عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-12, 05:36 PM   #11
مُغترب
موقوف
مُرهَق / مُراهِق !


الصورة الرمزية مُغترب
مُغترب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5842
 تاريخ التسجيل :  Dec 2011
 المشاركات : 377 [ + ]
 التقييم :  5696
لوني المفضل : Green
افتراضي رد: كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى ؟!




أوكي أوكي خلاص رأفت بحالكم لا تكفخوني :P

تكملة

ونجد نموذجًا للمتفائلين في قصة ذلك المزارع العجوز
الذي رآه هارون الرشيد ذات يوم فسأله عنه عمره،
فقال العجوز: عمري إثنا عشر عامًا!
فقال له هارون الرشيد: يا هذا، عرفنا أنَّ النساء ينقصن من أعمارهن،
ولكنك رجلٌ طاعن في السن فكيف يُعقل أن يكون عمرك إثنا عشر عامًا؟!
فقال الرجل: أيها الخليفة! لقد عشتُ معظم عمري في زمن بني أمية،
وهو زمن الظلم والقهر، وعشت عشر سنوات في زمن المهدي العباسي،
وهذه سنتين في زمن خلافتك.
وأضاف: فأنا لا أحسب عمري الذي عشته في زمن الأمويين،
وعليه فإن عمري هو اثنا عشر سنة فقط.
وأُعجِب هارون الرشيد بكلامه هذا فأعطاه صرَّة فيها ألف دينار.
ثم قال للرجل: أيها العجوز! ما الذي تزرع؟
قال: شجر الجوز.
فقال له هارون: ومتى تُعطي هذه الأشجار ثمارها؟
قال الرجل: بعد عشرين عامًا.
قال هارون الرشيد: وهل تظن نفسك سوف تبقى حتى تأكل من ثمرها؟
قال: لا، ولكن غيرها زرع فأكلنا، ونحن نزرع ليأكل غيرنا.
فرمى إليه هارون صرّة أخرى فيها ألف دينار.
فقال الرجل العجوز: سبحان الله! من يزرع شجرة الجوز
لا يحصل منها على الثمر إلّا بعد عشرين عامًا،
وأنا زرعت اليوم وحصلت على الثمر اليوم أيضًا.
فرمى إليه هارون الرشيد صرّة أخرى فيها ألف دينار.
فقال الرجل: سبحان الله! غيري يحصد في العام صرة واحدة، وقد حصدت أنا مرتين.
فرمى إليه هارون الرشيد صرّة فيها ألف دينار.
ثم قال الرشيد لوزيره: دعنا نذهب من هنا بسرعة،
لأنه يبدو أن الحديث مع هذا الرجل بحاجةٍ إلى جبل من الذهب.

كان الرجل متفائلًا، فبالرغم من كبر سنه يزرع الجوز
التي لا تعطي ثمارها إلا بعد عشرين عامًا.
بينما لو قلت لمتشائم إزرع حديقة دارك بورودٍ فصلية،
فإنه يقول لك: يا أخي.. من يعرف كم سنعيش في هذه الحياة؟
وقد أكَّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ضرورة التفاؤل في الحياة
حينما قال: ((إذا كان بيد أحدكم فسيلة وأراد أن يزرعها، فقامت الساعة فليزرعها))
إن لحظة قيام الساعة ليست أمرًا سهلًا،
فقد قال عنها القرآن الكريم: { إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم }.
ومع ذلك فإن على المزارعين إذا قامت الساعة أن يكمِّلوا زراعة ما بأيديهم.
وهكذا فإن التفاؤل المطلوب ليس مجرد تمنيات،
بل هو جهدٌ متواصل يؤدي إلى صنع السعادة.
لأن السعادة تُصنع بالعمل، وليس بالأماني الفارغة.
إن التفاؤل هو العمل والجهد، والنشاط الدؤوب، وتجاوز العقبات، وحل المشاكل.



 

رد مع اقتباس