border=0>
         
 

العودة   منتديات كوفي كوب Coffee cup > المـقهى الأسلامي ~ > جنة الرحمن


جنة الرحمن ألا بذكر الله تطمئن القلوب - رطبو ألسنتكم بذكر خالقكم

ماهو الفرق بين الطلاق السني والطلاق البدعي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّنَا قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَةِ نُتَابِعُ حَدِيثَنَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِلُمْعَةِ الِاعْتِقَادِ بِتَسْلِيطِ شَيْءٍ مِنَ الضَّوْءِ عَلَى

عدد المعجبين2الاعجاب
  • 1 اضيفت بواسطة رحيق مختوم
  • 1 اضيفت بواسطة رحيق مختوم

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-02-16, 06:43 PM
رحيق مختوم
كوفي جديد
رحيق مختوم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8113
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 المشاركات : 46 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : رحيق مختوم has a little shameless behaviour in the past
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ماهو الفرق بين الطلاق السني والطلاق البدعي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّنَا قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَةِ نُتَابِعُ حَدِيثَنَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِلُمْعَةِ الِاعْتِقَادِ بِتَسْلِيطِ شَيْءٍ مِنَ الضَّوْءِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{اَاَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ(وَ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ [رَبُّنَا اللهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ تَقَدَّسَ اسْمُكَ( وَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِلْجَارِيَةِ: اَيْنَ اللهُ؟ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ: فَقَالَ اَعْتِقْهَا فَاِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ: رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ اَنَسٍ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْاَئِمَّةِ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقُصَيّ: كَمْ اِلَهاً تَعْبُدُ؟ قَالَ: سَبْعَة: سِتَّةٌ فِي الْاَرْضِ: وَوَاحِدٌ فِي السَّمَاءِ: فَقَالَ مَنْ لِرَغْبَتِكَ وَرَهْبَتِكَ؟ قَالَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ: قَالَ فَاتْرُكِ السِّتَّةَ: وَاعْبُدِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ: وَاَنَا اُعَلِّمُكَ دَعْوَتَيْنِ: نَعَمْ اَخِي: فَاَسْلَمَ: وَعَلَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اَنْ يَقُولَ: اَللَّهُمَّ اَلْهِمْنِي رُشْدِي: وَقِنِي شَرَّ نَفْسِي: نَعَمْ اَخِي: وَفِيمَا نُقِلَ مِنْ عَلَامَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَصْحَابِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ: اَنَّهُمْ يَسْجُدُونَ فِي الْاَرْضِ وَيَزْعُمُونَ اَنَّ اِلَهَهُمْ فِي السَّمَاءِ(أَيْ يَزْعُمُونَ زَعْماً حَقّاً: لَا زَعْماً بَاطِلاً: نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ(يَزْعُمُ) تَحْتَمِلُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَعْنَى الزَّعْمِ الْحَقِّ: وَتَحْتَمِلُ اَيْضاً مَعْنَى الزَّعْمِ الْبَاطِلِ: بِدَلِيلِ قَوْلِ الْكُفَّارِ لِاَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَزْعُمُ صَاحِبُكَ(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ) اَنَّهُ اُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ مِنَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ اِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ: بِمَعْنَى اَنَّهُ يَزْعُمُ زَعْماً حَقَّاً: وَاِنْ كَانَ يَزْعُمُ زَعْماً بَاطِلاً فِي نَظَرِ الْكُفَّارِ: بِدَلِيلِ قَوْلِ اَبِي بَكْرٍ لِلْكُفَّارِ: اَنَا اُصَدِّقُهُ فِيمَا هُوَ اَبْعَدُ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ: وَهُوَ خَبَرُ السَّمَاءِ الَّذِي يَسْرِي نُزُولاً عَلَى قَلْبِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَحْياً صَادِقاً مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ بَعِيدَةٍ جِدّاً بُعْداً هَائِلاً عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ: نَعَمْ اَخِي: وَرَوَى اَبُو دَاوُودَ فِي سُنَنِهِ: اَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اِنَّ مَابَيْنَ سَمَاءٍ اِلَى سَمَاءٍ؟مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا: وَذَكَرَ الْخَبَرَ اِلَى قَوْلِهِ: وَفَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ: وَاللهُ سُبْحَانَهُ فَوْقَ ذَلِكَ: نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا وَمَااَشْبَهَهُ: مِمَّا اَجْمَعَ السَّلَفُ رَحِمَهُمُ اللهُ: عَلَى نَقْلِهِ وَقَبُولِهِ: وَلَمْ يَتَعَرَّضُوا لِرَدِّهِ وَلَا تَاْوِيلِهِ وَلَا تَشْبِيهِهِ وَلَا تَمْثِيلِهِ: نَعَمْ اَخِي: وَسُئِلَ الْاِمَامُ مَالِكُ بْنُ اَنَسٍ رَحِمَهُ اللهُ: فَقِيلَ لَهُ: يَااَبَا عَبْدِ اللهِ: اَلرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى: كَيْفَ اسْتَوَى: فَقَالَ: اَلِاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ: وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ(أَيْ لَايُمْكِنُ اِدْرَاكُهُ بِالْعَقْلِ(وَالْاِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ: وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ: نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ اَمَرَ بِالرَّجُلِ الَّذِي سَاَلَهُ: فَاُخْرِجَ مِنْ مَجْلِسِهِ: وَقَدْ بَدَا عَلَى الْاِمَامِ مَالِكٍ عَلَامَاتُ الْمُنْزَعِجِ مِنْ سُؤَالِهِ: نَعَمْ اَخِي: هَذِهِ الْآَيَاتُ وَالْاَحَادِيثُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا اَعْلَاهُ: فِيهَا اِثْبَاتُ صِفَةِ الْعُلُوِّ لِلهِ تَعَالَى: فَذَكَرَ اسْتِوَاءَ اللهِ تَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ: ثُمَّ ذَكَرَ صِفَةَ الْعُلُوِّ: وَاسْتَدَلَّ لَهَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى {اَاَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ( وَبِحَدِيثِ (حُصَيْنٍ) الْمَعْرُوفِ: وَبِوَصْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاَصْحَابِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ: نَعَمْ اَخِي: وَصِفَةُ الْعُلُوِّ لِلهِ جَلَّ وَعَلَا: ثَابِتَةٌ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْاِجْمَاعِ: وَبِدَلَالَةِ الْفِطْرَةِ عَلَى ذَلِكَ: فَاِنَّ عُلُوَّ اللهِ جَلَّ وَعَلَا: مَرْكُوزٌ وَمَغْرُوزٌ فِي الْفِطَرِ: وَقَدْ جَاءَ مِنَ الْاَدِلَّةِ فِي كِتَابِ اللهِ وَفِي سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَايَزِيدُ عَلَى اَلْفِ دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَى اَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا عَالٍ عَلَى خَلْقِهِ: نَعَمْ اَخِي: وَالْعُلُوُّ ثَلَاثَةُ اَقْسَامٍ: عُلُوُّ الذَّاتِ: وَعُلُوُّ الْقَهْرِ: وَعُلُوُّ الْقَدْرِ: نَعَمْ اَخِي: وَاَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: يُثْبِتُونَ عُلُوَّ اللهِ جَلَّ وَعَلَا بِاَقْسَامِهِ الثَّلَاثَةِ: فَهُوَ جَلَّ وَعَلَا :عَالٍ عَلَى خَلْقِهِ بِذَاتِهِ: كَمَا اَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا: عَالٍ عَلَى خَلْقِهِ بِقَدْرِهِ: كَمَا اَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا: عَالٍ عَلَى خَلْقِهِ بِقَهْرِهِ وَبِجَبَرُوتِهِ: نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْمُبْتَدِعَةُ: فَاِنَّهُمْ يُؤَوِّلُونَ الْعُلُوَّ: بِعُلُوِّ الْقَهْرِ وَالْقَدْرِ فَقَطْ :وَيَنْفُونَ وَيُنْكِرُونَ عُلُوَّ الذَّاتِ: نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الْمَسْاَلَةُ: مِنَ الْمَسَائِلِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يَجْرِي فِيهَا الِامْتِحَانُ بَيْنَ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ: وَبَيْنَ الْمُبْتَدِعَةِ الضُّلَّالِ: نَعَمْ اَخِي: فَمَنْ اَنْكَرَ الْعُلُوَّ: فَهَذَا مِنْ اَهْلِ الضَّلَالِ: وَمِنْ اَهْلِ الزَّيْغِ: بَلْ قَدْ حَكَمَ طَائِفَةٌ مِنْ اَهْلِ الْعِلْمِ بِكُفْرِهِ؟ لِاَنَّهُ يَنْفِي مَادَلَّ الْقُرْآَنُ عَلَيْهِ وَدَلَّتْ نُصُوصُ السُّنَّةِ عَلَيْهِ بِاَكْثَرَ مِنْ دَلِيل: نَعَمْ اَخِي: فَمَسْاَلَةُ الْعُلُوِّ: هِيَ مِنْ اَظْهَرِ مَسَائِلِ الصِّفَاتِ وَاَوْضَحِهَا: وَلِذَلِكَ مَنْ اَنْكَرَ الْعُلُوَّ: فَهُوَ عَلَى شَفِيرِ هَلَكَةٍ: وَ هُوَ مُبْتَدِعٌ بِدَعاً مُغَلَّظَةً: اِنْ لَمْ يَصِلْ بِهِ اَمْرُهُ اِلَى الْكُفْرِ بِاللهِ جَلَّ وَعَلَا : نَعَمْ اَخِي: قَوْلُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِلْجَارِيَةِ: اَيْنَ اللهُ؟ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ: كَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ: وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَاَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ(نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ (فِي) فِي هَذِهِ الْآَيَةِ: هِيَ حَرْفُ جَرِّ مُتَعَلِّقٍ بِالْفِعْلِ الْمَاضِي (اَمِنْتُمْ) وَمُعَدَّى بِهِ: وَاَلصَّحِيحُ اَنَّهَا بِمَعْنَى: عَلَى: {اَاَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ(يَعْنِي: مَنْ عَلَى السَّمَاءِ: نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْمَعْنَى: فِيهِ اِثْبَاتُ الْعُلُوِّ: نَعَمْ اَخِي: وَمَجِيءُ (فِي) بِمَعْنَى (عَلَى) ثَابِتٌ مَعْرُوفٌ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ: وَجَاءَ اسْتِعْمَالُ ذَلِكَ اَيْضاً فِي الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ فِرْعَوْنَ قَائِلاً لِسَحَرَتِهِ{وَلَاُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ(وَمَعْلُومٌ اَنَّ التَّصْلِيبَ اِنَّمَا يَكُونُ عَلَى الْجُذُوعِ: لَا اَنْ تُجْعَلَ الْجُذُوعُ ظَرْفاً لِلْمُصَلَّبِينَ: وَاِنَّمَا يُصَلَّبُونَ عَلَيْهَا لَا فِيهَا: نَعَمْ اَخِي: فَقَوْلُهُ تَعَالَى {اَاَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ(يَعْنِي: مَنْ عَلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ: مُسْتَوِياً عَلَى عَرْشِهِ سُبْحَانَهُ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ: فَوْقَ الْمَاءِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ؟ لِيَبْلُوَكُمْ(لِيَخْتَبِرَكُمْ{ اَيُّكُمْ اَحْسَنُ عَمَلاً(فَكَمَا اَحْسَنَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنَ الْمَاءِ وَجَعَلَهُ حَيّاً{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٌّ(فَاَحْسِنُوا اَنْتُمْ اَيْضاً اَعْمَالَكُمْ{اِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ(بِمَعْنَى اَنَّ الْمَاءَ يَطْغَى عَلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ مِنْ فَوْقِهَا فَاصِلاً بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا بِمَسَافَاتٍ هَائِلَةٍ لَايَعْلَمُ قَدْرَهَا اِلَّا اللهُ: بِمَعْنَى اَنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ وَمَلائِكَةَ الرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ: يَحْتَاجُونَ اِلَى الْغَوْصِ فِي هَذَا الْمَاءِ: حَتىَّ يَصِلُوا اِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ: ثُمَّ السَّادِسَةِ: ثُمَّ الْخَامِسَةِ: ثُمَّ الرَّابِعَةِ: ثُمَّ الثَّالِثَةِ: ثُمَّ الثَّانِيَةِ: ثُمَّ الْاُولَى: ثُمَّ سَمَاءِ الدُّنْيَا: وَكُلُّ ذَلِكَ بِمَسَافَاتٍ هَائِلَةٍ اَيْضاً مَابَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ وَسَمَاءٍ لَايَعْلَمُ قَدْرَهَا اِلَّا اللهُ: ثُمَّ يَحْتَاجُونَ اِلَى الْغَوْصِ فِي بِحَارِ الدُّنْيَا وَاَنْهَارِهَا وَيَابِسَتِهَا: لِيَصِلُوا اِلَى الْاَرْضِ السَّابِعَةِ: بِمَسَافَاتٍ هَائِلَةٍ اَيْضاً لَايَعْلَمُ قَدْرَهَا اِلَّا اللهُ: وَرُبَّمَا تَكُونُ هَذِهِ الْاَرَضِينُ السَّبْعُ تَحْتَ الْكُرَةِ الْاَرْضِيَّةِ وَلَيْسَ فِي طَبَقَاتِهَا كَمَا يَتَصَوَّرُ الْبَعْضُ اِلَى اَنْ نَصِلَ اِلَى سِجِّينَ بَلْ اِلَى مَالَانِهَايَةَ وَسُبْحَانَ الله: نَعَمْ اَخِي: فَكَلِمَةُ السَّمَاءِ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ: تُفَسَّرُ تَارَةً بِالْعُلُوِّ: لِاَنَّ السَّمَاءَ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ هِيَ اسْمٌ لِمَا عَلَا: نَعَمْ اَخِي: وَالْعُلُوُّ يُطْلَقُ عَلَيْهِ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ: اَلسَّمَاءُ: بَلْ كُلُّ مَاعَلَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ: السَّمَاءُ: نعم اخي: وَالْعُلُوُّ الْقَرِيبُ وَالْعُلُوُّ الْمُطْلَقُ الْبَعِيدُ بَلْ مَهْمَا كَانَ بَعِيداً اَوْ قَرِيباً يُطْلَقُ عَلَيْهِ: السَّمَاءُ اَيْضاً: وَسُمِّيَتِ السَّمَوَاتُ بِهَذَا الِاسْمِ؟ لِعُلُوِّهَا: وَكَذَلِكَ سُمِّيَ الْمَطَرُ سَمَاءً؟ لِاَجْلِ عُلُوِّهِ وَارْتِفَاعِهِ: بِدَلِيلٍ لُغَوِيٍّ عَرَبِيٍّ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: اِذَا نَزَل َالسَّمَاءُ بِاَرْضِ قَوْمٍ: رَاَيْنَاهُ وَاِنْ كَانُوا غِضَابَا: نَعَمْ اَخِي: وَيَعْنِي الشَّاعِرُ بِالسَّمَاءِ هُنَا: اَلْمَطَرُ: وَهَذَا لِاَنَّهُ يَاْتِي مِنْ جِهَةِ الْعُلُوِّ: نعم اخي: فَالسَّمَاءُ بِمَعْنَى الْعُلُوِّ: نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ قَالَ بَعْضُ اَهْلِ الْعِلْمِ: اَلْمُرَادُ هُنَا بِالسَّمَاءِ: لَيْسَ هُوَ الْعُلُوُّ: وَلَكِنْ جِنْسُ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ: فَيَكُونُ الْمُرَادُ بالْمَعْنَى هُنَا مَنْ عَلَا السَّمَوَاتِ سُبْحَانَهُ: وَذَلِكَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى مُتَّصِفٌ بِاَنَّهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ الْعَظِيمِ عَلَى السَّمَوَاتِ وَعَالِياً وَعَلِيّاً عَلَيْهَا: نَعَمْ اَخِي: وَالِاسْتِوَاءُ عَلَى الْعَرْش ِاَخَصُّ مِنَ الْعُلُوِّ كَمَا سَيَاْتِي: نَعَمْ اَخِي: وَالْعَرْشُ فِي اللُّغَةِ هُوَ سَرِيرُ الْمُلْكِ: وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الِارْتِفَاعِ: وَسُمِّيَ الْعَرْشُ عَرْشاً؟ لِارْتِفَاعِهِ؟ وَلِعُلُوِّهِ: بِدَليلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَهُوَ الَّذِي اَنْشَاَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ: وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ( وَهَذِهِ الْآَيَةُ فِيهَا مَعْنَى الِارْتِفَاعِ وَالْعُلُوِّ لِبَعْضِ النَّبَاتَاتِ:نَعَمْ اَخِي: فَاللهُ تَعَالَى اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ: وَهُوَ سَرِيرُ مُلْكِهِ جَلَّ وَعَلَا: اِسْتِوَاءً يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ سُبْحَانَهُ: نَعَمْ اَخِي: وَالِاسْتِوَاءُ مَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ: اَلْعُلُوُّ: وَكَلِمَةُ اسْتَوَى بِمَعْنَى: عَلَا: قَالَ جَلَّ وَعَلَا{فَاِذَا اسْتَوَيْتَ اَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ(أَيْ عَلَوْتُمْ وَارْتَقَيْتُمْ وَارْتَفَعْتُمْ عَلَى الْفُلْكِ{فَقُلِ الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( نَعَمْ اَخِي: وَهُنَاكَ دَلِيلٌ لُغَوِيٌّ عَلَى صِحَّةِ مَانَقُولُ: وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْاَعْرَابِيِّ اَحَدُ اَئِمَّةِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْمَعْرُوفُونَ: كُنَّا عِنْدَ اَحَدِ الْاَعْرَابِ: فَاَطَلَّ عَلَيْنَا مِنْ بَيْتِهِ وَقَالَ: اِسْتَوُوا اِلَيَّ: أَيِ ارْتَفِعُوا اِلَيَّ: وَاصْعَدُوا اِلَيَّ؟ لِتَكُونُوا مُسَاوِينَ لِي فِي الرِّفْعَةِ الْمَكَانِيَّةِ: نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ فِي لُغَةِ الْعَرَبِ: اَنَّ اسْتَوَى بِمَعْنَى: عَلَا عَلَى الشَّيْءِ: لَكِنْ قَدْ يُضَمَّنُ هَذَا الْعُلُوُّ مَعْنىً آَخَرَ: بِحَسَبِ الْحَرْفِ الَّذِي يُعَدَّى اِلَيْهِ الْفِعْلُ: كَمَا قَالَ تَعَالَى {ثُمَّ اسْتَوَى اِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ(نَعَمْ اَخِي: وَالْحَرْفُ الَّذِي عُدِّيَ اِلَيْهِ الْفِعْلُ الْمَاضِي(اسْتَوَى) هُنَا فِي هَذِهِ الْآَيَةِ: هُوَ حَرْفُ الْجَرِّ(اِلَى): نَعَمْ اَخِي: بَعْضُ السَّلَفِ وَاَهْلِ الْعِلْمِ يُفَسِّرُ{اسْتَوَى اِلَى السَّمَاءِ(أَيْ قَصَدَ وَعَمَدَ: وَهَذَا مِمَّا يُسَمَّى: التَّفْسِيرَ بِاللَّازِمِ: فَاِنَّهُ مَعَ الْعُلُوِّ هُنَاكَ قَصْدٌ وَعَمْدٌ اَيْضاً: وَذَلِكَ مُسْتَفَادٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{ اِلَى السَّمَاءِ(فَلَمَّا عَدَّى الْفِعْلَ بِاِلَى وَقَالَ{اسْتَوَى اِلَى السَّمَاءِ( عَلِمْنَا بِاَنَّهُ مُضَمَّنٌ مَعْنَى الْقَصْدِ وَالْعَمْدِ: نَعَمْ اَخِي: وَالتَّضْمِينُ فِيهِ اِثْبَاتٌ لِاَصْلِ الْمَعْنَى: مَعَ زِيَادَةِ مَادَلَّ عَلَيْهِ الْحَرْفُ الَّذِي عُدِّيَ الْفعْلُ بِهِ: نَعَمْ اَخِي: وَاِثْبَاتُ الِاسْتِوَاءُ عَلَى الْعَرْشِ بِظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ وَعَلَى قَاعِدَةِ{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ( هُوَ مِمَّا تَمَيَّزَ بِهِ اَهْلُ السُّنَّةِ: وَاَمَّا الْمُبْتَدِعَةُ: فَاِنَّهُمْ يُنْكِرُونَ اسْتِوَاءَ اللهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى عَرْشِهِ: فَطَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَجْعَلُونَ الِاسْتِوَاءَ عَلَى الْعَرْشِ: عِبَارَةً عَنِ الِاسْتِيلَاءِ عَلَيْهِ: وَهَذَا فِيهِ تَنَقُّصٌ لِلهِ جَلَّ وَعَلَا وَانْتِقَاصٌ مِنْ قَدْرِهِ وَجَلَالِهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ لِاَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلَا قَال:{اِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضَ فِي سِتَّةِ اَيَّامٍ: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ(فَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ هُنَا: اَنَّ الِاسْتِوَاءَ عَلَى الْعَرْشِ: كَانَ بَعْدَ اَنْ لَمْ يَكُنْ: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا فُسِّرَ الِاسْتِوَاءُ بِالِاسْتِيلَاءِ: دَلَّ هَذَا:عَلَى اَنَّ الِاسْتِيلَاءَ مِنَ اللهِ جَلَّ وَعَلَا عَلَى الْعَرْشِ: لَمْ يَكُنْ: ثُمَّ كَانَ: وَهَذَا فِيهِ تَنَقُّصٌ لِلهِ جَلَّ وَعَلَا: وَانْتِقَاصٌ مِنْ قَدْرِهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ لِاَنَّ فِيهِ سَلْباً لِقَهْرِهِ وَجَبَرُوتِهِ عَلَى خَلْقِهِ اَجْمَعِينَ مُنْذُ الْاَزَلِ: وَاِلَى مَالَانِهَايَةَ مِنَ الْاَزَلِ وَالْمَاضِي الْبَعِيدِ: بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى بِزَعْمِ هَؤُلَاءِ: مَرَّتْ عَلَيْهِ فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ مُنْذُ الْاَزَلِ وَالْمَاضِي الْبَعِيدِ: كَانَ عَاجِزاً فِيهَا عَنِ الِاسْتِيلَاءِ عَلَى عَرْشِهِ وَعَنِ الْوُصُولِ اِلَيْهِ: وَرُبَّمَا كَانَ تَائِهاً عَنْهُ بِزَعْمِ هَؤُلَاءِ اَيْضاً: وَرُبَّمَا كَانَتْ قُوَّةٌ هَائِلَةٌ خَفِيَّةٌ غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ تَسْتَوْلِي عَلَيْهِ قَبْلَ اسْتِيلَائِهِ سُبْحَانَهُ وَقَبْلَ اَنْ يَتَمَكَّنَ مِنَ التَّغَلُّبِ عَلَيْهَا: سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيرَا: نعم اخي: فَهَذَا يُبَيِّنُ وَيُقَرِّرُ: اَنَّ الِاسْتِوَاءَ وَالِاسْتِيلَاءَ: لَيْسَ اِلَّا بِمَعْنَى الْعُلُوِّ: نَعَمْ اَخِي: وَبَعْضُهُمْ فَسَّرَ الِاسْتِوَاءَ عَلَى الْعَرْشِ: بِاَنَّهُ الْعِلْمُ: بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ حَازَ الْعِلْمَ: وَكَمُلَ لَهُ الْعِلْمُ: حِينَمَا اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ: وَهَذَا اَيْضاً تَفْسِيرٌ بَاطِلٌ: لِاَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى نَقْصِ عِلْمِهِ سُبْحَانَهُ قَبْلَ اسْتِوَائِهِ عَلَى الْعَرْشِ: وَفِي هَذَا انْتِقَاصٌ اَيْضاً مِنْ قَدْرِهِ وَجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ عِنْدَ هَؤُلَاءِ: نَعَمْ اَخِي: وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَ الْعَرْشَ: بِالْكُرْسِيِّ: وَهَذِهِ الْاَقْوَالُ كُلُّهَا: لَيْسَتْ هَذِهِ الْمُشَارَكَةُ مَوْضِعاً لِتَفْصِيلِهَا: وَلَا لِلرَّدِّ عَلَيْهَا وَ لَاعَلَى قَائِلِيهَا: لَكِنَّهَا جَمِيعاً: مُخَالِفَةٌ لِمَا تَقْتَضِيهِ الْاَدِلَّةُ: وَلِمَا هُوَ ظَاهِرُ الْاَدِلَّةِ: وَلِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ وَالسُّنَّة: نَعَمْ اَخِي: وَالِاسْتِوَاءُ عَلَى الْعَرْشِ: يَخْتَلِفُ عَنِ الْعُلُوِّ؟ لِاَنَّهُ اَخَصُّ مِنْهُ: نَعَمْ اَخِي: فَاللهُ جَلَّ وَعَلَا: مِنْ صِفَاتِهِ الذَّاتِيَّةِ: الْعُلُوُّ: بِمَعْنَى اَنَّ الْعُلُوَّ كَانَ مُرَافِقاً لِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ مُنْذُ الْاَزَلِ وَاِلَى مَالَا بِدَايَةَ وَلَا نِهَايَةَ اَيْضاً مِنَ الْمَاضِي الْبَعِيدِ: وَاِلَى مَالَابِدَايَةَ وَلَانِهَايَةَ اَيْضاً مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ الْبَعِيدِ: وَاَمَّا الِاسْتِوَاءُ: فَهُوَ صِفَةٌ فِعْلِيَّةٌ: بِاعْتِبَارِ اَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا: لَمْ يَكُنْ مُسْتَوِياً عَلَى الْعَرْشِ: ثُمَّ اسْتَوَى: لَكِنَّهُ اَيْضاً صِفَةٌ ذَاتِيَّةٌ وَلَوْ اَنَّهَا غَيْرُ اَزَلِيَّةٍ وَلَيْسَتْ مِنَ الْمَاضِي الْبَعِيدِ: وَلَكِنَّهَا صِفَةٌ ذَاتِيَةٌ لَهَا بِدَايَةٌ وَلَيْسَ لَهَا نِهَايَةٌ بِاعْتِبَارِ اَنَّ اللَهَ جَلَّ وَعَلَا: لَمْ يَزَلْ مُسْتَوِياً عَلَى عَرْشِهِ مُنْذُ اسْتَوَى عَلَيْهِ اِلَى مَالَانِهَايَةَ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ الْبَعِيدِ اِلَّا مَاشَاءَ اللهُ: بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ: لَايَسْتَوِي فِي حَالٍ دُونَ حَالٍ: بَلْ هُوَ جَلَّ وَعَلَا: مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ: وَلَايَنْفَكُّ عَنْ هَذَا الْوَصْفِ اِلَّا مَاشَاءَ اللُهُ كَقَوْلِهِ مَثَلاً{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً(مَجِيئاً يَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ مُسْتَوِياً عَلَى عَرْشِهِ اَوْ غَيْرَ مُسْتَوٍ وَاللهُ اَعْلَم: ونكتفي بهذا القدر ونبدا بالمشاركة على بركة الله: ولكن قبل البدء نُجِيبُ اَوَّلاً فِي عُجَالَةٍ عَلَى سُؤَالٍ اَرْسَلَهُ اِلَيْنَا اَحَدُ الْاِخْوَةِ يَطْلُبُ فِيهِ شَرْحاً بَسِيطاً لِقَوْلِهِ تَعَالَى{عَلِمَ اللهُ اَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ اَنْفُسَكُمْ( نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ تَخْتَانُونَ اَنْفُسَكُمْ: أَيْ تُخَادِعُونَهَا: وَالْفِعْلُ الْمَاضِي مِنْهَا هُوَ: اِخْتَانَ نَفْسَهُ: اَوْ خَادَعَهَا: وَكَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ: يُخْطِىءُ: وَلَايَعْتَرِفُ بِخَطَئِهِ: وَيُكَابِرُ عَلَيْهِ: وَيُرِيدُ اَنْ يَسْتُرَهُ: وَهَذَا هُوَ مَعْنَى تَخْتَانُونَ اَنْفُسَكُمْ: نَعَمْ اَخِي: وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ قَبْلَ نُزُولِ هَذِهِ الْآَيَةِ: يَحْرُمُ عَلَيْهِمُ الْجِمَاعُ الْحَلَالُ الْمَعْرُوفُ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ: وَفِي لَيْلِ رَمَضَانَ اَيْضاً عِنْدَ النَّوْمِ: فَكَانُوا بِمُجَرَّدِ اَنْ يَنَامُوا بَاكِراً بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَالْاِفْطَارِ اَوْ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ مُبَاشَرَةً وَالتَّرَاوِيحِ: فَاِذَا اسْتَيْقَظَ اَحَدُهُمْ بَعْدَ سَاعَةٍ مِنْ اَجْلِ اَدَاءِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَالتَّرَاوِيحِ وَعَادَ اِلَى بَيْتِهِ بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنْهُمَا فَلَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يُعَاشِرَ زَوْجَتَهُ الْمُعَاشَرَةَ الْحَلَالَ الْمَعْرُوفَةَ فِي لَيْلِ رَمَضَانَ: وَلَا فِي نَهَارِهِ: نَعَمْ اَخِي: فَكَانَ بَعْضُهُمْ يُخَالِفُ ذَلِكَ: وَيُعَاشِرُ زَوْجَتَهُ: وَيَخْجَلُ وَيَخَافُ وَيَسْتَحِي اَنْ يَقُولَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: فَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى{عَلِمَ اللهُ اَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ اَنْفُسَكُمْ: فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ: فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ: وَابْتَغُوا مَاكَتَبَ اللهُ لَكُمْ: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْاَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْاَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ: ثُمَّ اَتِمُّوا الصِّيَامَ اِلَى اللَّيْلِ( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله: نَعَمْ اَخِي: اَلْاِسْلَامُ اَقَامَ حَيَاتَنَا الِاجْتِمَاعِيَّةَ عَلَى اَسَاسٍ مِنَ الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ: وَلَاسِيَّمَا بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة( لَكِنْ اَحْيَاناً تَذْهَبُ اَسْبَابُ الْمَوَدَّةِ: وَلَايَبْقَى لِلزَّوْجَيْنِ اِلَّا الْرَّحْمَة: لَكِنْ اَحْيَاناً تَضِيقُ اَسْبَابُ هَذِهِ الرَّحْمَةِ اِلَى دَرَجَةٍ تَسْتَحِيلُ مَعَهَا الْحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ اَنْ تَسْتَمِرَّ: وَلَايَبْقَى لِلزَّوْجَيْنِ اِلَّا الطَّلَاقُ الَّذِي شَرَعَهُ الْاِسْلَامُ بِمَا فِيهِ مِنَ الرَّحْمَةِ الْمُرَافِقَةِ لَهُ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ: اَوْ تَسْرِيحٌ بِاِحْسَانٍ(وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ لَنَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنْ نُسَلِّطَ شَيْئاً مِنَ الضَّوْءِ عَلَى الطَّلَاقِ وَمَايُرَافِقُهُ مِنْ مُخَالَفَاتٍ غَيْرِ شَرْعِيَّةٍ عِنْدَ اَكْثَرِ الْمُسْلِمِينَ اِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي فِي سُؤَالٍ اَرْسَلَهُ اِلَيْنَا اَحَدُ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: قَرَاْتُ فِي كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ الْفِقْهِ: اَنَّ الطَّلَاقَ يَنْقَسِمُ اِلَى: طَلَاقٍ سُنِّيٍّ: وَاِلَى طَلَاقٍ بِدْعِيٍّ: فَمَا مَعْنَى ذَلِكَ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اَلطَّلَاقُ السُّنِّيُّ: هُوَ اَنْ تَتَّبِعَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّلَاقِ: وَمَاهِيَ سُنَّةُ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ فِي الطَّلَاقِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: هِيَ اَنْ يَكُونَ الطَّلَاقُ فِي حَالَةِ الْهُدُوءِ النَّفْسِيِّ: وَاَنْ يَكُونَ الطَّلَاقُ عَلَى مَرَاحِلَ: وَاَنْ يَتَقَدَّمَ الطَّلَاقَ اُمُورٌ قَبْلَ اَنْ يَحْدُثَ الطَّلَاقُ: وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّسَاءِ{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ: فَعِظُوهُنَّ: وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ: وَاضْرِبُوهُنَّ: فَاِنْ اَطَعْنَكُمْ: فَلَاتَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً: اِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً(نَعَمْ اَخِي{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ(نَعَمْ اَخِي: وَالنُّشُوزُ مَاْخُوذٌ مِنْ نَشَزَ اِذَا تَرَفَّعَ: كَمَا نَقُولُ مَثَلاً: مَكَانٌ نَاشِزٌ: أَيْ مُرْتَفِع: وَالْمَعْنَى اَنَّ الْمَرْاَةَ اِذَا تَكَبَّرَتْ عَلَى زَوْجِهَا وَلَمْ تُطِعْهُ فِيمَا اَمَرَهَا اللهُ تَعَالَى بِطَاعَتِهِ: فَهَذِهِ تُسَمَّى نَاشِزاً: نَعَمْ اَخِي: اَللهُ تَعَالَى اَمَرَ الزّوْجَةَ اَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا فِي حُدُودِ الشَّرْعِ: مُرَاعِياً سُبْحَانَهُ اَنْ تَكُونَ هَذِهِ الطَّاعَةُ ضِمْنَ طَاقَتِهَا وَلَيْسَ خَارِجَ حُدُودِ الشَّرْعِ: وَلَيْسَ فَوْقَ طَاقَتِهَا اَيْضاً: نَعَمْ اَخِي: فَلَوْ اَمَرَهَا زَوْجُهَا مَثَلاً بِالِاخْتِلَاطِ الْفَاضِحِ: هَلْ يَجُوزُ لَهَا شَرْعاً اَنْ تُطِيعَهُ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَايَجُوزُ لَهَا: فَاِذَا اَطَاعَتْهُ: فَهِيَ آَثِمَةٌ: وَهُوَ آَثِمٌ اَيْضاً: فَلَوْ قَالَ لَهَا مَثَلاً: لَاتُصَلِّي: لَاتَتَحَجَّبِي: اَنَا عِنْدِي مَرْكَزٌ اجْتِمَاعِيٌّ: وَذُو مَكَانَةٍ مَرْمُوقَةٍ بَيْنَ النَّاسِ: لَايَتَنَاسَبُ مَعَهَا اَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي وَاَنْتِ مُتَحَجِّبَةٌ: اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا نَسْمَعُهُ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ وَالْآَفَاتِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى: نَعَمْ اَختي: لَاتُطِيعِيهِ لِاَنَّهُ لَاطَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ: اَوْ كَمَا يَقُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: وَلِذَلِكَ لَايَجُوزُ لَكِ شَرْعاً اُخْتِي اَنْ تُطِيعِي هَذَا الزَّوْجَ الْمَرِيضَ الَّذِي يُعَانِي مِنْ نَقْصِ الشَّخْصِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ وَعَدَمِ وُثُوقِهِ بِاَيِّ مَظْهَرٍ اَوْ تُرَاثٍ اِسْلَامِيٍّ: وَرُبَّمَا يَصُبُّ جَامَّ غَضَبِهِ عَلَى الْاِسْلَامِ وَلَوْ لِمُجَرَّدِ هَفْوَةٍ اَوْ غَلْطَةٍ صَغِيرَةٍ قَامَ بِهَا اَحَدُ الْمُنْتَسِبِينَ الْجُهَلَاءِ اِلَيْهِ بِحَقِّهِ: نَعَمْ اَخِي: فَهَؤُلَاءِ الْمُرْجِفُونَ الَّذِينَ يَصُبُّونَ جَامَّ غَضَبِهِمْ عَلَى الْاِسْلَامِ بِغَيْرِ حَقٍّ: يُمَثِّلُونَ الْاِرْهَابَ الْفِكْرِيَّ وَالْعَقَائِدِيَّ بِكُلِّ اَشْكَالِهِ الَّتِي يُمَارِسُونَهَا عَلَى النَّاسِ؟ لِاَنَّهُمْ يَصُدُّونَ النَّاسَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ: فَهَؤُلَاءِ يَحْمِلُونَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاَنْفُسِهِمْ مِنَ الْاِرْهَابِ الْاَكْبَرِ الَّذِي لَايُسَاوِيهِ اِرْهَابٌ عِنْدَ اللهِ: وَهُوَ مَايَفْعَلُونَهُ مِنْ مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالْفِتْنَةُ اَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ(بَلْ اِنَّ اِرْهَابَهُمْ عِنْدَ اللهِ: اَكْبَرُ مِنْ اِرْهَابِ الدَّوَاعِشِ الْخَوَنَةِ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُتَطَرِفِين: نعم اخي: ثَانِياً: اَنْ يَكُونَ تَكْلِيفُ الزَّوْجِ لَهَا ضِمْنَ طَاقَتِهَا: فَاِذَا كَلَّفَهَا بِمَا يُشْعِرُهَا اَنَّهُ فَوْقَ طَاقَتِهَا وَلَوْ فِي قَطِيعَةِ اَرْحَامِهَا بِغَيْرِ حَقٍّ: فَلَيْسَتْ مَجْبُورَةً بِاَنْ تُطِيعَهُ لِعُمُومِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْاَرْحَامِ وَفِي غَيْرِ الْاَرْحَامِ{لَايُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا وُسْعَهَا(وَاَمَّا اِذَا كَانَتْ قَطِيعَةُ اَرْحَامِهَا ضِمْنَ طَاقَتِهَا وَتَسْتَطِيعُ اَنْ تَتَحَمَّلَ قَطِيعَةَ اَشِقَّائِهَا وَوَالِدَيْهَا الَّذِينَ تَرَبَّتْ وَنَشَاَتْ مَعَهُمْ لِسَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ مِنْ عُمُرِهَا: فَاِنْ رَاَتْ مَصْلَحَةً شَرْعِيَّةً فِي تِلْكَ الْقَطِيعَةِ لَهَا وَلِاَوْلَادِهَا وَهِيَ عَدَمُ خَرَابِ بَيْتِهَا: فَعَلَيْهَا اَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا الْمَلْعُونَ مُكْرَهَةً اِلَى اَنْ يَقْضِيَ اللهُ اَمْرَاً كَانَ مَفْعُولاً وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً( وَاِلَّا{لَايُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا مَاآَتَاهَا( مِنْ قُوَّةِ التَّحَمُّلِ وَالْاِرَادَةِ وَضَبْطِ الْاَحَاسِيسِ وَالْمَشَاعِرِ فِيمَا تُحِبُّ وَفِيمَا تَكْرَهُ: فَلَابُدَّ مِنْ وُجُودِ هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ لِتَكُونَ الطَّاعَةُ وَاجِبَةً عَلَى الزَّوْجَةِ: وَهُمَا مَطْلُوبَانِ شَرْعاً لَكِنْ ضِمْنَ حُدُودِ الشَّرْعِ: وَضِمْنَ طَاقَةِ الْمَرْاَةِ اَيْضاً: نَعَمْ اَخِي: نَحْنُ آَفَتُنَا وَهِيَ آَفَةُ اَكْثَرِ النَّاسِ مَعَ الْاَسَفِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ: اَنَّهُ يُرِيدُ اَنْ يَاْخُذَ حَقَّهُ كَامِلاً مِنْ دُونِ نُقْصَانٍ: وَلَكِنْ لَايُرِيدُ اَنْ يُعْطِيَ الْآَخَرِينَ حُقُوقَهُمْ: وَلِذَلِكَ يَاْتِي الزَّوْجُ اِلَى زَوْجَتِهِ وَيَقُولُ لَهَا: يَجِبُ عَلَيْكِ اَنْ تَفْعَلِي كَذَا وَكَذَا وَكَذَا مِنَ الطَّاعَةِ بِمَا لِي مِنْ حُقُوقٍ عَلَيْكِ: وَهُوَ لَايَقُومُ بِمَا اَوْجَبَهُ اللهُ عَلَيْهِ: وَيَتَنَاسَى قَوْلَ اللهِ وَيَتَجَاهَلُهُ وَيَضْرِبُ بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ: وَهُوَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ(أَيْ لَهُنَّ مِنَ الْحُقُوقِ عَلَى الزَّوْجِ: مِثْلُ مَاعَلَيْهِنَّ مِنَ الْوَاجِبَاتِ فِي طَاعَتِهِ بِمَا يُرْضِي اللهَ: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا نَشَزَتِ الزَّوْجَةُ: فَمَاذَا يَفْعَلُ الزَّوْجُ: هَلْ بِمُجَرَّدِ هَذَا النُّشُوزِ: يَلْجَاُ اِلَى الطَّلَاقِ الْبِدْعِيِّ فَوْراً: وَاِلَى مَايَحْدُثُ فِي اَيَّامِنَا مِنَ الْغَوْغَاءِ: وَمِنَ السَّفَاهَةِ وَالسُّفَهَاءِ الْحَمِيرِ: اَنَّهُمْ بِمُجَرَّدِ هَفْوَةٍ مِنَ النُّشُوزِ وَلَوْ بَسِيطَةٍ: يُطَلِّقُهَا فَوْراً: فَاَيْنَ هَذَا الْحِمَارُ السَّفِيهُ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ[لَايَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً: اِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقاً: رَضِيَ مِنْهَا آَخَرَ(نَعَمْ اَخِي: اَلْاِسْلَامُ دَائِماً يَضَعُ الْعِلَاجَ الْمُنَاسِبَ لِهَذَا النُّشُوزِ: لَكِنْ هَلِ الْعِلَاجُ الَّذِي وَضَعَهُ الْاِسْلَامُ لِهَذَا النُّشُوزِ الْاِرْهَابِيِّ الَّذِي يَجْعَلُ الْبَيْتَ اَحْيَاناً جَحِيماً اِرْهَابِيّاً لَايُطَاقُ: هَلْ هُوَ مَايَفْعَلُهُ الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ الْخَوَنَةُ مِنَ الرَّحْمَةِ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ{فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا(وَاِنَّمَا جَعَلُوهَا عَلَى الْحَيَوَانَاتِ النَّاشِزَةِ فَقَطْ! بَاذِلِينَ كُلَّ طَاقَتِهِمْ مِنْ اَجْلِ مُحَاوَلَةِ تَرْوِيضِهَا! وَمُعَامَلَتِهَا كَمَا يُعَامِلُونَ الْكِلَابَ الْمُدَلَّلَةَ! بَلْ وَخَوْفَهُمْ عَلَيْهَا مِنَ الِانْقِرَاضِ فِي جِنْسِهَا الْحَيَوَانِيِّ النَّادِرِ! وَخَاصَّةً الدِّبَبَةُ الْمُتَوَحِّشَةُ! مَهْمَا عَضَّتْهُمْ! وَمَهْمَا آَذَتْهُمْ! وَمَهْمَا اَكَلَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ وَشَوَّهَتْهُمْ! نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْاِنْسَانُ الْمُتَوَحِّشُ! وَاَمَّا جِنْسُ الْاِنْسَانِ! فَاِنَّهُمْ حَرِيصُونَ دَائِماً عَلَى عَدَمِ تَرْوِيضِهِ! بَلْ عَلَى اسْتِفْزَازِهِ بِاَحْقَرِ اسْتِفْزَازَاتٍ عَرَفَتْهَا الْبَشَرِيَّةُ: مِنَ الْمُخَدِّرَاتِ: وَغَيْرِهَا مِنْ اَسَالِيبِ التَّلْوِيع ِوَالتَّعْذِيبِ: وَالْاِبَادَةِ بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ: وَغَيْرِهَا مِنَ الْقَصْفِ الْوَحْشِيِّ: بِالطَّائِرَاتِ الْمُتَوَحِّشَةِ الَّتِي تَقْتُلُ الْاَطْفَالَ وَالْاَبْرِيَاءَ: اَكْثَرَ مِمَّا تَقْتُلُ الْاِرْهَابِيِّينَ الْمُتَوَحِّشِينَ: نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ هَذِهِ الرَّحْمَةُ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ{مَارَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا( فَمَرَّةً تَرْحَمُ الْمُجْرِمَ وَلَاتَرْحَمُ ضَحَايَاهُ: وَمَرَّةً اُخْرَى تَرْحَمُ الْحَيَوَانَ مَهْمَا كَانَ مُتَوَحِّشاً! مُنَادِيَةً بِصَوْتٍ اَنْكَرَ مِنْ اَصْوَاتِ الْحَمِيرِ: اَنْ دَعُوا الطَّبِيعَةَ تَاْخُذُ مَجْرَاهَا عَلَى الْوُحُوشِ الْاَقْوِيَاءِ وَعَلَى الْحِمْلَانِ الْوَدِيعَةِ الضَّعِيفَةِ سَوَاءً: وَلَكِنَّهَا لَاتَدَعُ الطَّبِيعَةَ الْبَشَرِيَّةَ تَاْخُذُ مَجْرَاهَا عَلَى الْاِنْسَانِ اَبَداً: بَلْ لَا تَرْحَمُ الْاِنْسَانَ: بَلْ تَصُبُّ جَامَّ غَضَبِهَا عَلَى الْاِنْسَانِ الْمُتَوَحِّشِ: وَلَوْ اَدَّى ذَلِكَ اِلَى قَتْلِ الْاَبْرِيَاءِ مِنَ الْاَطْفَالِ رَمْزِ الْبَرَاءَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالسَّلَام: نَعَمْ اَخِي{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا: وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَافِي قَلْبِهِ: وَهُوَ اَلَدُّ الْخِصَام(وَهُمُ الصَّفَوِيَّةُ الصَّلِيبِيَّةُ الْيَهُودِيَّةُ الشُّيُوعِيَّةُ الْبَلْشَفِيَّةُ الْخَبِيثَة الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلنَّاسِ: تَعَالَوْا وَاتَّحِدُوا مَعَنَا؟ وَانْضَمُّوا اِلَى صُفُوفِنَا؟ مِنْ اَجْلِ الْمُقَاوَمَةِ وَالْمُمَانَعَةِ؟ وَالتِّجَارَةِ الرَّابِحَةِ بِقَضِيَّةِ فِلَسْطِينَ وَالْجُولَانِ وَغَيْرِهِمَا مِنَ الْاَرَاضِي الْمُغْتَصَبَةِ؟ وَمَايُسَمَّى بِحُقُوقِ الْاَقَلِّيَّاتِ اَيْضاً (ضَارِبِينَ بِعُرْضَ الْحَائِطِ حُقُوقَ الْاَكْثَرِيَّاتِ وَبِالْبَوْلِ وَالْخَرَاءِ اَيْضاً: وَلَاعِبِينَ عَلَى وَتَرِ الطَّائِفِيَّةِ وَالْمَهْدَوِيَّةِ وَالْاِمَامِيَّةِ الشِّيعِيَّةِ الْبَغِيضَةِ الَّتِي تَعْتَنِقُ دِيناً مَلَالِيّاً مُمِلّاً مُقْرِفاً مُنْتِناً قَذِراً خَبِيثاً جَدِيداً: يَجْعَلُنَا نَشْعُرُ بِالْغَثَيَانِ وَالْقَرَفِ وَالِاشْمِئْزَازِ :لَمْ نَسْمَعْ بِهِ مِنْ قَبْلُ: مُخْلِصاً لِلصَّلِيبِيَّةِ الصَّفَوِيَّةِ الْمُتَصَهْيِنَةِ اِلَى اَبْعَدِ الْحُدُودِ وَمُعَادِياً لِلْاِسْلَامِ بِكُلِّ صُوَرَهِ وَاَشْكَالِهِ: بَلْ يُرِيدُ الْقَضَاءَ عَلَى كُلِّ مَظْهَرٍ اِسْلَامِيٍّ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ( مِنْ اَجْلِ اَنْ نُحَقِّقَ مَايُسَمَّى بِتَوَازُنِ الرُّعْبِ؟ مِنْ اَجْلِ رَوَاجِ التِّجَارَةِ فِي الْاَسْلِحَةِ الْخَفِيفَةِ وَالثَّقِيلَةِ وَالْمَسْمُوحَةِ وَالْمُحَرَّمَةِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ؟ لِتَدُرَّ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ مِنَ الْاَرْبَاحِ الْهَائِلَةِ وَالْاَمْوَالِ الْحَرَامِ: وَلَكِنَّهُ مِنْ تَحْتِ الطَّاوِلَةِ: وَمِنْ وَرَاءِ الْكَوَالِيسِ: نَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَسْحَبَ الْبِسَاطَ مِنْ تَحْتِهَا جَمِيعاً وَيَقْلِبَ الطَّاوِلَةَ عَلَى رُؤُوسِ هَؤُلَاءِ الْخُبَثَاءِ اَعْدَاءِ الْاِنْسَانِيَّةِ وَالْاَطْفَالِ الْاَبْرِيَاءِ وَاَصْدِقَاءِ الْحَيَوَانِ وَلَوْ كَانَ مُتَوَحِّشاً اِرْهَابِيّاً: بَلْ وَلَوْ كَشَّرَ لَهُمْ عَنْ اَنْيَابِهِ وَمَزَّقَهُمْ اِرْباً اِرْباً: نعم اخي: وَلَكِنَّهُ من تحت الطاولة ومن وراء الكواليس{اِذَا تَوَلَّى: سَعَى فِي الْاَرْضِ: لِيُفْسِدَ فِيهَا: وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ( أَيْ يَقْتُلَ الْاَطْفَالَ وَالضُّعَفَاءَ الْاَبْرِيَاء: نَعَمْ اَخِي: اِنَّ الْاِسْلَامَ يُعَالِجُ هَذَا النُّشُوزَ بِطَرِيقَةٍ اُخْرَى غَيْرِ الطَّرِيقَةِ الَّتِي يَتَّبِعُهَا الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ الْمُتَصَهْيِنُونَ الْخَوَنَةُ لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى صُلْبَانِهِمُ الْقَذِرَةِ: وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ: فَعِظُوهُنَّ(اَوّلاً: عَلَيْكَ اَخِي الزَّوْجُ: اَنْ تَسْتَعْمِلَ مَعَ زَوْجَتِكَ: اُسْلُوبَ الْوَعْظِ وَالْاِرْشَادِ: فَرُبَّمَا تَكُونُ نَائِمَةً فِي الْعَسَلِ: اَوْ بِحَاجَةٍ اِلَى مَنْ يُوقِظُهَا مِنْ اَحْلَامِ الْيَقَظَةِ الَّتِي تَحْلُمُ مِنْ خِلَالِهَا بِزَوْجٍ اَحْسَنَ حَالاً وَوَسَامَةً شَيْطَانِيَّةً خَبِيثَةً وَيُشْبِهُ اِلَى حَدٍّ مَا (مُهَنَّدَ التُّرْكِيِّ( الَّذِي لَنْ يُعَبِّرَهَا مَهْمَا حَلُمَتْ بِهِ: بَلْ وَلَنْ يَلْتَكِشَ بِهَا بِحِذَائِهِ: بَلْ كُلُّ هَمِّهِ التَّرْويجُ لِلدَّعَارَةِ الْمِثْلِيَّةِ وَالشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ: اَوْ رُبَّمَا تَحْلُمُ بِسَيَّارَةِ مَرْسِيدِسْ شَبَحْ: اَوْ رُبَّمَا تَحْلُمُ بِمَا تَشْتَهِيهِ مِنْ حَالِ النِّسَاءِ اللَّوَاتِي يَعِشْنَ عَلَى رِيشِ النَّعَامِ وَالْحَرِيرِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَاَحْدَثِ الْمُوضَاتِ وَالْاَزْيَاءِ وَالصَّرْعَاتِ: مِمَّا يَجْعَلُ لُعَابَهَا يَسِيلُ دَائِماً: حِينَمَا تَرَى اَثَرَ النِّعْمَةِ عَلَى زَمِيلَاتِ السُّوءِ: وَلَاتَرَاهُ عَلَيْهَا: وَلَا عَلَى زَوْجِهَا:قَانِعَةً بِهِ: بَلْ تُرِيدُ اَنْ تُحَمِّلَ زَوْجَهَا فَوْقَ طَاقَتِهِ: لِيُحَقِّقَ اُمْنِيَاتِهَا الْمُسْتَحِيلَةَ وَغَيْرَ الْمَعْقُولَةِ: نَعَمْ اُخْتِي: رُبَّمَا تَجِدِينَ رَاحَتَكِ النَّفْسِيَّةَ مَعَ جَسَدِ زَوْجِكِ الْفَقِيرِ الَّذِي يُعَاشِرُكِ مُسْتَجْمِعاً كُلَّ اَحَاسِيسِهِ وَمَشَاعِرِهِ بِتَحْرِيضٍ لَامَثِيلَ لَهُ مِنَ الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالرَّغْبَةِ الْجِنْسِيَّةِ: مَالَاتَجِدِينَهُ عِنْدَ رَجُلٍ غَنِيٍّ يَشْتَهِي اَنْ يَجِدَ فِي فِرَاشِهِ كُلَّ يَوْمٍ امْرَاَةً جَدِيدَة: نَعَمْ اَخِي: عَلَيْكَ اَوّلاً اَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلَى زَوْجَتِكَ الْوَعْظَ: نَعَمْ اَخِي: وَالْوَعْظُ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ: لَهُ اُسْلُوبَانِ: اُسْلُوبٌ فِيهِ رِقَّةٌ: وَاُسْلُوبٌ آَخَرُ فِيهِ نَوْعٌ مِنَ الشِّدَّةِ: فَاَوَّلاً عَلَيْكَ اَخِي: اَنْ تَسْتَعْمِلَ مَعَهَا الْاُسْلُوبَ الَّذِي فِيهِ رِقَّةٌ: فَرُبَّمَا تَسْتَجِيبُ لِذَلِكَ: فَاِذَا لَمْ تَسْتَجِبْ: فَعَلَيْكَ اَنْ تَعِظَهَا بِاُسْلُوبٍ آَخَرَ فِيهِ نَوْعٌ مِنَ التَّهْدِيدِ الْاَدَبِيِّ الْخَفِيفِ: بِمَعْنَى اَنَّكَ تَقُولُ لَهَا: اِذَا لَمْ تَسْتَجِيبِي لِذَلِكَ: فَاَنْتِ مُعَرَّضَةٌ اِلَى اَنْ اُطَلِّقَكِ: نَعَمْ اَخِي: يَنْبَغِي عَلَيْكَ اَنْ تَقُولَ لَهَا هَذَا الْكَلَامَ: مِنْ دُونِ سَبٍّ: وَلَا شَتْمٍ: وَلَا اَبُوكِ: وَلَا اَبُو اَبُوكِ: وَلَا اَبُو الَّذِي جَلَبَكِ: وَلَا اَبُو الَّذِي عَرَّفَنِي عَلَيْكِ: اِلَى آَخِرِ مَاهُنَالِكَ مِنَ الْاَلْفَاظِ الْبَذِيئَةِ الَّتِي لَاتَلِيقُ بِحَقِّ الْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ: نَعَمْ اَخِي: هُوَ يَكِيلُ لَهَا: وَهِيَ تَكِيلُ لَهُ بِمِكْيَالٍ آَخَرَ مِنَ السِّبَابِ وَالشَّتَائِمِ وَالْاَلْفَاظِ الْبَذِيئَةِ الْمُقْرِفَةِ: وَكُلُّ هَذَا لَيْسَ مِنْ اَخْلَاقِ الْاِسْلَامِ فِي شَيْءٍ: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا لَمْ يَنْفَعِ الْوَعْظُ مَعَهَا: فَاِنَّ اللَهَ يَقُولُ{وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ(وَهَذِهِ تُسَمَّى عُقُوبَةً نَفْسِيَّةً: حِينَمَا تَرَى الْمَرْاَةُ اَنَّ زَوْجَهَا لَايُبَالِي بِهَا: نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ{اُهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ(لَيْسَ مَعْنَاهَا اَنْ تَاْخُذَ فِرَاشَكَ اِلَى مَكَانٍ آَخَرَ لِتَنَامَ فِيهِ كَالْفَنَادِقِ وَغَيْرِهَا كَمَا يَفْعَلُ اَكْثَرُ السُّفَهَاءِ الْحَمِيرِ: بَلْ تَنَامُ اَنْتَ وَهِيَ فِي الْبَيْتِ: وَلَكِنْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا يَنَامُ فِي نَفْسِ الْفِرَاشِ: وَيُدِيرُ ظَهْرَهُ لِلْآَخَرِ: فَاِنْ لَمْ تَنْفَعْ هَذِهِ الْعُقُوبَةُ وَلَمْ تَعْبَىءِ الزَّوْجَةُ بِهَا: فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَنَامَ فِي فِرَاشٍ مُسْتَقِلٍّ بَعِيداً عَنْهَا فِي نَفْسِ الْغُرْفَةِ: فَاِنْ لَمْ تَنْفَعْ هَذِهِ الْعُقُوبَةُ: فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَنَامَ فِي فِرَاشٍ مُسْتَقِلٍّ وَلَكِنْ فِي غُرْفَةٍ اُخْرَى: فَاِنْ لَمْ تَنْفَعْ هَذِهِ الْعُقُوبَةُ: فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَنَامَ فِي بَيْتٍ قَرِيبٍ مُجَاوِرٍ مُلَاصِقٍ فِي نَفْسِ الشُّقَّةِ اَوِ الْبِنَايَةِ: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا لَمْ يَكُنْ لكُمَا اِلَّا فِرَاشٌ وَاحِدٌ: وَكَانَتْ حَالَتُكُمَا الْمَادِيَّةُ لَاتَسْمَحُ بِشِرَاءِ فِرَاشٍ آَخَرَ: فَعَلَى الزَّوْجِ الْفَقِيرِ هُنَا: اَنْ يَنَامَ مَعَهَا فِي نَفْسِ الْفِرَاشِ: وَيُدِيرَ لَهَا ظَهْرَهُ: نَعَمْ اَخِي: فَهَذِهِ عُقُوبَةٌ نَفْسِيَّةٌ شَرَعَهَا الْاِسْلَامُ: فَعَلَيْكَ اَنْ تُطَبِّقَهَا اَخِي بِحَذَافِيرِهَا شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ وَاِنْ لَمْ تَنْفَعْ: كَمَا اَنَّ عَلَيْكَ اَنْ تَاْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَاِنْ لَمْ يَنْفَعَا: لَكِنْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تُقِيمَ حُدُودَ اللهِ بِالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ: لِتَعْذُرَ مَنْ اَنْذَرَ سُبْحَانَهُ اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً: لِيَعْذُرُوهُ هُمْ اَيْضاً عَزَّ وَجَلَّ: نَعَمْ اَخِي: فَاِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ اَنْ تُقِيمَ حُدُودَ اللهِ بِاِمْسَاكٍ بِمَعْرُوفٍ لَاتَرْضَاهُ الزَّوْجَةُ عَلَى نَفْسِهَا: لِاَنَّهَا لَاتَسْتَجِيبُ مِنْ زَوْجِهَا اَمْراً مُمْسِكاً لَهَا بِالْمَعْرُوفِ: وَلَانَهْياً مُمْسِكاً لَهَا عَنِ الْمُنْكَرِ وَهُوَ الْوَعْظُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللهُ:فَيَكْفِيكَ اَخِي اَنَّكَ اَقَمْتَ الْحُجَّةَ عَلَيْهَا: نَعَمْ اَخِي: وَلَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تَتَجَاوَزَ بِهَذَا الْهَجْرِ فِي الْمَضَاجِعِ وَهُوَ هَذِهِ الْعُقُوبَةُ النَّفْسِيَّةُ اَكْثَرَ مِنْ اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ: فَاِنْ فَاؤُوا: فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ: وَاِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ: فَاِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيم(وَالْمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي: اِذَا اَقْسَمْتَ بِاللهِ: وَآَلَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ: أَيْ اَخَذْتَ عَهْداً عَلَيْهَا: اَنَّكَ لَاتُرِيدُ اَنْ تَقْرَبَ زَوْجَتَكَ اَبَداً: وَلَا اَنْ تُجَامِعَهَا: وَلَا اَنْ تَنَام مَعَهَا فِي فِرَاشٍ وَاحِدٍ مُجَامِعاً لَهَا: فَاِنَّ اللهَ قَدْ سَمَحَ لَكَ اَنْ تَبَرَّ بِقَسَمِكَ: لَكِنْ لِمُدَّةٍ لَاتَزِيدُ عَنْ اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ فَقَطْ: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مُوجِبٌ لِذَلِكَ وَلَاضَرُورَةَ: وَلَا تَرْبِيَةٌ نَفْسِيَّةٌ نَاجِحَةٌ: اَوْ اِذَا نَجَحَ الْوَعْظُ وَاسْتَجَابَتِ الْمَرْاَةُ وَامْتَنَعَتْ عَنْ نُشُوزِهَا عَلَيْكَ: فَعَلَيْكَ اَنْ تَتَرَاجَعَ فَوْراً عَنْ هَذَا الْحَلِفِ اَوِ الْقَسَمِ اَوِ الْاِيلَاءِ: وَتُكَفِّرَ كَفَّارَةَ يَمِينٍ؟ عَمَلاً بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ[مَنْ حَلَفَ عَلَى اَمْرٍ: فَرَاَى غَيْرَهُ خَيْراً مِنْهُ: فَلْيَاْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ: وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ: وَاِلَّا: فَاِنَّ{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ(أَيْ يَحْلِفُونَ بِسَبَبِ نُشُوزِ نِسَائِهِمْ اَلَّا يَقْرَبُوهُنَّ بِالْجِمَاعِ الْمَعْرُوفِ{تَرَبُّصُ اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ{فَاِنْ فَاؤُوا(أَيْ تَرَاجَعُوا عَنْ اِيلَائِهِمْ وَقَسَمِهِمْ: ورَجَعُوا عَنْ عَزْمِهِمْ هَذَا: وَهُوَ امْتِنَاعُهُمْ عَنْ جِمَاعِهِنَّ خِلَالَ هَذهِ الْفَتْرَةِ مِنَ الْاَشْهُرِ الْاَرْبَعَةِ بِمَا لَايَتَجَاوَزُهَا وَلَايَزِيدُ عَلَيْهَا: اَوْ بِمَا لَايُعَادِلُهَا وَلَايُسَاوِيهَا وَلَا يُوَازِيهَا: كَاَنْ تَرْجِعَ عَنْ عَزْمِكَ اَخِي بَعْدَ مُرُورِ شَهْرٍ فَقَطْ مِنْ هَذَا الْاِيلَاءِ وَهُوَ الْحَلِفُ الْمَانِعُ مِنْ قُرْبَانِهِنَّ {فَاِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيم(نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا انْتَهَتِ الْاَشْهُرُ الْاَرْبَعَةُ: فَاِمَّا اَنْ تُعَاشِرَهَا مُعَاشَرَةَ الْاَزْوَاجِ الْمَعْرُوفَةِ وَهِيَ الْاِيلَاجُ الْمَعْرُوفُ بِالْمَعْرُوفِ عَازِماً عَلَى نِكَاحِهَا بِلَا وَحْشِيَّةٍ سَادِيَّةٍ وَالِاسْتِمْرَارِ مَعَهَا: وَاِمَّا اَنْ تُطَلِّقَهَا عَازِماً عَلَى فِرَاقِهَا عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَاِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيم(نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ اَيُّهُمَا اَفْضَلُ: اَنْ تَتَرَاجَعَ؟ اَوْ تُطَلِّقَ زَوَجْتَكَ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بَلِ الْاَفْضَلُ اَنْ تَتَرَاجَعَ عَنْ هَذَا الْاِيلَاءِ: بِدَلِيلِ اَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدَّمَ هَذَا التَّرَاجُعَ عَنْ هَذَا الْاِيلَاءِ وَرَغَّبَ بِهِ بِطَرِيقِ مَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ: وَآَثَرَهُ وَفَضَّلَهُ عَلَى الْعَزْمِ عَلَى الطَّلَاقِ: بَلْ حَضَّكَ سُبْحَانَهُ اَخِي الزَّوْجُ: عَلَى اَنْ تَتَجَاهَلَ الْعَزْمَ عَلَى الطَّلَاقِ: بَلْ عَلَى اَنْ تَتَجَاهَلَ الْعَزْمَ عَلَى هُجْرَانِهَا فِي الْمَضَاجِعِ بِطَرِيقِ الْاَوْلَى: وَاَنْ تَقْتَصِرَ فِي هُجْرَانِهَا عَلَى فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ لَاتَصِلُ اِلَى اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ: فَانْظُرْ اَخِي اِلَى آَيَاتِ الْقُرْآَنِ وَتَذْيِيلِهَا مَااَعْظَمَهَا وَمَااَرْوَعَهَا: بَلْ مَااَكْثَرَ رَوْعَتَهَا: بَلْ هِيَ اَكْثَرُ مِنْ رَائِعَة: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا لَمْ يَنْفَعْ مَعَهَا وَعْظُكَ وَلَا هَجْرُكَ لَهَا فِي الْمَضَاجِعِ: فَهُنَا يَاْتِي الدَّوْرُ عَمَلاً بِهِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاضْرِبُوهُنَّ( وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا: مَعَ الْاَلْسِنَةِ الْجَهَنَّمِيَّةِ الَّتِي سَتُقْرَضُ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتُكْوَى بِهَا اَيْضاً فِي الْجَحِيمِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[يَتَكَلَّمُ اَحَدُكُمْ بِالْكَلِمَةِ: لَايُلْقِي لَهَا بَالاً: تَهْوِي بِهِ سَبْعِينَ خَرِيفاً فِي جَهَنَّمَ مِنْ شِدَّةِ سَخَطِ اللهِ عَلَيْهِ(نَعَمْ اَخِي{وَاضْرِبُوهُنَّ(نَعَمْ اَخِي:تَقُولُ هَذِهِ الْاَلْسِنَةُ الْمُنْتِنَةُ الْقَذِرَةُ: اَنْظُرُوا اَيُّهَا التَّقَدُّمِيُّونَ الْحَضَارِيُّونَ الْاِبَاحِيُّونَ اللَّارَجْعِيُّونَ اِلَى الْاِسْلَامِ: كَيْفَ يُعْطِي الْحَقَّ لِلرَّجُلِ اَنْ يَضْرِبَ زَوْجَتَهُ: وَااَسَفَاهُ عَلَى حُقُوقِ الْاِنْسَانِ: وَااَسَفَاهُ عَلَى حُقُوقِ الْمَرْاَةِ (الَّتِي هُمْ هَؤُلَاءِ الْاَوْغَادُ الْاَقْذَارُ الْمُنَافِقُونَ اَوْلَادُ الْاَفَاعِي الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ بِاسْمِ الْحَضَارَةِ وَالتَّقَدُّمِ وَاللَّارَجْعِيَّةِ وَالْعَلْمَانِيَّةِ وَاللِّيبْرَالِيَّةِ وَالشِّيعِيَّةِ وَالشُّيُوعِيَّةِ وَالصَّلِيبِيَّةِ وَالْمَاسُونِيَّةِ وَهُمْ اَوَّلُ مَنْ اَضَاعُوهَا: حِينَمَا جَعَلُوا مِنْ هَذِهِ الْمَرْاَةِ هِيَ وَاَوْلَادُهَا وَرَجُلُهَا: يَعِيشُونَ جَمِيعاً تَحْتَ رَحْمَةِ بَرَامِيلِهُمُ الْمُتَفَجِّرَةِ الَّتِي تَضْرِبُ جَسَدَ الْمَرْاَةِ الْحَامِلِ قَبْلَ اَنْ تَضْرِبَ اَوْلَادَهَا: وَتَجْعَلُهُمْ جَمِيعاً اَشْلَاءً مُبَعْثَرَةً وَمُتَنَاثِرَةً: تَحْتَاجُ اِلَى مَنْ يَجْمَعُهَا: لِيَقُومَ بِدَفْنِهَا بِكَرَامَة: نَعَمْ اَخِي: حَتَّى الْقَوَانِينُ وَالدَّسَاتِيرُ الْوَضْعِيَّةُ: فَاِنَّ اَوْلَادَ الْاَفَاعِي مِنَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ حُمَاةٌ لِحُقُوقِ الْمَرْاَةِ :يَتَجَاهَلُونَ اَنَّ هَذِهِ الْقَوَانِينَ الْوَضْعِيَّةَ الَّتِي هُمْ مَنْ قَامَ بِوَضْعِهَا: تُبِيحُ الضَّرْبَ بِمَا تُسَمِّيهِ عُقُوبَةً تَعْزِيرِيَّة: وَلَانُرِيدُ الْآَنَ اَنْ نَتَحَدَّثَ عَمَّا يَجْرِي فِي سُجُونِهِمْ مِنْ وَيْلَاتٍ تَعْذِيبِيَّةٍ يُمَارِسُونَهَا عَلَى الْمَرْاَةِ قَبْلَ غَيْرِهَا مِمَّا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً: وَاِنَّمَا نُرِيدُ اَنْ نُسَلِّطَ الضَّوْءَ عَلَى الصُّورَةِ الْمُشْرِقَةِ الَّتِي وَضَعَ الْاِسْلَامُ فِيهَا ضَوَابِطَ شَرْعِيَّةً صَارِمَةً فِي مَسْاَلَةِ الضَّرْبِ: وَاَنَّهَا لَيْسَتْ عَلَى اِطْلَاقِهَا: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا لَمْ يَنْفَعِ الْوَعْظُ: وَلَمْ يَنْفَعِ الْهَجْرُ فِي الْمَضَاجِعِ اَيْضاً: فَاِذَا اسْتَجَابَتِ الزَّوْجَةُ لِضَرْبٍ خَفِيفٍ لِتَعُودَ اِلَى صَوَابِهَا: فَذَلِكَ اَفْضَلُ مِنْ اَنْ يَحْصَلَ الطَّلَاقُ الَّذِي يَخْرِبُ الْبُيُوتَ غَالِباً اِنْ لَمْ تُدْرِكْهَا رَحْمَةُ الله: نَعَمْ اَخِي: وَانْظُرْ اِلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: حِينَمَا سُئِلَ: كَيْفَ يَضْرِبُ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ؟ فَقَالَ يَضْرِبُهَا ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ(لَايَكْسُرُ عَظْماً: وَلَايَخْدُشُ لَحْماً: وَلَايُورِثُ شَيْئاً: أَيْ لَايُورِثُهَا شَيْئاً فِي جَسَدِهَا كَلَوْنٍ اَزْرَقَ مَثَلاً: اَوْ كَغَيْرِهِ مِنَ الْكَدَمَاتِ: اَوِ الرَّضَّاتِ: اَوِ الْكُسُورِ[وَخَيْرُكُمُ الَّذِي لَايَضْرِبُ نِسَاءَهُ( فَقَالَ بِاَيِّ شَيْءٍ اَضْرِبُهَا يَارَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ بِهَذَا السُّوَاكِ: اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: بِمَعْنَى اَخِي: اَنَّ عَلَيْكَ اَنْ تُطَبِّشَ لَهَا تَطْبِيشاً بِهَذَا السُّوَاكِ: اَوْ تُدَلِّكَهَا بِهِ تَدْلِيكاً غَيْرَ مُؤْذِي: بِمَعْنَى اَنَّ رَسُولَ اللهِ لَمْ يَجْعَلِ الضَّرْبَ هُنَا وَاجِباً: وَاِنَّمَا جَعَلَهُ كَخُطْوَةٍ احْتِرَازِيَّةٍ ضَرُورِيَّةٍ وَلَوْ اَوْقَعَتْ عَلَى الْمَرْاَةِ ضَرَراً نَفْسِيّاً لَاجَسَدِيّاً: فَذَلِكَ اَرْحَمُ وَاَخَفُّ مِنْ ضَرَرٍ اَشَدَّ خَرَّابٍ لِلْبُيُوتِ وَهُوَ الطَّلَاقُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ بَعْضَ النَّاسِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ مَعاً: لَايَسْتَجِيبُونَ لِصَوْتِ النَّقْلِ وَالْعَقْلِ وَالدِّينِ وَالْقَانُونِ: اِلَّا بِقُوَّةِ الضَّرْبِ غَيْرِ الْمُبَرِّحِ: وَاَمَّا اِذَا كَانَ الضَّرْبُ مُبَرِّحاً: فَاِنَّ نَقْمَتَهُمْ سَتَزِيدُ عَلَى الْمُجْتَمَعِ الَّذِي يُبِيحُ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الضَّرْبِ: قَبْلَ اَنْ تَزِيدَ عَلَى مَنْ يَقُومُ بِضَرْبِهِمْ: وَرُبَّمَا تَكُونُ الْعَوَاقِبُ وَخِيمَةً عَلَى هَذَا الْمُجْتَمَعِ الظَّالِمِ الْقَاسِي: وَلِذَلِكَ لَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَتَخَطَّى الْحُدُودَ الَّتِي اَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ فِي مَسْاَلَةِ الضَّرْبِ وَلَوْ بِمِقْدَارِ شَعْرَةٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذِهِ الشَّعْرَةَ الزَّائِدَةَ التَّعَسُّفِيَّةَ الَّتِي نَهَا عَنْهَا الْاِسْلَامُ: تَجْعَلُ مِنَ الْحَلَالِ حَرَاماً: وَمِنَ الْحَرَامِ حَلَالاً: وَمِنَ الْحَقِّ بَاطِلاً: وَمِنَ الْبَاطِلِ حَقّاً: وَيَخْتَلِطُ الْحَابِلُ بالنَّابِلِ: وَتَضِيعُ الْحُقُوقُ: وَلِذَلِكَ اَخِي: اِذَا كُنْتَ صَاحِبَ حَقٍّ: فَلَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تَاْخُذَ زِيَادَةً عَلَى حَقِّكَ وَلَوْ بِحَجْمِ شَعْرَةٍ: اِلَّا اِذَا تَنَازَلَ لَكَ الْخَصْمُ عَنْهَا رَاضِياً مَرْضِيّاً: وَنَحْنُ نَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ عَلَى مُسْتَوَى الرَّجُلِ وَزَوْجَتِهِ: وَفِيهِ مَافِيهِ مِنْ تَهْدِيدٍ اِلَهِيٍّ وَوَعِيدٍ مِنْ عَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ مِمَّنْ يُبَرِّحُ فِي ضَرْبِهِ لِزَوْجَتِهِ: فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمَنْ يَضْرِبُ زَوْجَاتِ النَّاسِ وَاَوْلَادَهُمْ وَآَبَاءَهُمْ بِالْبَرَامِيلِ الْمُتَفَجِّرَةِ وَالْاَذَى الَّذِي لَاحُدُودَ لَهُ: وَهُوَ لَايَرْضَى مِنْ نَسْمَةِ الْهَوَاءِ اَنْ تَقُومَ بِاِيذَاءِ زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ مِمَّنْ يُسَمِّيهِمْ مِنَ الشَّعْبِ السُّورِيِّ (جَرَاثِيمَ) فَكَيْفَ يَرْضَى بِمَا هُوَ اَشَدُّ مِنْ هَذَا الْاَذَى لِزَوْجَاتِ النَّاسِ وَاَوْلَادِهِمْ: نَسْاَلُ اللهَ الْعَزِيزَ ذَا انْتِقَامٍ: اَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ شَرَّ انْتِقَامٍ: وَاَنْ يَكْسِرَ الْقَيْصَرِيَّةَ الْبَلْشَفِيَّةَ الْكِسْرَوِيَّةَ الصَّلِيبِيَّةِ الْيَهُودِيَّةَ الصَّفَوِيَّةَ الَّتِي تَدْعَمُهُ بِزِلْزَالٍ عَنِيفٍ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ فِي مَرْكَزِ الشَّرِّ الشَّيْطَانِيِّ الْاِيرَانِيِّ الرُّوسِيِّ الصَّلِيبِيِّ الْاُورْثُوذُكْسِيِّ: كَمَا كَسَرَ شَوْكَتَهَا مِنْ قَبْلُ: نَعَمْ اَخِي: فَقَالَ بِاَيِّ شَيْءٍ اَضْرِبُهَا يَارَسُولَ الله؟ قَالَ بِهَذَا السِّوَاكِ وَلَاتُوجِعْ: نَعَمْ اَخِي: هَلْ تَتَوَقَّعُ مِنْ هَذَا السُّوَاكِ الصَّغِيرِ اَوِ الْكَبِيرِ الَّذِي تُنَظِّفُ بِهِ اَسْنَانَكَ اَنْ يُوجِعَ زَوْجَتَكَ مَهْمَا ضَرَبْتَهَا بِهِ: طَبْعاً لَنْ يُوجِعَهَا: بَلْ اِنَّهُ اِذَا اَوْجَعَهَا: فَاِنَّ وَجَعَهُ يَكُونُ مَحْمُولاً: وَتَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ مَهْمَا ضَرَبْتَهَا بِهِ: وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ يُرِيدُ اَنْ يُنَبِّهَكَ اِلَى وَجَعٍ آَخَرَ لِيَنْهَاكَ عَنْهُ: وَهُوَ الْوَجَعُ النَّفْسِيُّ الَّذِي تَشْعُرُ الْمَرْاَةُ مِنْ خِلَالِهِ: اَنَّكَ تُرِيدُ مِنْ خِلَالِ ضَرْبِهَا التَّشَفِّي وَالِانْتِقَامَ مِنْهَا: وَهُوَ الْوَجَعُ النَّفْسِيُّ الَّذِي يَجْعَلُ الْمَرْاَةَ تَشْعُرُ بِالْخَوْفِ مِنْكَ وَمِنْ جَبَرُوتِكَ عَلَيْهَا: وَيَجْعَلُهَا تَفْقِدُ ثِقَتَهَا بِكَ وَشُعُورَهَا بِالْاَمَانِ مِنْ جَانِبِكَ: وَرُبَّمَا تَشْعُرُ لَاحِقاً اَنَّهَا تُمَارِسُ مَعَكَ الْجِنْسَ فِي الْفِرَاشِ الزَّوْجِيِّ رَغْماً عَنْهَا: وَلِذَلِكَ فَاِنَّ رَسُولَ اللهِ يُرِيدُ اَنْ يُنَبِّهَكَ: اِلَى اَنَّ الْمَرْاَةَ تَتَاَثَّرُ وَتَشْعُرُ بِوَجَعٍ نَفْسِيٍّ لَامَثِيلَ لَهُ وَلَوْ مِنْ تَعَابِيرِ وَجْهِكَ وَمَلَامِحِهِ الَّتِي تُوحِي اِلَيْهَا بِاَنَّكَ لَمْ تَعُدْ تَرْغَبُ بِهَا: بَلْ تُرِيدُ التَّخَلُّصَ مِنْهَا لَاجِئاً اِلَى الْخُطْوَةِ الْاُولَى وَهِيَ التَّشَفِّي وَالِانْتِقَامُ فِي ضَرْبِهَا: وَلِذَلِكَ وَبِالْمُخْتَصَرِ الْمُفِيدِ: وَبِالْعَرَبِيِّ الْفَصِيحِ: اَقُولُ لَكَ اَخِي: اِلَى اَنَّ رَسُولَ اللهِ يُرِيدُ مِنْكَ: اَنْ تَجْعَلَ ضَرْبَ الْحَبِيبِ فِي قَلْبِ زَوْجَتِكَ: كَاَكْلِ الزَّبِيبِ: نَعَمْ اَخِي: بَعْضُ النَّاسِ مِنَ الْاَزْوَاجِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اَنْ تَكُونَ حُقُوقُهُمْ مَصُونَة: وَحُقُوقُ غَيْرِهِمْ مَهْدُورَة(كَمَا يَتَعَامَلُ الطَّاغِيَةُ بَشَّارُ مَعَ الشَّعْبِ السُّورِيِّ الْمَظْلُومِ) يَخْلِطُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ قَائِلاً: مَنْ دَعَا زَوْجَتَهُ اِلَى فِرَاشِهِ وَلَمْ تُجِبْهُ: لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ: اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: نَعَمْ اَنَا اَتَّفِقُ مَعَكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: لَكِنْ بِالنِّسْبَةِ اِلَيْكَ اَنْتَ اَيْضاً: هَلْ يَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَنْ تَهْجُرَهَا مِنْ دُونِ سَبَب: هَلْ يَجُوزُ لَكَ اَنْ تَنَامَ فِي غُرْفَةٍ وَهِيَ فِي غُرْفَةٍ اُخْرَى بِمَعْزِلٍ عَنْكَ مِنْ دُونِ سَبَبٍ وَنُشُوزٍ مِنْهَا: وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَايَجُوزُ؟ لِاَنَّ هَذَا التَّصَرُّفَ لَيْسَ فِيهِ امْتِزَاجٌ نَفْسِيٌّ وَامْتِزَاجٌ رُوحِيٌّ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ مَطْلُوبَانِ شَرْعاً: وَلِذَلِكَ كَمَا هِيَ مَاْمُورَةٌ اَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ وَتَسْتَجِيبَ لِفِرَاشِكَ: فَكَذَلِكَ اَخِي اَنْتَ مَاْمُورٌ اَيْضاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ(وَالْمَعْرُوفُ هُوَ التَّعَامُلُ الْجَمِيلُ مَعَهُنَّ: وَلَيْسَ التَّعَامُلَ الْمُنْكَرَ الْقَبِيحَ: بِمَعْنَى اَنَّ لَهَا مَالَكَ اَخِي مِنَ الْحُقُوقِ بِالْمَعْرُوفِ دُونَ اَنْ تُحَمِّلَكَ فَوْقَ طَاقَتِكَ: وَعَلَيْهَا مَاعَلَيْكَ مِنَ الْوَاجِبَاتِ بِالْمَعْرُوفِ دُونَ اَنْ تُحَمِّلَهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا اَيْضاً: وَالْمَعْرُوفُ هُوَ اَلَّا يَطْغَى الْمُجْتَمَعُ الذُّكُورِيُّ عَلَى الْمُجْتَمَعِ الْاُنُوثِيِّ: وَالْعَكْسُ صَحِيحٌ اَيْضاً: بَلْ يَعِيشَانِ مَعاً عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ: بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَايَبْغِيَان(أي لَايَبْغِيَانِ عَلَى بَعْضِهِمَا وَلَايَظْلِمَانِ: بَلْ بَيْنَهُمَا حَاجِزٌ مِنَ الْخَوْفِ مِنَ اللهِ وَتَقْوَاهُ وَابْتِغَاءُ مَرْضَاتِهِ: نَعَمْ اَخِي الزَّوْجُ: كَيْفَ اَنْتَ تُطَالِبُ بِحَقِّكَ! وَلَاتُعْطِي الزَّوْجَةَ حَقَّهَا! نَعَمْ اَخِي: اَلْاِنْسَانُ مِنَّا حَسَبَ تَصَرُّفَاتِهِ مَعَ الْآَخَرِينَ اَنْوَاعٌ: مِنْهُمُ الْاَنَانِيُّ: نَعَمْ اَخِي: وَمَنْ هُوَ الْاَنَانِيُّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: هُوَ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يَاْخُذَ حَقَّهُ وَلَايُعْطِي الْآَخَرِينَ حُقُوقَهُمْ: فَهَذَا الْاِنْسَانُ اَنَانِيٌّ يَعْشَقُ الْاَنَا: بِمَعْنَى اَنَّهُ يُحِبُّ ذَاتَهُ فَقَطْ وَيُحِبُّ نَفْسَهُ فَحَسْبُ: وَطَبْعاً هَذَا شَيْءٌ مَذْمُومٌ شَرْعاً: وَعُرْفاً: نَعَمْ اَخِي: وَهُنَاكَ اِنْسَانٌ عَادِلٌ: يُرِيدُ حَقَّهُ عَلَى التَّمَامِ: وَيُعْطِي الْآَخَرِينَ حُقُوقَهُمْ: وَهَذِهِ صِفَةٌ حَسَنَةٌ شَرْعاً وَعُرْفاً: نَعَمْ اَخِي: وَهُنَاكَ اِنْسَانٌ مُحْسِنٌ مُسَامِحٌ يَتَنَازَلُ عَنْ بَعْضِ حَقِّهِ اَوْ كُلِّهِ: وَهَذَا اَرْقَى مِنَ الْاِنْسَانِ الْعَادِلِ عِنْدَ اللهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْعَدْلَ هُوَ الْمُعَامَلَةُ بِالْمِثْلِ{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ(فَذَكَرَ سُبْحَانَهُ الْعَدْلَ: ثُمَّ ذَكَرَ مَاهُوَ اَفْضَلُ مِنَ الْعَدْلِ: وَهُوَ{ الْاِحْسَانُ وَاِيتَاءُ ذِي الْقُرْبَى(فَهَذِهِ هِيَ الْاَوَامِرُ الثَّلَاثَةُ: فَالْاِنْسَانُ الْمُسْلِمُ: هُوَ الَّذِي يَتَنَازَلُ عَنْ حَقِّهِ: اِذَا لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ اِهَانَةٌ لِنَفْسِهِ وَاِذْلَالٌ لَهَا: اَوْ اَنَّهُ فِي بَعْضِ الْحُقُوقِ هُوَ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَتَنَازَلَ عَنْهَا طَوَاعِيَةً وَلَا اِثْمَ عَلَيْهِ سَوَاءً اَدَّتْ اِلَى اِذْلَالِهِ اَوْ لَمْ تُؤَدِّ اِلَى ذَلِكَ: كَاَنْ يَتَنَازَلَ الزَّوْجُ لِزَوْجَتِهِ عَنْ بَعْضِ حُقُوقِهِ حِفَاظاً عَلَى مَصْلَحَةِ اَوْلَادِهِ لِاَنَّهُ يَرَى اَنَّ اِذْلَالَ زَوْجَتِهِ لَهُ اَرْحَمُ مِنْ اِذْلَالِ اَوْلَادِهِ الصِّغَارِ اَمَامَ مَنْ لَايُحِبُّهُمْ: مِنْ زَوْجٍ آَخَرَ غَيْرِهِ مَثَلاً تَتَزَوَّجُهُ امْرَاَتُهُ: اَوْ رُبَّمَا لَايَرْحَمُهُمْ: مِنْ زَوْجَةٍ اُخْرَى مَثَلاً يَتَزَوَّجُهَا هُوَ : لِاَنَّهُمْ رُبَّمَا نَتِيجَةَ هَذَا الْاِذْلَالِ مِنْ زَوْجَةٍ اُخْرَى اَوْ مِنْ زَوْجٍ آَخَرَ يَنْشَؤُونَ حَاقِدِينَ عَلَى الْمُجْتَمَعِ الَّذِي نَشَؤُوا فِيهِ بِسَبَبِ عُقَدٍ نَفْسِيَّةٍ تَرَاكَمَتْ عَلَيْهِمْ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً نَاتِجَةَ عَنْ هَذَا الْاِذْلَال: نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ مَثَلاً حَقُّ الْحَيَاةِ: هَلْ يَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتَنَازَلَ عَنْ حَقِّكَ فِي الْحَيَاةِ وَتُؤْذِيَ نَفْسَكَ وَتَسُمَّهَا وَتَنْتَحِرَ مَثَلاً: اَوْ تُعْطِيَ اِنْسَاناً مَا قِطْعَةً مِنَ السِّلَاحِ وَتَقُولَ لَهُ اُقْتُلْنِي اَنَا تَنَازَلْتُ عَنْ حَقِّي فِي الْحَيَاة: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: لَايَجُوزُ ذَلِكَ شَرْعاً لِمَاذَا؟ بِسَبَبِ وُجُودِ حُقُوقٍ لَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَتَنَازَلَ عَنْهَا؟ لِاَنَّ حَيَاتَكَ اَخِي لَيْسَتْ مُلْكاً لَكَ وَحْدَكَ: بَلْ هِيَ اَيْضاً مُلْكٌ لِلْمُجْتَمَعِ الَّذِي خَلَقَكَ سُبْحَانَهُ لِتَكُونَ عُضْواً نَافِعاً فِيهِ بِمَا يُرْضِي اللهَ تَعَالَى: وَلِذَلِكَ لَا اَنَا يَجُوزُ لِي هَذَا التَّفْرِيطُ فِي حَيَاتِي: وَلَا اَنْتَ اَخِي: وَلَاهُوَ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يُفَرِّطَ فِيهَا بِرَصَاصَةٍ وَلَابِبَرَامِيلَ مُتَفَجِّرَة: نَعَمْ اَخِي: فَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ: كَانَ قَاتِلَ عَمْدٍ: نَعَمْ اَخِي: فَلَوْ اَعْطَيْتَ لِاِنْسَانٍ مَا سِكِّيناً اَوْ مُسَدَّساً: وَقُلْتَ لَهُ: اَطْلِقْ عَلَيَّ النَّارَ: فَلَوْ اَطْلَقَ عَلَيْكَ النَّارَ: كَانَ قَاتِلَ عَمْدٍ فِي مِيزَانِ اللهِ وَشَرْعِهِ الْاِسْلَامِيِّ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ هَذِهِ اُمُورٌ لَاتَجُوزُ الْاِبَاحَةُ وَلَا النِّيَابَةُ وَلَا التَّفْوِيضُ فِيهَا: وَلَا اَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ بِنَفْسِكَ: نَعَمْ اَخِي: وَالْعِشْرَةُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ: لَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَخِي اَنْ تَجْعَلَهَا: 1+1=2(يَابْيَضْ يَاسْوِدْ(فَالْعِشْرَةُ الْمَطْلُوبَةُ شَرْعاً: لَيْسَتْ مَسْاَلَةً رِيَاضِيَّةً: وَلَاحِسَابِيَّةً: وَلِذَلِكَ لَابُدَّ اَنْ يَتَنَازَلَ اَحَدُ الزَّوْجَيْنِ: اَوْ كِلَاهُمَا: عَنْ بَعْضِ حُقُوقِهِمَا؟ لِتَسْتَقِرَّ الْحَيَاةُ؟ وَلِتَنْتَشِرَ الْمَوَدَّةُ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ: نَعَمْ اَخِي: اَنْتَ تَتَنَازَلُ شَيْئاً: وَهِيَ تَتَنَازَلُ شَيْئاً: وَبِذَلِكَ يَحْصَلُ الْوِئَامُ: وَهَذَا مَايُسَمَّى بِالْاِحْسَانِ: بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا التَّنَازُلَ: يُسَمِّيهِ الْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ: اِحْسَاناً{وَاَحْسِنُوا: اِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين(نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا لَمْ يَنْفَعْ مَعَهَا هَذَا الْاِحْسَانُ: فَاِنَّ الرَّسُولَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: هَجَرَ نِسَاءَهُ مُدَّةَ شَهْرٍ تَقْرِيباً: حِينَمَا ضَايَقْنَهُ فِي طَلَبِ النَّفَقَةِ: وَخَاصَّةً بَعْدَ اَنِ اجْتَمَعَتِ الْغَنَائِمُ الْحَرْبِيَّةُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ: فَجَاءَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ اِلَى رَسُولِ اللهِ: تَشْتَكِي وَتَتَذَمَّرُ قَائِلَةً: يَارَسُولَ الله: اُنْظُرْ اِلَى نِسَاءِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ: كَيْفَ يَعِشْنَ مُرَفَّهَاتٍ: فِي رَغَدٍ عَظِيمٍ مِنَ الْعَيْشِ: وَنَحْنُ نِسَاؤُكَ: نَعِيشُ مَعَكَ: فِي شَظَفٍ مِنَ الْعَيْشِ وَالْفَقْرِ: فَقَالَ لَهُنَّ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: اَنَا لَسْتُ كِسْرَى وَلَاقَيْصَرَ: اَنَا رَسُولُ الله: نَعَمْ يَامَنْ تَتَجَبَّرُونَ بِقَيْصَرِ رُوسْيَا بُوتِينَ عَلَى الشَّعْبِ السُّورِيِّ: وَتَقْتُلُونَ اَبْرِيَاءَهُ بِطَائِرَاتِهِ الْمُجْرِمَةِ: وَتُدَمِّرُونَ الْمُسْتَشْفَيَاتِ وَالْمَدَارِسَ عَلَى مَنْ فِيهَا مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَطْفَالِ الْاَبْرِيَاءِ وَ الْمَرْضَى وَالضُّعَفَاء: اِسْتَمِعُوا اِلَى رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ: اَنَا لَسْتُ كِسْرَى وَلَاقَيْصَرَ: وَلَايُشَرِّفُنِي اَنْ اَكُونَ كِسْرَى وَلَاقَيْصَرَ: فَكَيْفَ اَنْتُمْ تَتَشَرَّفُونَ بِهَذَا الْقَيْصَرِ الْمُجْرِمِ بُوتِينَ: وَبِهَذَا الْكِسْرَى الْخَامِنْئِيِّ الْخَائِنِ: وَكَيْفَ يَتَشَرَّفُ النَّصَارَى الَّذِينَ جَعَلَ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الرَّاْفَةِ وَالرَّحْمَةِ: مَالَمْ يَجْعَلْهَا فِي قُلُوبِ غَيْرِهِمْ {فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا(لِاَنَّهُمْ مَازَالُوا يَتَشَرَّفُونَ بِهَذِهِ الْكَنِيسَةِ الرُّوسِيَّةِ الْاُورْثُوذُكْسِيَّةِ الْمُجْرِمَةِ: الَّتِي تَجْعَلُ الْحَرْبَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْاَطْفَالِ الضُّعَفَاءِ وَالْاَبْرِيَاءِ: حَرْباً صَلِيبِيَّةً مُقَدَّسَةً: لَا وَاللهِ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ عَمَد: لَا وَاللهِ الَّذِي بَسَطَ الْاَرْضَ عَلَى مَاءٍ جَمَد: لَنْ تَتَوَقَّفَ هَذِهِ الثَّوْرَةُ السُّورِيَّةُ الْمُقَدَّسَةُ الْمَجِيدَةُ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ اَبَداً: طَالَمَا فِينَا عِرْقٌ يَنْبُضُ بِالْحَيَاةِ نَحْنُ وَالْاَجْيَالَ الْقَادِمَةَ؟ لِسَبَبٍ بَسِيطٍ جِدّاً: وَهُوَ اَنَّنَا لَانَسْتَطِيعُ التَّعَايُشَ اَبَداً: مَعَ هَذِهِ الْاَحْقَادِ الصَّفَوِيَّةِ الْمَجُوسِيَّةِ الصَّلِيبِيَّةِ الْبَلْشَفِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ الشُّيُوعِيَّةِ الْمَاسُونِيَّةِ وَالْعَلْمَانِيَّةِ وَاللِّيبْرَالِيَّةِ: الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعْرَةٌ فِي جَسَدِهَا تُطِيقُ الْاِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ الْاَبْرِيَاءَ{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِين(وَلْيَكُنْ مِنْ بَعْدِ هَذِهِ الثَّوْرَةِ الْمَجِيدَةِ الْمُقَدَّسَةِ: الطُّوفَانُ: نَعَمْ اَخِي: اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَدَاَ بِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: فَقَالَ يَاعَائِشَةُ: اَعْرِضُ عَلَيْكِ اَمْراً: اَرَى اَلَّا تُبْدِي فِيهِ رَاْيَكِ: حَتَّى تَسْتَشِيرِي اَبَوَيْكِ: فَقَالَتْ: وَمَاهُوَ يَارَسُولَ الله: فَتَلَا عَلَيْهَا الْآَيَةَ: وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى في سورة الاحزاب{اِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا(اَوْ{اِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ(فَقَالَتْ اَفِي رَبِّكَ وَفِيكَ اَسْتَشِيرُ اَبَوَيَّ يَارَسُولَ الله: اِنَّمَا اُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ: لَكِنْ عَلَى شَرْط: فَقَالَ لَهَا: وَمَاهُوَ هَذَا الشَّرْطُ: فَقَالَتْ: اَلَّا تَقُولَ ذَلِكَ لِاَحَدٍ غَيْرِي(نَعَمْ اَخِي: لَكِنَّ الضَّرَائِرَ كَمَا يُقَالُ ضَرَائِرُ تَاْكُلُ قُلُوبَهُنَّ الْغَيْرَةُ) فَقَالَ: سُبْحَانَ الله! مَااَرْسَلَنِي اللهُ تَعَالَى مُعَنِّفاً: وَاِنَّمَا اَرْسَلَنِي رَسُولاً مُبَلِّغاً: فَلَابُدَّ اَنْ اَقُولَ ذَلِكَ لِكُلِّ اَزْوَاجِي: نَعَمْ اَخِي: وَقَوْلُ عَائِشَةَ هَذَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: يُشْبِهُ اِلَى حَدٍّ مَا: قَوْلَ الْاَعْرَابِيِّ: اَللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَارْحَمْ مُحَمَّداً: وَلَاتَرْحَمْ مَعَنَا اَحَداً: فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: مَاهَذَا يَااَخَا الْعَرَب: لَقَدْ ضَيَّقْتَ وَاسِعاً مِنْ رَحْمَةِ الله: نَعَمْ اَخِي: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: كُلَّمَا دَخَلَ عَلَى امْرَاَةٍ مِنْهُنَّ: وَتَلَا عَلَيْهَا الْآَيَةَ قَالَتْ: اِنَّمَا اُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ: وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى: بِالْبُشْرَى الْعَظِيمَةِ لَهُنَّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ:{فَاِنَّ اللهَ اَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ اَجْراً عَظِيماً( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: رَسُولُ اللهِ يَقُولُ لِنِسَائِهِ: اَنَا لَسْتُ كِسْرَى وَ لَا قَيْصَرَ: بَلْ اَنَا رَسُولُ اللهِ: فَمَنْ اَرَادَتْ مِنْكُنَّ اَنْ تَعِيشَ مَعِي عَلَى مَااَنَا عَلَيْهِ: فَهِيَ حُرَّةٌ: وَمَنْ اَرَادَتْ اَنْ تُفَارِقَ: فَلْتُفَارِقْ، نَعَمْ اَخِي: وَبَعْدَ اَنْ مَضَى شَهْرٌ مِنْ هَجْرِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَهُنَّ: نَزَلَ قَوْلُ اللهِ عَزَّوَجَلَّ{يَااَيُّهَا النَّبِيُّ: قُلْ لِاَزْوَاجِكَ: اِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا: فَتَعَالَيْنَ اُمَتِّعْكُنَّ: وَاُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً(نَعَمْ يَانِسَاءَ النَّبِيِّ: اِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الطَّلَاقَ: فَاَنَا عَلَى اسْتِعْدَادٍ لِاَنْ اُطَلِّقَكُنَّ: وَاُعْطِيَكُنَّ حُقُوقَكُنَّ: وَلَنْ اَكْتَفِيَ بِمَا لَكُنَّ عَلَيَّ مِنَ الْحُقُوقِ فِي مَهْرٍ اَوْ نَفَقَةٍ اَوْ غَيْرِهِمَا: بَلْ سَاَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ: بِالْمُتْعَةِ الْمَادِّيَّةِ: كَتَعْوِيضٍ آَخَرَ: زِيَادَةً عَلَى الْمَهْرِ{وَاُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً(غَيْرَ قَبِيحٍ: وَلَنْ اَقُولَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَيْكُنَّ: وَلَا غَضِبَ اللهُ عَلَيْكُنَّ: وَلَنْ اَدْعُوَ عَلَيْكُنَّ بِمَا يُؤْذِي مَشَاعِرَكُنَّ اِذَا اخْتَرْتُنَّ الْمُفَارَقَةَ: لَكِنْ{اِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ: فَاِنَّ اللهَ اَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ اَجْراً عَظِيماً(نَعَمْ اَخِي: وَالْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ هُنَا: يُرِيدُ اَنْ يُحَرِّكَ مَشَاعِرَهُنَّ: اِلَى مَايُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ: فَبَدَاَ بِطَلَاقٍ: وَنَفَقَةِ طَلَاقٍ: وَنَفَقَةِ مُتْعَةٍ: وَسَرَاحٍ جَمِيلٍ: مِنْ مَتَاعِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا: ثُمَّ قَالَ لَهُنَّ: وَاَمَّا اِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْبَقَاءَ مَعَ رَسُولِ اللهِ: فَاِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ بِذَلِكَ الْبَقَاءِ مَعَ رَسُولِهِ: اِرْضَاءً لِلهِ: وَاِرْضَاءً لِرَسُولِهِ: لَا تَنْكِيداً لِعِيشَةِ رَسُولِهِ وَلَا مُشَاكَسَةً لَهُ وَلَا نُشُوزاً وَلَاشِقَاقاً وَلَا مُظَاهَرَةً عَلَيْهِ{فَاِنَّ اللهَ اَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ اَجْراً عَظِيماً( لِتَكُونَ لَكُنَّ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فِي الرِّفْعَةِ وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى: حَيْثُ اَنْتُنَّ هُنَا فِي الدُّنْيَا: وَهُنَاكَ فِي الْآَخِرَةِ: اُمَّهَاتٌ لِلْمُؤْمِنِين، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا مَايُسَمَّى: بِالتَّخْيِيرِ: وَلِذَلِكَ اَخِي اِذَا قُلْتَ لِزَوْجَتِكَ: اِخْتَارِي نَفْسَكِ: فَقَالَتْ: اِخْتَرْتُ نَفْسِي: فَقَدْ وَقَعَ الطَّلَاقُ بَيْنَكُمَا شَرْعاً مَعَ الْاَسَفِ: وَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تعْطِيَهَا حُقُوقَهَا كَامِلَةً: وَاَنْ تُسَرِّحَهَا سَرَاحاً جَمِيلاً: نَعَمْ اَخِي: اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: خَيَّرَهُنَّ فِي ذَلِكَ: فَكَانَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تَسْاَلُ: مَاذَا اخْتَارَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: فَيُقَالُ لَهَا: اِخْتَارَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ: فَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَاَرْضَاهَا: مَصْدَرَ اِلْهَامٍ لَهُنَّ جَمِيعاً: اِلَى مَايُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ: فَكَانَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تَقُولُ بِقَوْلِ عَائِشَةَ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهَا وَعَلَيْهِنَّ: اِنَّمَا اُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ: نَعَمْ اَخِي: وَلَوْ قُدِّرَ لِخَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا اَنْ تَبْقَى عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ سَاعَةَ نُزُولِ هَذِهِ الْآَيَةِ مِنَ التَّخْيِيرِ: لَاخْتَارَتِ الْبَقَاءَ مَعَ رَسُول اللهِ: وَوَاسَتْهُ بِمَالِهَا وَجَاهِهَا: كَمَا وَاسَتْهُ بَعْدَ زَوَاجِهِ مِنْهَا: وَعِنْدَ حِصَارِ بَنِي هَاشِمٍ: بِمَا جَعَلَ مِنْ مَالِهَا يَنْفَدُ وَلَايَبْقَى مِنْهُ شَيْئاً: وَلَكِنَّ عَائِشَةَ لَمْ تَكُنْ تَمْلِكُ مِنَ الْمَالِ مَاتُوَاسِي بِهِ رَسُولَ اللهِ: وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ يَمْلِكُ مِنَ الْمَالِ مَايُوَاسِيهَا بِهِ اَيْضاً: وَلَكِنَّهَا رَضِيَتْ مِنْهُ اَنْ يُوَاسِيَهَا بِفَقْرِهِ طَوَالَ حَيَاتِهِ مَعَهَا: فَرَضِيَ اللهُ عَنْ خَدِيجَةَ الَّتِي كَانَتْ اَيْضاً مَصْدَرَ اِلْهَامٍ لِعَائِشَةَ لِتَبْقَى مَعَ رَسُولِ اللهِ تُوَاسِيهِ بِمَشَاعِرِهَا الطَّيِّبَةِ النَّبِيلَةِ: وَجَبْرِ الْخَوَاطِرِ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ: وَالتَّبَسُّمِ فِي وَجْهِهِ: وَاِيوَائِهِ اِلَى صَدْرِهَا الزَّوْجِيِّ الْحَنُونِ وَلَوْ لَمْ تَكُنْ تَمْلِكُ مِنَ الْاَمْوَالِ وَالْاَوْلَادِ مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامُ مَاكَانَتْ تَمْلِكُهُ خَدِيجَة؟ لِاَنَّ خَدِيجَةَ رُبَّمَا كَانَ اَوْلَادُهَا مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَدْفَعُهَا اِلَى هَذَا الْجُودِ وَالْكَرَمِ وَالْحُبِّ لِرَسُولِ اللهِ: وَاَمَّا عَائِشَةُ: فَمَا الَّذِي يَدْفَعُهَا اِلَى اَنْ تَتَحَمَّلَ مِنْ شَظَفِ الْعَيْشِ مَاتَحَمَّلَتْهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ طَوَالَ حَيَاتِهَا وَلَيْسَ لَهَا اَوْلَادٌ مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَّا حُبُّهَا لِلهِ وَرَسُولِهِ بِمَا هُوَ اَشَدُّ مِنْ حُبِّ خَدِيجَةَ لَهُمَا: وَمَاالَّذِي مَنَعَهَا مِنَ الزَّوَاجِ مِنْ رَجُلٍ آَخَرَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُنِجِبَ مِنْهُ اَوْلَاداً تَقَرُّعَيْنَاهَا بِهِمْ: اِلَّا اَنَّهَا كَانَتْ تُدْرِكُ قَوْلَهُ تَعَالَى جَيِّداً فِي سُورَةِ الْكَهْفِ{اَلْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا( وَلَكِنَّهَا اخْتَارَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ: وَفَضَّلَتْهُمْ جَمِيعاً عَلَى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: لَوْلَا قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:[مَااَبْدَلَنِي اللهُ بِخَيْرٍ مِنْهَا(أَيْ مِنْ خَدِيجَةَ: لَقُلْنَا: اَنَّ عَائِشَةَ اَفْضَلُ عِنْدَ اللِه مِنْ خَدِيجَةَ؟ لِاَنَّهَا اَشَدُّ حُبّاً لِلهِ وَرَسُولِهِ مِنْ خَدِيجَة: بَلْ مِنْ فَاطِمَةَ اَيْضاً رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ جَمِيعاً: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَمَازِلْنَا نُتَابِعُ الْمَرَاحِلَ الَّتِي اَمَرَ بِهَا الْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ نَاْخُذَ جَمِيعَ الِاحْتِيَاطَاتِ الشَّرْعِيَّةِ الْوِقَائِيَّةِ وَالدَّوَائِيَّةِ الْعِلَاجِيَّةِ الْمَطْلُوبَةِ؟ لِعَدَمِ وُقُوعِ الطَّلَاقِ: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا لَمْ تَنْفَعْ جَمِيعُ هَذِهِ الِاحْتِيَاطَاتِ مِنَ الْوَعْظِ وَالْهَجْرِ وَالضَّرْبِ الَّذِي اَمَرَ بِهِ الْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ بِضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ مَعْرُوفَةٍ: فَاِنَّ الْاِسْلَامَ هُنَا اَيْضاً اَخِي: يُحَرِّمُ عَلَيْكَ اَنْ تَلْجَاَ اِلَى الطَّلَاقِ الْفَوْرِيِّ حَتَّى وَلَوِ اسْتَمَرَّتِ الْخِلَافَاتُ الزَّوْجِيَّةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ زَوْجَتِكَ عَلَى اَشُدِّهَا: وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ الْاِسْلَامَ اِلَى هَذِهِ اللَّحْظَةِ الْحَرِجَةِ: وَلَوْ تَحَوَّلَ الْبَيْتُ اِلَى حَلَبَةِ مُصَارَعَةٍ: حَرِيصٌ اَشَدَّ الْحِرْصِ؟ مِنْ اَجْلِ عَدَمِ وُقُوعِ الطَّلَاقِ: عَلَى اَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْخِلَافَاتُ النَّاشِبَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا: مَحْصُورَةً وَمَخْنُوقَةً خَنْقاً ضِمْنَ دَائِرَةِ الزَّوْجِيَّةِ فِي الْبَيْتِ: مِنْ دُونِ تَدَخُّلٍ لِلْغُرَبَاءِ وَالْاَقْرِبَاءِ: وَاَمَّا اَنْ تُصْبِحَ الزَّوْجَةُ ثَرْثَارَةً: تَنْشُرُ عُيُوبَ زَوْجِهَا وَغَسِيلَهُ؟ لِتَفُوحَ مِنْهُ بِسَبَبِهَا رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ اَوْ خَبِيثَةٌ: اَوْ يُصْبِحَ الزَّوْجُ ثَرْثَاراً: يَنْشُرُ عِرْضَ زَوْجَتِهِ وَعُيُوبَهَا عَلَى السُّكَّةِ وَالطُّرُقَاتِ كَمَا تَفْعَلُ السَّيِّدَةُ فَضِيحَة: عِنْدَ اَقْرِبَائِهِ وَاَقْرِبَائِهَا: وَعِنْدَ الْغُرَبَاءِ مِنْ اَصْدِقَاءِ الْعَائِلَةِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ: فَهَذَا لَيْسَ مِنْ اَخْلَاقِ الْاِسْلَامِ: بَلْ اِنَّ الْاِسْلَامَ بَرِيءٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَايَتَخَلَّقُونَ بِاَخْلَاقِهِ: وَمَعَ الْاَسَفِ: فَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَة: نَادِرٌ نَادِرٌ جِدّاً: مَنْ يَتَّبِعُ آَدَابَ الْاِسْلَامِ: وَنَادِرٌ نَادِرٌ وَقَلِيلٌ: مَنْ يَتَخَلَّقُ بِاَخْلَاقِ الْاِسْلَامِ: بَلْ اِنَّ اَكْثَرَنَا لَايَتَّبِعُ آَدَابَ الْاِسْلَامِ: وَلَايَتَخَلَّقُ بِاَخْلَاقِ الْاِسْلَامِ الَّتِي تُلْزِمُهُ بِاَنْ يَجْعَلَ الْخِلَافَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ فِي بَيْتِ الزَّوْجِيَّةِ لَايَخْرُجُ شَيْءٌ مِنْ اَخْبَارِهِ وَلَاتَفُوحُ رَائِحَتُهُ الطَّيِّبَةُ وَلَا الْقَذِرَةُ خَارِجَ الْبَيْتِ: نَعَمْ اَخِي الزَّوْجُ(وَاَعْتَذِرُ سَلَفاً عَنْ هَذِهِ الْاَلْفَاظِ الْمُقْرِفَةِ: لَكِنْ لَابُدَّ مِنْهَا(نَعَمْ اَخِي الزَّوْجُ: اَقُولُ لَكَ كَمَا يَقُولُ اَهْلُ اِدْلِبَ عِنْدَنَا فِي سُورِيَّا فِي لَهْجَتِهِمُ الْعَامِّيَّةِ (اَلْبَعِيدُ: وَبِوَجْهِكَ مِسْكٌ: وَاَنْتَ اَكْبَرُ قَدْراً( نعم اخي: لَوْ اَنَّ زَوْجَتَكَ فَسَتْ فَسْوَةً: اَوْ ضَرَطَتْ ضَرْطَةً رَغْماً عَنْهَا: اَمَامَكَ: اَوْ اَمَامَ غَيْرِكَ مِنَ الْاَقْرِبَاءِ: اَوِ الْغُرَبَاءِ: فَاِنَّهَا بِالتَّاْكِيدِ سَتَخْجَلُ: اَوْ سَتَسْتَحِي مِنْ اِظْهَارِ رَائِحَتِهَا اَوْ مِنْ اِظْهَارِ صَوْتِ مَدَافِعِهَا اَمَامَكَ: اَوْ اَمَامَ غَيْرِكَ مِنَ الْاَقْرِبَاءِ: اَوِ الْغُرَبَاءِ: فَكَيْفَ اَنْتَ اَخِي الزَّوْجُ: تَتَجَرَّاُ عَلَى اِظْهَارِ رَائِحَتِهَا: وَالثَّرْثَرَةِ عَلَيْهَا: وَفَضِيحَتِهَا اَمَامَ الْاَقْرِبَاءِ: اَوْ اَمَامَ الْغُرَبَاءِ: وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً: اَنَّهَا سَتَخْجَلُ مِنْ اِظْهَارِ رَائِحَتِهَا اَمَامَكَ وَلَوْ كُنْتَ زَوْجَهَا وَاَقْرَبَ الْمُقَرَّبِينَ اِلَيْهَا: فَكَيْفَ تَجْعَلُهَا تَخْجَلُ خَجَلاً اَشَدَّ مِنْ خَجَلِهَا مِنْكَ مُظْهِراً رَائِحَتَهَا الْخَبِيثَةَ اَوِ الطَّيِّبَةَ بِنَفْسِكَ اَمَامَ الْآَخَرِينَ(نَعَمْ اَخِي: حَتَّى الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَة: يَحْرُمُ عَلَى الْمَرْاَةِ شَرْعاً اَنْ تَتَعَطَّرَ بِهَا اَمَامَ غَيْرِكَ مِنَ الْغُرَبَاءِ اَوِ الْمَحَارِمِ الشَّاذِّينَ حَتَّى لَاتَظْهَرَ مِنْهَا رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ{فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ(أَيْ حُبٌّ لِهَتْكِ الْاَعْرَاضِ بِهَا: نَعَمْ اَخِي: ضَعْ نَفْسَكَ مَكَانَهَا: اَلَا تَخْجَلُ اَنْتَ اَيْضاً مِنْ اِظْهَارِ رَائِحَتِكَ الْخَبِيثَةِ اَمَامَهَا: اَوْ اَمَامَ اَقْرِبَائِهَا: اَوْ اَمَامَ الْغُرَبَاءِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَصْدِقَاءِ الْعَائِلَةِ: هَلْ سَتَرْضَى مِنْهَا اَنْ تَفْضَحَكَ وَ تُظْهِرَ رَائِحَتَكَ الْخَبِيثَةَ(عُيُوبَكَ( اَمَامَهُمْ: فَاِذَا كُنْتَ لَاتَرْضَى ذَلِكَ عَلَى نَفْسِكَ: فَكَيْفَ تَرْضَاهُ عَلَى زَوْجَتِكَ: نَعَمْ اُخْتِي الزَّوْجَةُ: اَنْتِ اَيْضاً لَاتَرْضَيْنَ ذَلِكَ عَلَى نَفْسِكِ: فَكَيْفَ تَرْضَيْنَهُ عَلَى زَوْجِكِ: نَعَمْ اَخِي: اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ لِلْبُيُوتِ عَوْرَاتٍ: وَاَنَّ هَذِهِ الْعُيُوبَ وَالرَّوَائِحَ الطَّيِّبَةَ وَالْخَبِيثَةَ مِنْكَ وَمِنْ زَوْجَتِكَ هِيَ عَوْرَاتٌ اَيْضاً: فَكَيْفَ تَسْمَحُ لِهَؤُلَاءِ الْغُرَبَاءِ او الْاَقْرِبَاءِ اَنْ يَقْتَحِمُوا حُرْمَةَ بَيْتِكَ فَاتِحاً لَهُمْ اَبْوَابَهُ عَلَى مِصْرَاعَيْهَا فِي الْبَيْتِ اَوْ فِي الشَّارِعِ وَاَنْتَ تَكْشِفُ الْمَسْتُورَ الزَّوْجِيَّ مِنْ هَذِهِ الْعُيُوب: نَعَمْ اُخْتِي: لِمَاذَا تَسْمَحِينَ لَهُمْ اَنْتِ اَيْضاً بِذَلِكَ: بَلْ اِنَّ الطَّعَامَ الَّذِي تَاْكُلَانِ مِنْهُ فِي بَيْتِكُمَا: يَحْمِلُ اَيْضاً مَعْنَى الْعَوْرَةِ الَّتِي لَايَجُوزُ لِاَحَدٍ مِنَ الْاَقْرِبَاءِ اَوِ الْغُرَبَاءِ اَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا: نَعَمْ اَخِي: اَمَا عَلِمْتَ اَنَّ زَوْجَتَكَ الَّتِي تَكْرَهُهَا رُبَّمَا تَكُونُ اُمْنِيَّةً لِغَيْرِكَ وَيَحْلُمُ اَنْ يَنَامَ مَعَهَا بِالْحَلَالِ اَوِ الْحَرَامِ وَلَافَرْقَ عِنْدَهُ وَسَيَّان: نعم اختي: اَمَا عَلِمْتِ اَنَّ زَوْجَكِ الَّذِي تَكْرَهِينَهُ اَيْضاً هُوَ اُمْنِيَةٌ لِغَيْرِكِ مِنَ الْعَشِيقَاتِ اَوِ الْخَلِيلَاتِ اَنْ تَنَامَ مَعَهُ اَيْضاً وَاَنْ يَكُونَ فَارِسَ اَحْلَامِهَا: لِمَاذَا لَاتُحَافِظُ عَلَى زَوْجَتِكَ وَعَلَى بَيْتِكَ يَااَخِي اَرْجُوك: لِمَاذَا اَنْتِ اَيْضاً اُخْتِي اَرْجُوكِ: لِمَاذَا لَاتُحَافِظِينَ عَلَى زَوْجِكِ وَاَوْلَادِكِ مِنَ الْاَمْرَاضِ النَّفْسِيَّةِ الْمُعَقَّدَةِ وَالْجِنْسِيَّةِ الَّتِي يُمْكِنُ اَنْ يَنْقُلَهَا اِلَيْكِ بِجِمَاعِهِ لَكِ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ: وَرُبَّمَا حَمَلَ زَوْجُكِ هَذِهِ الْاَمْرَاضَ مِنْ عَاهِرَةٍ يَتَنَاوَبُ عَلَيْهَا الرِّجَالُ فِي جِمَاعِهِمْ لَهَا جِمَاعاً جَمَاعِيّاً وَزَوْجُكِ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: نَعَمْ اَخِي: نَعَمْ اُخْتِي: لِمَاذَا لَاتَرْضَيَانِ مَعاً بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ [لَايَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً: اِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقاً: رَضِيَ مِنْهَا آَخَرَ( نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ لَايَفْرَكْ: أَيْ لَايَنْفُرْ: وَلَايَشْمَئِزَّ: وَلَايَسْاَمْ: وَلَايَمَلَّ: وَلَايَهْجُرْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً: بَلْ لَايَحِقُّ لَهُ اَنْ يُعَامِلَهَا وَلَوْ بِفَرْكَةِ اُذُنٍ لَهَا وَلَوْ كَانَ مُضْطَّرّاً اِلَى ذَلِكَ: فَرُبَّمَا يُسَبِّبُ لَهَا اَلَماً شَدِيداً وَجُرْحاً بِالِغاً يَنْتَزِعُ الْحَلَقَ الَّذِي تَتَزَيَّنُ لَهُ بِهِ فِي اُذُنَيْهَا وَهُوَ قُرْطَاهَا: نَعَمْ اَخِي: كَيْفَ تَرْضَى عَلَى نَفْسِكَ اَنْ تَاْكُلَ لَحْماً مَيِّتاً مِنْ جَسَدِ زَوْجَتِكَ: جَعَلْتَ رَائِحَتَهُ الْخَبِيثَةَ تَفُوحُ: فَاضِحاً لِمَا ظَهَرَ مِنْ عُيُوبِهِ: بَلْ لَوْ اَمْكَنَكَ اَيْضاً اَنْ تَشْرَبَ مِنْ دِمَائِهَا مِنْ قُوَّةِ حِقْدِكَ التَّعَسُّفِيِّ الظَّالِمِ عَلَيْهَا: وَكَيْفَ تَرْضَيْنَ عَلَى نَفْسِكِ ذَلِكَ اُخْتِي اَيْضاً: وَهُوَ اَنْ تَاْكُلِي لَحْماً مَيِّتاً مِنْ زَوْجِكِ: ضَارِبِينَ بِعُرْضِ الْحَائِطِ جَمِيعاً لِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً: اَيُحِبُّ اَحَدُكُمْ اَنْ يَاْكُلَ لَحْمَ اَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ( نَعَمْ اَخِي: نَعَمْ اُخْتِي: اَنْتُمَا اَمَامَ اللِه زَوْجَانِ: وَلَكِنَّكُمَا اَيْضاً اَمَامَ اللهِ اَخَوَانِ فِي الْاِنْسَانِيَّةِ وَالدِّينِ: يَجْمَعُكُمَا عَلَى هَذِهِ الْاُخُوَّةِ الْاِنْسَانِيَّةِ: اَبُوكُمَا آَدَمُ وَاُمُّكُمَا حَوَّاءُ: نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ مَاذَا لَوْ اَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَمْ يَنْفَعْ فِي عِلَاجِ النُّشُوزِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ: وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: عَلَى الْمَرْاَةِ هُنَا اَنْ تَتَنَازَلَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ حَقِّهَا: فَرُبَّمَا يَنْفَعُهَا اَنْ تُجَرِّبَ التَّعَامُلَ بِجِدِّيَّةٍ مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى{ وَاِنِ امْرَاَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً اَوْ اِعْرَاضاً: فَلَاجُنَاحَ عَلَيْهِمَا: اَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ( نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ مَاذَا لَوْ لَمْ يَنْفَعْ ذَلِكَ فِي عِلَاجِ النُّشُوزِ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: عَلَيْكَ اَنْ تَسْتَعْمِلَ هَذِهِ الْاِرْشَادَاتِ مِنَ الْوَعْظِ وَالْهَجْرِ وَالضَّرْبِ وَالتَّنَازُلِ عَنْ شَيْءٍ مِنْ حَقِّكَ وَحَقِّهَا دَفْعَةً وَاحِدَةً: وَاَنْ تَجْمَعَهَا مَعاً جَمِيعاً فِي عِلَاجِ النُّشُوزِ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ تَعِظُ فِيهِ زَوْجَتَكَ: وَتَهْجُرُهَا فِي الْمَضَاجِعِ: وَتَضْرِبُهَا ضَرْباً رَحِيماً: وَتُهَدِّدُهَا بِاَنَّهَا اِنِ اسْتَمَرَّتْ فِي نُشُوزِهَا: فَلَا مَجَالَ لِلصُّلْحِ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا: اِلَّا اِذَا تَنَازَلَتْ عَنْ نُشُوزِهَا: اَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْ حُقُوقِهَا: وَعَلَيْكِ اَنْ تَخْتَارِي: مَابَيْنَ التَّنَازُلِ عَنْ نُشُوزِكِ: اَوْ الْبَقَاءِ عَلَى نُشُوزِكِ: وَاَنَا بِالْمُقَابِلِ سَاَتَحَمَّلُكِ: لَكِنْ عَلَيْكِ اَنْتِ بِالْمُقَابِلِ اَيْضاً: اَنْ تَتَحَمَّلِي مَا سَاَفْرِضُهُ عَلَيْكِ مِنْ غَرَامَةٍ مَالِيَّةٍ تُعَاقِبُكِ عَلَى هَذَا النُّشُوزِ: وَهِيَ اَنْ تَتَنَازَلِي عَنْ شَيْءٍ مِنْ حُقُوقِكِ: كَالنَّفَقَةِ وَالْمَهْرِ وَغَيْرِهِ: وَسَاُمْسِكُ بِكِ دَائِماً مِنَ الْيَدِ الَّتِي تُوجِعُكِ جَزَاءَ وِفَاقاً: كَمَا اَنْتِ اَيَّتُهَا الزَّوْجَةُ النَّاشِزُ تُمْسِكِينَ بِي بِغَيْرِ حَقٍّ مِنْ يَدِي الَّتِي تُؤْلِمُنِي: نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا اَرْحَمُ مِنَ الطَّلَاقِ وَخَرَابِ الْبَيْتِ بِوُجُودِ اَطْفَالٍ فِيهِ: نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ مَاذَا لَوْ لَمْ يَنْفَعْ ذَلِكَ اَيْضاً فِي عِلَاجِ النُّشُوزِ بَيْنَهُمَا: وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَابُدَّ هُنَا مِنَ اللُّجُوءِ اِلَى اَقْرِبَاءِ الزَّوْجِ: وَاِلَى اَقْرِبَاءِ الزَّوْجَةِ: لَا اِلَى الْغُرَبَاءِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ اَصْدِقَاءِ الْعَائِلَةِ: نَعَمْ اَخِي: اَحْيَاناً لَا دَائِماً: قَدْ صَدَقَ مَنْ قَالَ: اِذَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَحْذَرَ مِنْ عَدُوِّكَ مَرَّةً: فَاحْذَرْ مِنْ صَدِيقِكَ اَلْفَ مَرَّة: نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ لَابُدَّ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ(وَلَا اَقُولُ فِي بِدَايَتِهِ اَبَداً وَلَا فِي وَسَطِهِ(نَعَمْ اَخِي: اَقُولُ لَابُدَّ فِي نِهَايَةِ الْمَطَافِ مِنْ تَدُخُّلِ الْاَهْلِ السَّرِيعِ مِنَ الطَّرَفَيْنِ الزَّوْجِيَّيْنِ بَعْدَ طُولِ انْتِظَارٍ: وَفَشَلٍ مُسْتَمِرٍّ: وَمُحَاوَلَاتٍ غَيْرِ مُوَفَّقَةٍ بَاءَتْ بِالْفَشَلِ جَمِيعِها بِمَعْزِلٍ عَنِ الْاَهْلِ: وَاَمَّا الْآَنَ فَقَدْ جَاءَ دَوْرُ الْاَهْلِ وَجَاءَ دَوْرُ اللُّجُوءِ اِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا( أَيْ اِنْ خِفْتُمْ اَنْ يَسْتَمِرَّ النُّشُوزُ الزَّوْجِيُّ مِنْ كِلَيْهِمَا اِلَى دَرَجَةِ الشِّقَاقِ الَّذِي تُصْبِحُ فِيهِ الْعَلَاقَةُ الزَّوْجِيَّةُ فِي خَطَرٍ شَدِيدٍ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ وَيُمْكِنُ اَنْ تَنْهَارَ فِي أَيِّ لَحْظَةٍ اَوْ تَنْشَقَّ ثُمَّ تَنْفَسِخَ ثُمَّ تَنْخَلِعَ{فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ اَهْلِهِ: وَحَكَماً مِنْ اَهْلِهَا(فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا التَّدَرُّجِ فِي عِلَاجِ النُّشُوزِ الزَّوْجِيِّ: وَانْظُرْ كَيْفَ جَعَلَ الْاِسْلَامُ الْكَيَّ آَخِرَ الدَّوَاءِ: وَالْكَيُّ هُنَا اَخِي: هُوَ اَهْلُ الزَّوْجَيْنِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنْ يُرِيدَا اِصْلَاحاً( مُشِيراً بِذَلِكَ سُبْحَانَهُ: اِلَى اَنَّ الْاَهْلَ مِنَ الطَّرَفَيْنِ: اَحَدُهُمَا اَوْ كَلِاهُمَا: يُمْكِنُ اَنْ يُسَاهِمَا اِلَى حَدٍّ مَا: فِي اِحْبَاطِ مَشْرُوعِ الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ وَاِفْشَالِهِ عَلَى زَوْجَيْنِ اَحْمَقَيْنِ مُسْتَجِيرَيْنِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ: وَمُسْتَجِيرَيْنِ مِنَ الدَّلْفِ النَّاتِجِ عَنْ خَلَلٍ فِي سَقْفِ الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ وَالَّذِي نَشَاَ عَنْ خُرُوقَاتٍ كَثِيرَةٍ لِلْهُدْنَةِ الزَّوْجِيَّةِ: بِمَزَارِيبَ مِنَ الْوَقُودِ الْجَهَنَّمِيِّ الَّذِي يُوقِدُهُ اَهْلُ الزَّوْجَيْنِ فِي قُلُوبِ ذَوِيهِمَا مِنْ زَوْجٍ وَزَوْجَةٍ اِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبِّي مِمَّا يَنْدُرُ وُجُودُهُ فِي اَيَّامِنَا مِنْ حَكَمَانِ عَادِلَانِ مِنْ اَهْلِ الزَّوْجَيْن يَخَافَانِ اللهَ وَيَتَّقِيَانِهِ وَلَايَلْعَبَانِ دَوْرَ الشَّيْطَانِ الْمَزْهُوِّ الْمُتَعَجْرفِ الْمَغْرُورِ الْفَرِحِ فِي انْتِصَارِهِ السَّاحِقِ عَلَى الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ الَّتِي يُحِبُّهَا اللهُ وَيَرْضَاهَا: بِمَا اَحْدَثَهُ الشِّرِّيرُ اللَّعِينُ مِنَ الْفِرْقَةِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ: وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد: اَنَّ الشَّيْطَانَ الْاَكْبَرَ الْحَقِيقِيَّ:لَيْسَ هُوَ الَّذِي يَنْتَصِرُ عَلَى مَاجَمَعَهُ اللهُ مِنْ قَلْبَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ وَيُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا: وَاِنَّمَا هُوَ الشَّيْطَانُ الْاِنْسِيُّ وَالْجِنِّيُّ الَّذِي يَنْتَصِرُ عَلَى الْاِنْسَانِ انْتِصَاراً سَاحِقاً: بِالتَّفْرِيقِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَدِينِهِ الْاِسْلَامِيِّ: وَبَيْنَ الْمَرْاَةِ وَدِينِهَا الْاِسْلَامِيِّ اَيْضاً: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنْ يُرِيدَا اِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا(مُشِيراً بِذَلِكَ سُبْحَانَهُ(بِاِنِ الشَّرْطِيَّةِ( اِلَى اَنَّهُ مِنَ الْاَفْضَلِ لِلزَّوْجَيْنِ دَائِماً: اَنْ يَحُلَّا مَشَاكِلَهُمَا الزَّوْجِيَّةَ فِيمَا بَيْنَهُمَا: مِنْ دُونِ اَنْ يَتَدَخَّلَ اَحَدٌ مِنْ اَهْلِهِمَا: اَوْ مِنْ اَصْدِقَائِهِمَا: اَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ عَنْهُمَا: وَهُمَا الْحَكَمَانِ الْغَرِيبَانِ اللَّذَانِ يُعَيِّنُهُمَا الْقَاضِي مِنْ اَجْلِ الْاِصْلَاحِ بَيْنَهُمَا كَمَا هُوَ الدَّارِجُ فِي اَيَّامِنَا فِي اَكْثَرِ الْمَحَاكِمِ الشَّرْعِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ: وَلَا اَدْرِي مِنْ اَيْنَ جَاءَ الْقَاضِي بِهَذَيْنِ الْحَكَمَيْنِ الْغَرِيبَيْنِ عَنْهُمَا: وَهَلْ يَتَوَقَّعُ هَذَا الْقَاضِي الْاَحْمَقُ خَيْراً اَوْ اِصْلَاحاً مِنَ حَكَمَيْنِ غَرِيبَيْنِ لَايَمُتَّانِ بِصِلَةِ قَرَابَةٍ اِلَى الزَّوْجَيْنِ قَبْلَ اَنْ يَتَوَقَّعَهُ مِنْ حَكَمَيْنِ قَرِيبَيْنِ: فَاِنِ احْتَجَّ عَلَيْنَا هَذَا الْقَاضِي الْاَحْمَقُ بِاَنَّ الْاَقَارِبَ عَقَارِبٌ: فَاِنَّنَا نُجِيبُهُ بِاَنَّ الْغُرَبَاءَ اَوْكَارٌ مِنَ الدَّبَابِيرِ: وَلَا اَدْرِي عَلَى أَيِّ مَصْدَرٍ شَرْعِيٍّ يَسْتَنِدُ هَؤُلَاءِ الْقُضَاةُ الْحَمْقَى الْمَعْتُوهِينَ فِي تَعْيِينِ هَذَيْنِ الْحَكَمَيْنِ مِنْ غَيْرِ اَهْلِهِمَا وَمَا اَنْزَلَ اللهُ بِهِمَا مِنْ سُلْطَان: فَاِنْ جَاؤُوا لَنَا بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ يَسْتَنِدُونَ عَلَيْهِ فِي تَعْيِينِهِمَا: فَاَنَا مُسْتَعِدَّةٌ دَائِماً لِلتَّرَاجُعِ عَنْ اَقْوَالِي الَّتِي تَطْعَنُ فِي تَعْيِينِهِمَا: نَعَمْ اَخِي{اِنْ يُرِيدَا اِصْلَاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا(مُشِيراً بِذَلِكَ سُبْحَانَهُ اِلَى اَنَّهُمَا اِنْ لَمْ يُرِيدَا اِصْلَاحاً نَابِعاً مِنْ اَعْمَاقِ قُلُوبِهِمَا وَبِنِيَّةٍ صَافِيَةٍ وَصَادِقَةٍ وَمُخْلِصَةٍ لِمَا يُرْضِي اللَهَ: فَلَنْ يُوَفِّقَ اللهُ بَيْنَهُمَا(نَعَمْ اَخِي: فَاَيْنَ نَحْنُ مِنْ آَدَابِ الْاِسْلَامِ وَاَخْلَاقِهِ وَقِيَمِهِ وَتَعَالِيمِهِ: وَنَحْنُ نَرَى بِاُمِّ اَعْيُنِنَا: وَنَسْمَعُ بِآَذَانِنَا: الْاَسْرَارَ الزَّوْجِيَّةَ الَّتِي تَنْتَشِرُ فَوْراً خَارِجَ الْبَيْتِ انْتِشَارَ النَّارِ فِي الْهَشِيمِ: وَرُبَّمَا فِي الصُّحُفِ الصَّفْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ وَالْحَمْرَاءِ اَيْضاً: وَفِي الْمَجَلَّاتِ: وَفِي اللِّقَاءَاتِ الْاِذَاعِيَّةِ: وَالتِّلِفِزْيُونِيَّةِ: وَالْفَضَائِيَّةِ: وَعَلَى الْيُوتْيُوبِ: فَتُفْتَشُ الْاَسْرَارُ: وَتَنْكَشِفُ الْعَوْرَاتُ خَارِجَ الْبَيْتِ: دُونَ خَجَلٍ وَلَا حَيَاءٍ مِنَ اللهِ: مِنْ اُولَئِكَ الْاَوْغَادِ الدَّيُّوثِينَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ ذَرَّةٌ مِنَ الْغَيْرَةِ عَلَى اَعْرَاضِهِمْ وَشَرَفِهِمْ: بَل لَايُرِيدُونَهَا اَنْ تَكُونَ مَصُونَةً مِنْ اَلْسِنَةِ النَّاسِ الْقَذِرَةِ: وَلَا مِنْ اَعْضَائِهِمُ التَّنَاسُلِيَّةِ الْاَقْذَرِ: وَلَا مِنْ عُيُونِهِمُ الَّتِي تَكَادُ تَاْكُلُ عَوْرَاتِهِمْ بِنَظَرَاتِهَا كَمَا يَاْكُلُونَ الْقِشْطَةَ وَالْمَهَلَّبِيَّةَ: وَيَتَمَنَّوْنَ مِنْ اَعْمَاقِ قُلُوبِهِمْ اَنْ يَقُومُوا بِهَتْكِهَا: فَاَيُّ اَوْغَادٍ هَؤُلَاءِ: وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ: اَنَّنَا اِذَا وَضَعْنَاهُمْ فِي خَانَةِ الْبَهَائِمِ: فَاِنَّنَا نَظْلِمُ الْبَهَائِمَ: بَلْ هُمْ وَاللهِ اَحْقَرُ مِنَ الْبَهَائِمِ: نَعَمْ اَخِي: جَاءَ الْحَكَمَانِ: وَبَذَلَا جُهْدَيْهِمَا بِاَقْصَى مَايَمْلِكَانِ مِنَ الْفَهْمِ وَالْحِكْمَةِ وَرَجَاحَةِ الْعَقْلِ وَالصِّدْقِ وَالْاِخْلَاصِ وَصَفَاءِ النِّيَّةِ: وَلَكِنَّهُمَا مَعَ الْاَسَفِ: لَمْ يُوَفَّقَا اِلَى الْاِصْلَاحِ فِيمَا بَيْنَ ذَوِيهِمَا مِنَ الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ لِحِكْمَةٍ يُرِيدُهَا وَلَايَعْلَمُهَا اِلَّا اللهُ سبحانه: فَهُنَا لَابُدَّ مِنَ الْبَدْءِ بِمَرَاحِلِ الطَّلَاقِ السُّنِّيِّ الشَّرْعِيِّ الصَّحِيحِ: وَالِابْتِعَادِ عَنِ الطَّلَاقِ الْبِدْعِيِّ السَّفِيهِ الَّذِي يُمَارِسُهُ الْحَمِيرُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ: بَلْ اِنَّهُمْ عِنْدَ اللهِ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَهُمْ قُلُوبٌ لَايَفْقَهُونَ بِهَا: وَلَهُمْ اَعْيُنٌ لَايُبْصِرُونَ بِهَا: وَلَهُمْ آَذَانٌ لَايَسْمَعُونَ بِهَا: اُولَئِكَ كَالْاَنْعَامِ: بَلْ هُمْ اَضَلُّ( وَقَدْ آَنَ الْاَوَانُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ بَعْدَ هَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ الطَّوِيلَةِ: لِنُجِيبَ وَلَوْ بِاخْتِصَارٍ:عَمَّا اَرْسَلَهُ اِلَيْنَا اَحَدُ الْاِخْوَةِ مُتَسَائِلاً: عَنِ الْفَرْقِ بَيْنَ الطَّلَاقِ السُّنِّيِّ: وَبَيْنَ الطَّلَاقِ الْبِدْعِيِّ: نَعَمْ اَخِي: وَالطَّلَاقُ السُّنِّيُ هُوَ: اَنْ تُطَلِّقَ زَوْجَتَكَ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً فَقَطْ: تُسَمَّى طَلْقَةً اُولَى رَجْعِيَّةً: فِي طُهْرٍ: لَمْ تُجَامِعْهَا فِيهِ: بِمَعْنَى اَنَّهَا نَظِيفَةٌ تَمَاماً: وَطَاهِرَةٌ مِنَ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ: وَلَمْ تَقُمْ بِمُجَامَعَتِهَا بَعْدَ طَهَارَتِهَا مِنْهُمَا: لَكِنْ لِمَاذَا لَايَجُوزُ لَكَ شَرْعاً اَخِي اَنْ تُطَلِّقَهَا اِلَّا تَطْلِيقَةً رَجْعِيَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ فِي طُهْرٍ لَمْ تُجَامِعْهَا فِيهِ: وَمَاهِيَ الْحِكْمَةُ الشَّرْعِيَّةُ مِنْ هَذَا الطَّلَاقِ؟ نَعَمْ اَخِي: هَذَا سُؤَالٌ وَجِيهٌ وَذَكِيٌّ جِدّاً: وَلَابُدَّ اَنْ نُجِيبَ عَلَيْهِ: وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تُطَلِّقَهَا اِلَّا تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً فَقَطْ: تُسَمَّى طَلْقَةً اُولَى رَجْعِيَّةً فِي طُهْرٍ لَمْ تُجَامِعْهَا فِيهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللَهَ تَعَالَى هُنَا يَاْمُرُكَ رَغْماً عَنْكَ اَنْ تَخْتَبِرَ مَشَاعِرَكَ الْجِنْسِيَّةَ وَالنَّفْسِيَّةَ وَمَا فِي قَلْبِكَ مِنَ الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالشَّفَقَةِ عَلَيْهَا وَاِنْ كُنْتَ مَازِلْتَ تَرْغَبُ بِهَا وَفِي الِاسْتِمْرَارِ مَعَهَا اَوْ لَمْ تَعُدْ تَرْغَبُ بِهَا نِهَائِيّاً: نَعَمْ اَخِي: وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَكُونَ هَذَا الِاخْتِبَارُ لِمَشَاعِرِكَ عَادِلاً غَيْرَ ظَالِمٍ لَكَ وَلَهَا اِلَّا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الطُّهْرِ الَّذِي لَمْ تُجَامِعْهَا فِيهِ بَعْدُ وَاِلَّا بَعْدَ اَنْ تُطَلِّقَهَا طَلَاقاً رَجْعِيّاً فِي عِدَّتِهِ كَمَا سَيَاْتِي لِمَاذَا؟ لِاَنَّ نَفْسَكَ اَخِي مَازَالَتْ مَيَّالَةً اِلَيْهَا بَعْدَ اَنِ انْتَظَرْتَهَا طَوِيلاً اَوْ قَصِيراً حَسَبَ عَادَةِ النِّسَاءِ لِتَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا اَوْ مِنْ نِفَاسِهَا: فَرُبَّمَا هَذَا الْمَيْلُ وَالشَّوْقُ اِلَى مُجَامَعَتِهَا فِي فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ: يَمْنَعُكَ مِنَ الطَّلَاقِ: وَرُبَّمَا يَجْعَلُكَ تَضْرِبُ اَخْمَاساً فِي اَسْدَاسٍ: قَبْلَ اَنْ تُفَكِّرَ فِي طَلَاقِهَا: وَرُبَّمَا تَمْتَنِعُ عَنْ طَلَاقِهَا اِلَى الْاَبَدِ؟ بِسَبَبِ الْغَيْرَةِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي تَاْخُذُكَ: بِمُجَرَّدِ تَفْكِيرِكَ اَنَّكَ لَوْ طَلَّقْتَهَا: فَاِنَّهَا سَتَكُونُ لَاحِقاً فِي اَحْضَانِ زَوْجٍ غَيْرِكَ: وَخَاصَّةً اِذَا كَانَ لَدَيْكَ مِنْهَا اَوْلَادٌ: نَعَمْ اَخِي: عَلَيْكَ اَنْ تَخْتَارَ اَيَّاماً مِنَ الطُّهْرِ قَبْلَ الْجِمَاعِ مِنْ اَجْلِ اَنْ تُطَلِّقَهَا: كَمَا اَنَّ عَلَيْكَ اَنْ تَخْتَارَ اَيَّاماً اُخْرَى مِنَ الطُّهْرِ يُحَدِّدُهَا لَكَ الطَّبِيبُ الْمُخْتَصُّ وَلَايَحْصَلُ الْحَمْلُ وَالتَّلْقِيحُ الْمَنَوِيُّ الْبُوَيْضِيُّ اِلَّا فِيهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَتَزَوَّجَهَا: فَانْظُرْ اَخِي اِلَى حِكْمَةِ الشَّارِعِ الْحَكِيمِ الْخَبِيرِ سُبْحَانَهُ: وَاحْتِيَاطِهِ الشَّدِيدِ؟ مِنْ اَجْلِ عَدَمِ وُقُوعِ الطَّلَاقِ الْفَوْرِيِّ{اَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ: وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ( نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا جَامَعْتَهَا خِلَالَ الطُّهْرِ: ثُمَّ طَلَّقْتَهَا بَعْدَ ذَلِكَ: فَهَذَا هُوَ الطَّلَاقُ الْبِدْعِيُّ الْمَحْظُورُ: وَلَكِنَّهُ يَقَعُ شَرْعاً مَعَ الْاَسَفِ: وَهُوَ طَلَاقٌ صَحِيحٌ شَرْعاً مَعَ الْاَسَفِ: وَلَكِنَّكَ تَكُونُ آَثِماً عِنْدَ اللهِ تَعَالَى اِثْماً شَدِيداً عَلَيْكَ اَنْ تَسْتَغْفِرَ اللهَ مِنْهُ دَائِماً؟ لِاَنَّكَ فَوَّتَ عَلَى نَفْسِكَ وَعَلَيْهَا وَعَلَى اَوْلَادِكَ: فُرْصَةً ذَهَبِيَّةً: كَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ اَنْ تَجْعَلَكَ تَتَرَاجَعُ عَنِ الطَّلَاقِ نِهَائِيّاً: فَخَرَبْتَ بَيْتَكَ بِيَدِكَ بِهَذَا الطَّلَاقِ الْمُتَهَوِّرِ وَخَرَبْتَ بَيْتَهَا وَبَيْتَ اَوْلَادِكَ: نَعَمْ اَخِي: كَمَا اَنَّهُ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَقُومَ عَنِ الطَّعَامِ اِلَّا وَنَفْسُكَ تَمِيلُ اِلَيْهِ: فَكَذَلِكَ خَلَقَ اللهُ الْحَيْضَ وَالنِّفَاسَ فِي الْمَرْاَةِ؟ لِيَجْعَلَكَ لَاتَقُومُ عَنْهَا: اِلَّا وَاَنْتَ جَائِعٌ مُشْتَاقٌ اِلَى مُعَاشَرَتِهَا مِنْ جَدِيدٍ مَهْمَا جَامَعْتَهَا سَابِقاً: وَلَاتَشْبَعُ مِنْ جِمَاعِهَا اَبَداً: وَلِذَلِكَ جَعَلَ اللهُ هَذِهِ الْفَتْرَةَ الزَّمَنِيَّةَ مِنَ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ فِي الْمَرْاَةِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُؤَجِّجَ الْحَنِينَ فِي قَلْبِكَ اِلَى مُعَاشَرَتِهَا وَجِمَاعِهَا مِنْ جَدِيدٍ: بَعْدَ اعْتِزَالِهَا فَتْرَةَ الْحَيْضِ اَوِ النِّفَاسِ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِهَا؟ بِسَبَبِ الْاَذَى النَّاتِجِ عَنْهُمَا: نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ اِذَا عَزَمْتَ{الطَّلَاقَ: فَاِنَّ اللَهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( وَمَعَ ذَلِكَ مَازَالَتْ لَدَيْكَ فُرْصَةً ذَهَبِيَّةً اُخْرَى لِاِصْلَاحِ هَذَا الْخَلَلِ وَالتَّرَاجُعِ عَنْهُ كَمَا سَيَاْتِي: وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا مَعَ هَؤُلَاءِ الْجُهَلَاءِ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ آَيَاتِ اللهِ هُزُواً فِي زَوَاجِهِمْ وَفِي طَلَاقِهِمْ وَلَايَلْتَزِمُونَ بِحُدُودِ اللهِ وَهَذَا سَبَبٌ عَظِيمٌ مِنْ اَسْبَابِ هَزِيمَةِ الْمُسْلِمِينَ فِي جِهَادِهِمْ ضِدَّ الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ: وَهُوَ دُخُولُهُمْ فِي مَحْظُورٍ خَطِيرٍ جِدّاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي خِتَامِ آَيَاتِ الزَّوَاجِ وَالطَّلَاقِ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ{ وَلَاتَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللهِ هُزُواً( وَلِذَلِكَ وَبِسَبَبِ هَذَا الزَّوَاجِ الْهَزْلِيِّ الْمَهْزَلَةِ الظَّالِمِ الَّذِي يَتَخَطَّى حُدُودَ اللهِ وَيَتَجَاوَزُهَا وَلَايُرَاعِيهَا: وَبِسَبَبِ الطَّلَاقِ الْبِدْعِيِّ الْهَزْلِيِّ الظَّالِمِ الَّذِي يَتَخَطَّاهَا وَيَتَجَاوَزُهَا اَيْضاً بِشَكْلٍ اَوْقَحَ: فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى يَجْعَلُهُمْ يَتَعَرَّضُونَ اِلَى مَزِيدٍ مِنَ الظُّلْمِ جَزَاءً وِفَاقاً وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ( أَيْ اِعْرَاضٌ عَنْ آَيَاتِ اللِه وَاسْتِهْزَاءٌ بِهَا{ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً{اَللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ(أَيْ يَجْعَلُهُمْ يَتَخَبَّطُونَ فِي قِتَالِهِمْ لِبَشَّارَ وَزَبَانِيَتِهِ الطُّغَاةِ الظَّالِمِينَ: وَمَا مِنْ ظَالِمٍ اِلَّا سَيُبْلَى بِاَظْلَمِ: وَلِذَلِكَ اَخِي الزَّوْجُ وَاُخْتِي الزَّوْجَة: عَلَيْكُمَا اَنْ تَعْلَمَا جَيِّداً اَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا اِذَا حَافَظَ عَلَى حُدُودِ اللهِ فِي الزَّوَاجِ وَالطَّلَاقِ: فَاِنَّ اللهَ يُحَافِظُ عَلَى نَسْلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَيَحْمِيهَا: وَاِلَّا فَاِنَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ يُسَلِّطُ عَلَيْهِ وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِ مَنْ{ِاِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْاَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ(كَمَا يَفْعَلُ الرُّوسُ الْخَوَنَةُ بِالْاَطْفَالِ فِي حَلَبَ وَاِدْلِبَ دَعْماً لِلنِّظَامِ الْمُجْرِمِ وَتَثْبِيتاً لِكُرْسِيِّهِ الظَّالِمَةِ عَلَى اَنْقَاضِ هَؤُلَاءِ الْاَطْفَالِ الْاَبْرِيَاءِ وَجُثَثِهِمْ وَاَشْلَائِهِمْ: نَعَمْ اَخِي: وَاَضْرِبُ لَكَ مَثَلاً عَلَى هَذَا الِاسْتِهْزَاءِ بِآَيَاتِ اللهِ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى: وَلَهُ صُوَرٌ كَثِيرَةٌ نَذْكُرُ بَعْضاً مِنْهَا: نَعَمْ اَخِي: تَرَاهَا بِمُجَرَّدِ اَنْ يُطَلِّقَهَا زَوْجُهَا طَلَاقاً رَجْعِيّاً: فَاِنَّهَا فَوْراً: تَحْزُمُ اَمْتِعَتَهَا وَاَغْرَاضَهَا: وَتَذْهَبُ مِنْ دُونِ اِذْنٍ مِنْ زَوْجِهَا: اِلَى بَيْتِ اَهْلِهَا: اَوْ هُوَ يَطْرُدُهَا خَارِجَ الْمَنْزِلِ: اِلَى بَيْتِ اَهْلِهَا اَوْ غَيْرِهِ: مُتَجَاهِلِينَ جَمِيعاً: اَنَّ الزَّوْجِيَّةَ لَاتَزَالُ قَائِمَةً بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ وَلَوْ طَلَّقَهَا طَلَاقاً رَجْعِيّاً: وَمُتَجَاهِلِينَ اَيْضاً: مُسَمَّى الطَّلَاقِ الرَّجْعِيِّ: الَّذِي يَعْنِي: اَنَّهُ مَازَالَ اَحَقَّ بِهَا: وَيَجُوزُ لَهُ اَنْ يُرَاجِعَهَا: وَاَنْ يُعِيدَهَا اِلَى فِرَاشِ الزَّوْجِيَّةِ: وَاَنْ يُجَامِعَهَا وَلَوْ رَغْماً عَنْهَا: وَاَنْ يَطْلُبَهَا اِلَى بَيْتِ الطَّاعَةِ رَغْماً عَنْهَا فِي حَالِ خُرُوجِهَا مِنْ بَيْتِ الزَّوْجِيَّةِ اِلَى بَيْتِ اَهْلِهَا مِنْ دُونِ اِذْنٍ مِنْ زَوْجِهَا الَّذِي طَلَّقَهَا طَلَاقاً رَجْعِيّاً: وَاَنْ تَطْلُبَهُ هِيَ اَيْضاً اِلَى بَيْتِ الطَّاعَةِ الْمَادِّيِّ وَالْجِنْسِيِّ اَيْضاً وَلَوْ رَغْماً عَنْهُ جِنْسِيّاً وَمَادِّيّاً وَلَا اِثْمَ عَلَى الْمَرْاَةِ وَلَا عَلَى رَجُلِهَا وَلَا عَيْبَ عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ وَلَاحَرَجَ: لِاَنَّهَا مَازَالَتْ اَحَقَّ بِهِ وَهُوَ اَحَقُّ بِهَا اَيْضاً: بَلْ وَمِنْ حَقِّهَا اَيْضاً اَنْ تَطْلُبَهُ اِلَى بَيْتِ النَّفَقَةِ: وَبَيْتِ الْغِذَاءِ: وَالدَّوَاءِ: وَالْكِسَاءِ: وَالْخِبَاءِ: وَالسَّكِينَةِ: وَالْهُدُوءِ: وَالطَّمَاْنِينَةِ: وَالْمَوَدَّةِ: وَالرَّحْمَةِ: رَغْماً عَنْكِ وَعَنْهُ فِي حَالِ طَرْدِهِ لَكِ خَارِجَ الْبَيْتِ بِحُجَّةِ اَنَّهُ طَلَّقَكِ طَلَاقاً رَجْعِيّاً: وَتَحْرُمُ الْخِدْمَةُ الْعَسْكَرِيَّةُ الطَّوْعِيَّةُ وَالْاِلْزَامِيَّةُ فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ شَرْعاً: وَعَلَى الْمَسْؤُولِينَ اَنْ يُعْطُوا الزَّوْجَ اِجَازَةً طَوِيلَةً بِمِقْدَارِ الْعِدَّةِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُرَاجِعَ الزَّوْجُ زَوْجَتَهُ عَنْ قُرْبٍ لِاَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يُرَاجِعَهَا عَنْ بُعْدٍ: نَعَمْ اَخِي: لَيْسَ لَكَ اَنْ تُخْرِجَهَا مِنْ بَيْتِكَ وَلَا اَنْ تَطْرُدَهَا مِنْهُ وَلَوْ طَلَّقْتَهَا طَلَاقاً رَجْعِيّاً: وَلَيْسَ لَكِ اَيْضاً اُخْتِي اَنْ تَخْرُجِي مِنْ بَيْتِهِ مِنْ غَيْرِ اِذْنِهِ وَلَوْ طَلَّقَكِ طَلَاقاً رَجْعِيّاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقُرْآَنَ الْكَرِيمَ: سَمَّى بَيْتَكَ اَخِي: بَيْتاً لَهَا: وَلَمْ يُسَمِّهِ بَيْتاً لَكَ: بِمَعْنَى اَنَّ بَيْتَكَ: هُوَ بَيْتُهَا: قَبْلَ اَنْ يَكُونَ بَيْتَكَ فِي نَظَرِ الْاِسْلَامِ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَاتُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ: وَلَايَخْرُجْنَ: اِلَّا اَنْ يَاْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ( وَفِي هَذَا دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ: عَلَى اَنَّهُ يَحِقُّ لِلْمَرْاَةِ شَرْعاً اَنْ تُطَالِبَ بِمَسْكَنٍ شَرْعِيٍّ مُسْتَقِلٍّ عَنْ اَهْلِهِ وَاَهْلِهَا رَغْماً عَنْ زَوْجِهَا الَّذِي وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ: وَفِي هَذَا دَلِيلٌ اَيْضاً عَلَى اَنَّهُ يَحِقُّ لِلْمَرْاَةِ شَرْعاً: اَنْ تُطَالِبَ الْمَحْكَمَةَ الْمُخْتَصَّةَ: بِرَهْنِ بَيْتِ زَوْجِهَا الَّذِي سَمَّاهُ الْقُرْآَنُ بَيْتَهَا وَلَوْ طَلَّقَهَا طَلَاقاً بَائِناً بَيْنُونَةُ كَبْرَى: اِلَى اَنْ يُؤَدِّيَ لَهاَ الزَّوْجُ حَقَّهَا فِي الْمَهْرِ غَيْرِ الْمَقْبُوضِ لِحِينِ الطَّلَبِ: وَاَنْ تَضَعَ عَلَيْهِ عَلَامَةً مِنَ الْحَجْزِ الدَّائِمِ عِنْدَ الْجِهَاتِ الْمُخْتَصَّةِ: لِتَمْنَعَ طَلِيقَهَا مِنَ التَّصَرُّفِ فِي بَيْتِهِ وَبَيْعِهِ اَوْ اِيجَارِهِ: اِلَّا اِذَا تَنَازَلَتِ الْمَرْاَةِ عَنْ حُقُوقِهَا: اَوْ عَنْ بَعْضِ حُقُوقِهَا: مِنْ دُونِ ضَغْطٍ اَوْ اِكْرَاهٍ مِنْ اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ عَلَيْهَا؟ نَعَمْ اَخِي الزَّوْجُ:{لَاتُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ(نَعَمْ اَخِي الزَّوْجُ: عَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ: اَنَّ اللهَ تَعَالَى: اَضَافَ بَيْتَكَ اِلَيْهِنَّ؟ لِاَنَّ لَهُنَّ حَقَّ السُّكْنَى بِالْمَجَّانِ: نَعَمْ اُخْتِي الزَّوْجَةُ: وَحِينَمَا يُطَلِّقُكِ زَوْجُكِ طَلَاقاً رَجْعِيّاً: فَلايَجُوزُ لَكِ شَرْعاً اِطْلَاقاً: اَنْ تَتَحَجَّبِي مِنْهُ: وَلَا اَنْ تَتَسَتَّرِي بِخِمَارٍ وَلَا نِقَابٍ؟ لِاَنَّ هَذَا الرَّجُلَ: مَازَالَ زَوْجَكِ وَلَوْ طَلَّقَكِ طَلَاقاً رَجْعِيّاً: وَمَازَالَ اَحَقَّ بِكِ مِنْ غَيْرِهِ: بَلْ اِنَّ الْاِسْلَامَ يَاْمُرُكِ رَغْماً عَنْكِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الطَّلَاقِ الرَّجْعِيِّ: اَنْ تَتَزَيَّنِي لَهُ بِكَامِلِ زِينَتِكِ: وَاَنْ تَتَبَرَّجِي لَهُ بِكَامِلِ اَنَاقَتِكِ وَاُنُوثَتِكِ: وَبِاَحْدَثِ الصَّرْعَاتِ وَالْمُوضَاتِ وَالتَّسْرِيحَاتِ وَالثِّيَابِ وَالْعُطُورِ التَّجْمِيلِيَّةِ: وَاَمَّا مَاتَفْعَلُهُ الْمُطَلَّقَاتُ الْجَاهِلَاتُ مِنَ النِّقَابِ اَوِ الْحِجَابِ غَيْرِ الشَّرْعِيِّ بِمُجَرَّدِ اَنْ يُطَلِّقَهَا طَلَاقاً رَجْعِيّاً: فَهُوَ وَاللِه الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ: مِنَ الْجَهْلِ الْعَظِيمِ وَالْحَمَاقَةِ وَالْغَبَاءِ وَالسُّخْفِ وَالتَّفَاهَةِ: مِنِ امْرَاَةٍ مَعْتُوهَةٍ: لَاتَفْقَهُ اُموُرَ دِينِهَا هِيَ وَلَا اَهْلُهَا وَلَامَشَايِخُهَا: نَعَمْ اُخْتِي: فَلَوْ قَبَّلَكِ: اَوْ جَامَعَكِ قَبْلَ انْتِهَاءِ الْعِدَّةِ مِنَ الطَّلَاقِ الرَّجْعِيِّ: فَاِنَّكِ تَعُودِينَ اِلَيْهِ مِنْ جَدِيدٍ كَزَوْجَةٍ شَرْعِيَّةٍ: لَهَا مِنَ الْحُقُوقِ: وَعَلَيْهَا مِنَ الْوَاجِبَاتِ: وَاَمَّا اِذَا انْتَهَتِ الْعِدَّةُ مِنَ الطَّلَاقِ الرَّجْعِيِّ: وَلَمْ يَقُمْ بِمُرَاجَعَتِكِ: اِنْقَلَبَ الطَّلَاقُ هُنَا: مِنْ طَلَاقٍ رَجْعِيٍّ: اِلَى طَلَاقٍ بَائِنٍ بَيْنُونَةٍ صُغْرَى: فَلَا يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَعُودَ اِلَيْكِ: اِلَّا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ تَتَّفِقَانِ عَلَيْهِ: وَيُضَافُ اِلَى الْمَهْرِ السَّابِقِ الَّذِي هُوَ مِنْ حَقِّكِ اَيْضاً اُخْتِي: وَاِلَّا بِعَقْدِ نِكَاحٍ جَدِيدٍ اَيْضاً: نَعَمْ اُخْتِي: عَلَيْكِ اَنْ تُرَاقِبِي الْعِدَّةَ جَيِّداً اَنْتِ وَزَوْجُكِ: فَاِنَّهَا مَسْؤُولِيَّةٌ عَظِيمَةٌ جِدّاً اَمَامَ اللهِ تَعَالَى فِي رَقَبَتِهِ: وَرَقَبَتِكِ: نَعَمْ اُخْتِي: وَلِحِسَابِ هَذِهِ الْعِدَّةِ مِنَ الطَّلَاقِ الرَّجْعِيِّ: عَلَيْكِ اَنْ تَتَّبِعِي الطَّرِيقَةَ التَّالِيَة: فَاِذَا كُنْتِ اُخْتِي مِنْ ذَوَاتِ الْحَيْضِ: فَاِنَّ عِدَّتَكِ: لَاتَنْتَهِي اِلَّا بَعْدَ مُضِيِّ ثَلَاثَةِ قُرُوءٍ مِنَ الْحَيْضَاتِ: اَوِ الْاَطْهَارِ: وَاَمَّا اِذَا كُنْتِ اُخْتِي مِنَ الْيَائِسَاتِ الْكَبِيرَاتِ فِي السِّنِّ اللَّائِي لَايَحِضْنَ: اَوْ مِنَ الصَّغِيرَاتِ فِي السِّنِّ اللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ بَعْدُ: اَوِ اللَّائِي يُعَاِنينَ مِنْ مَرَضٍ يَمْنَعُهُنَّ مِنَ الْحَيْضِ: فَاِنَّ عِدَّتَكِ: لَاتَنْتَهِي اِلَّا بَعْدَ مُضِيِّ ثَلَاثَةِ اَشْهُرٍ: وَاَمَّا اِذَا كُنْتِ اُخْتِي حَامِلاً: فَاِنَّ حَمْلَكِ مَهْمَا طَالَ: اَوْ مَهْمَا قَصُرَ: لَايُنْهِي عِدَّتَكِ اِلَّا بَعْدَ اَنْ تَضَعِي حَمْلَكِ: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا طَلَّقْتَ زَوْجَتَكَ طَلَاقاً رَجْعِيّاً: وَقُمْتَ بِمُرَاجَعَتِهَا: فَهَذَا الطَّلَاقُ الرَّجْعِيُّ: يُسَمِّيهِ الْعُلَمَاءُ: طَلَاقاً رَجْعِيّاً غَيْرَ بَائِنٍ: بِمَعْنَى اَنَّ الزَّوْجَةَ لَاتَبِينُ مِنْ زَوْجِهَا بِهَذَا الطَّلَاقِ الرَّجْعِيِّ: أَيْ لَاتَنْفَصِلُ عَنْهُ بَلْ تَبْقَى الزَّوْجِيَّةُ قَائِمَةً بَيْنَهُمَا: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا لَمْ تَقُمْ بِمُرَاجَعَتِهَا: وَانْقَضَتِ الْعِدَّةُ: اَوْ اِذَا عُدْتَّ اِلَيْهَا بِعَقْدٍ وَمَهْرٍ جَدِيدَيْنِ: ثُمَّ مَضَتِ الْاَيَّامُ: وَطَلَّقْتَهَا طَلْقَةً ثَانِيَةً: فَهَذِهِ الطَّلْقَةُ الثَّانِيَةُ اَخِي: تُسَمَّى اَيْضاً: طَلَاقاً بَائِناً: بَيْنُونَةً صُغْرَى: وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ اَصْغَرَ مِنَ الطَّلَاقِ الرَّجْعِيِّ الْمُنْقَضِي بِعِدَّتِهِ وَالْمُنْقَلِبُ تِلْقَائِيّاً اِلَى بَائِنٍ بَيْنُونَةً صُغْرَى بَلْ اَكْبَرَ بِقَلِيل: بِمَعْنَى اَنَّ الزَّوْجَةَ تَنْفَصِلُ عَنْ زَوْجِهَا هُنَا انْفِصَالاً جُزْئِيّاً لَا كُلِّيّاً: نَعَمْ اَخِي: وَمَرَّتِ الْاَيَّامُ: فَقُمْتَ بِمُرَاجَعَتِهَا بِعَقْدٍ وَمَهْرٍ جَدِيدَيْنِ اَيْضاً بَعْدَ الطَّلْقَةِ الثَّانِيَة: فَيُصْبِحُ الْمَجْمُوعُ ثَلَاثَةَ مُهُور:مَهْرٌ اَوَّلٌ قَبْلَ الطَّلَاقِ الرَّجْعِيِّ غَيْرُ مَقْبُوضٍ لِحِينِ الطَّلَبِ: وَمَهْرٌ ثَانٍ غَيْرُ مَقْبُوضٍ لِحِينِ الطَّلَبِ اَوْقَعْتَ نَفْسَكَ اَخِي فِي فَخِّهِ وَمِصْيَدَتِهِ بِسَبَبِ عَدَمِ مُرَاجَعَتِكَ لَهَا اِلَى اَنِ انْقَضَتْ عِدَّةُ الطَّلَاقِ الرَّجْعِيِّ: وَمَهْرٌ ثَالِثٌ بَعْدَ اِيقَاعِكَ لِلطَّلْقَةِ الثَّانِيَةِ وَمُرَاجَعَتِهَا بِهِ وَبِعَقْدٍ جَدِيدٍ وَافَقَتْ عَلَى تَاْجِيلِ مَهْرِهِ وَكِتَابَتِهِ بِصُورَةِ مَهْرٍ غَيْرِ مَقْبُوضٍ لِحِينِ الطَّلَبِ: نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا اَوْقَعْتَ عَلَيْهَا الطَّلْقَةَ الثَّالِثَةَ: فَهَذَا الطَّلَاقُ يُسَمَّى: طَلَاقاً بَائِناً بَيْنُونَةً كُبْرَى: وَقَدِ انْتَهَتِ الْعَلَاقَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا: وَبِسَبَبِهِ لَاتَجُوزُالْعَلَاقَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَعْدَ ذَلِكَ{وَلَاتَحِلُّ لَكَ مِنْ بَعْدُ: حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَكَ( لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ طَلَّقْتَهَا اَوَّلَ مَرَّةٍ: وَطَلَّقْتَهَا فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ: ثُمَّ طَلَّقْتَهَا فِي الثَّالِثَةِ؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ بَعْدَ ذَلِكَ اَنْ تَنَامَ مَعَهَا وَلَا اَنْ تُجَامِعَهَا كَمَا يَفْعَلُ اَكْثَرُ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ يَسْخَرُونَ مِنْ آَيَاتِ اللهِ فِي الزَّوَاجِ وَفِي الطَّلَاقِ وَيَتَّخِذُونَهَا هُزُواً: وَرُبَّمَا يَسْتَعِيرُونَ تَيْساً مِنْ اَجْلِ اَنْ يَعْقِدَ عَلَيْهَا دُونَ اَنْ تَنَامَ مَعَهُ وَدُونَ اَنْ يَقُومَ بِمُجَامَعَتِهَا مُتَجَاهِلِينَ اَنَّ اللهَ تَعَالَى ابْتَلَى هَذِهِ الْمَرْاَةَ وَزَوْجَهَا الْقَدِيمَ بِهَذَا الزَّوْجِ الْجَدِيدِ وَعُسَيْلَتِهِ فِي اَعْضَائِهِ التَّنَاسُلِيَّةِ لِيُذِيقَهَا مِنْهَا لِيُسَلِّطَ سُبْحَانَهُ الضَّوْءَ عَلَى الْخَبِيثِ وَالطَّيِّبِ مِنَّا لِيَرَى اِنْ كُنَّا سَنَتَّخِذُ مِنْ آَيَاتِهِ هُزُواً وَاسْتِهْزَاءً وَسُخْرِيَةً كَمَا فَعَلَ اَصْحَابُ السَّبْتِ حِينَمَا حَصَرُوا الْاَسْمَاكَ فِي بَحْرِهَا فِي الْيَوْمِ الَّذِي حَرَّمَ اللهُ فِيهِ عَلَيْهِمُ الصَّيْدَ: وَلِتَخْتَبِرَ الزَّوْجَةُ وَطَلِيقُهَا مَشَاعِرَهُمَا جَيِّداً وَيَحْسِمَا مَعاً اَمْرَ عَوْدَتِهَا اِلَى زَوْجِهَا الْقَدِيمِ: اَوْ تُقَرِّرَ الْبَقَاءَ مَعَ الزَّوْجِ الْجَدِيدِ وَتَتَجَاهَلَ الْقَدِيمَ نِهَائِيّاً: فَرُبَّمَا لَنْ تَعْرِفَ الزَّوْجَةُ خَيْرَ زَوْجِهَا الْقَدِيمِ وَتَشْعُرَ بِقِيمَتِهِ حَتَّى تُعَاشِرَ غَيْرَهُ: وَرُبَّمَا زَوْجُهَا الْقَدِيمُ اَيْضاً لَنْ يَعْرِفَ خَيْرَهَا وَيَشْعُرَ بِقِيمَتِهَا حَتَّى تُعَاشِرَ غَيْرَهُ مِنَ الرِّجَال: نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا هُوَ الطَّلَاقُ السُّنِّيُّ: وَلَا نُرِيدُ الْآَنَ اَنْ نَتَحَدَّثَ عَنِ اسْتِهْزَاءِ السُّفَهَاءِ بِآَيَاتِ اللهِ وَمَااَكْثَرَهُ مُتَجَاهِلِينَ لِسُخْرِيَةِ الْقَدَرِ مِنْهُمْ وَمِنْ اَمْثَالِهِمْ عِنْدَمَا يَقْرَؤُونَ قَوْلَهُ تَعَالَى{حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ(نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الطَّلَاقُ الْبِدْعِيُّ الَّذِي يَقَعُ: فَهُوَ مَايَلْجَاُ اِلَيْهِ النَّاسُ فِي اَيَّامِنَا هَذِهِ بِمُجَرَّدِ اَنْ تَنْشُزَ فَيُطَلِّقَهَا وَلَوْ لِهَفْوَةٍ اَوْ غَلْطَةٍ صَغِيرَةٍ تَافِهَةٍ: وَلَايَسْتَعْمِلُ هَذِهِ الْاِرْشَادَاتِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ: وَاِنَّمَا يَلْجَاُ فَوْراً اِلَى الطَّلَاقِ الْبِدْعِيِّ السَّفِيهِ الْمُحَرَّمِ: فَتَرَى الطَّلَاقَ فِي اَلْسِنَةِ هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءِ الرُّعَنَاءِ مُسَلَّطاً عَلَى رَقَبَةِ الْمَرْاَةِ: وَيُشَوِّهُونَ لَنَا دِينَنَا: فَاَيْنَ الدِّينُ: وَاَيْنَ اِجْرَاءَاتُ الدِّينِ الِاحْتِيَاطِيَّةُ الْوِقَائِيَّةُ الْعِلَاجِيَّة: وَاَيْنَ آَدَابُ الْاِسْلَامِ مِنْ تَصَرُّفِ هَؤُلَاءِ الرُّعَنَاءِ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ لَايُوجَدُ عَلَى اَلْسِنَتِهِمْ اِلَّا الطَّلاقُ: ثُمَّ الطَّلَاقُ: ثُمَّ الطَّلَاق: نَعَمْ اَخِي: وَالطَّلَاقُ السُّنِّيُّ: لَيْسَ كَالطَّلَاقِ الْبِدْعِيِّ: سَيْفاً مُسَلَّطاً عَلَى رَقَبَةِ الزَّوْجَةِ؟ مِنْ هَذَا الزَّوْجِ السَّفِيهِ الْحِمَارِ التَّافِهِ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يَجْعَلَ مِنْ نَفْسِهِ دِيكْتَاتُورِيّاً فِي بَيْتِهِ يُهَدِّدُ زَوْجَتَهُ بِالطَّلَاقِ دَائِماً وَيَقُولُ لَهَا اِنْ لَمْ تَفْعَلِي مَااَطْلُبُهُ مِنْكِ بِالْحَرْفِ الْوَاحِدِ مِنْ كَذَا وَكَذَا مِنَ الطَّلَبَاتِ التَّعْجِيزِيَّةِ فَتَوَقَّعِي اَنْ اُطَلِّقَكِ فِي أَيِّ لَحْظَة: فَكَيْفَ لَوْ كَانَ خَارِجَ بَيْتِهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة صَاحِبَ سُلْطَةٍ اَوْ مَرْكَزٍ اجْتِمَاعِيٍّ اَوْ سِيَاسِيٍّ مَرْمُوقٍ: وَاَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اِنَّهُ بِالتَّاْكِيدِ سَيَتَحَكَّمُ بِرِقَابِ النَّاسِ وَيَسْتَعْبِدُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ وَيُذِيقُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ: بَلْ اَلْوَاناً قَاسِيَةً شَدِيدَةً مِنَ الْعَذَاب{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ(أَيْ حَمَلُوا الْهُدَى وَالنُّورَ فِي التَّوْرَاةِ وَالْقُرْآَن ِوَمِنْهُ آَيَاتُ الزَّوَاجِ وَآَيَاتُ الطَّلَاقِ{ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا(أَيْ ضَرَبُوا بِهَا عُرْضَ الْحَائِطِ وَتَجَاهَلُوهَا وَسَخِرُوا مِنْهَا وَهَزِئُوا بِهَا فَهَؤُلَاءِ مَثَلُهُمْ{كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ اَسْفَاراً(وَلَايَفْقَهُ مِنْهَا شَيْئاً( نَعَمْ اَخِي: هَذَا هُوَ الطَّلَاقُ السُّنِّيُّ: وَهَذَا هُوَ طَلَاقُ الْبِدْعَةِ: نَعَمْ اَخِي: وَالْمُؤْمِنُ يَتَّبِعُ سُنَّةَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ لِيَعِيشَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا: عِيشَةَ السُّعَدَاءِ الْاَتْقِيَاءِ: فَالْعَلَاقَةُ الزَّوْجِيَّةُ: عَلَاقَةٌ مُقَدَّسَةٌ: وَالطَّلَاقُ اَيْضاً: عَلَاقَةٌ مُقَدَّسَةٌ: لَهَا آَدَابٌ اَمَرَ الْاِسْلَامُ بِمُرَاعَاتِهَا: وَلَوْ كَانَ اَبْغَضَ الْحَلَالِ اِلَى الله: وَلَسْنَا بِحَاجَةٍ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: اِلَى ثَرْثَرَةِ الْخَنَازِيرِ الصُّلْبانِ الْخَوَنَةِ: وَلَا اِلَى كَنَائِسِهِمُ الَّتِي لَاتُبِيحُ الطَّلَاقَ: وَلَا اِلَى بَعْضِ كَنَائِسِهِمُ الَّتِي لَاتُبِيحُهُ اِلَّا فِي حَالَةِ الْبَوْلِ وَالْخِيَانَةِ الزَّوْجِيَّةِ مُنَادِيَةً بِصَوْتِ الْحَمِيرِ:اَنَّ مَاجَمَعَهُ اللهُ: لَايُفَرِّقُهُ اِنْسَانٌ: فَهَذِهِ كَلِمَةُ حَقٍّ: اَرَادُوا بِهَا بَاطِلاً وَمُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً: وَنَحْنُ نَقُولُ: نَعَمْ جَمَعَهُ اللهُ كَمَا تَقُولُونَ: وَلَكِنَّ اللهَ اَجَازَ لَنَا الْفِرَاقَ فِي مَوَاضِعَ مُحَدَّدَةٍ: نَعَمْ اَخِي: فَالطَّلَاقُ تَشْرِيعٌ وَاِجْرَاءٌ اسْتِثْنَائِيٌّ: وَلَيْسَ تَشْرِيعاً اَصْلِيّاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْاَصْلَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي دِينِنَا الْاِسْلَامِيِّ: هُوَ عَدَمُ الطَّلَاقِ: وَاَمَّا الطَّلَاقُ فَهُوَ تَشْرِيعٌ اسْتِثْنَائِيٌّ لِاِنْسَانٍ مُضْطَّرِّ لِاَنْ يَقْطَعَ عُضْواً مِنْ اَعْضَائِهِ؟ مُحَافَظَةً عَلَى حَيَاتِهِ؟ حَتَّى لَاتَمْتَدَّ الْغَرْغَرِينَا اِلَى بَقِيَّةِ جَسَدِهِ: وَهَكَذَا يَفْعَلُ الْعَاقِلُ: نَعَمْ اَخِي: وَنَقُولُ لِلْاِخْوَةِ النَّصَارَى: لَاتَنْخَدِعُوا بِمَا يَقُولُ لَكُمْ رِجَالُ دِينِكُمْ: فَكَيْفَ يَرْضَى سُبْحَانَهُ اَنْ يَجْمَعَ بَيْنَ زَوْجَيْنِ لَايُقِيمَانِ حُدُودَهُ:بَلْ بِمُجَرَّدِ الْخَوْفِ مِنْ عَدَمِ اِقَامَتِهِمَا لِحُدُودِ اللهِ قَدْ اَبَاحَ سُبْحَانَهُ الطَّلَاقَ بَلْ مَاهُوَ اَسْوَاُ مِنَ الطَّلَاقِ وَهُوَ الْخُلْعُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ{فَاِنْ خِفْتُمْ اَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ( لَكِنْ اَيْضاً لِمَاذَا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ النَّصَارَى الْمَخْدُوعُونَ بِاَقْوَالِ رِجَالِ دِينِكُمْ يَرْضَى الصُّلْبَانُ الْخَنَازِيرُ الْمُتَنَاقِضُونَ مِنَ الطَّبِيبِ: اَنْ يُفَرِّقَ مَاجَمَعَهُ اللهُ مِنَ الْاَعْضَاءِ الْبَشَرِيَّةِ فِي اِنْسَانٍ: فَاصِلاً لِعُضْوٍ مِنْهَا اَوْ اَكْثَرَ: عَنْ بَقِيَّةِ جَسَدِهِ: بَلْ يَقُومُ الْاَبُ الصَّلِيبِيُّ: بِمُسَاعَدَةِ الطَّبِيبِ: فِي تَثْبِيتِ وَلَدِهِ: عَلَى طَاوِلَةِ الْاِسْعَافِ؟ لِيَقُومَ الطَّبِيبُ مُضْطَّراً اِلَى جَرْحِهِ بِاَدَوَاتِ الْجِرَاحَةِ: اَوْ رُبَّمَا لِيَقُومَ بِبَتْرِ عُضْوٍ مِنْ اَعْضَاءِ وَلَدِهِ مُضْطَّرّاً: وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لَايَرْضَى الْاَبُ الصَّلِيبِيُّ مِنِ ابْنِ الْجِيرَانِ: اَنْ يَجْرَحَ وَلَدَهُ هَذَا اَوْ وَلَداً غَيْرَهُ مِنْ اَوْلَادِهِ بِشَوْكَةٍ: بَلْ يَثُورُ عَلَيْهِ: وَعَلَى اَبِيهِ وَاُمِّهِ: وَيُقِيمُ الدُّنْيَا وَلَايُقْعِدُهَا: فَهَلْ هَذَا الصَّلِيبِيُّ الْاَحْمَقُ الْمَعْتُوهُ عَاقِلٌ حِينَمَا لَايَرْضَى اَنْ يُفَرِّقَ اِنْسَانٌ مَاجَمَعَهُ اللهُ بِزَعْمِهِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَاَةٍ حَوَّلَ حَيَاتَهَا اَوْ حَوَّلَتْ حَيَاتَهُ اِلَى غَرْغَرِينَا قَلْبِيَّةٍ مِنَ الْجَحِيمِ الَّذِي لَايُطَاقُ وَلَايَنْفَعُ مَعَهُ اِلَّا الطَّلَاق؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ النَّصَارَى الْمَسَاكِين: اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّ الْقَلْبَ اِذَا اُصِيبَ بِغَرْغَرِينَا الْجَلْطَةِ اَوْ غَرْغَرِينَا تَصَلُّبِ الشَّرَايِينِ اَوْ غَرْغَرِينَا احْتِشَاءِ الْعَضَلَةِ الْقَلْبِيَّةِ نَتِيجَةَ النَّكَدِ وَالْمَشَاكِلِ الزَّوْجِيَّةِ وَالْبَيْتِ الزَّوْجِيِّ الَّذِي حَوَّلَهُ الزَّوْجَانِ اِلَى حَلَبَةٍ مِنَ الْمُصَارَعَةِ الدَّائِمَةِ الَّتِي لَاتَتَوَقَّفُ وَلَاتَنْتَهِي: فَلَايُمْكِنُ لِلطَّبِيبِ هُنَا اَنْ يَلْجَاَ اِلَى اسْتِئْصَالِ الْقَلْبِ اَوْ اِلَى اسْتِئْصَالِ شَيْءٍ مِنْ شَرَايِينِهِ اَوْ عَضَلَتِهِ اَوْ صَمَّامِهِ: وَاِلَّا فَاِنَّهُ سَيُنْهِي حَيَاةَ الْمَرِيضِ لَامَحَالَةَ: وَاِنَّمَا يَلْجَاُ طَبِيبُ الْاَرْوَاحِ وَالْقُلُوبِ وَالْاَجْسَادِ سُبْحَانَهُ: اِلَى عِلَاجٍ اسْتِثْنَائِيٍّ وِقَائِيٍّ: وَهُوَ الطَّلَاقُ السُّنِّيُّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ: وَهُوَ الدَّوَاءُ الَّذِي يَسْتَعْمِلُهُ الزَّوْجُ الْمَرِيضُ وَلَوْ كَانَ دَوَاءً مُرّاً اِذَا رَاَى فِي ذَلِكَ مَصْلَحَتَهُ؟ مِنْ اَجْلِ الشِّفَاءِ مِنْ مَرَضِ النُّشُوزِ الَّذِي يَكَادُ يُهْلِكُهُ مِنْ زَوْجَةٍ لَاتَرْحَمُ: اَوْ مِنْ اَجْلِ الشِّفَاءِ مِنْ مَرَضِ النُّشُوزِ الَّذِي يَكَادُ يُهْلِكُهَا مِنْ زَوْجٍ لَايَرْحَمُ: لِاَنَّ النُّشُوزَ كَمَا يَاْتِي مِنَ الْمَرْاَةِ فَاِنَّهُ يَاْتِي مِنَ الرَّجُلِ اَيْضاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنِ امْرَاَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً اَوْ اِعْرَاضاً( نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ النَّصَارَى الَّذِينَ جَعَلَ اللهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الرَّحْمَةِ مَاجَعَلَ: نَحْتَاجُ مِنْكُمْ اِلَى نَظْرَةٍ وَلَوْ صَغِيرَةٍ مِنَ الْاِنْصَافِ وَالْعَدْلِ مِنْ اَجْلِ تَقْيِيمِكُمْ لِتَشْرِيعَاتِ الْاِسْلَامِ الْحَكِيم: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاَمَّا الطَّلَاقُ الْبِدْعِيُّ مِمَّا شَوَّهَهُ السُّفَهَاءُ مِنْ تَعَالِيمِ دِينِهِمْ (شَاهَتْ وُجُوهُهُمْ): فَلَا يَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّتَهُ الْاِسْلَامُ الْحَكِيمُ بِتَشْرِيعَاتِهِ وَنُظُمِهِ الْاَكْثَرَ مِنْ رَائِعَةٍ: لِاَنَّهُ يَزِيدُ الْمَرِيضَ مَرَضاً فِي عَذَابِ ضَمِيرِهِ وَاَسَفِهِ عَلَى ظُلْمِ زَوْجَتِهِ؟ لِاَنَّهُ يُدْرِكُ جَيِّداً اَنَّهُ كَانَ مُتَسَرِّعاً فِي طَلَاقِهَا وَخَرَابِ بَيْتِهِ وَبَيْتِهَا وَبَيْتِ اَوْلَادِهِ مِنْهَا: وَلِذَلِكَ لَايُمْكِنُ عِلَاجُ هَذَا الطَّلَاقِ الْبِدْعِيِّ بِدَوَاءٍ مَهْمَا كَانَ طَعْمُهُ حُلْواً اَوْ مُرّاً: وَاِنَّمَا يَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّتَهُ الَّذِينَ يُعَانُونَ مِنْ سُوءِ الْفَهْمِ وَالتَّطْبِيقِ لِتَعَالِيمِ الْاِسْلَامِ السَّمْحَاءِ وَرَفْضِهِمْ لِتَنَاوُلِ الدَّوَاءِ بِانْتِظَامٍ مِنْ صَيْدَلِيَّتِهِ الْوِقَائِيَّةِ الْعِلَاجِيَّةِ الشَّافِيَةِ ونكتفي بهذا القدر وقبل ان ننهي المشاركة نجيب عن سؤال بعثه الينا احد الاخوة يقول فيه: مَاحُكْمُ مُنْكِرِ عَذَابِ الْقَبْرِ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّهُ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ: وَنَحْنُ لَسْنَا مُتَسَرِّعِينَ لِمَاذَا؟



كلمات البحث

جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ، واجبات ، ملخصات ، ملازم ، أسئلة ، جامعة ، كوفي كوب





lhi, hgtvr fdk hg'ghr hgskd ,hg'ghr hgf]ud




afoof-turkiمعجبون بهذا.

رد مع اقتباس
قديم 11-02-16, 06:48 PM   #2
رحيق مختوم
كوفي جديد


الصورة الرمزية رحيق مختوم
رحيق مختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8113
 تاريخ التسجيل :  Apr 2013
 المشاركات : 46 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ماهو الفرق بين الطلاق السني والطلاق البدعي



لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ{كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ{كَذَّبَ اَصْحَابُ الْاَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ(وَهَؤُلَاءِ جَمِيعاً لَمْ يُكَذِّبُوا اِلَّا مُرْسَلاً وَاحِداً وَهُوَ هُودٌ الَّذِي كَذَّبَتْهُ عَادٌ: وَصَالِحٌ الَّذِي كَذَّبَتْهُ ثَمُودُ: وَلُوطٌ الَّذِي كَذَّبَهُ قَوْمُهُ: وَشُعَيْبٌ الَّذِي كَذَّبَهُ اَصْحَابُ الْاَيْكَةِ: فَهَؤُلَاءِ لَمْ يُكَذِّبْ اَحَدٌ مِنْهُمْ اِلَّا مُرْسَلاً وَاحِداً: لَكِنْ لِمَاذَا قَالَ سُبْحَانَهُ اَنَّهُمْ كَذَّبُوا جَمِيعَ الْمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَمِيعاً مَعَ الْعِلْمِ اَنَّهُمْ لَمْ يُكَذِّبُوا اِلَّا مُرْسَلاً وَاحِداً: وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ مَنْ كَذَّبَ مُرْسَلاً وَاحِداً كَمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي قَوْلِهِ [اَللَّهُمَّ اِنِّي اَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ( فَكَاَنَّمَا كَذَّبَ جَمِيعَ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ فِي مِيزَانِ اللهِ تَعَالَى: وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا لَانَحْكُمُ عَلَى اَحَدٍ بِالْكُفْرِ وَالرِّدَّةِ عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ الْآَن: لَكِنْ اِذَا اَصَرَّ الْعَالِمُ الْفِيزْيَائِيُّ الْكَيَّالِيُّ وَمَنْ يَقُولُ بِقَوْلِهِ عَلَى اِنْكَارِ عَذَابِ الْقَبْرِ بَعْدَ قِرَاءَتِهِمْ لِهَذِهِ الْمُشَارَكَةِ: فَاِنَّنَا نَحْكُمُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً بِالْكُفْرِ وَالرِّدَّةِ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام: بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اُنَاشِدُكُمُ اللهَ وَاُنَاشِدُ ضَمَائِرَكُمْ وَوُجْدَانَكُمْ: هَلْ مَايَفْعَلُهُ اَعْدَاءُ اللهِ الْحُوثِيُّونَ مِنْ اِطْلَاقِ صَوَارِيخَ بَالِيسْتِيَّةٍ عَلَى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةَ اَشَدُّ اِجْرَاماً عِنْدَ اللهِ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَرَكُوا الشَّعْبَ السُّورِيَّ لِمَصِيرِهِ الْاَسْوَدِ وَيُعَانِي مَايُعَانِي مِن الظُّلْمِ وَالِاضْطِّهَادِ وَالتَّنْكِيلِ مِنْ بَشَّارَ وَزَبَانِيَتِهِ الَّذِينَ لَايَرْحَمُونَه؟ فَاِذَا كَانَ مَايَفْعَلُهُ الْحُوثِيُّونَ اَشَدَّ اِجْرَاماً عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ اَطْفَالِ حَلَبَ وَاِدْلِبَ: فَلَامَعْنَى اِذاً لِلْقَوْلِ الْمَاْثُورِ[مَااَعْظَمَكِ اَيَّتُهَا الْكَعْبَةُ: وَمَااَعْظَمَ حُرْمَتَكِ: وَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَ اللهِ: اَشَدُّ مِنْ حُرْمَتِكِ( فَاَيْنَ الدَّعْمُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ بِالْمُضَادَّاتِ الْجَوِيَّةِ: وَالْاَرْضِيَّةِ: بَلْ وَالْبَحْرِيَّةِ: وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِوُضُوحٍ يَوْمِيّاً بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ فِي مُحَافَظَةِ طَرْطُوسَ: اَلرُّوسَ الْخَوَنَةَ وَهُمْ يُطْلِقُونَ مَايُطْلِقُونَ مِنْ اَسَاطِيلِهِمُ الْبَحْرِيَّةِ مِنَ الْقَذَائِفِ الْمُدَمِّرَةِ بِاتِّجَاهِ اَرَاضِي الْمُعَارَضَةِ السُّورِيَّةِ الْمُعْتَدِلَةِ الْبَرِيئَةِ: فَاَيْنَ اَنْتَ اَيُّهَا النَّصْرَانِيُّ الْمَسِيحِيُّ الشَّرِيفُ الْعَفِيفُ الْمُرَبِّي الْفَاضِلُ جُولْ جَمَّالَ الْبَطَلُ الَّذِي حَطَّمَ اَكْبَرَ بَارِجَةٍ حَرْبِيَّةٍ بَحْرِيَّةٍ فَرَنْسِيَّةٍ اَيَّامَهَا لِتَرَى مَايَحْدُثُ الْيَوْمَ لِاَطْفَالِ سُورِيَّا مِنْ نِظَامٍ مُجْرِمٍ لَايَرْحَمُهُمْ: نَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَتَغَمَّدَكَ بِوَاسِعِ رَحْمَتِهِ: وَاَنْ يُخَفِّفَ مِنْ عَذَابِكَ اِلَى اَبَدِ الْآَبِدِين: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَيْنَ حُرْمَةُ هَذَا الشَّعْبِ الْمَظْلُومِ فِي اَعْيُنِ هَؤُلَاءِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ حَرَّضُوهُ عَلَى الثَّوْرَةِ بِكُلِّ مَااُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ وَلَوْ اَدَّى ذَلِكَ اِلَى فَنَاءِ ثُلُثَيِ الشَّعْبِ السُّورِيِّ ثُمَّ تَرَكُوهُ لِمَصِيرِهِ الْمَحْتُوم: هَلْ سَتَشْفَعُ لَهُمُ الْكَعْبَةُ بِحُرْمَتِهَا مَهْمَا دَافَعُوا عَنْهَا وَالْمَسْجِدُ النَّبِوِيُّ وَالْاَقْصَى بِحُرْمَتِهِمَا مَهْمَا دَافَعُوا عَنْهُمَا: بَل هَلْ سَيَشْفَعُ لَهُمْ جَمِيعُ مَاخَلَقَ اللهُ مِنْ حُرُمَاتٍ وَشَعَائِرَ اَمَامَهُ سُبْحَانَهُ وَهُمْ لَمْ يُدَافِعُوا يَوْماً عَمَّا يَتَعَرَّضُ لَهُ اَطْفَالُ سُورِيَّا مِنْ قَتْلٍ وَتَشْرِيدٍ وَجُوعٍ وَمَرَضٍ وَخَوْفٍ وَرُعْبٍ: نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: وَاِذَا شَفَعَتْ لَهُمُ الْكَعْبَةُ وَالْقَاصِي وَالْاَقْصَى بِحُرْمَتِهِمْ جَمِيعاً اَمَامَ اللهِ: فَهَلْ سَيَقْبَلُ اللهُ شَفَاعَةَ الْكَعْبَةِ لَهُمْ دُونَ شَفَاعَةِ اَطْفَالِ سُورِيَّا الْاَبْرِيَاءِ لَهُمْ: اَمَا تَخَافُونَ اَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ اَنْ يَشْفَعَ اَطْفَالُ سُورِيَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ آَوَاهُمْ وَاحْتَضَنَهُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّصَارَى الرُّحَمَاءِ الَّذِينَ دَافَعُوا عَنْهُمْ فِي اَخْطَرِ الْمَحَافِلِ الدَّوْلِيَّةِ ضِدَّ عَدُوٍّ رُوسِيٍّ خَائِنٍ حَقِيرٍ لَايَرْحَمُ بَلْ لَايَقْبَلُ مَوَاعِظَ مِنَ الْكَنَائِسِ الْكَاثُولِيكِيَّةِ وَاِنَّمَا يَقْبَلُهَا مِنَ الْكَنَائِسِ الرُّوسِيَّةِ الْاُورْثُوذُكْسِيَّةِ الْحَقِيرَةِ الَّتِي تَجْعَلُ الْحَرْبَ عَلَى اَطْفَالِ سُورِيَّا حَرْباً مُقَدَّسَةً: اَبْكِي وَاَبْكِي وَاَبْكِي عَلَى اَطْفَالِ سُورِيَّا فِي حَلَبَ وَاِدْلِبَ وَغَيْرِهَا: وَلَاحَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي: سبحانك اللهم وبحمدك: اشهد ان لا اله الا انت: استغفرك واتوب اليك: وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته من اختكم في الله آلاء: وآخر دعوانا اَنِ الحمد لله رب العالمين










[/color][/size][/font][/center]


 
afoof-turkiمعجبون بهذا.


رد مع اقتباس
قديم 11-02-16, 10:24 PM   #3
afoof-turki
مشرفة


الصورة الرمزية afoof-turki
afoof-turki غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 38367
 تاريخ التسجيل :  Aug 2015
 المشاركات : 6,669 [ + ]
 التقييم :  443869
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
العطاء للآخرين نعمة وسعادة ، لن يندم على فعله من صلُحَت نيته.
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ماهو الفرق بين الطلاق السني والطلاق البدعي



الله يجزاك خير


 
مواضيع : afoof-turki



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:47 PM.

أقسام المنتدى

الترحيب بأعضاء منتديات كوفي كوب الجدد @ المقهى الأداري ~ @ ,,مُـلْتٍـَقَـى ـآلْمُـٍشْرٍفِـيِـنْ ~ @ المقهى العام ~ @ .. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~ @ صحيفة كوفي كوب الألكترونية Newspaper Coffee cup @ المـقهى الأسلامي ~ @ أناشيد - ترانيم @ المقهى الأدبي ~ @ خفقات ورق @ قافية شاعر @ المقهى التقني ~ @ H A R D disĸ @ .. мsи ~ @ .. طموح المتعلم ~ @ جنة الرحمن @ لكـٍ وله Cάfe ~ @ .. يُحْكَـى أَنـْ ~! @ المقهى الترفيهي ~ @ .. زاويه للتمرد ~ @ Cάfe gaℓℓeяy ~ .. @ .. شَغَبْ / لاَ " مُحْتَسـبْ ~" @ .. إِيتَكِيتْ /أُنثــــى ~ @ .. المُقْتَرحَاتْ والشَكَــاوي ~ @ Cάfe sport ~ @ المقهى الرياضي Sports cafe @ الرياضة العالمية World Sports @ .. عزيزنا العميلْ ~ @ المقهى الرمضاني @ الحوار والنقاش الجاد @ مساحه بلا قيود @ .. بَرِسْتِيْج رَجُل ~ @ مقهى مالذ و طاب @ ..أخبارنا ~ @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ ~ Cάr,s Cάfe @ .. بُقْعـة ضَـــوءْ ~ @ مقهى اليوم الوطني @ Cόғғee cυp ~ @ Coffee cup للسفر والسياحه ~ @ الرياضة الخليجية والعربية Gulf and Arab sports @ مقهى الصحة العامة Public Health Café @ دورة كأس الخليج @ ..Mms..°؛ @ ..Sms..°؛ @ الجنادرية @ المقهى التعليمي ~ @ أخبار التعليم @ تحاضير المعلمين والمعلمات @ دورة الفوتوشوب الأولى adobe photoshop @ فعاليات ومسابقات الكوفيين @ مقهى رِيشـَة مُبْدِعْ ~ @ حقيبة المصممـ @ معرض تصاميمك @ مدرسة الفوتوشوب والأمج ردي ...! |~ @ كأس القارات @ طلب الإعلان في منتديات كوفي كوب @ صادوه @ كشكول كوفي @ دوري أبطال الخليج (خليجي 27 للأندية) @ دوري أبطال اوروبا SHAMPIONS LEAGUE @ بطولة كأس العالم للشباب @ تطويــر الــــذات ~ @ اللغة الانجليزية English Lnaguage @ قهوة الأعضاء @ يوميات أعضاء الكوفي كوب @ Windows Live Messenger @ بلاك بيري BlackBerry @ آي فون- آيباد - آيبود Ipod - Iphone - Ipad @ العضوية الماسية @ كأس الأمم الأفريقية @ المواضيع المميزة @ الدورة الماسنجرية الأولى @ الأحاديث الضعيفة والروايات المكذوبة @ كأس العالم world cup @ أدوات المطبخ Kitchenware @ الأطباق الرئيسية Main Dishes @ الحلويات sweets @ المعجنات pastry house @ المقبلات والسلطات والشوربات Soups& Appetizers & Salad @ المشروبات الساخنه والبارده Hot & Cold Beverages @ طبخ بيد أعضاء كوفي كوب Cooking Made by Coffee Cup Member @ Coffee Girls @ فاشن وأزياء Fashion @ مكياج وعطورات Makup - Perfumes @ إكسسوارات Accessories @ العناية بالبشرة والشعر والجسم Skin - Body - Hair Care @ الأمومة والطفولة Childhood and Motherhood @ فلسفة بنات Philosophy OF Woman @ مقهى مالذ و طاب @ كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية @ بطولة النخبة الدولية - أبها @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ فعاليات ومسابقات الكوفي الرمضانية @ ختم القرآن @ تهاني الألفيات @ الديكورات Decoration @ الأثاث المنزلي Furniture @ الأكسسوارات المنزلية Home Accessorys @ الإضاءة Lighting @ الحدائق المنزلية Home Landscaping @ دورات المياه والمسابح Swimmig Pools - W.S -Baths @ تنظيم المنزل Outdoor Decorstion @ كأس العالم للأندية Club World Cup @ اعْتِرَافَاتِ كُوْفٍـــيُـ / ـــهِ @ كأس آسيا - Asian Cup @ أرشيف قسم ملتقى المشرفين @ دورة وسائط كوفي كوب Cycle modes Coffee cup @ دوري أبطال آسيا 2011 @ الروايات بخط الأعضاء @ الروايات الطويلة @ هذيان ورق @ كأس الخليج للناشئين @ نبض الحروف @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ دورة الألعاب الرياضية الخليجية الأولى - بحرين 11 - BAHRAIN 11 @ يوتيوب كوفي كوب You Tube coffee cup @ جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً - التعليم عن بعد @ ذوي الاحتياجات الخاصه Special Education @ بطولة أمم أوروبا 2012 EURO @ التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم @ كأس العرب لكرة القدم - السعودية 2012 ARAB CUP @ المقهى الرمضاني @ أجوبة مسابقة الكوفي كوب الرمضانية @ كأس الاتحاد العربي للأندية 2012/2013 @ ASK ME @ أرشيف مواضيع اليوم الوطني @ التعليم عن بعد والتعليم الألكتروني - جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً @ تخصص إدارة أعمال @ المستوى الأول @ تخصص علم إجتماع و دراسات إسلامية @ المستوى الأول - المستوى الثاني @ المستوى الثالث @ المستوى الخامس @ المستوى الثالث - المستوى الرابع @ المستوى الخامس - المستوى االسادس @ تجمعنا @ المستوى السابع @ المستوى السابع - المستوى الثامن @ تجمعنا @ 1 @ الإستفسارات و الإستشارات لتسجيل الطلاب الجدد في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل - جامعة الدمام سابقاً @ الإعلانات الدينية @ المستوى الثاني @ المستوى الرابع @ المستوى السادس @ المستوى الثامن @ أخبار التقديم والتسجيل والقبول في الجامعات والكليات والمعاهد @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ منتدى الوظائف والدورات التدريبية @ منتدى الوظائف الشاغرة @ منتدى الدورات التدريبية @ برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم جامعة الملك فيصل @ جامعة الملك فيصل - برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم @ تخصص الإدارة العامة @ تخصص التسويق والمبيعات @ تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الأول - تخصص الادارة العامة @ المستوى الأول - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الأول - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثاني - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثاني - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثاني- تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثالث - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثالث - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثالث - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الرابع - تخصص الادارة العامة @ المستوى الرابع - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الرابع - تخصص المصرفية والتأمين @ مواقع التواصل الإجتماعي @ تويتر Twitter @ سناب شات Snabchat @ انستغرام Instagram @ فيسبوك facebook @ يوتيوب You Tube @ واتس أب Whats App @ تيك توك Tik Tok @ ثريدز THREADS @



جميع المواضيع والآراء تمثّل وجهة نظر كاتبها فقط ولا تمثّل منتديات كوفي كوب بأي شكل من الأشكال ما لم يوضّح غير ذلك
 
   

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0