دخلت مريم ووجهها مكفهر .. لم تكن مستعدة لتلك المنازلة البسيطة بينها وبين جراح.. هي تحبه حقيقة ولكن.. تكره معاملته لها.. وتسمع من اخيها ما لا يسرها ابدا.. فجراح.. معشوق الفتيات.. ولا يتوانى عن محادثتهن
فاتن في غرفتها مع صديقتها بعد ان سلمت على اهلها..
فاتن وهي تتربع على سريرها: مريوووووووووم حياتي خلج منه هذا حمار لا يكون اول مرة
مريم وهي تقضم ضفرها: لا فتون مو اول مرة.. بس تدرين... وحشـــــــــني الحمار.. من زمان ما شفته.. ويوم شفته... انقــــــــــهرت.. خصوصا وانا اسمع سوالفه عن لؤيووووو
فاتن : ما عليج منه .. تجاهليه انتي
مريم وهي تعقد حاجبيها: شكلي انا غلطت يوم ييت بيتكم.. والا انا ناقصة يعني ناقصة عوار قلب..
فاتن: لا والله.. ( وهي تضع يديها عند خصرها) سكتي سكتي بسرعة لا ما تشوفين خير .. حمارة وحده ما تحترمين احد.. ما تفكرين في غيرج.. ما تفكرين في فاتن اللي اشتاقت لج يام حمار من اخر يوم امتحانات وما شافتج بس تسمع صوتج اللي جنه نهيق؟..
مريم: هااااااااااااااااا.. نهيق.. تعالي يالقردة خليني اوريج النهييييق على اصوله
وجلستا تتضاربان وتمزحان مع بعضيهما.. الى ان انفرج خاطر مريم وابتعدت غيوم الحزن عنها.. وظلت مرتقبة لقائها الثاني مع جراح..
بشاير ابنه الجيران تدق الباب عليهما
بشاير: فتوووووون.. فتوووون خالتي تبيج تحت
فاتن: هههههههههههههه ها بشاير شفيج
تفتح بشاير الباب ونظراتها السميكة تتدلى على خشمها: فتوون خالتي تبيج تحت.. اتقول لج بسج انتي ومريم وتعالو اشتغلو وياها..
مريم: وييييييييييييي طالع هذي..
بشاير: هذي انتي.. انا اسمي بشاير..
مريم: هههههههههههه والنعم.. ياحيييييي شوفيها تشابه اختها موووووووووول ههههههههههههههههههههه
بشاير بنققمة: بياخه بنااات.. يالله فتون لا تتاخرين
فاتن: ان شالله حياتي الحين نازلة..
تضرب رفيقتها على الكتف الذي ضربها مساعد منذ قليل : يالله ننزل
مريم وهي تمسده: يعلللللللللللللللللللللللللللللللللللللل للني. . انتو شفيكم على هالجتف.. لا يكون ناوين عليه بالحطام.. يعلكم والله
فاتن: ههههههههههههههههههه شفيج انتي الحين
مريم : انتي الحين طقيتيني ومارد المصباح طقني مساعة بعد.. منو بعد باجي..
فاتن: زين انا ما هوست عليج بس طقيتج عادي خفيفه. وبعدين منو المارد هذا؟
مريم وهي تنهض: مساعد في غيره مارد بعد..
صمتت فاتن عندما جاء ذكر مساعد على اذنها.. مساعد مساعد.. ما هذا الحضور الغريب له.. ما اغربه هذا الرجل..
مريم وهي تخرج.. وتعيد الدخول إلى غرفة فاتن: يعني انزل بروحي؟
فاتن وهي تلتفت لها: همممممم
مريم: شفيييييييج.. يالله ننزل خالتي تناديج..
فاتن: اوكيه بغير ملابسي وبنزل..
مريم بنظرة غبية: وانا انزل يعني بروحي؟
فاتن: زين مريم انتي مو غريبة
مريم: وان شفت اخوج.. لا اوكلج هالجوتي..
فاتن وهي تغلق الباب في وجه رفيقتها: جبيييييييييييييييييي
وتقفل الباب وهي تغير ملابسها ومريم التي لم تكن تضمر في قلبها أي لقاء مع جراح بقيت عند الباب تنتظر ان تخرج فاتن.. وعندما خرجت فاتن نقمت عليها والاخرى ضحكت عليها...
كان المطبخ يمووووج بالناس.. كلهم كانو هناك.. جراح, خالد, ابو جراح, عبد العزيز, مناير, بشاير, وحتى خالتها عزيزة.. التي عندما رأت فاتن تهلل وجهها
عزيزة: هلااا فتوووووونة شلونج حبيبتي
فاتن تقبل خالتها: ابخير خالتي انتي شخبارج؟؟
عزيزة: الحمد لله اوكية.. ها شلون صحتج الحين ان شاء الله احسن
فاتن تورطت.. ماذا ترد على خالتها.. لم تخبرهم عن ذاك اليوم بالمدرسة ولا تريدهم ان يعرفوا لانها لا تريد الكذب عليهم: احسن الحين الحمد لله الا اقوللج خالتي تعالي وياي شوي
الكل كان منشغلا فلم يعبئ بحوار عزيزة وفاتن لكن خالد لم يكن مثلهم.. فهو بحضور فاتن ترتبك حواسه كلها.. و " راداراته" تتصدر كل تحركاتها وكل كلمة تنبس بها شفتاها.. يا ترى لم سالتها الخالة عزيزة عن حالتها الصحية؟؟ اكانت معتلة؟؟؟
في الصالة
فاتن: خالتي مابيج تقولين لامي شي عن هذاك اليوم انا ماقلت لها مابيها اتخرع
عزيزة بنظرة قلق: ليش انتي فيج شي فاتن؟؟؟ ليش تبين تغبين عليها؟
فاتن: لا مافيني شي سلامتج مابيها تخاف بس.. كفاية منوور وعمايلها السودة ما يحتاااج انا بعد ايي واضيق على امي
عزيزة تبتسم: فديتج والله يا فتون.. عمرج مافكرتي بحالج هلج دومهم يسبقونج..
فاتن تبتسم لخالتها: يالله الحين خلينا نرد
مريم: لا تمي تمي اكثر.. موقفتني جني صمنديقه هني.. انا ارد بيتنا احسن
فاتن بحنق: يالله عااااااااااااااااااااااد بس وايد دلعتج انا اليوم.. شكلج ما بترتاحين الا لما اصطرج
مريم التي عرفت بأمر فاتن مع مناير بذاك اليوم: لا يبا شكلج تعودتي.. عيب ترى الكف اهانة..
مناير التي خرجت هي تحمل صحنا مشكلا بالخضراوات: قوليلها... علميها يا مريم.. خليها تفهم..
فاتن التي مازالت تلوم نفسها على موقفها من اختها التي لم تسامحها.. تكلمها ولكن.. بغرور ورفعة نفس..
تتمختر مناير امام الكل وهي تخرج الى الباحة لتضع الاكل بجنب بركة السباحة..
مريم: ههههههههههههههههه مسكينة فاتن ما اتحمل هالمواقف
فاتن وهي تمتعض: سكتي عني والله جايسني هممممممممم؟؟.. عوذ بالله منه.. واهي راسها يابس ماتسامح بسهولة ياربي شلون اراضيها؟
مريم: وانتي من صجج اهي الغلطانة يبا خليها اهي اللي تييج وتستسمح منج..
فاتن: يعني حتى خالد اللي هي غالطة عليه تكلمه عادي الا انا يعني .. اقول مقرووودة من الولادة.. حق شرعي في القرودة..
مريم: ههههههههههههههههههههههههههههههههههه حسبي الله على بليسج
فاتن التي بدت حزينة بضحكة رفيقتها الرنانة ضحكت معها وتحول عبوسها الى اشراقة جميلة
جراح الذي كان واقفا عند باب المخرج الخلفي للمنزل ظل واقفا ينظر الى مريم التي كانت تضحك باشراق ووجهها يوحي بكل معاني الطفولة والبراءة.. احس بالغيرة عليها.. لان خالد كان معه ايضا وعندما ضحكت فاتن معها كانت اشارة من الله
جراح بعصبيه: بسككككم من الضحك فضحتونا.. بس شاقين الحلووووج ومستانسااات.. عنبو هالويووه
فاتن: والله نضحك ونوسع سدرنا ليش الهم والكدر بعدنا شباب.
جراح وهو يشيح بصره عن عيني مريم اللتان قاربتا على اختراق روحه كالرصاص من حدتهما: بنات اخر زمن..
قالها وهو يخرج... ومريم التي بدت على اشد الانزعاج.. لكنها لم تنبس ببنت شفة.. معتوه.. لابد وانه قد مات من الغيرة
فاتن: ما عليج منه الغيرة وما تسوي..
مريم: مالت عليه..
فاتن تنظر في وجه رفيقتها.. وتبتسم بدهاء: شرايج؟
مريم: بشنو؟
فاتن تسحب رفيقتها...
مريم: فتوووون وين رايحة الله يهداااج..
فاتن واهي تسحبها وتارة تلتفت لها وتارة اخرى توجه بصرها لامامها: خلينا نلعب بالماي قبل لا يحجزون التسلية عنا...
مريم: مينووووووووووووووووونة فتون شصار فييييييج
فاتن: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه الدنيا يومين يا مريم