border=0>
         
 

العودة   منتديات كوفي كوب Coffee cup > المقهى الأداري ~ > .. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~

.. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~ لـِكُل جُرم عُقوبة ,, " للمُكـررْ / واللامرغوب "

احفظ الله يحفظك وتجده تجاهك

اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي رَزَقَنَا الْاِيمَانَ وَالْاِسْلَامَ وَهُوَ خَيْرُ رِزْقٍ يُرْزَقُهُ الْاِنْسَان، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، فَهُوَ الَّذِي يَهْدِينَا اِلَى الْحَقِّ وَاِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيم، وَهُوَ

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-30-15, 12:42 PM
رحيق مختوم
كوفي جديد
رحيق مختوم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8113
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 المشاركات : 46 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : رحيق مختوم has a little shameless behaviour in the past
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي احفظ الله يحفظك وتجده تجاهك




اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله، اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي رَزَقَنَا الْاِيمَانَ وَالْاِسْلَامَ وَهُوَ خَيْرُ رِزْقٍ يُرْزَقُهُ الْاِنْسَان، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، فَهُوَ الَّذِي يَهْدِينَا اِلَى الْحَقِّ وَاِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيم، وَهُوَ الَّذِي يَغْفِرُ لَنَا الذَّنْبَ؟ اِذَا تُبْنَا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً، وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِه، وَنُحَذّرُهَا مِنْ مُخَالَفَتِهِ وَعِصْيَانِ اَوَامِرِه، لَهُ الْعُتْبَى حَتَّى يَرْضَى، وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّةَ اِلَّا بِه، وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر، بِدُعَاءِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ اِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم{رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير( وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه، فَتَحَ بَابَ الْاَمَلِ اَمَامَ عِبَادِهِ حَتَّى لَايَقْنَطُوا وَلَايَيْاَسُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ مَهْمَا عَظُمَتْ ذُنُوبُهُمْ؟ اِذَا تَابُوا اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحَا، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه، اَلْقَائِل[ اِنِّي اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ اَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّة(اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيم، وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ثَمَرَاتِ الْعُقُولِ وَالْاَفْئِدَة، وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينَ الَّذِينَ كَانُوا خَيْرَ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ، وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله، اَيُّهَا الشَّبَابُ الْمُؤْمِن، اَيُّهَا الْمُتَفَتِّحُ لِلْحَيَاة، اَيَّتُهَا الزَّهَرَاتُ الْفَوَّاحَةُ، اَيَّتُهَا الْوَرْدَاتُ النَّاضِرَة، يَامَنْ اَنْتُمُ الْبَلْسَمُ الشَّافِي، يَامَنْ عَلَى اَكْتَافِكُمْ يَقُومُ بُنْيَانُ الْمُجْتَمَع، لَقَدْ اَحَبَّكُمْ رَسُولُ اللهِ كَثِيراً، وَمَدَحَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ، فَحِينَمَا مَدَحَ اَصْحَابَ الْكَهْفِ، مَدَحَهُمْ بِقَوْلِهِ{اِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ، وَزِدْنَاهُمْ هُدَى(نَعَمْ فِتْيَةٌ شَبَاب، وَهَذَا الشَّبَابُ لَمْ يَقْتُلْ شَبَابَهُ بِالْمَعَاصِي، وَلَابِالشَّهَوَاتِ، وَلَابِسَهَرَاتِ اللَّيَالِي الْحَمْرَاءِ، وَاِنَّمَا اَمْضَى شَبَابَهُ فِي الْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ بِمَا يُرْضِي اللهَ تَعَالَى وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَلِذَلِكَ كَانَ الرَّسُولُ يُحِبُّكُمْ كَثِيرَا، وَلِذَلِكَ كَانَ يُوَجِّهُ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةَ التَّوْجِيهَ الْحَسَنَ، وَكَانَ يُلَاطِفُهُمْ، وَيَوْماً اَرْدَفَ ابْنَ عَمِّهِ عَبْدَ اللهِ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ[يَاغُلَام! (وَهَذَا مِنْ بَابِ التَّحَبُّبِ، وَلَيْسَ مِنْ بَابِ الِاحْتِقَارِ، كَمَا اَتَحَبَّبُ مَثَلاً اِلَى نَاشِىءٍ مِنَ الْفِتْيَانِ فَاَقُولُ لَهُ مِنْ بَابِ الْمَوْنَةِ كَمَا يُقَال يَاوَلَد[ اِنِّي اُعَلِّمُكَ كَلِمَات(وَانْظُرْ اَخِي كَيْفَ رَسُولُ اللهِ يُوَجِّهُ هَذَا الْفَتَى الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ بَعْدُ سِنَّ الْحُلُمِ، وَلَمْ يَبْلُغْ بَعْدُ سِنَّ الرُّشْدِ[اِنِّي اُعَلِّمُكَ كَلِمَات(مَاهِيَ يَارَسُولَ الله؟ مَاهَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُسْدِيهَا اِلَى هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ الرَّاكِعِينَ السَّاجِدِينَ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين؟[اُعَلِّمُكَ كَلِمَات! اِحْفَظِ اللهَ! يَحْفَظْكَ[اِحْفَظِ اللهَ(وَهَلِ اللهُ تَعَالَى بِحَاجَةٍ اِلَى حُرَّاسٍ لِيَحْفَظُوه! تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً! وَاِنَّمَا[اِحْفَظِ اللهَ(اَيِ احْفَظْ اَوَامِرَهُ وَنَوَاهِيَهُ، فَاِذَا اَمَرَكَ بِشَيْءٍ، فَاَطِعْهُ، وَاِذَا نَهَاكَ عَنْ شَيْءٍ، فَانْتَهِ[اِحْفَظِ اللهَ(وَجَوَابُ الطَّلَبِ[يَحْفَظْكَ(نَعَمْ يَحْفَظْكَ فِي دُنْيَاكَ، وَفِي آَخِرَتِكَ[اِحْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ(اَيْ تَجِدْهُ اَمَامَك نَعَمْ تَجِدْهُ لَايَتَخَلَّى عَنْكَ اَبَداً[وَاِذَا سَاَلْتَ فَاسْاَلِ اللهَ(فَيَارَبّ نَسْاَلُكَ اَنْ تَحْفَظَ شَبَابَنَا وَشُيُوخَنَا وَاَوْطَانَنَا وَعَقِيدَتَنَا، وَكُلَّ مَايَمُتُّ اِلَى دِينِنَا بِصِلَةٍ يَامَنْ اَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم، نَعَمْ اَخِي: يَالَهَا مِنْ عَقَائِدَ ثَابِتَة وَمِنْ عَقِيدَةٍ اَكْثَرَ مِنْ رَائِعَةٍ، تَجْعَلُ الْمُسْلِمَ لَايَشْعُرُ بِالْيَاْسِ وَلَابِالْقُنُوطِ اَبَداً[وَاعْلَمْ اَنَّ الْاُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى اَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَايَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ اِلَّا كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْك، وَلَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى اَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَايَنْفَعُونَكَ بِشَيْءٍ اِلَّا كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، رُفِعَتْ الْاَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُف( نَعَمْ اَخِي: وَالنَّاسُ فِي اَيَّامِنَا فِي هَذَا الِاضْطِّرَابِ وَفِي هَذَا الْقَلَقِ الَّذِي تُعَانِي مِنْهُ بِلَادُ الْمُسْلِمِينَ خَاصَّةً؟ لِيَكُونَ تَرْبِيَةً لَهُمْ؟ لِيَعُودُوا اِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فَاِنَّ اللهَ يَبْتَلِيهِمْ لَاكُرْهاً بِهِمْ؟ وَاِنَّمَا حُبّاً لَهُمْ، وَكَاَنِّي مَعَ هَؤُلَاءِ الشَّبَابِ فِي مَشَاعِرِهِمْ وَفِي اَحَاسِيسِهِمْ لِمَا فِيهِ خَيْرُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ اِنْ شَاءَ الله، نَعَمْ اَخِي: وَلَكِنَّ الْمُسْتَقْبَلَ اَمَامَهُمْ يَكْسُوهُ الضَّبَابُ، وَهُمْ يُفَكِّرُونَ دَائِماً مَاذَا سَيَحْصَلُ لَهُمْ فِي الْمُسْتَقْبَل! فَاِذَا فَكَّرَ اَحَدُهُمْ فِي الزَّوَاجِ(وَهَذَا حَقُّ طَبِيعِيٌّ يَجِبُ اَنْ يَكُونَ مُؤَمَّناً لِلْجَمِيعِ(فَاِنَّهُ يُفَكِّرُ كَيْفَ اَفْتَحُ بَيْتاً! كَيْفَ اُؤَسِّسُ بَيْتاً! فَاِذَا رَزَقَنِي اللهُ تَعَالَى ذُرِّيَّةً! هَلْ سَتَكُونُ صَالِحَةً؟ اَمْ تَكُونُ طَالِحَةً ضَائِعَة؟ مَاذَا سَيَحْدُثُ لِي وَلَهُمْ فِي الْمُسْتَقْبَل؟ نَعَمْ اَخِي: اَزِلْ كُلَّ هَذِهِ التَّصَوُّرَاتِ، وَكُلَّ هَذِهِ الْاَفْكَارِ، وَالْجَاْ اِلَى رَبِّكَ، وَاتْلُ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى{قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا اِلَّا مَاكَتَبَ اللهُ لَنَا، هُوَ مَوْلَانَا، وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون( نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَةُ مَوْلَانَا لَيْسَتْ بِالْاَمْرِ الْهَيِّن{اَلَا اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللهِ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُون(فَمَنْ هُمْ اَوْلِيَاءُ الله؟ لَنْ اُعَرِّفَهُمْ لَكَ اَخِي الْآَنَ تَعْرِيفاً صُوفِيّاً، وَاِنَّمَا اَقْتَصِرُ عَلَى مَافِي الْقُرْآَن{اَلَا(وَكَلِمَةُ اَلَا فِي لُغَةِ الْعَرَبِ لِلتَّنْبِيهِ، وَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَفْهَمَ لُغَتَكَ الْعَرَبِيَّةَ جَيِّداً، وَكَاَنَّ الْقُرْآَنَ يَقُولُ لَكَ: انْتَبِهْ! نَعَمِ اِنْتَبِهْ اِلَى مَايُقَالُ لَكَ بَعْدَهَا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللهِ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُون(نَعَمْ اَخِي: اَنْتَ مَتَى تَحْزَن؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِذَا فَاتَكَ خَيْرٌ وَكُنْتَ تَخَافُ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ، فَلَاتَخَفْ وَلَاتَحْزَنْ{اَلَا اِنَّ اَوْلِيَاءَ اللهِ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ( مِمَّا هُمْ قَادِمُونَ عَلَيْهِ، وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ عَلَى مَافَاتَهُمْ؟ لِاَنَّ مَافَاتَهُمْ مِنْ نَعِيمٍ دُنْيَوِيٍّ، لَايُسَاوِي قَطْرَةً مِنْ بَحْرٍ لُجِّيٍّ مِمَّا اَعَدَّهُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ الْاَخْيَارِ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي يَقُولُ اللهُ عَنْهَا فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ[اَعْدَدْتُّ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَالَاعَيْنٌ رَاَتْ، وَلَااُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر(نَعَمْ اَخِي: اَنْتَ الْآَنَ تَشَوَّقْتَ اِلَى هَذَا النَّعِيمِ، ثٌمَّ هَذَا الْفَضْلِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، فَمَنْ هُمْ اَوْلِيَاءُ اللهِ الْمُسْتَحِقُّونَ لِهَذَا النَّعِيم(اَلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُون(نَعَمْ اَخِي: اِيمَان زَائِدْ تَقْوَى الله، فَاَنْتَ وَلِيُّ الله، نَعَمْ اَخِي: طِرْتَ فِي السَّمَاءِ اَوْ لَمْ تَطِرْ، مَشَيْتَ عَلَى الْمَاءِ اَوْ لَمْ تَمْشِ، اَيَّدَكَ اللهُ بِكَرَامَاتٍ خَارِقَةٍ لِلْعَادَةِ اَوْ لَمْ يُؤَيِّدْكَ، فَالْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ يَقُولُ لَكَ: اَنْتَ وَلِيُّ اللهِ اِذَا اجْتَمَعَ فِيكَ شَرْطَان: اَوَّلاً اَلْاِيمَان: ثَانِياً اَلتَّقْوَى{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة(نَعَمْ اَخِي: مَنِ الَّذِي يُبَشِّرُكَ؟ وَاَقُولَ لَكَ اَلله !نَعَمْ اَخِي: وَاللهُ اِذَا بَشَّرَ لَابُدَّ اَنْ يُنَفِّذَ بِشَارَتَهُ؟ لِاَنَّهُ اَصْدَقُ الْقَائِلِينَ، وَلَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ اَنْ يَقِفَ اَمَامَ اَمْرِهِ وَاِرَادَتِه، نَعَمْ اَخِي: مِنَ الْجَائِزِ اَنْ اَقُولَ لَكَ سَاُعْطِيكَ مُكَافَاَة! وَلَكِنْ رُبَّمَا يَحْدُثُ لِي شَيْءٌ مَا يَمْنَعُنِي مِنْ تَنْفِيذِ وَعْدِي، وَاَمَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَبِيَدِهِ مَلَكُوتُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَهُوَ يُجِيرُ وَلَايُجَارُ عَلَيْهِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةٌ الْمُؤْمِنُون، يَامَنْ{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة، لَاتَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ لَايُخْلِفُ وَعْدَهُ فِيمَا وَعَدَهُمْ مِنْ هَذِهِ الْبُشْرَى{ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم( نَعَمْ اَخِي: اَلْوَلَايَةُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ مُشْتَرَكَة! فَاَنْتَ وَلِيُّهُ! وَهُوَ وَلِيُّكَ! وَفِي سُورَةِ الْبَقَرَة{اَللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا(فَاِذَا تَوَلَّى اللهُ اَمْرَكَ وَشَاْنَكَ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ اَيَّةُ قُوَّةٍ اَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى اِرَادَةِ الله، اِفْقَهْ ذَلِكَ يَامُؤْمِن، تَبْقَ مُسْتَرِيحاً فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، لَاتَحْزَنْ عَلَى مَافَاتَكَ، وَلَاتَحْرِصْ حِرْصَ اَهْلِ الدُّنْيَا عَلَى مَتَاعِهَا وَعَلَى مَلَذَّاتِهَا{اَللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّور( نَعَمْ يُخْرِجُهُمْ اِلَى النُّور، فَاِذَا لَمْ تَكُنْ هُنَالِكَ وَلَايَةُ لِلهِ، فَالنَّاسُ فِي ظُلُمَات، نَعَمْ فِي ظُلُمَاتٍ، وَلَيْسَتْ ظُلْمَةً وَاحِدَة، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة:اَلْحَاضِرُ مُؤْلِم، وَالْمُسْتَقْبَلُ مَجْهُول، وَالضَّبَابِيَّةُ تَمْنَعُ الرُّؤْيَةَ الْوَاضِحَة، وَلَكِنْ حِينَمَا نَخْتَرِقُ هَذِهِ الظُّلُمَاتِ بِنُورِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي دِينِ الْاِسْلَامِ، فَسَتَتَبَدَّدُ هَذِهِ الظُّلُمَاتُ وَتَزُولُ بِاِذْنِ الله، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة{يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ بِاِذْنِهِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا اَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوت(نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن: اَنْتَ وَلِيُّكَ الله، وَاَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالَّذِينَ كَفَرُوا{اَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوت(وَلَمْ يَقُلْ سَبْحَانَهُ وَلِيُّهُمُ الطَّاغُوتُ؟ لِاَنَّهُمْ يَتَوَلَّوْنَ آَلِهَةً مِنَ الظُّلُمَاتِ مُتَعَدِّدَة، وَاَمَّا الْمُؤْمِنُونَ، فَلَايَتَوَلَّوْنَ اِلَّا اِلَهاً وَاحِداً لَاشَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْض، نَعَمْ اَخِي: وَالطَّاغُوتُ هُوَ كُلُّ مَايُعْبَدُ مِنْ دُونِ الله{يُخْرِجُونَهُمْ(مِنْ اَيِّ شَيْء؟{مِنَ النُّورِ اِلَى الظُّلُمَات؟(لِاَنَّ النُّورَ وَهُوَ نُورُ الْاِيمَانِ، هُوَ فِطْرَةٌ عِنْدَ الْاِنْسَانِ بِدَلِيل[كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ( اَيْ عَلَى الْاِيمَان، وَلَكِنَّ هُنَالِكَ عَوَامِلَ خَارِجِيَّةً تَجْعَلُ هَذَا الْاِنْسَانَ يَنْحَرِفُ عَنْ فِطْرَةِ الَلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَلِذَلِكَ اَخِي الْمُؤْمِن: اَنْتَ وَلِيُّكَ اللهُ، يُخْرِجُكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ، فَاِذَا تَوَلَّيْتَ غَيْرَ اللهِ، اَخْرَجَكَ مِنَ النُّورِ اِلَى الظُّلُمَات، وَهُنَا ذَكَرَ الْقُرْآَنُ النُّورَ بِالْمُفْرَدِ، وَاَمَّا الظُّلُمَاتِ فَذَكَرَهَا بِالْجَمْعِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ طُرُقَ الضَّلَالَةِ مُتَشَعِّبَةٌ وَمُتَفَرِّعَةٌ، وَلَهَا اَسْمَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ وَمُتَعَدِّدَة، وَاَمَّا طَرِيقُ اللهِ، فَهُوَ الطَّرِيقُ الْمُسْتَقِيمُ، نَعَمْ وَفِي كُلِّ صَلَاةٍ نَقُولُ{اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(وَهُوَ الطَّرِيقُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اعْوِجَاجٌ لَاذَاتَ الْيَمِينِ وَلَاذَاتَ الشِّمَال، نَعَمْ اَيُّهَا الْاَخُ الْمُؤْمِن، نَعَمْ اَيُّهَا الشَّابُّ، لَاتَخَفْ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ مَادُمْتَ تُؤْمِنُ بِاللِه، وَمَادُمْتَ تَاْخُذُ بِالْاَسْبَابِ الَّتِي شَرَعَهَا اللهُ، وَاَنْتَ كَمُسْلِمٍ وَمُؤْمِنٍ عَلَيْكَ اَنْ تَعْمَلَ لِدُنْيَاكَ وَلِآَخِرَتِكَ، نَعَمْ اَخِي: قَرَاْتُ فِي بَعْضِ الصُّحُفِ: اَنَّ شَيْخاً عَالِماً جَلِيلاً، كَانَ فِي مَوْسِمِ الْحَجِّ، وَكَانَ سَعِيداً بِهَذِهِ الْاَجْوَاءِ الرَّبَّانِيَّةِ وَالرُّوحَانِيَّةِ، فَعَزَمَ اَنْ يَهْجُرَ وَطَنَهُ وَاَنْ يَبْقَى فِي هَذِهِ الْاَمْكِنَةِ، فَنَامَ، فَرَاَى فِي مَنَامِهِ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَطَبْعاً فَاِنَّ رُؤْيَةَ الرَّسُولِ فِي الْمَنَامِ حَقِيقِيَّةٌ لَيْسَ فِيهَا وَهْمٌ وَلَاخَيَالٌ، فَقَالَ لَهُ يَاهَذَا! اِرْجِعْ اِلَى بَلَدِكَ وَابْنِهَا وَاَصْلِحْهَا، فَاِنَّكَ هُنَا تَسْعَدُ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تَذْهَبَ اِلَى وَطَنِكَ؟ لِتَبْنِيَ وَطَنَكَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ فِي تِلْكَ الْاَجْوَاءِ السَّعِيدَةِ يُصَلّي وَيَطُوفُ وَيَسْعَى ثُمَّ يَزُورُ الْاَمَاكِنَ وَيَرَاهَا فَيَشْعُرُ بِالسَّعَادَة، لَكِنَّ هَذِهِ السَّعَادَةَ، سَعَادَةٌ خَاصَّةٌ لَاتَتَعَدَّاهَا اِلَى الْغَيْرِ، فَاَنْتَ هُنَا قَضَيْتَ هَذِهِ الرِّحْلَةَ الرُّوحَانِيَّةَ، وَشُحِنْتَ بِشُحُنَاتٍ مِنَ الْاِيمَانِ، فَاذْهَبْ اِلَى بَلَدِكَ، فَابْنِ الْبِنَاءَ الْخَيِّر، نَعَمْ اَخِي: وَالْبِنَاءُ نَوْعَان: بِنَاءٌ مَادِّيٌّ، وَبِنَاءٌ نَفْسِيّ، وَالْبِنَاءُ النَّفْسِيُّ اَصْعَبُ مِنَ الْبِنَاءِ الْمَادِّي، فَاِنَّ بِنَاءَ الرِّجَالِ اَشَقُّ مِنْ بِنَاءِ الْعِمَارَاتِ وَنَاطِحَاتِ السَّحَابِ، وَاَنْتَ لَسْتَ هُنَا فِي هَذِهِ الْمَشَاعِرِ الْمُقَدَّسَةِ لِتَبْقَى فِيهَا، وَاِنَّمَا ارْحَلْ اِلَى بَلَدِك، فَمَاذَا فَعَلَ هَذَا الشَّيْخُ الْجَلِيل؟ ذَهَبَ اِلَى بَلَدِه(نَعَمْ اَخِي: كَثِيرٌ مِنَ الشَّبَابِ فِي اَيَّامِنَا يَقُولُ: اَنَا شَابٌّ وَاَنَا كَذَا، وَفِي الْمُسْتَقْبَلِ سَتَضْعُفُ قُوَايَ، وَسَيُصِيبُنِي الْعَجْزُ، نَعَمْ اَخِي: وَحِينَمَا اَنْتَهِي مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ سَاُعْطِيكَ الدَّوَاء( نَعَمْ اَخِي: فَرَجَعَ اِلَى بَلَدِهِ، وَاَنْشَاَ مَدْرَسَةً شَرْعِيَّةً، وَظَلَّ مُشْرِفاً عَلَيْهَا وَمُدَرِّساً فِيهَا ثَمَانِينَ عَاماً، نَعَمْ اَخِي: عَاشَ اَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ! فَكَانَ يَقُولُ لِتَلَامِذَتِهِ: اَبُوكَ كَانَ تِلْمِيذاً عِنْدِي! بَلْ كَانَ يَقُولُ لِبَعْضِ التَّلَامِيذِ: جَدُّكَ كَانَ تِلْمِيذاً عِنْدِي! فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذَا الْعُمُرِ الْمَدِيد، نَعَمْ اَخِي: مَاذَا يَقُولُ وَاصِفُوه: قَالُوا: فَمَازَالَ بَصَرُهُ حَادّاً! وَمَازَالَ سَمْعُهُ مُرْهَفاً! وَمَازَالَتْ اَسْنَانُهُ مُنْتَظَمَةً! وَمَازَالَ يَمْشِي مُنْتَصِبَ الْقَامَةِ وَقَدْ تَجَاوَزَ الْمِائَةَ مِنْ عُمُرِهِ! فَكَانَ اِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ مَاهَذِهِ الصِّحَّة مَاشَاءَ اللهُ يَامَوْلَانَا؟ قَالَ: حَفِظْنَاهَا فِي الصِّغَرِ، فَحَفِظَهَا اللهُ تَعَالَى لَنَا اَوْعَلَيْنَا فِي الْكِبَر، نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ اَنْهَى الشَّبَابَ عَنْ كُلِّ هَذِهِ الْعَادَاتِ الَّتِي تُؤَدِّي اِلَى اِضْعَافِ الْعَقْلِ وَاِلَى وَهْنِ الْجِسْمِ مِنْ مُخَدِّرَاتٍ وَمِنْ خُمُورٍ وَمِنْ تَدْخِينٍ وَمِنْ سَهَرٍ طَوِيلٍ فِي اللَّيْلِ، وَهَذَا الَّذِي يُنْهِكُ الصِّحَّةَ وَيُدَمِّرُهَا، نَعَمْ اِنَّ هَذَا الشَّيْخَ كَانَ فَيْلَسُوفاً عَظِيماً حِينَمَا قَالَ حَفِظْنَاهَا فِي الصِّغَرِ فَحَفِظَهَا اللهُ لَنَا فِي الْكِبَر، نَعَمْ اَخِي: وَلَقَدْ قَرَاْتُ عَنْ عَالِمٍ فِي مِصْرَ(مَاشَاءَ اللهُ لَاقُوَّةَ اِلَّا بِاللهِ( اَنَّهُ بَلَغَ مِائَةً وَثَلَاثِينَ سَنَةً! وَكَانَ يُؤْتَى بِهِ اِلَى مَجْمَعِ الْبُحُوثِ الْاسْلَامِيَّةِ فِي مِصْرَ فِي الْاَزْهَرِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَكُونَ مُشْتَرِكاً فِي دَوْرَاتِهِ، وَكَانَ اِذَا تَكَلَّمَ، كَانَ مُتَوَقِّدَ الذِّهْنِ وَالْفِكْرِ، نَعَمْ مِائَةٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، نِصْفُهَا خَمْساً وَسِتِّينَ سَنَةً، مَنْ يَبْلُغُهَا يَقُولُ النَّاسُ عَنْهُ خِتْيِار وَعَجُوز! فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمِائَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَهُوَ مُتَوَقِّدُ الذِّهْنِ وَالْفِكْرِ وَهُوَ بَالِغٌ بَارِعُ الْعَطَاء، وَكَانَ يَدْعُو اللهَ وَيَقُولُ: يَارَبّ لَاتُمِتْنِي(وَطَبْعاً سَيَمُوتُ النَّاسُ جَمِيعاً بِانْتِهَاءِ آَجَالِهِمْ(وَلَكِنْ لَاتَجْعَلْنِي اَعْجَزُ عَنْ تَبْلِيغِ دَعْوَتِكَ وَرِسَالَتِكَ وَتَفْقِيهِ النَّاسِ اِلَى آَخِرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِي، فَمَاذَا حَدَثَ لَهُ؟ صَلَّى الْجُمُعَةَ خَطِيباً عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْفَرِيضَةَ وَخَتَمَ الصَّلَاةَ بِقَوْلِهِ يَمِيناً وَشِمَالاً اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله، فَفَاضَتْ رُوحُهُ اِلَى بَارِئِهَا، نَعَمْ اَخِي: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا اِذَا قَرَاَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ اِلَى اَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَايَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئَا(فِي سُورَةِ الْحَجِّ، فَحِينَمَا كَانَ يَقْرَؤُهَا ابْنُ عَبَّاسٍ مَاذَا يَقُول؟ نَعَمْ اَخِي يَقُولُ: اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي قَالَ وَمِنْكُمْ؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ مِنْ هُنَا فِي كَلِمَةِ مِنْكُمْ، تُفِيدُ التَّبْعِيض، وَالْمَعْنَى هُوَ التَّالِي: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يُرَدُّونَ اِلَى اَرْذَلِ الْعُمُرِ، بَلْ بَعْضُهُمْ، وَلِذَلِكَ اَخِي: اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَبْقَى صَحِيحاً، فَمَاذَا تَفْعَل؟ دَائِماً اَخِي اِسْتَمِعْ اِلَى مَايُرْضِي اللهَ وَرَسُولَهُ، فَاِنَّ اللهَ يَحْفَظُ عَلَيْكَ سَمْعَكَ وَبَصَرَكَ وَبَدَنَك، نَعَمْ اَيُّهَا الشَّابّ، وَاَنْتَ تَعِيشُ فِي جَوِّ الْمُغْرَيَاتِ بِكُلِّ اَصْنَافِهَا وَاَشْكَالِهَا، غُضَّ بَصَرَكَ عَنِ الْحَرَامِ، فَاِنَّ اللهَ يَحْفَظُ عَلَيْكَ بَصَرَك، اِتَّجِهْ بِرِجْلَيْكَ اِلَى بُيُوتِ اللهِ، وَاِلَى بُيُوتِ الْعِلْمِ، وَاِلَى فِعْلِ الْخَيْرِ، يُبْقِيهَا اللهُ تَعَالَى عَلَيْك، وَلْتُنْفِقْ يَمِينُكَ حَتَّى لَاتَرَى شِمَالُكَ مَاتُنْفِقُ يَمِينُكَ، فَاِنَّ اللهَ يَحْفَظُ يَدَيْكَ اَنْ تَمْتَدَّ اِلَى النَّاسِ بِسُوءٍ، اَوْ تَمْتَدَّ اَيْدِيهِمْ اِلَيْكَ بِسُوءٍ وَيَصُونُهَا، نَعَمْ يَااِخْوَتِي، كَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نَبْذُلَ مِنْ اَمْوَالِنَا، وَمِنْ عِلْمِنَا، وَمِنْ جَاهِنَا؟ مِنْ اَجْلِ بِنَاءِ اُمَّتِنَا، وَمِنْ اَجْلِ بِنَاءِ وَطَنِنَا، وَلَاسِيَّمَا وَلَانَنْسَى الذِّكْرَى الَّتِي مَرَّتْ بِنَا فِي شَهْرِ نَيْسَان، اِنَّهَا ذِكْرَى الْجَلَاءِ، وَفِيهَا مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَجْدَادِ الَّذِينَ كَافَحُوا وَجَاهَدُوا؟ مِنْ اَجْلِ بِنَاءِ اُمَّتِنَا وَوَطَنِنَا، حَتَّى جَعَلُوا الْمُسْتَعْمِرَ يَحْمِلُ عَصَاهُ وَيُوَلّي الْاَدْبَار، نَعَمْ اَخِي: اُنْظُرْ اِلَى سُلُوكِ الْمُسْتَعْمِرِ، وَلَقَدْ كَانَ هَذَا الْمُسْتَعْمِرُ سَابِقاً اَذْكَى وَاَخْبَثَ مِنَ الْآَتِي الَّذِي جَاءَ بَعْدَهُ، وَكَانَ يُرَاعِي مَشَاعِرَ الْاُمَّةِ الَّتِي يَسْتَعْمِرُهَا! وَخَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدِّين! وَكَانَ يُرَاعِي ذَلِكَ! حَتَّى قَالَ لَنَا مَنْ هُوَ اَكْبَرُ مِنَّا سِنّاً: كَانَ مَنْ ضُبِطَ وَهُوَ يُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ عَلَناً! اُودِعَ الْحَبْسَ اِلَى مَابَعْدَ الْعِيدِ! وَلَايُقْبَلُ لَهُ وَاسِطَةٌ اَبَداً! وَكَانَ اِذَا لَاحَقَ اِنْسَاناً مُجْرِماً( وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ مُجْرِماً، بَلْ فِي تَصَوُّرِهِمْ كَانَ مُجْرِماً، وَمَاهُوَ فِي حَقِيقَتِهِ اِلَّا مُجِاهِدٌ ضِدَّهُمْ( فَاِذَا دَخَلَ اِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، امْتَنَعُوا اَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ بَيْتَ اللهِ! وَتَرَبَّصُوا لَهُ فِي الْخَارِجِ حَتَّى يَخْرُجَ! وَكَانُوا اِذَا رَاَوْا اِنْسَاناً يُحَمِّلُ بَهِيمَةً فَوْقَ طَاقَتِهَا، اَنْزَلُوا الْحِمْلَ عَنِ الْبَهِيمَةِ، وَجَعَلُوهُ يَجُرُّ هَذَا الْحِمْلَ! نَعَمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الشَّعْبَ كَانَ مُتَدَيِّناً، نَعَمْ اَخِي: فَهَؤُلَاءِ اَجْدَادُنَا! كَمْ نَجْهَلُ تَارِيخَهُمْ! وَكَمْ نَجْهَلُ سِيرَتَهُمْ؟ لِاَنَّنَا لَانَغُوصُ فِي اَعْمَاقِ هَؤُلَاءِ الرِّجَالِ اَبَداً، وَلِذَلِكَ اَبْدَعَ الشُّعَرَاءُ فِي وَصْفِ هَؤُلَاءِ، وَمِنْهُمْ اَمِيرُ الشُّعَرَاءِ اَحْمَدُ شَوْقِي رَحِمَهُ اللهُ فِي قَوْلِهِ: سَاَذْكُرُ مَاحَيِيتُ جِدَارَ قَبْرٍ، بِظَاهِرِ جِلِّقٍ رَكِبَ الرِّمَالَا، مُقِيمٌ مَااَقَامَتْ مَيْسَلُونُ، يَذْكُرُ مَتْرَعَ الْاُسْدِ الشِّبَالَا، تَغَيَّبَ عَظْمَةُ الْعَظَمَاتِ فِيهِ(وَهُوَ يُوسُفُ الْعَظْمَةِ رَحِمَهُ الله( وَاَوَّلُ سَيِّدٍ لَقِيَ النِّبَالَا( وَكَانَ وَزِيراً لِلدِّفَاعِ، فَلَمْ يَاْمُرْ جُنْدَهُ بِقِتَالِ الْعَدُوِّ وَهُوَ يُدِيرُهُمْ مِنْ وَرَاءِ الْكَوَالِيسِ، وَاِنَّمَا ذَهَبَ هُوَ لِيَكُونَ قَائِداً فِي الْمَعْرَكَةِ حَتَّى اسْتُشْهِد(وَاَرْسَلْنَ الرِّيَاحَ عَلَيْهِ نَاراً، فَمَا حَفَلَ الْجَنُوبَ وَلَا الشِّمَالَا، اَقَامَ نَهَارَهُ يُلْقِي وَيَلْقَى، فَلَمَّا زَالَ قُرْصُ الشَّمْسِ زَالَا، فَكُفِّنَ بِالصَّوَارِي وَالْعَوَارِي، وَغُيِّبَ حَيْثُ جَالَ وَحَيْثُ صَالَا، نَعَمْ اَخِي: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَنَوْا هَذَا التَّارِيخ! وَكُلُّ هَؤُلَاءِ الثُّوَّارِ سَوَاءً كَانُوا فِي الدَّاخِلِ اَوْ فِي السَّاحِلِ وَفِي سَائِرِ الْمُدُنِ، كَانُوا مُتَدَيِّنِينَ، وَلَكِنْ كَثِيراً مَاتُغْفَلُ هَذِهِ النَّاحِيَةُ، وَهِيَ اَنَّ الدِّينَ وَالْاِيمَانَ هُوَ الَّذِي دَفَعَهُمْ اِلَى اَنْ يُقَاوِمُوا هَذَا الْعَدُوَّ حَتَّى نَصَرَهُمُ الله، نَعَمْ اَخِي: لَانَنْسَى اَجْدَادَنَا هَؤُلَاءِ اَبَداً، سَلَامٌ مِنْ صِبَا بَرَدَى اَرَقُّ، وَدَمْعٌ لَايُكَفْكَفُ يَادِمَشْقُ، وَبِي مِمَّا رَمَتْكِ بِهَا اللَّيَالِي، جِرَاحَاتٌ لَهَا فِي الْقَلْبِ عُمْقُ، رِبَاعُ الْخُلْدِ وَيْحَكِ مَادَهَاهَا، اَحَقٌّ اَنَّهَا دُرِسَتْ اَحَقُّ، دَمُ الثُّوَّارِ تَعْرِفُهُ فَرَنْسَا، وَتَعْلَمُ اَنَّهُ نُورٌ وَحَقُّ، نَعَمْ هَذَا هُوَ تَارِيخُنَا، وَهَذِهِ هِيَ ذِكْرَى اَجْدَادِنَا، وَهَذَا هُوَ وَطَنُنَا، وَهَذِهِ هِيَ بِلَادُنَا الَّتِي تَحْتَاجُ الْيَوْمَ اِلَى اَنْ تَكُونَ يَداً وَاحِدَةً، وَاَنْ تَكُونَ قَلْباً وَاحِداً، وَلَنْ يَكُونَ ذَلِكَ اِلَّا حِينَمَا نَعُودُ اِلَى دِينِنَا، وَحِينَمَا نَعُودُ اِلَى الْمَبَادِىءِ الْاِنْسَانِيَّةِ الَّتِي وَضَعَهَا لَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: هَذِهِ وَمْضَةٌ، وَهَذِهِ اِضَاءَةٌ مُسَلَّطَةٌ عَلَى الْعُقُولِ الْوَاعِيَةِ وَعَلَى الْقُلُوبِ النَّيِّرَةِ؟ لِتَسْتَقِيمَ عَلَى اَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ غَيْرُهُ، لَنْ نُنْقَذَ اِلَّا بِمَا اُنْقِذْنَا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللِه جَمِيعاً وَلَاتَفَرَّقُوا، وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ، اِذْ كُنْتُمْ اَعْدَاءً، فَاَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ، فَاَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ اِخْوَانَا(اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ وَبَعْدُ، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة، نَشْكُرُ مَشَاعِرَكُمْ وَاَحَاسِيسَكُمْ غَضَباً لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَغَضَباً لِمَحَارِمِهِ اَنْ تُنْتَهَكَ، وَلَكِنْ كُونُوا كَالْمُحِبِّ الْعَاقِلِ لِخَطِيبِ الْجُمُعَةِ، لَا كَالْمُحِبِّ الْجَاهِل، نَعَمْ اَخِي: وَالْمُحِبُّ الْعَاقِلِ يُرِيحُ مَنْ يُحِبُّه، وَاَمَّا الْمُحِبُّ الْجَاهِلُ، فَيُتْعِبُ مَنْ يُحِبُّهُ، فَكُونُوا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ عُقَلَاءَ، فَنَحْنُ لَنَا عَقْلٌ، وَلَنَا فِكْرٌ، وَلَنَا تَفْكِيرٌ، وَعَلَيْكُمْ بِالْهُدُوءِ وَالسَّكِينَةِ وَعَدَمِ الضَّجِيجِ عِنْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْمَسْجِد اِذَا اَحْدَقَ بِكُمُ الْخَطَرُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا تَاْمِينَ اَنْفُسِكُمْ، نَعَمْ اَخِي: وَلَابُدَّ لَنَا قَبْلَ اَنْ نَخْتِمَ هَذِهِ الْمُشَارَكَةَ، اَنْ نَبْعَثَ لَكُمْ شَيْئاً مِنْ رَسَائِلِ التَّوْحِيدِ وَلُمْعَةِ الِاعْتِقَادِ، وَنَبْدَاُ بِالرِّسَالَةِ الْاُولَى: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى اَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِه، قَالَ الشَّيْخُ الْاِمَامُ الْعَلَّامَةُ مُوَفَّقُ الدِّينِ عَبْدُ اللهِ بْنُ اَحْمَدُ بْنُ خُزَامَةُ الْمَقْدِسِيُّ رَحِمَهُ الله: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، اَلْحَمْدُ لِلهِ الْمَحْمُودِ بِكُلِّ لِسَان، اَلْمَعْبُودِ فِي كُلِّ زَمَان، اَلَّذِي لَايَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكَان، وَلَايَشْغَلُهُ شَاْنٌ عَنْ شَان، جَلَّ عَنِ الْاَشْبَاهِ وَالْاَنْدَاد، وَتَنَزَّهَ عَنِ الصَّاحِبَةِ وَالْاَوْلَاد، وَنَفَذَ حُكْمُهُ فِي جَمِيعِ الْعِبَاد، لَاتُمَثّلُهُ الْعُقُولُ فِي التَّفْكِيرِ، وَلَاتَتَوَهَّمُهُ الْقُلُوبُ فِي التَّصْوِيرِ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير، لَهُ الْاَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتُ الْعُلَى، اَلرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، لَهُ مَافِي السَّمَوَاتِ وَمَافِي الْاَرْضِ وَمَابَيْنَهُمَا وَمَاتَحْتَ الثَّرَى، وَاِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَاِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَاَخْفَى، اَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وَقَهَرَ كُلَّ مَخْلُوقٍ عِزَّةً وَحُكْماً، وَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً، يَعْلَمُ مَابَيْنَ اَيْدِيهِمْ وَمَاخَلْفَهُمْ وَلَايُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً، مَوْصُوفٌ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ الْعَظِيمِ وَعَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ الْكَرِيم، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: وَنَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنَبْدَاُ بِشَرْحِ مَاذَكَرَهُ الْعَلَّامَةُ مُوَفَّقُ الدِّينِ عَلَى بَرَكَةِ الله، نَعَمْ اَخِي: فَهَذِهِ الرِّسَالَةُ الْمَوْسُومَةُ بِلُمْعَةِ الِاعْتِقَادِ، مِنْ نُبَذِ الْعَقِيدَةِ، بِمَعْنَى اَنَّهَا مِنْ مُتُونِهَا الْمُخْتَصَرَةِ، وَقَدْ ضَمَّتْ مَبَاحِثَ الِاعْتِقَادِ، وَاَثْنَى عَلَيْهَا الْعُلَمَاءُ بَعْدَ مَوْتِ الْمُوَفَّقِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، وَهِيَ حَقِيقَةٌ بِاَنْ تُفَصَّلَ كَلِمَاتُهَا وَجُمَلُهَا، وَاَنْ تُبَيَّنَ مَبَاحِثُهَا بِشَيْءٍ مِنَ التَّفْصِيل، وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْاَيَّامُ الَّتِي نَسْتَقْبِلُهَا لَاتَكْفِي وَلَاتَفِي بِاَنْ تُشْرَحَ هَذِهِ الْعَقِيدَةُ شَرْحاً وَافِياً، لِهَذَا سَنَمُرُّ عَلَيْهَا مُرُوراً فِيهِ اِيضَاحُ كَثِيرٍ مِنْ مَسَائِلِهَا عَلَى شَكْلِ الْاِيجَازِ وَوَجْهِهِ، نَعَمْ اَخِي: وَهَذِهِ الْخُطْبَةُ الَّتِي ذَكَرَ الْمُؤَلِّفُ بَيْنَ يَدَيْ كِتَابِهِ وَرِسَالَتِهِ، فِيهَا مَايُسَمِّيهِ عُلَمَاءُ الْبَلَاغَةِ بَرَاعَةَ الِاسْتِهْلَال، نَعَمْ اَخِي: وَبَرَاعَةُ الِاسْتِهْلَالِ يَعْتَنِي بِهَا اَهْلُ الْعِلْمِ، وَمَعْنَاهَا: اَنْ يُضَمِّنُوا الْخُطْبَةَ الَّتِي بَيْنَ يَدَيْ كُتُبِهِمْ اَوْ بَيْنَ يَدَيْ كَلَامِهِمْ وَخُطَبِهِمْ مَاسَيَتَكَلَّمُونَ بِهِ اَوْ يُفَصِّلُونَهُ، وَلِذَلِكَ لَمَّا كَانَ بَحْثُ هَذَا الْكِتَابِ فِي الِاعْتِقَادِ وَفِي تَنْزِيهِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا وَمَايَسْتَحِقُّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهَذَا اَعْلَى وَاَعْظَمُ مَافِي مَبَاحِثِ الِاعْتِقَاد، ضَمَّنَ الْعَلَّامَةُ الْمُوَفَّقُ هَذِهِ الْخُطْبَةَ الثَّنَاءَ عَلَى اللهِ تَعَالَى وَذِكْرَ اسْتِوَائِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى عَرْشِهِ وَذِكْرَ عِلْمِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاِحَاطَتِهِ بِكُلِّ شَيْء، فَذَكَرَ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَوْصُوفٌ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا بَيَّنَهُ فِي هَذِهِ الْخُطْبَة، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا خُطْبَةُ الْحَاجَةِ الْمَشْهُورَةُ وَالَّتِي وَرَدَتْ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ مِنْ اَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَاتِهِ اِنَّ الْحَمْد لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ اِلَى آَخِرِهِ، فَهَذِهِ مَشْرُوعَةٌ بَيْنَ يَدَيِ الْحَاجَاتِ، وَكَثِيراً مَاكَانَ يَقُولُهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَلَكِنْ لَيْسَ هَذَا اَمْراً مُضْطَّرِداً بِمَعْنَى اَنَّ رَسُولَ اللهِ لَمْ يَفْعَلْهُ دَائِماً، وَلِهَذَا اَهْلُ الْعِلْمِ تَارَةً يَبْدَؤُونَ كُتُبَهُمْ وَخُطَبَهُمْ وَمُؤَلَّفَاتِهِمْ بِتِلْكَ الْخُطْبَةِ الْمَعْرُوفَةِ بِخُطْبَةِ الْحَاجَةِ، وَتَارَةً يَجْعَلُونَ خُطَبَهُمْ مَذْكُورَةً بِمَا يُرِيدُونَ ذِكْرَهُ فِي خُطْبَتِهِمْ اَوْ مُؤَلَّفِهِمْ اَوْ رِسَالَتِهِمْ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي اَسْلَفْتُ لَكَ اَخِي اَنَّهُ يُسَمَّى بَرَاعَةَ الِاسْتِهْلَالِ، وَلِهَذَا يَجْتَهِدُ اَهْلُ الْعِلْمِ فِي الِابْتِدَاءِ بِمِثْلِ هَذَا اللَّفْظِ الْعَظِيمِ الْمُوجَزِ الَّذِي يَدُلُّ عَلَى الْمُرَادِ، بَلْ وَيَتَنَافَسُ الْعُلَمَاءُ فِي اَنْ يُضَمِّنُوا سُطُورَ خُطَبِهِمْ لِكُتُبِهِمْ وَلِغَيْرِهَا مَايُرِيدُونَ اِيضَاحَهُ فِي كُتُبِهِمْ اَوْ فِي خُطَبِهِمْ وَنَحْوِ ذَلِك، نَعَمْ اَخِي وَاَمَّا الْمَسْاَلَةُ الثَّانِيَةُ: هِيَ اَنَّ مَبَاحِثَ الِاعْتِقَادِ عِنْدَ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ مَبْنِيَّةُ عَلَى شَرْحِ اُصُولِ الْاِيمَانِ السِّتَّةِ، اَلَا وَهِي الْاِيمَانُ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللهِ تَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: فَالْاِيمَانُ بِاللِه يَشْمَلُ الْاِيمَانَ بِاَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا وَاحِدٌ فِي اِلَهِيَّتِهِ مُسْتَحِقٌّ لِلْعِبَادَةِ دُونَمَا سِوَاهُ، وَيَشْمَلُ الْاِيمَانَ بِاَسْمَائِهِ سُبْحَانَهُ وَصِفَاتِهِ، وَاَنَّهُ وَاحِدٌ فِي اَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ لَاشَبِيهَ لَهُ وَلَامَثِيلَ فِي اَسْمَائِهِ وَصِفَاتِه، نَعَمْ اَخِي: وَهَذَا الْبَحْثُ وَاَعْنِي بِهِ الْكَلَامَ عَنِ الْاِيمَانِ بِاللهِ، لَمْ يَكُنْ فِي اَوَّل ِالْاِسَلَامِ فِي قُرُونِهِ الْاُولَى لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ حَاجَةٍ اِلَى اِفْرَادِ الْكَلَامِ عَنْ تَوْحِيدِ الْاُلُوهِيَّةِ بِخُصُوصِهِ، وَاِنَّمَا كَانُوا يَكْتَفُونَ بِالْاِجْمَالِ فِيهِ؟ لِاَجْلِ عَدَمِ وُقُوعِ الشِّرْكِ فِي هَذِهِ الْاُمَّةِ وَعَدَمِ ظُهُورِهِ فِيهَا ابْتِدَاءً، فَكَانَتْ جُلُّ مَبَاحِثِ الِاعْتِقَادِ فِيمَا يَتَّصِلُ بِمَبْحَثِ الْاِيمَانِ بِالله عَنِ الْاَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ وَغَيْرِهَا، يُعْرَضُ لَهُ بِشَكْلٍ مِنَ الْاِجْمَالِ، لَكِنْ لَمَّا ظَهَرَ الشِّرْكُ وَفَشَا، كَانَ لِزَاماً اَنْ يُفْرَدَ هَذَا الْاِيمَانُ بِاللهِ بِالتَّصْنِيف، وَلِهَذَا اَخِي، لَاتَجِدُ فِي مَبَاحِثِ الِاعْتِقَادِ الَّتِي فِي هَذِهِ الرِّسَالَة، لَاتَجِدُ الْكَلَامَ مُفَصَّلاً عَنْ تَوْحِيدِ الْعِبَادَةِ وَعَنْ تَوْحِيدِ الْاِلَهِيَّةِ بِمِثْلِ مَااعْتَنَى بِهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ بَعْدُ، وَاِنَّمَا تَجِدُ الْكَلَامَ مُفَصَّلاً فِي مَبَاحِثِ تَوْحِيدِ الْاَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وَهَذَا لِاَجْلِ الْحَاجَةِ اِلَيْهِ فِي زَمَنِ تَاْلِيفِ مِثْلِ تِلْكَ الرِّسَالَة، فَكُلَّمَا كَانَتْ حَاجَةُ الْعِبَادِ اِلَى اِيضَاحِ اَمْرِ مَا مِنْ اُمُورِ هَذَا الدِّينِ اَكْثَرَ، نَجِدُ مِنْ اَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ يُسَخِّرُهُ اللهُ لِيَعْتَنِيَ بِهِ مِنْ اَجْلِ اِيضَاحِهِ وَاِظْهَارِهِ لِلنَّاس، نَعَمْ اَخِي: كُتُبُ تَوْحِيدِ الْاِلَهِيَّةِ وَتَوْحِيدِ الْعِبَادَةِ مِنْ مِثْلِ كِتَابِ التَّوْحِيدِ وَكَشْفِ الشُّبُهَاتِ وَالْاُصُولِ وَنَحْوِهَا مِنَ الْكُتُبِ، هَذِهِ فِيهَا بَيَانٌ لِتَوْحِيدِ الْاِلَهِيَّةِ الَّذِي هُوَ اَحَدُ مَبَانِي الْعَقِيدَةِ فِي رُكْنِهِ الْاَوَّلِ وَهُوَ الْاِيمَانُ بِالله، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ يَذْكُرُ الْعَلَّامَةُ الْمُوَفَّقُ الْاِيمَانَ بِالْمَلَائِكَةِ وَالْكُتُبِ وَالرُّسُلِ كَمَا سَيَاْتِي اِيضَاحُهُ اِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، ثُمَّ الْاِيمَانَ بِالْيَوْمِ الْآَخِر، وَهَذَا يَدْخُلُ فِيهِ الْاِيمَانُ بِالْغَيْبِيَّاتِ، فَاِذَا اَتَى اَهْلُ الْعِلْمِ لِلْكَلَامِ عَلَى الْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْاِيمَانِ بِهِ، فَاِنَّهُمْ يَذْكُرُونَ الْكَلَامَ عَلَى الْغَيْبِيَّاتِ وَمَايَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ اعْتِقَادُهُ فِيهَا وَطَرِيقَةَ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فِيهَا وَهِيَ مُصَارِفَةٌ وَمُنَابِذَةٌ وَمُخَالِفَةُ لِطُرُقِ اَهْلِ الضَّلَالِ وَالزَّيْغِ وَالْبِدْعَة، نَعَمْ اَخِي: ثُمَّ الْاِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا تَمَّ بَيَانُ اَرْكَانِ الْاِيمَانِ السِّتَّةِ، ذَكَرُوا مَايَتْبَعُ ذَلِكَ مِنْ اُمُورِ الِاعْتِقَادِ الَّتِي اعْتَنَى بِهَا اَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَهِيَ فِي اَصْلِهَا لَيْسَتْ مِنْ مَسَائِلِ الِاعْتِقَادِ، لَكِنَّهَا اُدْرِجَتْ فِي مَسَائِلِ الِاعْتِقَادِ؟ لِاَجْلِ الْحَاجَةِ اِلَيْهَا مِنْ جِهَةِ اَنَّ اَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ خَالَفُوا فِيهَا اَهْلَ الزَّيْغِ وَالضَّلَالِ وَاَهْلَ الْبِدْعَةِ وَالْفُرْقَةِ مِنْ مِثْلِ الْكَلَامِ عَلَى الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ اَجْمَعِينَ، وَمِنْ مِثْلِ الْكَلَامِ فِي اُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَحَقِّ اُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ جَمِيعاً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِعَامَّةٍ، وَمِنْ مِثْلِ الْكَلَامِ فِي الْاِمَامَةِ، وَمَايَجِبُ مِنْ طَاعَةِ اُولِي الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَاَنَّ الْاِمَامَةَ وَاجِبَةٌ، وَاَنَّ الْبَيْعَةَ لِلْاِمَامِ الَّذِي بُويِعَ اَنَّهَا مُتَعَيِّنَةٌ، وَلَايَجُوزُ الْخُرُوجُ عَلَى الْاَئِمَّةِ لِجَوْرِهِمْ، وَتَجِبُ الصَّلَاةُ خَلْفَهُمْ، وَالْجِهَادُ مَعَهُمْ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَبَاحِثِ الْاِمَامَةِ الَّتِي خَالَفَ فِيهَا اَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الْخَوَارِجَ وَالْمُعْتَزِلَةَ وَمَنْ شَابَهَهُمْ، نَعَمْ اَخِي: كَذَلِكَ يَذْكُرُونَ(وَهُمْ اَهْلُ السُّنَّةِ( مِنْ مَبَاحِثِ الِاعْتِقَادِ مِثْلَ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَذَلِكَ مُخَالَفَةً لِمَنْ لَايَرَى الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْن، نَعَمْ اَخِي: كَذَلِكَ يَذْكُرُونَ فِي مَبَاحِثِ الِاعْتِقَادِ، كَرَامَاتِ الْاَوْلِيَاءِ، وَمَايُجْرِي اللهُ عَلَى اَيْدِيهِمْ مِنْ اَنْوَاعِ الْعُلُومِ وَالْمُكَاشَفَاتِ، وَاَنْوَاعِ الْقُدْرَةِ وَالتَّاْثِيرَاتِ كَمَا هُوَ مَعْلُوم، وَيَبْسُطُونَ ذَلِكَ فِي شُرُوحِهِمْ؟ لِاَجْلِ وُجُودِ مَنْ يُخَالِفُ فِي الْاَوْلِيَاءِ وَفِي كَرَامَاتِهِمْ مِنْ جِهَةِ اِنْكَارِهَا تَارَةً كَمَا فَعَلَ الْمُعْتَزِلَة، وَمِنْ جِهَةِ الْغُلُوِّ فِي الْاَوْلِيَاءِ حَتَّى جَعَلَتْهُمْ طَائِفَةً فَوْقَ مَنْزِلَةِ الْاَنْبِيَاءِ كَمَا فَعَلَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُتَصَوِّفَةِ وَالشِّيعَة، وَهَكَذَا مَسَائِلُ الْاَخْلَاقِ، تُذْكَرُ ضِمْنَ مَسَائِلِ اعْتِقَادِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة، نَعَمْ اَخِي: فَمُعْتَقَدُ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، يَشْمَلُ هَذِهِ الْاُمُورَ جَمِيعاً، وَلَيْسَ مُعْتَقَدُهُمْ خَاصّاً فَقَطْ بِالِاعْتِقَادِ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَاَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْقَدَرِ كَمَا قَدْ يُظَنَّ، بَلْ اِنَّ مُعْتَقَدَ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، يَشْمَلُ هَذَا جَمِيعاً؟ لِاَنَّهُ بِهِ فَارَقُوا اَهْلَ الْبِدَعِ وَالزَّيْغِ الَّذِينَ يَرُدُّونَ النُّصُوصَ وَلَايَلْتَزِمُونَ بِالسُّنَّةِ وَلَايَخْضَعُونَ لَهَا، وَلَايُحَكِّمُونَهَا عَلَى اَنْفُسِهِمْ تَحْكِيماً تَامّاً، وَبِهَذَا التَّوَجُّهِ تَمَيَّزَ اَهْلُ السُّنَّةِ، بِاَنَّهُمْ يُعَظّمُونَ السُّنَّةَ، وَيُعَظّمُونَ اَهْلَهَا، وَيَنْبُذُونَ مَنْ خَالَفَهَا اَوْ خَالَفَ اَئِمَّتَهَا، نَعَمْ اَخِي: فَنَحْنُ فِيمَا نَسْتَقْبِلُ اِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، سَنَعْرِضُ بِاِيجَازٍ لِهَذِهِ الْمَبَاحِثِ الَّتِي سَيَذْكُرُهَا الْمُؤَلِّفُ الْعَلَّامَةُ الْمُوَفَّقُ بِدُونِ تَطْوِيلٍ وَلَاتَفْصِيلٍ، مَعَ اَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي اَنْ تُفَصَّلَ، لَكِنْ خَوْفاً مِنَ السَّآَمَةِ وَالْمَلَلِ، فَاِنَّنَا سَنَكْتَفِي بِاِشَارَاتٍ مُجْمَلَةٍ فِي مُشَارَكَاتٍ قَادِمَةٍ اِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى وَرُؤُوسِ اَقْلَامٍ تُنِيرُ الدَّرْبَ لِطَالِبِ الْعِلْمِ لِيَعُودَ اِلَى الْمَرَاجِعِ الْمُفِيدَةِ اِنْ اَرَادَ اَنْ يَتَوَسَّعَ فِي دِرَاسَاتِهِ، وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ غصون وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين







الموضوع الأصلي: احفظ الله يحفظك وتجده تجاهك || الكاتب: رحيق مختوم || المصدر: منتديات كوفي كوب

كلمات البحث

جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ، واجبات ، ملخصات ، ملازم ، أسئلة ، جامعة ، كوفي كوب





hpt/ hggi dpt/; ,j[]i j[hi;





رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:37 AM.

أقسام المنتدى

الترحيب بأعضاء منتديات كوفي كوب الجدد @ المقهى الأداري ~ @ ,,مُـلْتٍـَقَـى ـآلْمُـٍشْرٍفِـيِـنْ ~ @ المقهى العام ~ @ .. خَارِجْ عَنْ القَانُون ~ @ صحيفة كوفي كوب الألكترونية Newspaper Coffee cup @ المـقهى الأسلامي ~ @ أناشيد - ترانيم @ المقهى الأدبي ~ @ خفقات ورق @ قافية شاعر @ المقهى التقني ~ @ H A R D disĸ @ .. мsи ~ @ .. طموح المتعلم ~ @ جنة الرحمن @ لكـٍ وله Cάfe ~ @ .. يُحْكَـى أَنـْ ~! @ المقهى الترفيهي ~ @ .. زاويه للتمرد ~ @ Cάfe gaℓℓeяy ~ .. @ .. شَغَبْ / لاَ " مُحْتَسـبْ ~" @ .. إِيتَكِيتْ /أُنثــــى ~ @ .. المُقْتَرحَاتْ والشَكَــاوي ~ @ Cάfe sport ~ @ المقهى الرياضي Sports cafe @ الرياضة العالمية World Sports @ .. عزيزنا العميلْ ~ @ المقهى الرمضاني @ الحوار والنقاش الجاد @ مساحه بلا قيود @ .. بَرِسْتِيْج رَجُل ~ @ مقهى مالذ و طاب @ ..أخبارنا ~ @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ ~ Cάr,s Cάfe @ .. بُقْعـة ضَـــوءْ ~ @ مقهى اليوم الوطني @ Cόғғee cυp ~ @ Coffee cup للسفر والسياحه ~ @ الرياضة الخليجية والعربية Gulf and Arab sports @ مقهى الصحة العامة Public Health Café @ دورة كأس الخليج @ ..Mms..°؛ @ ..Sms..°؛ @ الجنادرية @ المقهى التعليمي ~ @ أخبار التعليم @ تحاضير المعلمين والمعلمات @ دورة الفوتوشوب الأولى adobe photoshop @ فعاليات ومسابقات الكوفيين @ مقهى رِيشـَة مُبْدِعْ ~ @ حقيبة المصممـ @ معرض تصاميمك @ مدرسة الفوتوشوب والأمج ردي ...! |~ @ كأس القارات @ طلب الإعلان في منتديات كوفي كوب @ صادوه @ كشكول كوفي @ دوري أبطال الخليج (خليجي 27 للأندية) @ دوري أبطال اوروبا SHAMPIONS LEAGUE @ بطولة كأس العالم للشباب @ تطويــر الــــذات ~ @ اللغة الانجليزية English Lnaguage @ قهوة الأعضاء @ يوميات أعضاء الكوفي كوب @ Windows Live Messenger @ بلاك بيري BlackBerry @ آي فون- آيباد - آيبود Ipod - Iphone - Ipad @ العضوية الماسية @ كأس الأمم الأفريقية @ المواضيع المميزة @ الدورة الماسنجرية الأولى @ الأحاديث الضعيفة والروايات المكذوبة @ كأس العالم world cup @ أدوات المطبخ Kitchenware @ الأطباق الرئيسية Main Dishes @ الحلويات sweets @ المعجنات pastry house @ المقبلات والسلطات والشوربات Soups& Appetizers & Salad @ المشروبات الساخنه والبارده Hot & Cold Beverages @ طبخ بيد أعضاء كوفي كوب Cooking Made by Coffee Cup Member @ Coffee Girls @ فاشن وأزياء Fashion @ مكياج وعطورات Makup - Perfumes @ إكسسوارات Accessories @ العناية بالبشرة والشعر والجسم Skin - Body - Hair Care @ الأمومة والطفولة Childhood and Motherhood @ فلسفة بنات Philosophy OF Woman @ مقهى مالذ و طاب @ كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية @ بطولة النخبة الدولية - أبها @ مقهى الركن الهادئ Corner Cafe Pacific @ فعاليات ومسابقات الكوفي الرمضانية @ ختم القرآن @ تهاني الألفيات @ الديكورات Decoration @ الأثاث المنزلي Furniture @ الأكسسوارات المنزلية Home Accessorys @ الإضاءة Lighting @ الحدائق المنزلية Home Landscaping @ دورات المياه والمسابح Swimmig Pools - W.S -Baths @ تنظيم المنزل Outdoor Decorstion @ كأس العالم للأندية Club World Cup @ اعْتِرَافَاتِ كُوْفٍـــيُـ / ـــهِ @ كأس آسيا - Asian Cup @ أرشيف قسم ملتقى المشرفين @ دورة وسائط كوفي كوب Cycle modes Coffee cup @ دوري أبطال آسيا 2011 @ الروايات بخط الأعضاء @ الروايات الطويلة @ هذيان ورق @ كأس الخليج للناشئين @ نبض الحروف @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ دورة الألعاب الرياضية الخليجية الأولى - بحرين 11 - BAHRAIN 11 @ يوتيوب كوفي كوب You Tube coffee cup @ جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً - التعليم عن بعد @ ذوي الاحتياجات الخاصه Special Education @ بطولة أمم أوروبا 2012 EURO @ التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم @ كأس العرب لكرة القدم - السعودية 2012 ARAB CUP @ المقهى الرمضاني @ أجوبة مسابقة الكوفي كوب الرمضانية @ كأس الاتحاد العربي للأندية 2012/2013 @ ASK ME @ أرشيف مواضيع اليوم الوطني @ التعليم عن بعد والتعليم الألكتروني - جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - جامعة الدمام سابقاً @ تخصص إدارة أعمال @ المستوى الأول @ تخصص علم إجتماع و دراسات إسلامية @ المستوى الأول - المستوى الثاني @ المستوى الثالث @ المستوى الخامس @ المستوى الثالث - المستوى الرابع @ المستوى الخامس - المستوى االسادس @ تجمعنا @ المستوى السابع @ المستوى السابع - المستوى الثامن @ تجمعنا @ 1 @ الإستفسارات و الإستشارات لتسجيل الطلاب الجدد في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل - جامعة الدمام سابقاً @ الإعلانات الدينية @ المستوى الثاني @ المستوى الرابع @ المستوى السادس @ المستوى الثامن @ أخبار التقديم والتسجيل والقبول في الجامعات والكليات والمعاهد @ الدورات والدروس الحصرية على الكوفي كوب @ منتدى الوظائف والدورات التدريبية @ منتدى الوظائف الشاغرة @ منتدى الدورات التدريبية @ برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم جامعة الملك فيصل @ جامعة الملك فيصل - برامج التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمرحلة الدبلوم @ تخصص الإدارة العامة @ تخصص التسويق والمبيعات @ تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الأول - تخصص الادارة العامة @ المستوى الأول - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الأول - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثاني - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثاني - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثاني- تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الثالث - تخصص الادارة العامة @ المستوى الثالث - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الثالث - تخصص المصرفية والتأمين @ المستوى الرابع - تخصص الادارة العامة @ المستوى الرابع - تخصص التسويق والمبيعات @ المستوى الرابع - تخصص المصرفية والتأمين @ مواقع التواصل الإجتماعي @ تويتر Twitter @ سناب شات Snabchat @ انستغرام Instagram @ فيسبوك facebook @ يوتيوب You Tube @ واتس أب Whats App @ تيك توك Tik Tok @ ثريدز THREADS @



جميع المواضيع والآراء تمثّل وجهة نظر كاتبها فقط ولا تمثّل منتديات كوفي كوب بأي شكل من الأشكال ما لم يوضّح غير ذلك
 
   

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0