حينما كانت ترقُد على السرير الأبيض، في ذلك المشفى اللعين !
وحينما كانت غير قادرةٍ على التحرك أو الكلام ..
كنتُ أقول دائمًا لِـ عابسي الوجه :
" ما بالكم ؟ إنّ ذلك ليس إلّا تأثيرات العملية .. أو تأثيرات المُخدر !
ستقومُ مرةً أخرى بيننا ... تضحكُ وتمرح !
ستعودُ للإتِصال مرةً أخرى إلى بيتنا وتقول : ( هلا زينب .. وين أمش ؟ )
وأردُّ عليها بضحكةٍ خفيفة : ( أنا أحمد ! ) "
لن تعود، أبدًا لن تعود !
أحيانًا تفاؤلنا الزائد عن حده يُوقعنا في صدماتٍ كبيرة،
وهذا ما حدث لي .. تفائلتُ بشفائها، ولكن ما حدث هو العكس تمامًا !
لـ رُبما علاقتي بها تكونُ طفيفةً إلى حدٍ ما،
ولكن يكفيني روحها المرحة .. صوتها الحنون !
لـ رُبما كان ذلك رحمةً من ربِّ العالمين لها،
بدلًا مِن أن تعيش نصف حيّة ونصف ميّتة !
رحمكِ الله.