الرّجل الطيّب "
الّذي أحببتُه بشغف لا يكادُ يُصدّق
عشقتُه بهلوسةٍ لا يقواها قلبي الصّغير
لم يكُن كَـ غيرهُ أبد
لم يكُن مجرّد عابر ورحل
لقد إستحوذَ على كلّ ما يسكُننِي
بثّ هواهُ فِي أحشاءِ فُؤادي رغماً عنّي
إمتلأَ يومِي بهِ فقط
لم أكُن أريدُ أن أغفُو إلا على أنغامِ حروفَه
لا شيء يُهدّى ضجيجَ أشجاني سِوى صوتُه المُوسيقي
كان همسُه يقعُ على أشرافِ أسماعي بسكرةٍ تغمرُ روحي بالفرحة
لم أعِش فرحاً إلا بوجُوده في عالمي آنَ ذاك !
كنتُ أخشى من فقدانه
كان الرّعبُ يلتفُّ بي وبـِ يومي
عينيّ تذرفا بحراً من الدموع حين أشتاقٌ لمُحادثتهُ
أجل ! تجاوزتُ حدود الغرامِ في حبِّ ذلكَ الطيّب
إنجرفتُ وراءَه بلا تردّد وبلا قلق
لأنّه كان طيّب وثمين للغاية ..
إستطاعَ أن يفهم تلكَ الطفلة التي تسكنُني
إحتوى قلبها وإحتضنها بعُمق
خشيَ عليها من أدنَى شيءٍ يُؤذي قلبها
كانَ لي الأب الحنون فـِ قسوة الزمن
كان لي الأخ الأكبر وقتَ الضّعف
كان لي الصّديق الوفي حين يُغدرُ بي
كان لي الحبيبُ الذّي تمنّاه قلب منذُ زمن
كانت روحُه لي مأوى من أذى البشريّة
لقد كان كلّ ما أريدُه في حياتي القِصيرة
لم أكُن أريدُ سواهُ هوَ فقط
كنتُ أكتفِي بالقليل منهُ
رغمَ غيابُه الطويل
ورغمَ إختفاءُه المُفاجئ الذي يُؤلمني
وقلة حديثُه ؟
إلا أنّ قلبي يرفرفُ محلقاً في السماء
ينطلقُ مبتهجاَ نحوَ الغيومِ
يسابق الطيور في التحليق
فقط ! حينما أرى إسمُه يعتلي شاشة هاتفي
أو يفاجئنِي بإتصال مباغِت يهدّئُ من عاصفَةِ اشتياقي لهُ
يزُولُ كلُّ العتب بـِ مجرّد سماعي لصوتُه الزُمردّي
كانَ لي مثّلي الأعلى والأجمل
كانَ لي طريق آمن أستطيعُ السّير فيه بطمأنينة
لم أكُن أهتمُّ لما يُزعجنُي في أيامِي
كان وجُوده يُشعرنِي بالخجل مِن أن أحزن
لا يحقّ لي أن أدَع عيَنيّ تذرفا إلا دموعَ الفرح
كيفَ لي أن أسمحَ لهُم بأن يروا إنزعاجي ؟
كيفَ أدعُهم يتمكّنُون من إنتزاع رونق يومي ؟
لم يكُن هناكّ مجال للتفكيرِ بهُم من الأساس
كيفَ لي أن لا أبتسم وهوَ حبيبي ؟
لايحقّ لي أن أُعيرهُم الاهتمام وأحزن
فـَ حبيبي ذلكَ الرّجلُ الطيّب
لا يسعُني التفكير بأحدٍ غيرُه
أردتُ أن أتعرّف على حبيبي الطيّب بـِ عُمق
كنتُ أهتمُّ لأمرهِ كثيراً
أهتمُّ لأدقّ التفاصيل واتفهُها
فقط لأنّه حبيبي ..
كنت أوجّهُ لهُ بعض من تلك التساؤلات التي تدورُ برأسي
وكان يجيبُني ويسألني إن كانَ هُنالكَ المزيد ؟
لم أهتم كثيراً لتلكَ التساؤلات ، ولم أدقّق بإجاباتهِ لي كثيراً
كان كلُّ مايخرج من شفتَاهُ من قول ؟ أصدّقهُ
كلّ ما يتلفظّ به ؟ يرضي قلبي ويُبهِجُه
لم تراوِدُني يوماً فكرة أنّهُ سَيُؤذيني
لا يُمكِنُه فعلُ ذلك بـِ قلبي
ولا يُمكنُه أن ينتَزِع سعادتي
ولا يمكِنُه أيضاً أن يتسبّب بذلك
فهُوَ حبيبي "الطيّب"
لا يستهويهُ الحُزن ولا يُحبّه
لا يمكنُه أن يتسبب بذلك لأيّ إنسان
بالتالي لن يُؤذي طفلتُه المدللّـه
ذلكَ الطيّب يمتلكُ روحاً عظيمة
يمتلكُ حبّاً كبيراً بداخلهِ للغير وللخير ..
يصبر ويتحمّل كلُّ من يُؤذيه
كان يضحّي ببعضٍ من راحتُه في سبيل الخير
يُهدي أغلب وقتُه لـ ذلكَ العمل الذّي تسبّب بغرامي له
كانَ كلُّ ما يفعلُه وما يقدّمُهُ ذات أثرٍ كبيرٍ مذهل ..
نَسمة فقط من ذلكَ الحنان الذي يمتلكُه ؟
وتلكَ الطيبة التي يحملها في حنايا صدرهُ ؟
تملئ الدنيا التي أسكنها بالألوان الزاهية
تجعلنُي في سعادة دائمة
كلُّ ما يمتلكُه أنا أريدُه لي فقط
كنتُ أتمنى أن أمتلكُهُ في غصون ثواني
أريدُ أن أَأمنّه في قفص قلبي
لا أريدُ أن يمسّه أذى
ولا أريدُ أن يتسبّب أحدِ في حزنُه
فهوَ شخصٌ لا يستحقُّ أن يحدث لهُ إلا كلُّ مايجُول في نفسُه
فلا يجُول فيها تلكَ النفس الثمينة إلا كلُّ ما هوَ جميل ..
لا يستحقُّ الا الطمأنينة والسعاده التي تملأُ قلبَهُ الطاهر
كان حضنُه الدافئ حلمٌ يراودُني كلُ مساء
كنتُ أريدُه أن يُغلق ذارعيُه عليّ للأبد
لقد كان ،، وكانَ فعلٌ ماضي ...
رحل ...
وليتَهُ منذُ البداية ..
ليتُه لم يأتي وليتني لم ألتقي به ..
لاتقلق أيها الرّجلُ الطيّب .. :
لن أتحدثَ عنكَ بسوءٍ أبد
ولن أبوحَك لأحد
إذهب وإمضِ فَـ لقد ؟
كان قلبكُ ذاتَ يومٍ لي بلد ..
كأنّ أمُّك لم تنجِب ولم تلَد ؟
سواكَ يا مَن لن يشبهُك ولد
لكَ أرتجي إلهي الواحدُ الأحدُ
أن يجعلكَ فخراً وذخراً للبلد
لا تقلق ،، لقد كنتَ جميل وستظلُ كذلك بعينُهُم هُم فقط ..
منكَ ؟ .. تلقّيتُ حزناً كبيراً
حُزنٌ يتوسّطُ أعماقَ وجداني
شعرتُ لأوّلِ مره بالخسارةِ معك
لأننّي أدركتُ تماماً أنّني لن أجدك في أحد
لا تأتِ إذهب وإمضِ حيثُ تُريد ..
لا أريدُ أن أذكركَ وأيضاً لا أريدُ أن أنساك ..
حيّرتَ أمري ، وسهّلتَ دربي ..
كسرتَ قلبي ، وأنرتَ طريقي ..
أنا الآن مابينَ السماءِ والأرض
لا أعلمُ أين أذهب ولا أدري إلى أين أمضي
أريدُ أن أعُود ولا أريد أن أراك
ما الأمر ؟
لا أعلمُ كيف أُتجاوَز هذا الحزن الذي حلّ بي ..
لقد كان حبّك أمرٌ جميلُ يُزهِر ربيع قلبي ..
لقد كان ..
لكنّك ؟
مضَيت .