تكملة
في الحقيقة إنَّ التفاؤل ليس أكثر من نزعة سليمة إلى رؤية الحقائق كما هي ..
فلو كانت هناك لوحة سوداء وفي وسطها نقطة بيضاء،
فإن المتفائل سوف يرى النقاط السوداء، كما يرى النقطة البيضاء بحجمها،
أما المتشائم فإنه لا يرى إلَّا السواد،
أمَّا النقطة البيضاء فلا يراها لأنها نقطة صغيرة لا تستحق الرؤية.
ولو كانت اللوحة بيضاء، وفي وسطها نقطة سوداء،
فالمتفائل يرى البياض بحجمه الطبيعي كما يرى النقطة السوداء كما هي بحجمها الطبيعي،
أما المتشائم فإنه يرى النقطة السوداء كبيرة، ولا يلتفت إلى كل البياض المُحيط بها.
إن النزعة إلى رؤية الحياة على حقيقتها تمثل روح التفاؤل.
أما التشاؤم فهو نزعة إنحرافية في الروح،
تمنع صاحبها من أن يرى من اللوحة البياض الذي يعمها
ولكنه يرى النقطة السوداء في وسطها بوضوح كامل.