عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-11, 03:24 AM   #6
мαιαќ ..♡
كوفي مميز
..}{ملآك}{..سابقاً


الصورة الرمزية мαιαќ ..♡
мαιαќ ..♡ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3677
 تاريخ التسجيل :  Jan 2011
 المشاركات : 1,141 [ + ]
 التقييم :  748
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: مواعض رمضانيه لفضيلت الشيخ خالد بن عبد الرحمن



الموعظة الثامنة
الـغِيبَةُ


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين, حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا به, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أمّا بعد:

أحبابي الكرام سوف نتكلّم عن مرض, هذا المرض فتك بالصالحين والمُصلحين, وفتك بالرجال والنساء, وفتك بالمتعلّمين وغير المتعلّمين, والكبار والصغار, وتجد هذا المرض يصاحب الناس في كل مكان حتى أنه قد يصاحبهم وهم في بيتٍ من بيوت الله سبحانه وتعالى, بل وقد يصاحبهم وهم يؤدّون فريضة من فرائض الله وهو الحجّ ركن من أركان الإسلام, بل قد تجد هذا المرض يصاحبهم وهم يؤدّون فريضة الصيام ركن من أركان الإسلام, فتجد هذا المرض انتشر انتشارًا عظيمًا وفتك بأكثر المسلمين, إلا من رحم الله.
ما هو هذا المرض؟
إنّه مرض الغيبة. ما هي الغيبة؟ الغيبة كما روى الإمام مسلم في صحيحه أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام يقول للصحابة: "أتدرون ما الغيبة؟, قالوا: الله ورسوله أعلم, قال صلى الله عليه وسلم, الآن يشرح الغيبة: "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره", أن تذكر أخوك المسلم بشيء هو يكرهه, قالوا: "يا رسول الله إن كان ما نقوله فيه حقًا", هو موجود,الصفة التي نذكرها موجودة مثلاً, قال: إن كانت موجودة هذه الصفة طبعًا, قال عليه الصلاة والسلام "فقد اغتبته, وإن لم تكن فيه فقد بهتّه" هذا هو الحديث رواه مسلم.
كثير من الناس يتساهل في أمر الغيبة, ويظن أنّ أمر الغيبة أمر سهل يسير, نصلّي الظهر أو العصر وخلاص, نتوضّأ وانتهت المشكلة, لا, يا أحبابي الكرام هل تعلمون أنّ الغيبة من كبائر الذنوب؟ وليست من الصغائر, والكبار كما يقول العلماء أنّها لا تكفّرها الصلاة ولا الصيام على قول كثير من العلماء, لا بدّ منها من توبة إلى الله سبحانه وتعالى أنّ الإنسان يتوب إلى الله يستغفر الله يندم على ما فعل ويعزم أن لا يعود.
ذكرك أخاك بما يكره, نذكر الآن أمثلة واقعية لأن بعض الناس يتساهل يقول لك: يا أخي هذه ما هي غيبة, فمثلاً عندما تذكر أخوك المسلم قلت: واللهِ فلان بخيل؛ هذه غيبة لأن هذه القاعدة التي ذكرها رسول الله عليه الصلاة والسلام: "ذكرك أخاك بما يكره", فتصوّر كل كلمة لو وصلت إلى أخوك المسلم يكرهها ينزعج يتأثّر يتألّم يكره هذا الأمر اعتبر أنّها من الغيبة, قلت فلان: -نحن ذكرنا بخيل- فلان جبان؛ هذه غيبة, فلان كثير النوم؛ غيبة, فلان كثير الأكل؛ غيبة, فلان ثقيل الدم؛ غيبة, فلان ما أدّب أولاده؛ غيبة, فلان ما أدّب زوجته؛ غيبة, يقول لك: خلّيك من, -شوف الأسلوب استحقار- يا أخي فلان ما عنده سالفة؛ هذه غيبة لأن هذا الأسلوب أسلوب استحقار.
أو حتّى بعض العلماء ذكر شيء عجيب قال: بعض الناس يذكر الغيبة على طريقة دعاء, تسأل أيش أخبار فلان؟ قال لك: فلان! نسأل الله العفو والعافية؛ قال بعض العلماء: هذه الغيبة, قالوا غيبة هذه, لماذا؟ قال: الناس فهموا أنّ فلان عليه علامة استفهام. حتّى بعض الناس يقول أيش أخبار فلان, قال: واللهِ يا أخي خلّونا ما ودّنا نغتابه؛ قال العلماء: هذه الغيبة, ما ودّنا نغتابه ما نريد نغتاب شخص هذه غيبة. أو نسأل الله السلامة, ذُكِر شخص من الأشخاص قال لك: نسأل الله السلامة والعافية! قالوا: هذه غيبة.
فننتبه ونكون حذرين أشدّ الحذر من قضية الغيبة حتى لو كان عندك احتمال, واللهِ يعني حتى لو كان واحد بالمائة اتركها, قال: واللهِ متردّد هل هي غيبة ولا ما هي غيبة؟؛ يا أخي اتركها, أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال: "دع ما يريبك إلى مالا يريبك", هكذا قال, بل إنّي قرأت بعض العلماء قال: لو قلت فلان مسكين, قال: هذه غيبة, لأنه ما يريد أحد يقول عنه مسكين, فلان درويش, فلان ساذج, كل هذه الكلمات أحبابي الكرام لا بد أن نحذر منها كلّ الحذر حتّى لا نقع في الغيبة, ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم عندما عُرج به إلى السماء رأى قومًا, وقد يسأل بعض الناس ما هي عقوبة المغتاب؟ -قلنا الغيبة من الكبائر- فقال: فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أناس لهم أظافر من نُحاس -تصوّر- يخمشون بها وجوههم وصدورهم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل من هؤلاء؟ ما هي جريمتهم؟ ما هو فعلهم؟ فقال جبريل عليه الصلاة والسلام: هؤلاء الناس يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. هذه عقوبة من يغتاب الناس يكون له أظافر من نُحاس يخمش وجهه وصدره ولا حول ولا قوة إلا بالله!

(أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ) -انظر التمثيل يعني التمثيل الشنيع, الله عزّ وجلّ مثّل هذا الإنسان المُغتاب (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) تصوّر أخوك ميت وأنت تأكل من لحمه, صورة بشعة! كذلك هذا المغتاب -نسأل الله السلامة والعافية- كأنه يأكل لحم أخيه ميتًا.

فلهذا نحذر كل الحذر حتّى من مجالس الغيبة, بعض الناس قد ما تكون عنده قوة شخصية في إنكار الغيبة وهذه مشكلة نحن نقع فيها مشكلة أخرى أنّنا نسمع الغيبة لكن نجامل الجلساء, ما نريد أنّ لجلساء يغضبون علينا فتجد بعضهم يسكت مرّة مرّتين ثلاث حتّى يستمرئ الغيبة, حتى يتأصّل فيه هذا المرض وخلاص يصبح عنده الأمر عادي يسمع الغيبة ما عنده مشكل. فلهذا أيها الأحباب الكرام نحذر من مجالس الغيبة, تعرف مجلس دائمًا غيبة وبالذات مجالس النساء وأنا أحذّر النساء لأن هذه الصفة -نسأل الله السلامة والعافية- قد تنتشر بين النساء أكثر من الرجال, فلانة طُلِّقت, فلانة فعلت, فلانة كذا.. دائمًا ذكر أخبار النساء فيما بينهم كثيرًا فهم عُرضة للغيبة أكثر من غيرهم.
فلهذا نحذر كل الحذر من هذا المرض الخطير الفتّاك الذي يأكل حسنات الإنسان, يوم القيامة من اغتبته يجيء هذا الشخص ويأخذ من حسناتك إذا لم تتب إلى الله جلّ وعلا, ولهذا ذكر الإمام ابن القيم -رحمه الله- فائدة عجيبة قال: تجد بعض الناس -معنى كلامه في كتابه الداء والدواء-, قال: تجد رجل صاحب زهد وعبادة ودين ومع ذلك يتحرّز من كثير من المحرّمات من الفواحش من الزنا من السرقة من أكل الحرام, ولكنّه لا يتحرّز من الغيبة, لا يستطيع أن يضبط حركات لسانه فتجد لسانه -والعياذ بالله- يفري في أعراض المسلمين الأحياء منهم والأموات, هذا قد يقع فيه العبّاد والصالحون كما قلت يتركون كبائر الذنوب لكنّه عند الغيبة -وهي من الكبائر- ما يستطيع أن يتركها, خلاص تأصّلت فيه الغيبة, تجسّدت في شخصيته, فما أن يجلس مجلس إلا وتجد لا بد وأن يذكر الناس, هذا مَرَض؛ أنّ الإنسان يتعوّد على ذكر أخطاء الآخرين وعلى تتبّع عورات المسلمين, هذا مرض من الأمراض, لا بدّ أنّ الإنسان يجاهد نفسه, المسألة تحتاج لها مجاهدة, أنّ الإنسان يضبط لسانه في أنّه لا يتكلّم في الآخرين إلا -بين قوسين في نهاية اللقاء- إلا للمصلحة والحاجة, ولا نريد أن نوسّع هذه المصلحة, هناك مصلحة هناك حاجة؟ نعم, أحذّر من شخص صاحب فسق صاحب فجور, نعم, صاحب سئِلت عنه يريد أن يتزوّج امرأة, ما رأيك بفلان؟ نعم فلان -هو يريد الآن يتزوّج من أختك أو مثلاً من ابنتك- فتقول: فلان نعرف عنه كذا كذا, نعم, هذا من أجل السؤال, هذه للحاجة والمصلحة, أما لغير الحاجة والمصلحة فلا يجوز ذكر مساوئ الناس.
أسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يطهّر ألسنتنا من الغيبة, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.