رضخت نيرمين لأوامر السيده صوفيا ، فلم يكن لها عائل يتولى أمورها ويعولها .

عند ذهاب نيرمين لجدتها ، بكت في محطة القطار ، مودعةً لذكريات والدها وقريتها ، والأهم من ذلك طيف والدتها
الذي يراودها عند حاجتها لمن تستشيره في أمر مصيري كهذا ..

عند وصولها للقريه اتجهت نحو منزل جدتها حسب العنوان الذي أرفقته السيده صوفيا بوجبة غدائها ،
كان الخط
صغيراً جدأ ويصعب قراءته وكان قد كتب على طابع كبير بعض الشيء قديم العهد ، يخص السيد غارني
زوج السيده صوفيا ،
دخلت نيرمين بيت جدتها فوجدته خاويا ولم تجد من يرحب بها حينئذ ،
حزنت نيرمين
لذلك وبآدرت بتفحص الغرف ، وعند دخولها غرفة المعيشه وجدت جدتها السيده كلير مسندة على كرسيها الهزاز
قرب المدفأه وبجانبها قطتها تلعب بغزلها ،
سالت دموع نيرمين لما هي في حالٍ بائس ، قبلت رأس جدتها ثم مضت
تضع حقائبها في غرفتها التي دلتها عليها جدتها .

بطبع نيرمين فهي قد عُودت على اعمال المنزل فسألت جدتها : هل أجد عندك مآأرتبه جدتي ..؟!

أجابتها السيده كلير بجفاء : لا ، اذهبي والعبي مع أولاد القريه قبل غياب الشمس .

هزت رأسها نيرمين بالإجابه ومضت تبحث في القرية عمّا يسليها ..

أعلنت الشمس للقرية مغيبها ، وإذا بنرمين تتضور جوعاً ..!

وجدت في طريق العودة لمنزل جدتها مخبزاً في زاويةِ داكنه ، ضوئها خافت ، دخلت نيرمين المخبز
والقت التحيه على من به ..
قصدت صاحب المحل وطلبت منه رغيفا من الخبز .
ابتسم لها والقى التحيه ثم باشر بجلب طلبها ..
وعند اعطاءه لها عرف لها بنفسه قائلاً: مرحباً انا ستيف والدي صاحب هذا
المخبز المتواضع يبلغ عمري الخامسة عشر ، ماذا عنك فلم أرآك هنا منذ قبل ..!

أجابته نيرمين بلباقةٍ شديده : مرحباًبك ستيف ، انا أسمي نيرمين يبلغ عمري اثنتا عشرة سنه ، نزلت اليوم هذه القريه
وأنا جديدة عليها أرآك لآحقاً لقد تأخرت، ودعا بعضهما وذهبت نيرمين مسرعه لمنزل جدتها ..