عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-09, 11:54 PM   #3
т ғ κ ε ε я
كوفي خيالي


الصورة الرمزية т ғ κ ε ε я
т ғ κ ε ε я غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 746
 تاريخ التسجيل :  May 2009
 المشاركات : 6,768 [ + ]
 التقييم :  534720
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ●» الإعِـجاز العلٍَِـمي في القران والسسٍـٍنة ™






العفو عن الناس من شيم الكرام، والعفو عنهم عند المقدرة من شيم المحسنين، والعفو عنهم مع الإصلاح من شيم المؤمنين، وقد وضع الله سبحانه وتعالى في ذلك قاعدة كلية فقال سبحانه في سورة الشورى:
( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين، ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل، إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم عذاب أليم، ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )
[الشورى: 40 ـ 43].

ابن السعدي والقاعدة السابقة:

كتب الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي في كتابه: مجموع الفوائد واقتناص الأوابد كلاماً طيباً، وفائدة مفيدة في العفو عن الناس فقال:

ـ العفو عن الناس إذا أساؤوا إليك كله محمود، وخصوصاً من لهم حق متأكد
( عليك ) من ولادة وقرابة وصداقة ونحوها.

ـ وأخص من ذلك من كانت إساءتهم إليك صادرة عن مقصد حسن هو فيه غالط في أصله أو مقداره.

ـ وكان بعضهم يقول: كل من أساء إلي بقول أو فعل أو اعتراض، وقصده بذلك وجه الله، أو كان قصده مشوباً بعضه لله وبعضه تبع لغرض النفس، فهو مني في حل، وقد سامحته لله الذي للمسيىء إلى نوع احتساب، وإن كان مخطئاً أو مزوراً عليه أو نانياً على قول الطائفة التي عرفت بالاعتراض على، فكل هذه الأقسام قد سامحته لله علمت بإساءته أو جهلتها.

المسيء عن قصد:

ثم قال ـ رحمه الله ـ: وأما من ليس له من المقاصد إلا الأغراض النفسية والعدوان المتمخض الذي يعلمه من نفسه، فهذا لا أقابله بإساءته وأمره إلى الله، ومن وصل إلى هذه الحالة، فليحمد الله على هذه النعمة الكبرى، وعلى راحة الضمير، وعلى كثرة ما يجني من الخير، وعلى ما يرجى له من جزاء ربه له ومعاملته له، وأنه يرجى أن يكمل له النواقص ويعفو عما مزج فيه العبد أغراضه وشهواته النفسية مع داعي الإخلاص.

العفو عن المفسد:

ثم قال ـ رحمه الله ـ: ويستثنى من هذا الأصل العفو عن المجرم المفسد المتمرد الذي العفو عنه مما يزيده في عتوه وتمرده، فالواجب في مثل هذا الردع والزجر بكل ممكن ولعل هذا يؤخذ من القيد الذي ذكره الله بقوله: ( فمن عفا وأصلح ) فشرط الله أن يكون العفو فيه صلاحاً، فأما العفو الذي لا صلاح فيه، بل فيه ضده، فهو منهي عنه. والله أعلم.

صور من عفو المصطفى صلى الله عليه وسلم:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) متفق عليه.

وهنا قمة التسامح والعفو عن الجاهلين الذين لا يعلمون.


حديثنا اليوم عن القاعدة الذهبية في تقوى الله ومراقبته والمحافظة على ذلك والعمل بمقتضاه، فنحن أحوج ما نكون إلى تقوى الله وطاعته، والمداومة على الامتثال لأوامره، والعمل على محو سيئاتنا بالحسنات، وأن ينعكس ذلك على سلوكنا فتتحسن أخلاقنا وتنصلح أعمالنا.

القاعدة الذهبية

قعّد رسول الله صلى الله عليه وسلم القاعدة العامة في تقوى الله ومراقبته الدائمة، فقال صلى الله عليه وسلم: ( اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلقٍ حسن ). حديث حسن أو حسن صحيح.


أهمية القاعدة السابقة:

إذا طبق كل مسلم هذه القاعدة النبوية في حياته: ( اتق الله حيثما كنت ) أنصلح حال الأمة الإسلامية، فإذا اتقى كل منا ربه في عمله، وبيته، وفي الشارع، ووحيداً ومع الناس ما رأينا هذه الظواهر السلبية في حياة المسلمين من تضييع للأوقات والأموال والأعمار والأولاد والزوجات وانتهاك للحرمات، من هنا كانت هذه هي القاعدة الذهبية في تقوى الله ومراقبته والعمل على طاعته.


أصل التقوى كما قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم هي: أن يجعل العبد بينه وبين ربه ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وهو فعل طاعته واجتناب معاصية، وإذا أضيفت التقوى إليه سبحانه كما في قوله تعالى: ( واتقوا الله الذي إليه تحشرون ). وقوله تعالى: ( واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون ). فالمعنى اتقوا سخطه وغضبه وهو أعظم ما يتقى وعن ذلك ينشأ عقابه الدنيوي والأخروي. قال تعالى: ( ويحذركم الله نفسه ). وقال: ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ). فهو سبحانه أهل أن يخشى ويهاب ويجل ويعظم في صدور عباده حتى يعبدوه ويطيعوه لما يستحقه من الإجلال والإكرام وصفات الكبرياء والعظمة وقوة البطش وشدة البأس.

ويدخل في التقوى فعل الواجبات وترك المحرمات والشبهات وربما دخل فيها بعد ذلك فعل المندوبات وترك المكروهات وهي أعلى درجات التقوى.

قال الحسن: المتقون اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض الله عليهم.

وقال عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ: ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل، والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله، فمن رزق بعض ذلك خيراً فهو خير إلى خير.

وقال أبو الدرداء: تمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى يترك بعض ما يرى أنه خلال، خشية أن يكون حراماً حجاباً بينه وبين الحرام فإن الله قد بيّن للعباد الذي يصيرهم إليه فقال: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرّاً يره ).
فلا تحقرن شيئاً من الخير أن تفعله ولا شيئاً من الشر أن تتقيه.


على العبد إذا أحدث ذنباً أن يتبعه بعمل صالح عسى الله أن يكفر عنه سيئاته. وخالق الناس بخلق حسن.

مخالفة الناس بخلق حسن من خصال التقوى ولا تتم التقوى إلا به.

قال ابن رجب: وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلى بيانه فإن كثيراً من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله، دون حق عباده فنص له على الأمر بإحسان العشرة للناس. والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جداً لا يقوى عليه إلا الكمل من الأنبياء والصديقين.

قال الحارث المحاسبي: ثلاثة أشياء عزيزة أو معدومة: حسن الوجه مع الصيانة وحسن الخلق مع الديانة، وحسن الإخاء مع الأمانة.

وحسن الخلق أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك.

الخلاصة:

وهكذا أخي المسلم عليك أن تتقي الله في كل عمل تقوم به، وفي كل مكان توجد فيه فالله يراك ويعلم ما تضع، وعليك أن تعامل الناس معاملة إسلامية حسنة وهذا كله من تقوى الله وطاعته ومراقبته.




 
آخر تعديل بواسطة إحساس ، 10-28-10 الساعة 11:29 AM