منتديات كوفي كوب Coffee cup - "كول" و "نقز" و"طيّحني" مسمّيات جديدة للشباب

"كول" و "نقز" و"طيّحني" مسمّيات جديدة للشباب
شباب كول في تحلية الرياض
"كول" و "نقز" و"طيّحني" مسمّيات جديدة للشباب
http://www.alwatan.com.sa/news/image...16Z_2704-1.jpg

الرياض: معيض الحارثي
يتطلب ارتياد شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز بالرياض المشهور شبابيا باسم "التحلية" استعدادات من نوع خاص عند بعض الشباب الذين يواكبون الموضة، ويطلق عليهم "شباب كول" خاصة يومي الأربعاء والخميس من كل أسبوع. حيث يتجنّبون ارتداء اللبس التقليدي "الثوب والشماغ" الذي يرون أنه لا يساير موضتهم، ويعتبرون من يرتديها عند تجوّله في الشارع، ويرتاد محلاته ومقاهيه الراقية بأنه "قروي"، ويستبدلونه بالبدل الشبابية و"الجينز" التي تختلف أنواعها ومسمياتها، ولا تخلو أحيانا من أشكال غريبة وخادشة للحياء كـ "طيحني" و"نقز".
ويكون للشعر نصيبه من اهتمام هؤلاء الشباب، فالحلاقة "على الموضة" حاضرة بقوة، وينطبق ذلك على السيارات التي يستقلونها، وغالبا ما تكون فارهة، وذات موديلات حديثة. حيث يتم غسيلها وتلميعها قبل ارتياد الشارع الذي يتحوّل إلى مكان صاخب حتى ساعات متأخرة من الليل، وتستعرض فيه آخر الصيحات والتقليعات الشبابية، ومنها اللبس على الموضة، والاستعراض بالسيارات والدراجات النارية والهوائية.
وخلال جولة "الوطن" على الشارع الشهير رصدنا هذه المظاهر، والتقينا بعدد من الشباب الذين أكدوا أن "التحلية" هو المتنفس الوحيد لهم. حيث تطاردهم عبارة "للعوائل فقط" في الأسواق والحدائق، فيلجؤون لقضاء وقت طويل من عطلة نهاية الأسبوع في الشارع الذي يعتبر أرقى شوارع العاصمة، ويتميز بتصميمه الجميل وأرصفته الواسعة ومقاهيه وأسواقه الراقية ومحلات الترفيه المتنوعة التي تستهدف الشباب الذين يرتادونه، وغالبيتهم من طلاب الجامعات والمدارس من مختلف الجنسيات.
وأكثر ما يلفت النظر في الشارع تواجد الشباب على شكل مجموعات "قروب" فهناك قروب للسيارات والدراجات النارية والهوائية، وآخر للتجوّل سيرا على الأقدام، ولكل منهم شعار مميز يرفعونه كالأعلام وربطات اليد والأساور والسلاسل اللامعة حول اليدين والعنق.
وذكر الشاب عبدالرحمن العبيد أن عددا من زملائه وأصدقائه من طلاب الثانوية والمتوسطة يتواجدون في الشارع يوم الأربعاء من كل أسبوع للترفيه عقب انتهاء الدراسة، ويحرصون على الاتفاق على اختيار شكل (لوك) وأسلوب (استايل) عند تواجدهم في الشارع. حيث يخضعون الثوب والشماغ لإجازة جبريّة، ويعتبرون من يرتديه عند قضاء وقته في الشارع بأنه "قروي"، ويصفونه بأسماء مرادفة كـ"الطعس" و"حنيس"، وتعني ذات المعنى.
وأضاف أن لبس هؤلاء الأصدقاء لا يخرج عن البنطلون والفانيلة "التي شيرت"، وبعضهم يضيف القبّعة "الكاب"، ولكل مجموعة طريقتهم الخاصة في نوعية هذه الملابس التي يتم اختيارها مجاراة لتقليعات أجنبية، فبعضهم يرتدي أنواعا طويلة وواسعة، وتحمل صورا غريبة ومخيفة، ويعرفون بـ"النقز" أو "النقا"، وآخرون يلبسون بنطلونات مرتخية وفانيلة ضيقة وقصيرة، وهو ما يعرف بموضة "طيحني"، ويطلقون على هذا النوع من اللبس "الكول"، مشيرا إلى أن أعدادهم في ازدياد مستمر عن الأعوام الماضية.
ويقول الشاب أحمد غريوات إن "لارتياد "التحلية" استعدادات خاصة للكثير من الشباب، فاللبس وحلاقة الشعر لابد أن يكونا على الموضة، وغالبيتها تقليد لمشاهير الفن والرياضة. كما يجب غسل وتلميع السيارة لتظهر في أبهى حلّة، واختيار الأغاني التي تصدح من سياراتهم لتكون شبابية، وآخر ما صدر في الأسواق".
وأضاف أن "بعضهم لا يتوقف عن ذلك عند منتصف الليل، وهو الوقت الذي تغلق فيه المحلات التجارية في الشارع. بل يكملون سهرتهم بالدوران في الشوارع قبل العودة للمنازل لمشاهدة التلفزيون ولعب البلايستيشن، ولا يخلدون للنوم إلا بعد طلوع الشمس، ليستيقظوا مساء، ويعودون لبرنامجهم في اليوم التالي. حيث يطبّق هذا البرنامج يومي الأربعاء والخميس، ويتوقف طيلة الأسبوع لانشغالهم بالدوام والدراسة".
ويشير الشباب سليمان الغاشم ومنصور الخليوي وريان الزغيبي إلى أن "كل مجموعة من الشباب الذين يرتادون الشارع يشكلون "قروبا" خاصا يتجاوز عددهم 8 أشخاص. يتجولون في الشارع سيرا على الأقدام، ويضع بعضهم شعارا موحدا كلبس لون محدد. أو وضع أساور وسلاسل على أيديهم وأعناقهم، ويعلق "قروب الدرجات الهوائية" أعلاما صغيرة، ويسيرون في مجموعات، ويكوّنون مسيرة طويلة على الأرصفة. في حين يضع "قروب السيارات" شعارات الأندية والأشكال الغريبة والمخيفة على سياراتهم من الخلف. كما يصمم بعضهم أنبوبة التفريغ "الشكمان" ليصدر صوتا مزعجا كطريقة للفت النظر، وإبراز القوة والسرعة والتحدي في السباق. في حين يوجد نوع آخر من الشباب الذين يستقلون سيارات فارهة، ويدورون باستمرار في الشارع لممارسة المكاكسات، و"ترقيم" الفتيات اللاتي يتعمد بعضهن ارتياد الشارع رغم أنه مخصص للشباب". ويشير زملاؤهم سالم الشمري وتركي الزغيبي وعبدالعزيز الثميري إلى أن "غالبية مرتادي الشارع يريدون الترويح عن أنفسهم في عطلة نهاية الأسبوع كون الشارع المتنفس الوحيد تقريبا للكثير منهم، ويقضون أوقاتهم في اللعب في المحلات الترفيهية التي تقدم الألعاب الإلكترونية. كما يدورون باستمرار في الشارع دون هدف محدد سوى تضييع أوقات فراغهم، والاطلاع على آخر تقليعات الشباب، ومشاهدة الأنواع الجديدة والغريبة من السيارات الشبابية التي يقودها أصحابها في المكان".
ويقول الباحث الاجتماعي حسين الثقفي إن "التصرفات والسلوكيات الخاطئة التي تصدر من بعض الشباب كالتفحيط والسرقات والغزل ورفع أصوات الموسيقى والرقص في الشوارع وارتداء الملابس الخادشة للحياء سببها الفراغ الكبير، وندرة وجود المواقع الخاصة بالشباب التي تلبي رغباتهم".
واقترح الثقفي تخصيص أماكن ترفيهية ورياضية خاصة بالشباب كنوادي السيارات وحلبات السباق، وإنشاء حدائق مجهزة بكافة الألعاب الرياضية والترفيهية برسوم ميسرة. كون غالبيتهم طلاب مدارس وجامعات، ولا يملكون المال الكافي للترفيه المطلوب. كما يجب تكثيف برامج التوعية والتثقيف للشباب وطلاب المدارس، وتوجيههم للمواقع المفيدة لقضاء وقت فراغهم.

منقول دمتم بود ْ~