بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،‘
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد : يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، ثم ينادي : يا أهل النار فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه ، فيُذْبح، ثم يقول : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت , ثم قرأ:{ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة } وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا { وهم لا يؤمنون } متفق عليه .
المفردات
أملح : أي لون شعره مختلط بالسواد والبياض.
فيشرئبون : ترتفع أعناقهم .
المعنى الإجمالي
الفناء والنعيم ضدان يؤثر الأول منهما على كمال الثاني ، فكلما ظن المتنعم أو دار في
خلده أن ما هو فيه من النعيم سوف يذهب وينقضي آلمه ذلك ، ونغص عليه نعيمه، وكذلك
المعذّب إذا ظن أنه سيأتي عليه يوم ينتهي عذابه، فإن عذابه يهون، وصبره يعظم ، ورجاؤه
يخفف ما هو فيه من ألم وشقاء !
وزيادة في نعيم المؤمنين وعذاب الكافرين قضى الله بذبح الموت ذبحاً حسياً
أمام الجميع أهل الجنة وأهل النار ، وذلك ليدفع كل معاني الأمل من نفوس
الكافرين في النجاة، وليقطع كل ظن في الفناء مما ينغص عيش أهل الجنة ، ويذهب
كمال نعيمهم ، فيفرح أهل الجنة فرحاً عظيماً ، ويشقى أهل النار شقاءً مريعاً ، فلا نجاة لهم في
حاضرهم ، ولا نجاة لهم في مستقبلهم ، فيعذبون حسياً بما هم فيه من العذاب ، ويعذبون
معنوياً بانقطاع الرجاء من النجاة !
الفوائد العقدية
1- عدم فناء الجنة والنار .
2- إثبات الخلود للمؤمنين في الجنة، وللكافرين في النار .
3- ذبح الموت دلالة على الخلود الأبدي .
4- تسمية يوم القيامة يوم الحسرة لتحسر الكافرين على تفريطهم في حق الله .
،‘