عرض مشاركة واحدة
قديم 09-03-08, 08:08 AM   #18
إحساس شرقاويه
كوفي مميز


الصورة الرمزية إحساس شرقاويه
إحساس شرقاويه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19
 تاريخ التسجيل :  Aug 2008
 المشاركات : 1,247 [ + ]
 التقييم :  130837
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أخطاء عند الصوم



قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }( البقرة:183) . فالغاية من الصوم ليس إدخال الضرر والمشقة على العباد بفرضيته ، وإنما فرض لتزكية النفوس ، وتهذيب الأخلاق ، وكلما كان الصوم موافقاً لشرع الله وأحكامه أدى الثمرة المرجوة منه، لذلك كان على العبد أن يتعلم من أحكامه ما يرفع به الجهل به عن نفسه ، كي يعبد الله على بصيرة ، فيؤدي ما أمره الله به على الوجه الذي أراد .
لكن كثيرا من الصائمين يُقدِمون على الصوم وهم جاهلون بأحكامه وآدابه ، فتقع منهم الأخطاء والهفوات فى غير معرفة بها .
ونحاول في هذا المقال أن نعرض لبعض هذه الأخطاء الشائعة حتى يتنبه لها المسلم ، ويحذرها ، فمن تلك الأخطاء :
أولاً - الأخطاء التي تقع عند استقبال شهر رمضان :
1- من الأخطاء التي تقع عند استقبال شهر رمضان المبارك ، إحياء لياليه الأولى بالاحتفالات البدعية ، فيجتمع الناس في المساجد ، ويضربون بالدف ، وينشدون الغناء ، احتفاءً وابتهاجاً بقدوم الشهر الكريم ، وكل ذلك لم يرد عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ، ولا فعله الصحابة المهتدون ، ولا أمر به الأئمة المتبعون ، والواجب على المسلم في عبادته الاتباع وترك الابتداع ، وأن يحرص عند قدوم شهر رمضان على التشمير عن ساعد الجد بالمسارعة في العبادة والعمل الصالح ، تحقيقا لقوله تعالى : { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات } ( البقرة: 148) .

2- ومن الأخطاء أيضاً ما أوحى الشيطان به لأهل الفن والرياضة من تكثيف نشاطهم في هذا الشهر المبارك ، فتتنافس القنوات على تقديم اللهو الرخيص ، والفن المبتذل في شهر الطاعة والصيام . وكذلك الحال مع أهل الرياضة ، حيث يفعّلون نشاطهم ، ويكثفونه ، مما يصرف جماهير من المسلمين عن الإكثار من الطاعات إلى مسالك العبث واللهو .
3- ومن الأخطاء الخطيرة - التي لا تقع إلا ممن ضعف إيمانه - التأفف من دخول الشهر الكريم ، وتمني ذهابه وسرعة زواله ، وذلك لما يشعرون به من ثقل الطاعة على نفوسهم التي لم تألف هذه العبادة العظيمة .



مفطرات الصيام


المفطرات الحسية

1- إن المفطرات الحسية التي تنافي هذا الصيام معروفة وأهمها الأكل والشراب والنكاح ولكن يعفى مثلا عن الناس فإذا فعل شيئاً منها ناسياً عفي عنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح ، ( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ) ونأتي والشراب إذا افطر بهما فليس عليه إلا القضاء إذا أفطر لعذر أما اذا أفطر لغير عذر فقد وقع في ذنب كبير كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ( من أفطر يوماً في رمضان من غير عذر لم يفضه عنه صيام الدهر وإن صامه ) .
فالذي يفطر في شهر رمضان متعمداً دون أن يكون له عذر من مرض أو سفر ، او نحو ذلك فإنه قد تهاون بهذا الركن ، واقدم على ما يفسده فهو كمن يترك الصلاة عمداً .
ويذهب بعض العلماء إلى كفر من أفطر من غير عذر ولا حاجة به إلى الإفطار ، وإنما هو تهاون وكذلك من ترك الصلاة بدون عذر فيذهب أيضاً بعض العلماء إلى أنه كافر لكونه تهاون بما فرضه الله دون أن يكون له عذر ولكن مع ذلك عليه التوبة وعليه الإنابة وعدم العودة إلى هذا الفعل ، وعليه إكمال شهره والمحافظة عليه في بقية عمره .

2-النكاح إذا جامع الرجل أهله في نهار رمضان فإن عليه مع القضاء الكفارة التي هي كفارة الظهار ، التي ذكرها الله تعالى في أو سورة المجادلة فقال تعالى ( والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير ، فمن لم يجد فصيام شهرين متتالين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكيناً ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم ).
فكذلك كفارة المواقع أهله في نهار رمضان ، ويقع هذا كثيراً مع من ينامون مع أزواجهم بعد صلاة الفجر لا يملك أحدهم نفسه وخاصة إذا كان لا ينام مع أهله في الليل ، فاذا نام في النهار لم يأمن أن تثور منه الشهوة فلذلك ينصح العبد المسلم أن ينام مع أهله في الليل حتى يعطى نفسه شهوته المباحة ، ويسلم من تناول هذه الشهوة المحرمة في النهار والتي توقعه في كفارة كبيرة .



مفطرات أخرى

3-القيء : ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال ( من استقاء عمداً فعليه القضاء ومن ذرعه القيء فلا قضاء عليه ) .

فمن تعمد إخراج القيء فإنه يقضي لكونه تعمد إخراج ما يفطر صومه ، ومن غلبه وخرج قهراً فلا قضاء عليه لكونه لم يتسبب في ذلك .

4- إخراج الدم : إذا خرج الدم من غلبه فإنه لا قضاء عليه ، وإذا تعمد إخراجه فالقياس أنه يطر كالقيء ولكنه إذا خرج بدون اختيار منه ، أو كان بحاجة إلى ذلك كخلع ضرس ونحوه ، فله أن يحتفظ عن دخوله مع ريقه أو ابتلاع شئ ، فإن تحفظ فالصحيح أيضاً أنه لا يؤثر على صومه .

5- الحجامة : ذهب الإمام أحمد إلى أن الحجامة تفطر واستدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( افطر الحاجم والمحجوم ) وهو حديث متواتر رواه عدد من الصحابة كما شرح الزركشي ولو لم يكن منه شئ في الصحيحين ولكنه منه أحاديث ثابتة عن شداد وثوبان وغيرهما لا طعن فيها على الصحيح وفطر الحجم في ذلك الوقت لأنه يمتص الدم ويكرر امتصاصه ، فيختلط بريقه فلا يؤمن أن يبتلع منه شيء ولكن في هذه الأزمنة محاجم ليس فيها امتصاص ، إنما هي آلات يضغط عليها فتمسكه ، وتمتص الدم ففي هذه الحال قد يقال لا يفطر الحاجم إلا أن يكون لتسببه في إفطار غيره . وأما المحجوم فإنه يفطر لخروج هذا الدم الكثير منه فيقاس على خروج دم الحيض .

6- نقل الدم بالإبرة : لو أخذ الدم فيما يسمى بالتحليل ، أو التبرع لمنحه للمريض فإذا كان هذا الدم كثيراً فإنه يلحق بالحجامة ، وأما الدم القليل بالإبرة ، وما يؤخذ للتحليل فالصحيح أنه لا يفطر لكونه ليس حجامة ولا يلحق بها .

7- الضرب بالإبرة : وفيه تفصيل فإذا كانت الحقنة مغذية ومقوية فإنها تفطر ، وذلك لقيامها قام والشراب فالمغذي هو الذي يدخل مع العروق ويقوم مقام الطعام البدن قوة فنطر لانها قامت مقام الأكل وأنابت عنه ، وأما الإبر التي تسري في العروق وتعم أغلب البدن ويظهر الإحساس بها داخل الجسم وظاهره فالأقرب أنها تفطر مطلقاً ، أما الإبر الأخرى التي هي إبر يسيرة للتهدئة أو لتصفية الجسم، أو ما أشبه ذلك فالأولي والصحيح أنها لا بأس بها ولا تفطر الصائم .


المفطرات المعنوية

كما أن على الصائم أن يمسك عن المفطرات الحسية كالأكل والشرب وغيره فإن عليه أيضاً أن يمسك عن المفطرات المعنوية التي تنقص الصيام كما ورد في الحديث الشريف ( ليس الصيام عن الطعام والشراب إنما الصيام عن اللغو والرفث ) .
فعلى الصائم أن يمسك عن الكلام السئ الذي فيه مضرة عليه ومشقة حتى يجوز أجر الصيام كما تقدم .