قلق
كان يذوب في عملهِ كمعلمٍ لمادةِ العلوم، حيويته متواصلة لا تنضب. دائمًا في سعي للبحث عن أساليب تعليمية جديدة، وعن وسائل معينة لإيصال مادته لطلابه بأسهل الطرق.
ذاك هو الأستاذ حسن والذي ما إن يُذكر حتى يُذكر معه الإخلاص والتفاني.
دمث الخلق، ومحبوبٌ بين زملائه وطلابه.
لكن (الحلو ما يكمل) كان هناك ما يؤرقه ويجعله في قلقٍ دائم.
حاول مرارًا وتكرارًا أن يتغلب عليه لكنه عجز.
(( تأخره الصباحي!! ))
نعم، مع كل ما هو فيه من تقدير للجميع، ومع تشكيل هذا التقدير الغطاء المناسب لتأخره، لكنه دائم التأخير عن الدوام.
حاول أن يلتزم بالحضور المبكر، لكن إرادته دائمًا ما تخونه.
أحسَّ بالتقصير وبتأنيب الضمير، مارس جلد ذاته.
حتى وقف ذات يومٍ أمام إدارة المدرسة وقال لهم:
( أرجوكم حرروا لي إنذارًا أو لفت نظر، عليَّ أن ألتزم، عاقبوني فلقد تعبت،
أريد أن ألتزم، أريد أن أحضر باكرًا. )
تبادل المدير والوكيل النظرات، اكتفيا بابتسامةٍ ولم يُعلِقا.
اسم الكاتب : جعفر أمان.
الكتاب : ربما بقي أمل.