اليوم يومٌ شاقٌ جدًا،
كنتُ أُحاول جاهدًا أن أُركِز في الشرح ..
على الرغمِ من أنّ صداع الرأسِ قد أنهى لي حيويتي صباحًا!
فقد كان مُعلم اللغة الإنجليزية ينظرُ إليّ بنظراتِ شفقة،
كما لو أنها يقرأ في عينيّ التعب والإرهاق -أكرهُ تلك النظرات-،
أمّا في حصةِ الرياضيات ..
فقد غافلني المُعلم .. وسألني عن مُصطلحٍ قد نسيته،
لكنّ زميلي علي قد أنقذني قبل أن أقوم وقال لي :
هي عبارة تحتوي على أكثر من معادلة نسبية.
وفي ذلك الحين .. كأنّ المُعلم قد أحسّ بشيءٍ من الريبة،
وسألني مرةً أخرى : ما هي المعادلة النسبية؟
حسنًا، قُلتُ ما أتذكره .. ولله الحمد كانت ذاكرتي ما زالت تعمل :
هي النسبة بين كثيرتي حدود.
أكره تلك اللحظات التي يُغافلني فيها الأستاذ!
في حصةِ الكيمياء .. كالعادة!
لا شيء سوى التهزيء والصراخ ..
إلقاء مزحةٍ في حصته من المُستحيلات السبع!
هو له الحقُّ أن يمزح ويمرح .. وليس لنا الحقُّ في الضحك،
حسنًا .. ليس هناك ما يضرُّ حقيقةً سوى أنّ الفصل يكونُ مكتومًا تقريبًا!
في حصةِ الفراغِ تلك .. حاول مُعلم الرياضات فينا؛
لِـ تنظيف الجدران من ذكريات الطُلّاب السابقين الذين كانوا يسكنون هذا الفصل،
لكننا لم نفعل أبدًا، أمّا في الحصةِ الخامسة .. حصةُ اللغة العربية،
أخذنا درسًا صغيرًا في الأدب .. ومن بعدها أصرّ المُعلم أن ننظف جدران الفصل،
في هذهِ المرةِ فعلنا .. ومن ثُمّ طرح علينا صفقة :
لن أعطيكم درسًا غدًا حينما تأتوني بأدواتِ تنظيف لِـ ننظف الفصل!
سنفعلُ ذلك لا محالة!
وبعدها .. في حصةِ الأحياء،
كنتُ شبه ميتٍ في النهاية .. وبدأت رحلةُ العطاس هُناك!
والجو كان حارًا جدًا.
+
مكيّفا الفصل قد انفجرا، يا إلهي!
ما الذي سنفعله أثناء الصيف الحار؟
وفي كلِّ مرةٍ يأتون يقولون :
المكيف ما بوه إلّا العافية.
ما بوه إلّا الطل بوجيههم.