وراء كل مصاب منفعة
سَتَمُر عَلَيْك أياماً صَعْبَة لِلْغَايَة، حيث تتالى عليكَ الْمِحَن ومن الممكن أن تَقِفَ تارةً عَاجِز أَمَامَهَا، ولَكِنْ عليك دائما أن تعيد تأسيس أفكارك وأن تخرج كل الذكريات المؤلمة من حياتك، ستمر عليك تلك اللحظات وكأنها دهر ستتعب جَسَدِيًّا ونفسياً، هذا أمر مؤكد لا محالة، مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ تعاني من الاكتئاب وأن تَبْحَث عَنْ نَفْسك الَّتِي تَعْتَقِد أنّك فقدتها مع هؤلاء الْأَشْخَاص، لَكِنْ بَعْدَ قَلِيلٍ مِنْ الْوَقْتِ ستستطيع التَّفْكِير بِطَرِيقِه مُخْتَلِفَةٌ ، ستحكم عَقْلِك لَا قَلْبِك ، سَتَعْلَم أَنَّ مَا كَانَ لَك لَنْ يَذْهَبَ عَنْكَ، وَمَا ذَهَبَ عَنْكَ لِمَ يَكُنْ لَك مِنْ الْبِدَايَة،
سيقل شعورك بِالْوَجَع وَالْخَيْبَة، فَإِن أَصْعَب اللَّحَظَات ، هِي الْبِدَايَات.

ستظن بِأَنَّك أَصْبَحْت حَدّ الِانْتِهَاء ، لَسْت قَادِرٌ عَلَى النِّسْيَانِ وَلَا عَلَى الِاسْتِمْرَارِ، في تلك اللحظة بالذات، ستساعد نفسك للنسيان والتخطي، لأن الاحتفاظ بهذا الألم والذكريات يجعلك تبقى عالق في الماضي.

كُلَّمَا حَكَمْت عَقْلِك وَفَكَّرْت بِأَنَّ مَا أَصَابَك مُصَابٌ إلَّا لحكمةٍ يَعْلَمُهَا اللَّه ، ستشعر بِشَكْل أَفْضَل وستتعلم أَنْ تَكُونَ أَقْوَى بَعْدَ كُلِّ ضَرْبَةٍ تلقاها.