عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-11, 03:23 AM   #4
мαιαќ ..♡
كوفي مميز
..}{ملآك}{..سابقاً


الصورة الرمزية мαιαќ ..♡
мαιαќ ..♡ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3677
 تاريخ التسجيل :  Jan 2011
 المشاركات : 1,141 [ + ]
 التقييم :  748
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: مواعض رمضانيه لفضيلت الشيخ خالد بن عبد الرحمن



الموعظة الرابعة
ذِكْرُ النَّـارِ فِي القُـرْآنِ






أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أياماً مَّعدوداتٍ)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أحبابي الكرام، في هذا اللقاء سوف نتكلم إن شاء الله تعالى عن ذكر النار في القرآن، عن ذكر النار في القرآن.
ولو تأملنا في حياة رسولنا صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغب عن باله ذكر النار.
تصوّر من أن يصبح إلى أن يمسي -صلى الله عليه وسلم- وهو يستعيذ الله سبحانه وتعالى من النار.
فنجد مثلًا على سبيل المثال، نجد في أذكار الصباح والمساء الاستعاذة بالله من النار، وهو الدعاء المعروف: (أصبحنا وأصبح الملك لله والحمدلله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، رب أعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك -هنا الشاهد- من عذاب في النار وعذاب في القبر).
فتصور أن الرسول عليه الصلاة والسلام في كل يوم، في كل صباح وفي كل مساء يستعيذ بالله جل وعلا من النار.
كذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم بعد التحيات وقبل التسليم كان -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من النار، فقد علمنا عليه الصلاة والسلام أن نقول بعد التحيات: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال).
بل لم يغب ذكر النار عن بال النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبل النوم، حتى قبل النوم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن وقال: (رب قني عذابك يوم تبعث عبادك) يقولها مرة أو ثلاث مرات، صلى الله عليه وسلم.
بل كان من أكثر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، تصوروا، أكثر دعاء الرسول كما أخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه: (ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
إذن ذكر النار كان له مساحة كبيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وفي فكره وفي قلبه، لا يغيب عن باله وذكره تذكر النار، وهكذا ينبغي على المسلم أنه دائمًا يتذكر النار، وبين كل فترة وفترة يسمع محاضرة عن ذكر النار، أو يقرأ كتابًا عن صفة النار، لماذا ؟ حتى يزداد خوفًا من الله سبحانه وتعالى, حتى لا ينغمس في هذه الدنيا بشهواتها وملذاتها والمعاصي و ينسى ذكر الآخرة.

في هذا اللقاء سوف أتطرق أو أُلقي بعض الضوء حول بعض الآيات التي ذكرت النار أو عن أحوال أهل النار، نذكر فقط الآيات وليس الأحاديث.

منها على سبيل المثال، يقول ربنا سبحانه وتعالى: (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ)، تصور إنسان ثيابه من نار، ثياب أهل النار، قطعت لهم -أي فصلت لهم- ثياب من نار.
ليس هكذا، نُكمل الآية: (يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ)، نعوذ بالله! يصب فوق رؤوسهم -يعني أهل النار- الحميم، ما هو الحميم ؟
الحميم: الماء الذي اشتدت حرارته وغليانه، وأنا أضرب لكم مثال: الآن لو جلس شخص مثلًا تحت مصب الماء، تحت مصب ماء، وهذا الماء ليس حاراً، ماء دافئ لمدة ساعة، ما نقول يوم أو أسبوع، ساعة، وكل دقيقة يقطر قطرة واحدة، هو ليس في عذاب، ولكن عذاب نفسي، يتألم يشعر بالتعب، حتى لو قطرة، كل دقيقة أو خمس دقائق قطرة، كل دقيقة أو خمس دقائق قطرة، لمدة ساعة، ماذا يحدث لهذا الإنسان؟ يتعذب نفسيًّا، كيف بنار جهنم !
يُصب من فوق رؤوسهم الحميم، نُكمل الآية، ثالثًا (يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ)، يعني تصور من شدة الحرارة عندما يصب من فوق رؤوسهم الحميم، هذا الحميم الذي يصب فوق رؤوسهم يصهر ما في بطونهم, يعني يذوب ما في بطونهم من شدة الحرارة والغليان، حتى أن الجلود تذوب, نسأل الله السلامة والعافية!

( يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) )، المقامع: المطارق.
تصور مطارق من حديد، ولهم مطارق من حديد، ( كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا)، يُضرب على رأسه بالمطرقة، نسأل الله السلامة والعافية!
في آية أخرى، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم في سورة (محمد) عليه الصلاة والسلام: ( وَسُقُوا مَاءً حميمًا فَقَطَّعَ أمْعَاءَهُمْ )، تصور يُسقون!
إذن هو مو فقط يصب فوق رأسه الحميم، لا، حتى يشرب الماء الحميم الحار.
تصور الآن، أنا أحب أضرب الأمثلة حتى أصور لكم هذا المشهد، هو تقريبي لكنه هو ما يأتي حد نار جهنم، لأن نار جهنم كما ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام أكثر من نار الدنيا بسبعين ضعف.
تصور لو طُلب منك الآن أن تشرب فنجان الشاي أو القهوة بسرعة، ماذا يحدث لك؟ تتقطع أمعاؤك، فكيف بنار جهنم !
(وَسُقُوا مَاءً حميمًا فَقَطَّعَ أمْعَاءَهُمْ)، استشعر هذه الآية، استشعر هذا الموقف، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال؟ قال: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا"، لكن المشكلة نحن ما نعلم مثل ما يعلم الرسول عليه الصلاة والسلام.
كذلك ذكر الله سبحانه وتعالى، قال لهم: (مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ)، تصور فراش، أهل النار لهم فراش من نار، المهاد هو الفراش.
(وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ)، يعني اللحاف من نار، إذن لهم ثياب من نار، لهم فراش من نار، لهم مقامع من حديد.
في آية أخرى يذكر ربنا سبحانه وتعالى، وهو يبين لك كيف أن أهل النار -والعياذ بالله- أعظم أمنية يتمناها أهل النار ما هي أحبابي؟ الموت!
كما أن الكفار الآن أعظم أمنية يتمنونها الحياة، في نار جهنم أعظم أمنية يتمنونها –تصوروا- هي الموت!
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا)، يعني لا هو ميت, ولا يخفف عليه من عذابها، يعني تصور البشر مهما وصلوا إليه من التكنولوجيا -إن صح التعبير- من تعذيب البشر، كم يعذبونك؟ شهر، شهرين؟ بعدين تموت وانتهت المشكلة.
لكن عذاب النار تصوروا ليس له نهاية! تصور إنسان يُعذب سنين طويلة، ليس هناك استراحة في نار جهنم, يستريح الظهر, يستريح الجمعة والا الخميس، أعطوني حبة بنادول أرتاح قليلًا، لا!
في نار جهنم تصور الإنسان أربعة وعشرين ساعة يعذب، في كل لحظة في كل ثانية.
الآن لو واحد منا صدّع رأسه لمدة يوم ماذا يحدث له؟ يكره الحياة يكره الدنيا.
كيف -نسأل الله السلامة- إنسان يعذب سنين، ما له نهاية! الكفار المشركين ما له نهاية، المؤمنين يعذبون على حسب ذنوبهم.

(لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) تصور! (وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا)، ما يخفف، يعني في السنة القادمة، السنة اللي بعدها، بعد عشرين سنة، بعد مئة سنة، هو العذاب نفسه، هو العذاب، ما يتغير عذاب جهنم، نسأل الله السلامة والعافية.

فلهذا أحبابي الكرام ينبغي علينا دائمًا أن نتذكر النار، وأن نستعيذ بالله جل وعلا من النار، ولهذا الله سبحانه وتعالى ذكر في آية أخرى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) خل (دعنا) نموت, خل نرتاح، تعبنا من العذاب، (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ)، مالك من هو ؟ مالك هو خازن النار، (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ)، يريدون أن ينتهوا من الحياة، فيرد عليهم (إِنّكُمْ مّاكِثُونَ * لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقّ وَلَـَكِنّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقّ كَارِهُونَ).
فلهذا -أنا أحب أن أضرب أمثلة أحبابي الكرام- تصور لو جاء شخص بإبرة، إبرة ولا شي، وبدأ يضربها في جسدك أو في عينك أو في المواطن الحساسة في جسدك، ماذا يحدث لك؟ تشعر بعذاب.
لو قيل لك تضع جمرة صغيرة في يدك؟
فتصوروا أحبابي الكرام يعني نار جهنم لا توصف، (فَيَوْمَئِذٍ) كما قال سبحانه وتعالى (لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ), لا أحد يستطيع أن يعذب مثل عذاب الله سبحانه وتعالى، والآيات في ذلك كثيرة التي يذكر فيها ربنا سبحانه وتعالى عن عذاب النار وعن أحوال أهل النار، فما على المؤمن إلا أن يتدبر هذه الآيات، على الأقل، أقل شيء كل شهر تقرأ عن النار، كل شهر تسمع شريط عن ذكر النار، حتى النفس تخاف وترتدع, ويأخذ الإنسان حذره من الوقوع في المعاصي أو ترك الواجبات.

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعيذني وإياكم من عذاب النار.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.