عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-23-12, 12:39 PM
مُغترب
مُرهَق / مُراهِق !
موقوف
مُغترب غير متواجد حالياً
لوني المفضل Green
 رقم العضوية : 5842
 تاريخ التسجيل : Dec 2011
 المشاركات : 377 [ + ]
 التقييم : 5696
 معدل التقييم : مُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond reputeمُغترب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي و عُدتُ من جديد! - بِقلمي.




وعُدتُ من جديد!




نظرت ككل مرةٍ قبل النوم في السقف المتصدع للغرفةِ التي لم أفارقها منذ خمس سنوات، ولكن ..
هذه المرة كانت النظرة مختلفة كثيرًا، نظرة وداعية لهذا السقف الملعون،
الذي كنت متخوفًا طيلة خمس سنوات من أن يسقط على رأسي .. ويهشم عظامي ..
وأموتُ سجينًا خلف القضبان .. وبين أربع جدران.
ما زلت أتذكر ذلك اليوم بوضوح، بكل تفاصيله .. لكن الشيء الوحيد الذي عجزت عن تذكره هو
"لم فعلت ذلك؟" هل تعرضت لغسيل مخ أثناء إغمائتي القصيرة، أم أنني قد أُصبت بالزهايمر؟ دثَّرت نفسي بصديقي الودود "لحافي المترهل" وتجنبت مبتعدًا بنظري عن السقف، وما زلت أفكر
" هل سيسقط علي السقف في آخر يوم لي أسفله؟ أتمنى أن يبتسم لي الحظ هذه المرة فقط."
نمت نومًا ليس بالعميق .. فقد كنت أُفكر كثيرًا " من سيستقبلني؟"
ولكن في الصباح الباكر لليوم الموعود .. كان الجوابُ كافيًا،
لقد كان ابن عمي صالح، استقبلني بإبتسامةٍ مُجامِلة، وبترحيبٍ مُتكلِف وغير معهود،
فعلاقتي معه سطحيةٌ جدًا .. كما أنني أيضًا كنتُ على عداوةٍ معهُ منذ الصغر ..
فكيف له أن يُرحِب بي بحرارة؟
كثير التفكير .. قليل الحديث، هكذا أنا،
اعتدت على الصمت طوال مدة مكوثي في السجن المنفرد،
كما أنني عرفت معنى " إذا كانت حاجتك عند الكلب قول له يا سيدي ".
استقبلتني الشمس بحرارتها المعتادة، لكنني لم أستطع تمييز ما إذا كان وجهها مُبتهجًا أم عبِسًا،
أم أن الحرارة التي أصدرتها ناتجةٌ عن حقدٍ دفين تكنه لي، وتودُ بحرارتها تلك صهري أو تحويلي رمادًا.
لم أعد كالسابق، خلف تلك القضبان، يُحلق شعرُ رأسي،
لكن لا يُفعل الشيء ذاته معه لحيتي، ما هذا الظلم؟
ليس هُناك إنصافٌ ما بين لحيتي وشعر رأسي، طالت لحيتي كثيرًا ..
كما أن جسدي بات نحيفًا جدًا، بعد أن كان اسمُ الشهرة لدي في الحارة "بوبما".
بينما كنت في السيارة، جلتُ بنظري حول الأمكان من حولي، فقد تغيرت كثيرًا ..
دُفِن السد، بُني مسجدٌ جديد، تحول الطريق الزراعي إلى طريقٍ عام ..
تغيرات بعضها محمود والآخر مذموم،
فقد بدأت المزارع والنخيل في المنطقة بالإنقراض، هل يعودُ ذلك لزيادة العدد السكاني أم شيء آخر؟

ذهب بي صالح إلى شارعٍ مألوف لِـ جميع أهالي المنطقة، لكن ما صدمني وألجم لساني هو ما كُتِب على الجدران!
هل بات شبابنا شجعانًا لهذا الحد؟ نظرتُ إلى صالحٍ الذي انتبه لِإتساعِ عيناي،
وإنعقاد حاجبيّ بإستفهام، ابتسم لي الآخر ابتسامةً واسعة، ولمِستُ فيها شيئًا من الفخر والعِزة، أعلمني بما حدث مؤخرًا هُنا .. وما الذي آلت إليه الأمور،
وكان ذلك بعد أن أوقف سيارته قُرب أحدِ المحال، وقد فتح لي الباب مُشيرًا إلي باللحاق به،
لم أتردد في ذلك، دخلتُ المحل خلفه مُبتسمًا، فقد توجه نظري مُباشرةً لوجه الرجل البشوش حبيب، حياني بحرارة لا أستغربها منه أبدًا، سألنا عن أحوالنا .. ومن بعدها خرجنا إلى الشوارع نتجول فيها .. أشار إلى بُقعةٍ حمراء على الأرض لم أنتبه لها، فمن الواضح أنها منذ زمنٍ ليس بالقريب، كما أن لونها قد بهُت كثيرًا .. أردف قائلًا:
- هنا سقط أحدهم، وبالقُربِ هُناك أيضًا قد سقط آخر.
كُنتُ قبل أن أنظر لِتلك البُقعة تلك غير مستوعبًا لما يقول، ولكنني الآن .. استوعبتُ ذلك وأكثر.
أعلمتهُ بعد مُدةٍ عن رغبتي في المشاركة، لكنهُ نهاني عن ذلك نهيًا شديدًا، ومن ثُم أردف:
-سِجُلك ليس نظيفًا، كما أنك أيضًا معروفٌ لدى الجهات الأمنية، ومن السهل العثور عليك،
وزجُك في السجن مرةً أخرى.

تمرّدُت على ابنِ عمي، ولم أُلقِ لحديثهِ بالًا .. على الرُغمِ من أنني وجدتُ فيه منطقيةً كبيرة،
ولكن مهما حدث! فهذا اِبنُ بلدي .. وديني .. تُسفكُ دمائه أمام ناظريّ، وأنا أنظرُ مُتفرِجًا مُنتظرًا الفرج من عند الله!
تعلّمتُ في تلك الفترةِ بأنّ السكوت والصمت لعنةٌ عربية أصابت المُجتمعات،
وها هي المُجتمعات الآن تتحرر من تلك اللعنة، وتنطلق من جديد!
شاركتُ معهم .. ولم أعُد أخاف، كنتُ مُختلِفًا كثيرًا،
حتى أنّ أبي بات فخورًا بي، وكان يبتسِمُ في وجهي حين يراني، وهذا على غير المُعتاد!
صِرتُ اقرأ الكُتب .. واقرأ في الحُرية، وما هيّتها؟ ومدى انحراف المعنى الحقيقي لها،
كان يقول عني أحدهم : ( لم أعُد أعرفك .. فها أنت الآن لم تعُد كما أنت! وأنا سعيدٌ بذلك! )

بعد شهرٍ من ذلك، زُج بي في السجن مرةً أخرى ..
لكنني هذه المرة لم أهرب، ولم أُنكِس رأسي خجِلًا، أمشي رافعًا رأسي للسماء العالية.

ها أنا ذا عدت قد عُدتُ من جديد لهذه الجدران مرةً أخرى، بطريقةٍ أخرى.
في الشهر السابق، تعلمتُ النقيض تمامًا،
أعرفُ قيمة الحديث، كما أنني أيضًا علمت بعدم وجود حاجةٍ لي عند الكلب.


تحياتي لكُم:
أحمد بن سعيد،
وأُرحِب بإنتقاداتكم. عُدتُ جديد! بِقلمي. rolleyes.gif


الموضوع الأصلي: و عُدتُ من جديد! - بِقلمي. || الكاتب: مُغترب || المصدر: منتديات كوفي كوب

كلمات البحث

جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ، واجبات ، ملخصات ، ملازم ، أسئلة ، جامعة ، كوفي كوب





, uE]jE lk []d]! - fArgld>





رد مع اقتباس