عقبةٌ لا يمكن العبور عليه.
فهو يقف حيث يجب أن يمشي، وينبطح حيث تكبر عنده صغار الأمور، وتصغر كبائرها ..

إنَّ المتفائل الحقيقي ينطلق في كل اتجاهات الحياة، ولكنه لا يتجاهل المشاكل والمصاعب،
ويعرف أنَّ العقبات أمور طبيعية في طريق النجاح فلا يُصاب باليأس إذا واجه مشكلة،
ولا يُصاب بالغرور إذا أحرز نجاحًا في الحياة.



توضيحات :
الرجاء : يعني التفاؤل.
الخوف : يعني التشاؤم.



 

رد مع اقتباس